موضوع: تاريخ مدينة الجزائر الأحد 4 سبتمبر 2011 - 5:19
تاريخ مدينة الجزائر
وفقا للأسطورة اليونانية ، أسس الجزائر 20 من مرافقي هرقل الأمازيغي ، وإسمها الأصلي بالفينيقية هو ايكوسيم. يقال أن الاسم اليوناني إكوزيون (Ικοσιον) مستمد من الكلمة (εικοσι) اليونانية التي تعني عشرين.
كان الآب هاردوين أول من اقترح تحديد إكوسيوم بالجزائر العاصمة وأكد ذلك العثور على حطام مزهريات أصلية تعود للقرن الثالث قبل الميلاد في بئر عمقها عشرون متر في ديسمبر 1952 كما أكدت الحفريات أن تاريخ تأسيس إكوسيم يعود إلى ماقبل القرن الرابع قبل الميلاد.
إستوطن البونيقيون الموقع (إكوسيم) على الأقل منذ القرن الثالث قبل الميلاد وأطلقوا عليها اسم يكسم (Yksm) و يعتقد ان المقصود منه "جزيرة البوم" والتي ترجمت إلى اللاتينية إكوسيوم (Icosium)[28]. بقيت إكوسيم موقعا تجاريا صغيرا في الفترات الفينيقية والقرطاجية.
العصور القديمة
في عام 202 قبل الميلاد أدخلت المدينة تحت الهيمنة الرومانية وذلك بعد حلف تم بين سكيبيو الإفريقي وماسينيسا ضد قرطاج. وغير إسمها من ايكوسيم بالفينيقية إلى اللاتينية ليصبح اٍيكوسيوم (« جزيرة النورس ») تحت حكم يوبا الأول وبطليموس
حاول بطليموس الموريطني أن يسيطر على قبائل مغراوة الأمازيغية المتواجدة بكثرة في محيط إكوسيوم فقام بنقل جزء منهم إلى الشلف وحارب المقاومين البربر الذين أثارهم تاكفاريناس في نفس الوقت، بعد تيبريوس إرسال فسبازيان مستعمرة لوقف أعمال الشغب في إكوسيوم.
بعد تاكفاريناس قام فيرموس (بربري) بتحطيم إكوسيوم بمساعدة جميع القبائل البربرية التي تعيش في الجبال المحيطة وذلك في القرن الرابع الميلادي.
حوالى القرن الخامس الميلادي تم إدخال المسيحية إلى إكوسيوم. في 429 سقطت المدينة تحت سيطرة الوندال أثناء غزوهم لشمال أفريقيا وضلوا فيها حتى عام 442 حيث ثم عقد معاهدة سمحت لروما باسترجاع اِيكوسيوم وهذا مدة 100 سنة التي ضلها الونذال بالجزائر.
بعد 533 بالكاد سيطر عليها البيزنطيون فهوجموا من قبل قبائل البربر.
العصر الوسيط
أدخلت الفتوحات الإسلامية الإسلام إلى شمال أفريقيا عام 710م. في ذلك الوقت كانت المدينة خاضعة لحكم سلالة المغراويون الزناتة. كان زيري بن مناد الصنهاجي موالياً للفاطميين وقد أثبت شجاعته لهم عندما فاز على البربر الزناتة الخوارج (مغراوة، بنو يفرن ...إلخ). بعد وفات أبو يزيد استولى زيري بن مناد على المنطقة الوسطى وأسس آشير عاصمة للزيريين.
بحسب ابن خلدون منطقة الجزائر كان تسكنها صنهاجة مع حكم سلالة الزيريين (أوائل الصنهاجيين إحتلوا مناطق المسيلة، المدية والجزائر). بولوغين بن زيري وبتصريح من أبيه زيري بن مناد قام بتأسيس ثلاث مدن هي جزاير بني مزغنة، المدية ومليانة وذلك بعد طرد الزناتة.
قام بولوغين بن زيري بإعادة بناء إكوسيوم في منتصف القرن العاشر وذلك من خلال تحصين وتوسيع الموقع الذي كانت تحتله قبائل بني مزغنة وسماها جزاير بني مزغنة سنة 960 م.
استمرت الحرب بين الزناتيين وصنهاجة وفي أحد المعارك ضد المغراويين عام 971 م قتل زيري بن مناد وحمل رأسه إلى قرطبة من أجل الحصول على المساعدة في مواجهة جيش الزيريين الموالي للفاطميين وكانتقام لموت أبو يزيد. في هذه الأثناء عين الخليفة الفاطمي المعز لدين الله بولوغين ابن زيري خليفة على بلاد المغرب.
