إن أعظم علامات النجاح
هو كيل النقد جزافاً لك،
فمعناه أنك عملت أعمالاً عظيمة فيها أخطاء
، أما إذا لم تُنقد
ولم تُحسد فمعناهأنك صفر مكعَّب
«حُرِّمت عليكم الميتة
» يقول صاحب كتاب
(دع القلق): إن الناس لا يرفسون كلباً ميّتاً،
ولكن أبا تمام سبق لهذا المعنى فسطَّره وعطَّره وحبَّره
فقال
: * وَإِذا أَرادَ اللَهُ نَشرَ فَضيلَةٍ
طُوِيَت أَتاحَ لَها لِسانَ حَسودِ.
يقول أحد الكتّاب
:
عليك أن تشكر حسّادك؛لأنهم تبرعوا بدعاية مجانية نيابة عنك،
وإذا وجدت هجوماً كاسحاً ضدك من
أصدقائك الأعداء أو من أعداءك الأصدقاء
فلا ترد عليهم بل سامحهم واستغفر لهم
وزد في إنتاجك وتأليفك وبرامجك
فإن هذه أعظم عقوبة لهم
يقول زميلي أبو الطيب
:
* إِنّي وَإِن لُمتُ حاسِدِيَّ فَما - أُنكِرُ أَنّي عُقوبَةٌ لَهُــمُ.
إن نقد أعدائنا الأصدقاء يقوِّم اعوجاجنا
الذي ربما أعمانا عنه مديح الجماهير وتصفيق المعجبين،
يقول غوته
: إن الدجاجة حينما تريد أن تبيض
وتقول
: قيط
.. قيط تظن أنها سوف تبيض قمراً سيّاراً،
فالعالِم لكثرة ما يمدح يظن أن الله لطف بالخلق لمّا
أوجده في هذا الزمن،
والمسؤول إذا أُثني عليه بقصائد يحسب أن الملائكة
في السماء تصفّق له،
إذاً فلابد من وخزات نقدية
ليستيقظ العقل المبنَّج بأُبر أهل المدح الزائف الرخيص،
يقول أحد الفلاسفة
: إذا رُكِلتَ من الخلف فاعلم أنك في المقدمة،