سعد عنتر سعد مراقب
الجنس : عدد المساهمات : 2517 نقاط : 6975 العمر : 33
| موضوع: مفهوم القصة والرواية السبت 9 يناير 2010 - 3:35 | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مفهوم القصة والرواية
خلال تصفحي في المنتدى وتجولي فيه لاحظت أن بعض أعضاء منتديات أوطاني الحرة لا يفرقون بين القصص والروايات وبين المواضيع
العامة وبين الشعر والخواطر لذلك قررت أن أحاول تقريب لكم هذه المفاهيم وأتمنى عدم تكرار نفس الأخطاء.
مفهوم الرواية
الرواية قصة خيالية نثرية طويلة؛ وهي من أشهر أنواع الأدب النثريّ. وتقدّم الروايات قصصًا شائقة تساعد القارئ،
في معظمها، على التفكير في القضايا الأخلاقية والإجتماعية أو الفلسفية، كما يحث بعضها على الإصلاح،
ويهتم بعضها الآخر بتقديم معلومات عن موضوعات غير مألوفة، وتكشف جوهَر المألوف. ومن الرِّوايات مايكون
هدفه مجرد الإمتاع والتَّسلية.
تُغطي الموضوعات التي تتناولها الروايات حيّزيّ التجارب الإنسانية والخيال. فبعض الروايات تصوّر أشخاصًا وحوادث
من واقع الحياة. وكتَّاب هذه الروايات الواقعية يسعون لتصوير الحياة كما هي، على حين أن الرواية النفسية تركز
على أفكار ومشاعر واحد أو أكثر من شخصياتها. وعلى عكس الرواية الواقعية، فإن الرواية الرومانسية تقدّم
صورًا مثالية للحياة كما تستكشف بعض الروايات علمًا خياليًا مثل: قصص الخيال العلمي التي تصف أحداثـًا
مستقبلية أو كواكب أخرى. أما الرواية البوليسية فتعدُّ أشهر الروايات وأحبها عند بعض القُرّاء.
إن للرواية ـ بوصفها شكلاً أدبيًا ـ أربع سمات أساسية تميزها عن باقي الأنماط الأدبية هي: 1- شكل أدبي
سرديّ يحكيه راوٍ، وبهذا تختلف عن المسرحية التي تُحكى قصتها من خلال أقوال وأفعال شخصياتها 2- أطول من
القصة القصيرة وتُغطي فترة زمنية أطول وتضم عددًا من الشخصيات أكثر 3- تكتب في لغة نثرية 4- عمل قوامه
الخيال، وبذلك تختلف عن التأريخ والسيرة الذاتية اللذين يحكيان عن أحداث وأشخاص حقيقية.
وقد يبني بعض الروائيين أعمالهم على أحداث أو حياة لأشخاص حقيقيين، لكنّ إبداعهم يكمن في إيراد أحداث أو
شخصيات لا تمت إلى الحقيقة بصلة. ولذا فالرواية جزئيًا ـ إن لم يكن كليًا ـ من نسج خيال المؤلّف
مفهوم القصة
السرد مصطلح يشمل عدداً من الفنون الإبداعية،إلا أن أبرزها الرواية والقصة القصيرة،ويعتقد البعض أن الرواية
تأتي تطوراً لفن القصة القصيرة على إعتبار التشابه الكبير بينهما،وأن الرواية تفصيل أكبر في الأحداث والشخوص والزمن.
غير أن الحقيقة خلاف ذلك..
فالقصة القصيرة في الواقع هي التي خرجت من رحم الرواية،وحدث ذلك نتيجة أسباب عديدة،يأتي منها نشأة
الصحافة التي كانت بحاجة إلى أعمال سردية قصيرة يمكن نشرها في زواياها بدلاً من نشر روايات طويلة
مسلسلة على مدى زمن طويل،والقصة القصيرة والرواية يجمعهما مصطلح واحد وهو مصطلح (القصة) وهذا
المصطلح أكثر تحديداً من مصطلح السرد الفضفاض،فحين نطلق مصطلح القصة،فإن الإشارة تكون للرواية والقصة
القصيرة وتدخل معهما القصة القصيرة جداً. والأقصوصة وهو مصطلح لا يزال متأرجحاً في دلالته..