واصل بولوغين حربه ضد زناتة الذين طلبوا الدعم من أمويي قرطبة من أجل استعادة مناطقهم ومدنهم ومن بينها الجزائر لكن بولوغين في ذلك الوقت كان قد بسط سيطرته على كامل أرجاء بلاد المغرب من خلال اتباع تعليمات المعز لدين الله.
سيطر بولوغين على كامل مدن المغرب العربي وأصدر أوامره بالقضاء على جميع زناتة وأمر كذلك بجمع الضرائب من البربر بشدة السيف وهو الأمر الذي تسبب في سخط واحتجاج القبائل الأخرى. أثارت هذه السطوة غيرة كتامة فأعلنوا الحرب ضد الزيريين الذين قاموا بدحر مدينتي ميلة وسطيف. قبل الأمويون أخيراً دعم الزناتة من أجل استعادة مناطقهم بالخصوص من مغراوة ما دفع بولوغين للتراجع خاصة عند رؤية جيش زناتة كاملاً يقدم عن طريق البحر من أندلوسيا وهو يستقر في سبتة.
تلى وفات بولوغين ابن زيري عام 983 فترة طويلة من الهزائم للزيريين واسترجع مغراوة أراضيهم وهيبتهم في المغرب الأوسط وفي الغرب بفضل زيري بن عطية فبسطوا بذلك سيطرتهم على كامل مدن الوسط حتى طنجة غرباً.
الفاطميون الذين كانوا يخططون لإحتلال أندلوسيا تخلوا عن مشروعهم من أجل حماية مصر وباقي الأقاليم التابعة لهم. بقي للزيريين سيادة على أراضيهم في شرق الجزائر إلى جانب الحماديين (قبائل صنهاجة).
إستولى المرابطون على مدينة الجزائر بفضل يوسف بن تاشفين الذي هزم جميع قبائل الزناتة وبنى أول مسجد يتبع المذهب المالكي بالمدينة وهو الجامع الكبير سنة 1097. لم تنشب أي حرب بين المرابطين والزيريين فكلاهما من قبائل صنهاجة.
سنة 1151 إنتزع أمير الموحدين عبد المؤمن بن علي الكومي مدينة الجزائر من المرابطين ليوحد فيما بعد كل بلاد المغرب والأندلس تحت حكمه.
كانت المدينة لوقت طويل تتبع لتلمسان وذلك خلال حكم سلالات بني يفرن، المغراويون، المرابطين، الموحدين وزيانيين.
العصر الحديث
في وقت مبكر من 1302 كانت أسبانيا تحتل جزيرة الصخرة أمام ميناء الجزائر. وبعد ذلك كان هناك قدرا كبيرا من التجارة التي بدأت في التدفق بين الجزائر وأسبانيا. ولكن الجزائر استمرت تكون ذات أهمية ضئيلة نسبيا حتى بعد طرد الموريسكيين من إسبانيا (1492)، وكثير منهم لجؤوا إلى المدينة. بعد احتلالهم وهران وغيرها من المدن على الساحل الأفريقي. حاصر الأسبان المدينة وبنوا حصنا على جزيرة صغيرة في خليجها (جزيرة بينون) لقصف المدينة ومنع الإمدادات عنها وقاموا بفرض ضريبة لوقف نشاط القرصنة. عام 1510 فرناندو الكاثوليكي يستولي على مدينة الجزائر. 1516 يقوم سالم بن تومي قائد بني مزغنة بطلب الحصول المساعدة من الأتراك.
الحكم العثماني
عام 1516 يدعوا الأمير سليم التومي الأخوين القراصنة عروج وخير الدين بربروس لطرد الإسبان. جاء عروج إلى الجزائر حيث أمر باغتيال سليم التومي واستولى على المدينة طارداً الإسبان في معركة إسترجاع الجزائر (1516). خلف خير الدين عروج بعد إغتياله في معركة سقوط تلمسان (1517) ضد الإسبان. كان خير الدين مؤسس باشليك التي أصبحت فيما بعد بيليك الجزائر. فقد بربروس الجزائر عام 1524 لكنه استعادها في معركة إسترجاع الجزائر (1529) ثم دعي رسميا السلطان سليمان القانوني لقبول سيادته على الأرض وإلحاق الجزائر بالإمبراطورية العثمانية.
أصبحت الجزائر منذ ذلك الوقت المقر الرئيس للقراصنة البربر. سعى ملك أسبانيا والامبراطور الروماني المقدس شارل الخامس للاستيلاء على المدينة في معركة الجزائر (أكتوبر 1541) ولكن عاصفة دمرت عددا كبيرا من سفنه وجيشه المكون من 30.000 رجل من الأسبان أساساً فهزم من قبل الجزائريين تحت راية الباشا حسن.
كانت الجزائر رسميا جزءا من الامبراطورية العثمانية ولكنها في الواقع خارجة عن سيطرتها، بدءا من القرن 17 تحولت الجزائر إلى أعمال القرصنة والافتداء (أصبحت القرصنة النشاط الاقتصادي الرئيسي) نظرا لموقعها الحدودي على هامش المجالات الاقتصادية العثمانية والأوروبية وتبعاً للسيطرة المتزايدة لسفن الشحن الأوروبية بدعم من القوات البحرية الأوروبية. جرت محاولات متكررة من جانب دول مختلفة لإخضاع القراصنة الذين أضروا بالملاحة في غرب البحر الأبيض المتوسطواشتركوا في غارات الرق إلى أقصى الشمال حتى ايسلندا. خاضت الولايات المتحدة حربين (حرب البربر الأولى والثانية) ضد هجمات الجزائر على سفن الشحن البحري.
عندما كانت المدينة تحت السيطرة العثمانية كانت محاطة بسور من جميع الأطراف وحتى على طول الواجهة البحرية. كان يوجد في هذا السور خمسة أبواب تسمح بولوج المدينة وخمسة طرق واحد من من كل باب تعبر المدينة حتى تلتقي أمام مسجد كتشاوة. الطريق الرئيسي بالمدينة يمتد من الشمال إلى الجنوب ليقسمها إلى قسمين:
* المدينة العليا (آل-جبل، أو 'الجبل'): تتألف من حوالي خمسين حارة صغيرة من الأندلسيين، اليهود، المور والقبائل. * المدينة المنخفضة (الوطاء، أو 'الأرض المنبسطة'): وهي المركز الإداري والعسكري والتجاري للمدينة، يسكنها غالبية من الشخصيات التركية وغيرها من أسر الطبقة العليا. عام 1556 شيدت قلعة في أعلى مكان من السور. وفي القرن الثامن عشر استقل داي الجزائر بها عن تركيا.
في عام 1817، تم قصف المدينة من أسطول بريطاني تحت قيادة اللورد اكسموث (سليل توماس بيلو الذي أخذ في غارة جزائرية للرقيق عام 1715)، بمساعدة من رجال الحرب الهولنديين وقاموا بتدمير أسطول القراصنة الذين يأويهم ميناء مدينة الجزائر.
الحكم الفرنسي
بدافع من الموارد الزراعية للمتيجة أرسل شارل العاشر عام 1830 بقوة تدخل سريع فرنسية بقيادة الجنرال دي بورمن (وزير الحرب) للاستيلاء على المدينة التي وقعت في 5 جويلية 1830 وذلك بعد ثلاثة اسابيع من الإنزال في سيدي فرج (تيبازة) الواقعة على بعد 30 كيلومترا غربا. غارة واحدة في الأصل كانت كافية لبداية الاحتلال الفرنسي الذي استمر أكثر من 130 سنة وقد أثر بعمق في المدينة التي كانت بالكاد تضم 30.000 نسمة في ذلك الوقت.
بنيت المدينة بشكل مدرج على صخرة ميلها موجه نحو الشرق ، ثم مددت في المنطقة الواقعة بين شارع بنجانيف والقصبة والميناء أي 3.200 متر من الجدران بها خمسة بوابات (باب الواد، باب عزون، باب دزيرة، باب البحر وباب الجديد). تحيط الأسوار بنحو 12.200 منزل من مختلف الأحجام تحتوي كلها على فناء واسع نوعاً ما، 103 مساجد، وعشر معابد، سبعة ثكنات إنكشارية كبيرة، 150 نافورة و 60 مقهى مغاربي.
صبيحة الإستعمار أبقي على المدينة كعاصمة لمستعمرة الجزائر جديدة، نصب دي بورمونت لجنة للحكم ومجلس للبلدية كان مقره في البداية بفندق باكري (المعروف اليوم ب "قصر خداوج العمية") بشارع سوكجيما لتحل محل الإدارة التركية. كان المجلس يتكون من سبع مغاربة ويهوديين وكان يرأسه أحمد بودربة (مغاربي متزوج من فرنسية، عاش قبل 1830 كتاجر في مرسيليا وكان رفقة حمدان خوجة هما اللذان تفاوضا على استسلام المدينة مع الداي حسين). نائب التموين العسكري السيد بروجيير بوصفه مفوض الملك بالبلدية يساعده في هذه المهمة. رسمة لمعركة بحرية لسفينة تركية من الجزائر وسفينة فرسان مالطة بقيادة لنغون عام 1719.