تهدف هذه الزواية إلى التعريف الموجز بفن القصة القصيرة وابرز تقنياتها في محاولة لتقريب هذا الفن لإفهام
أولئك الذين لايشعرون أن لديهم ولديهن ملكة السرد.لكنهم جميعا بحاجة إلى معرفة أصول وتقنيات هذا الفن المراوغ..
كثيرون يكتبون كلاماً سردياً ونثراً محكياً،لكن القليل منه يدخل تحت فن القصة القصيرة،ولكثرة الذين يكتبون
حكايات أصبحت القصة القصيرة فن من لايحسن الإبداع..فالذكريات والسيرة الذاتية والخاطرة والرؤية للناس
والأشياء كتابات ينتجها البعض ويُعتقد أنه يكتب قصة قصيرة،حتى غدت القصة القصيرة خيار المبدعين كما هو
الحال مع بحر الرجز بالنسبة لمن يكتبون الشعر،حيث يسميه النقاد "حمار الشعراء"!!
القصة القصيرة جديدة في الأدب،وقد تم تأصيلها في السنوات الأولى من القرن التاسع عشر وبعد خمسين عاماً
من ظهورها بلغت القصة القصيرة مرحلة النضج في أعمال عدد من الكتاب في آداب مختلفة،ثم إزدهرت بحيث
وصلت إلى أكبر قدر من التعبير المكثف الذي عرفته القصة القصيرة وتمثل ذلك في أعمال عدد من الكتاب
المحدثين الكبار في بداية ومنتصف القرن العشرين.
غير أن الإشكالية الكبرى تتصل بفن القصة القصيرة ،أصوله،مفهومه،نظرياته،تقنياته...الخ،وهي إشكالية لعلها
تبرز في هذا الفن أكثر من أي فن أدبي آخر وفي الواقع أنه لم تسد نظرية لشكل القصة القصيرة،بل إن معظم
سمات هذا الفن جاء بها الممارسون له من الكتاب..
في البدء يمكن لنا أن نلاحظ أن معظم الكتاب مبدعون ونقاد يركزون على مسألة السرد والرواية وكأنها التقنية
الوحيدة ،، دون ريب السرد هو البوابة الرئيسية التي يدلف من خلالها كاتب القصة القصيرة وكذلك الرواية ،لكن
هناك معالم ودروباً أساسية لاتساعد في رفع المستوى التقني للقصة والرواية فحسب،بل من دونها لاتكون قصة قصيرة،إنما تصبح شيئا آخر..
وليس من الممكن الحديث عن القصة القصيرة بمعزل عن الرواية،فثمة تداخل بينهما،بل أن هناك من يرى أنه من
المستحيل تمييز القصة القصيرة من الرواية على أساس معين غير الطول وذلك بسبب إشتراكهما في التقنيات
القصصية،ويجدر التأكيد أنه لايوجد تحديد لطول أي منهما،كما أنه لايمكن لأحد أن يقول أن القصة القصيرة تتعامل
مع شخصيات أقل،أو فترة زمنية أقصر من الرواية وحيث أن هذه هي الحالة الغالبة فإن القصة ذات الصفحات
المحدودة يمكن أن تتناول عدداً كبيراً من الشخصيات خلال عقد أو أكثر من الزمن في حين أن الرواية الطويلة
يمكن أن تقصر نفسها على يوم واحد في حياة ثلاث أو أربع شخصيات..
وبالرغم من كل ذلك فإن هناك خطوطاً عريضة تتصل بتعريف فن القصة القصيرة،لابد من أعضاء منتديات أوطانى الحرة أن يكونوا على وعي بتقنياتها الأساسية لأنكم بذلك ستستفيدوا بشكل مبكر من الخلفية النظرية لهذا الفن الأدبي..وبالتالي البدء في خطواته بشكل سليم..ومن المهم جداً التأكيد على ضرورة القراءة المكثفة والواعية لنماذج مختلفة من القصة القصيرة مع التأكيد أن تكون القراءة لأسماء بارزة في عالم القصة القصيرة..على المستويات المحلية والعربية والعالمية.
أرجو التفريق والتقييد
تحياتي للجميع
| |
|