بدأ الاستعمار الفرنسي بقمع السكان الأصليين والذين طردهم من كامل ساحل مدينة الجزائر، تطورت بعد ذلك الى مكان سكنهم ما أجبرهم على البيع للمستوطنيين المجاورين. في عام 1848 أصبحت مقرا للمحافظة التي تحمل نفس الاسم الشيئ الذي مكنها من التطور السريع وذلك مع وصول المهاجرين الأوروبيين خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وهم أساسا من أصل فرنسي، بينما يتركز السكان المحليين في القصبة التي كانت في طريق التدهور.
للاستثمار في المدينة كان أمام المستوطنين مواردين متاحين وهما: أما احتلال منازل السكان والتكيف مع نمطها المعماري أو هدم بعض المنازل لبناء الطرق والساحات التي يمكن إستعمالها لتجمعات القوات والأسواق.
منذ عام 1840 خرجت البلدة من حدود التحصينات العثمانية والمنطق الدفاعي. قدمت الهندسة عام 1841 مشروعا لمجموعة من التحصينات الحديثة. صمم المهندس المعماري بيار اوغست غيوشان عام 1845 مخطط عام للطرق والأراضي التي سيبنى عليها داخل الحصن الجديد، ثبت المباني العامة الجديدة كدار البلدية، قصر الحاكم، المسرح، دار المحكمة، دار البريد والمالية... في أفضل المواقع المطلة على البحر لتسهيل الاتصال بين الأحياء الجديدة في شمال وجنوب المدينة.
استقر معظم الفرنسيين في الضواحي في المنازل التي تقع على طول الأسوار مثل الحي الشعبي باب الواد في الشمال في حين إستمرت أوربة المدينة المسلمة فلقد إعتبر تطوير المباني المغاربية أفضل برنامج للإستفادة من المدينة.
مع مطلع عام 1839 بدأ الجزء السفلي للمدينة يميل إلى الزوال فالهدم والمصادرات ساعدت على إعطاء وجه جديد لهذا الحي.
تاريخ الجزائر من 1815 حتي 1962 يمثل جزء من تاريخ الجزائر الكبير وعلاقتها مع فرنسا. في يوم 4 جويلية 1830 وتحت ذريعة إهانة القنصل الفرنسي الذي ضربه الداي حسين بمنشة الذباب عندما قال أن الحكومة الفرنسية ليست على استعداد لدفع ما عليها من ديون كبيرة مستحقة لتاجرين جزائريين هاجم الجيش الفرنسي المدينة تحت قيادة الجنرال دي بورمونت في غزو الجزائر لعام 1830. استسلمت المدينة في اليوم التالي لتصبح الجزائر مستعمرة فرنسية.
قام المهندس المعماري لوكوربوزييه خلال عام 1930 برسم تخطيط لإعادة تصميم كامل للمدينة الاستعمارية. كان لو كوربوزييه شديد الإنتقاد للنمط الحضري لمدينة الجزائر، واصفا المنطقة الأوروبية بأنها لا شيء سوى جدران منهارة وطبيعة مدمرة والجميع وصمة عار كما انتقد أيضا الاختلاف في مستويات المعيشة الذي لاحظه بين الأوروبيين والأفارقة المقيمين في المدينة، واصفا الحالة المتحضر يعيش في جحور مثل الفئران في حين البربر يعيشون في عزلة وفي رفاهة. مع ذلك تم تجاهل هذه الخطط من قبل الإدارة الاستعمارية الفرنسية.
الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية كانت الجزائر تابعة لألمانيا التي كانت تحتل فرنسا في عهد هنري فيليب بيتان (1856-1951). يوم 7 نوفمبر 1942 شهدت ت الجزائر ومدن أخرى في شمال أفريقيا انزال قوات التحالف البريطانية والأمريكية رفقة مقاتلي المقاومة الفرنسية خلال عملية الشعلة وكانت الجزائر آخر مدينة يتم إسترجاعها من الألمان على يد الحلفاء خلال هذه العملية. تحولت المدينة مركزا لقيادة الحلفاء تحت اٍمرة أيزنهاور.
في ساعات الصباح الباكر ليوم 8 نوفمبر ألقى 400 من مقاتلي المقاومة بدعم من نائب القنصل الأمريكي القبض على غالبية القادة العسكريين والسلطات المدنية لفيشي في الجزائر إستولوا على المناصب الحساسة مثل الهاتف والإذاعة وقصر الحكام والاية ومقر الموظفين والمقر الرئيسي لل فيلق 19 لقوات فيشي الفرنسية ومدفعية ساحل سيدي فرج.
كان القائد العام لقوات فيشي الأميرال فرانسوا دارلان وضباط آخرين شاركوا في "انقلاب 8 نوفمبر 1942" ألقي القبض عليهم من قبل شباب المقاومة الفرنسيين لكن تم إطلاق سراحهم فيما بعد. أجرى مقاتلو المقاومة غير المجهزين بالمعدات الكافية هجوم على قوات فيشي لمدة 15 ساعة سمح بتطويق المدينة من قبل الحلفاء.
باستثناء معارك ميناء الجزائر احتلت القوات الأمريكية والبريطانية العاصمة الجزائرية مساء اليوم نفسه من دون مقاومة تذكر وقبلت إستسلام دارلان. كانت الجزائر حتى تحرير باريس، عاصمة فرنسا الحرة.
حرب الجزائر
كما لعبت الجزائر دورا حاسما في حرب الجزائر (1954-1962)، ولا سيما خلال معركة الجزائر عندما المظلات العشرة التابعة للجيش الفرنسي، ابتداء من يوم 7 يناير عام 1957 وبناء على أوامر من وزير العدل الفرنسي فرانسوا ميتران (الذي أذن بأي وسيلة "للقضاء على الانقلابيين" ، قاد هجمات ضد المقاتلين الجزائريين من أجل الاستقلال. ولا تزال الجزائر مشهورة بهذه المعركة، التي كانت تتميز بالمعارك القاسية بين القوات الجزائرية الذين يلجأون من ناحية إلى مهاجمة المستعمرين الفرنسيين، ومن ناحية أخرى الجيش الفرنسي الذي نفذ القمع الدموي بما في ذلك استخدام التعذيب الشبه منتظم على متظاهرين من النظام الاستعماري. اثنين من هؤلاء الضحايا كانوا من الزعماء الوطنيين، العربي بن مهيدي، واستاذ شاب للرياضيات، موريس أودان، ومنذ ذلك الحين تم تكريمهما على حد سواء من قبل البلدية مع الشرايين الرئيسية للمدينة التي تسمى على أسمائهم. ان مظاهرات 13 مايو خلال الأزمة لعام 1958 تسببت في سقوط الجمهورية الرابعة في فرنسا، فضلا عن عودة الجنرال جول إلى السلطة.
الاستقلال
حققت الجزائر استقلالها في 5 جويلية 1962 وعيينت مدينة الجزائر عاصمة لها. بعد الصراع الاستقلالي الدموي الذي وصل عدد الجزائريين الذين قتلوا فيه إلى 1.5 مليون على أيدي الجيش الفرنسي. في أكتوبر عام 1988 وقبل سنة من سقوط جدار برلين وكانت الجزائر مسرحا لمظاهرات تطالب بنهاية نظام الحزب الواحد وإقامة ديمقراطية حقيقية سميت بربيع الجزائر، قمع المتظاهرين من قبل السلطات (أكثر من 300 قتيلا)، لكن الحركة شكلت نقطة تحول في التاريخ السياسي للجزائر الحديثة إذ اعتمد دستور جديد عام 1989 يضع حدا لعهد الحزب الواحد.
أزمة 1990
أصبحت المدينة مسرحا لمظاهرات سياسية عديدة من كافة الأنواع، خاصة بين عامي 1991 و 1992، وكان الكيان السياسي المهيمن عليه ذو التوجه السياسي الإسلامي عبر الحزب المسمى الجبهة الإسلامية للإنقاذ (بالفرنسية: Front Islamique du Salut : FIS) والذي تم حله لاحقا.
في الانتخابات التشريعية التعددية الأولى التي أقيمت في ديسمبر 1991 لتعيين نواب المجلس الشعبي الوطني، حصل الإسلاميون أو الفيس (FIS) كما يطلق عليه محليا، على دعم كبير من الشعب في الجولة الأولى من الإنتخابات. وخوفا من الفوز الإسلاميين في نهاية المطاف ونظرا لتخالفهم مع بعض الشخصيات الحزبية الأخرى التي كان لها دور مهم في السلطة فإن الجيش الذي كان آنذاك يحكم البلاد عبر جنرالاته، ألغى العملية الانتخابية. مما أدى إلى إشعال الحرب الاهلية بين الدولة والجبهة الإسلامية للإنقاذ التي ساندها جزء مهم من الشعب، فتوجهت الجبهة للعمل المسلح ضد الجيش والأمن بسبب التضييق والإقصاء الذين كرسهما الجيش ضدها، وفيما تخلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ عن العمل المسلح للأضرار الجسيمة التي لحقت بالوطن على أساس الجنوح للسلم، فقد أسس بعض من المنشقين والمتطرفين المجموعة الإسلامية المسلحة GIA والتي اتخذت من التكفير وتحقيق هدف الدولة الإسلامية بالسلاح أساسا لعملها مما زاد من تأزم الوضع وسقوط ضحايا أكثر، وأسفرت العشرية السوداء أو المأساة الوطنية لسقوط ما يزيد عن 200 ألف ضحية من أبناء الوطن، حيث ظلت هذه الأحداث سارية وتناقصت بالتدريج أواخر التسعينيات أين فاز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالرئاسيات ووضع قوانين العفو والوئام المدني لنشر السلم بين كل أطياف الشعب، ليستتب الأمن أكثر وترجع القوة الاقتصادية للبلاد وتتحسن ظروف المعيشة أفضل مما كانت عليه في التسعينات شيئا فشيئا وظهر ذلك جليا مع سنوات مطلع القرن الجديد.
الجزائر في القرن 21
وسعت الجزائر في الآونة الأخيرة لتصبح مرة أخرى عاصمة مهمة في أفريقيا ومنطقة البحر المتوسط، وتصور وجود مستوى مماثل لتطوير البنية التحتية إلى ما كان في عام 1962 مقارنة مع البلدان الأخرى.
وان الجزائر تقوم بالانفتاح على العالم من خلال استضافة مجموعة من المؤتمرات والمناسبات الدولية. هذا الانفتاح الجديد قد جذب استثمارات عدد من الشركات المتعددة الجنسيات في السنوات الأخيرة، مثل: كارفور، وإيف روشيه، وحتى كويك. ومع ذلك فان العديد من مشاريع البنية التحتية الكبيرة التي تكافح من أجل أن تكتمل: مترو الجزائر العاصمة، والترام، ومشاريع التجديد الحضري، وإنشاء مراكز حضرية جديدة على الهامش.
البنية التحتية الحالية لم تكن قادرة على مواكبة النمو السريع للجزائر.
وتحتل الجزائر حاليا المرتبة الأدنى من 132 عاصمة في تقرير وحدة الاستخبارات الاقتصادية ونوعية الحياة. الدراسة تأخذ بعين الاعتبار 40 معايير مختلفة ومقسمة إلى 5 فئات هي: الاستقرار والخدمات الصحية، والثقافة، والبيئة، والتعليم، وتوافر الخدمات الأساسية. الجزائر كان في مرتبة أدنى من مدن مثل كراتشي (باكستان)، طرابلس (ليبيا)، أبيدجان (كوت - دبفوار)، وحتى في دكا، عاصمة بنجلاديش. في عام 2005 فان نفس التقرير أعطى الجزائر المرتبة 125 من 129 مدينة.
تفجيرات
ان عام 2007 جلب نتائج مختلطة للجزائر. وسميت المدينة عاصمة "الثقافة العربية"، ووقع الهجوم لتفجير مزدوج في 11 أبريل واستهدفت قنبلة واحدة مبنى الحكومة ورئيس الوزراء ووزير الداخلية، وانفجرت قنبلة أخرى واستهدفت مركزا للشرطة في باب الزوار. منظمة تطلق على نفسها اسم فرع المغرب من تنظيم القاعدة أخذت مسؤولية الهجمات.
في 11 ديسمبر 2007، وقامت سيارتين بالانفجار بقنابل في مدينة الجزائر.واستهدفت قنبلة واحدة اثنين من مباني الأمم المتحدة وغيرها استهدفت بناء حكومي لمساكن المحكمة العليا. وكان عدد القتلى على الأقل 62 قتيل، مع أكثر من مائتين جرحى في الهجمات. ومع ذلك لم يتبقى في المستشفى سوى ستة وعشرون في اليوم التالي. اعتبارا من الآن فمن تكهنت أن من قام بتنفيذ الهجوم هم خلية لتنظيم القاعدة داخل المدينة.