منتديات طريق العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


طريق العرب
 
الرئيسيةإتصل بناأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تاريخ الإسماعيلية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد عنتر سعد
مراقب
مراقب
سعد عنتر سعد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2517
نقاط : 6975
العمر : 32

تاريخ الإسماعيلية Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ الإسماعيلية   تاريخ الإسماعيلية Emptyالثلاثاء 25 يناير 2011 - 19:39



تاريخ الإسماعيلية

من حيث النشأة تعتبر الإسماعيلية من أحدث المدن المصرية ، إذ نشأت مع أفتتاح قناة السويس في 16 نوفمبر 1869 م ، في عهد الخديوي إسماعيل الذي أخذت أسمه ، وماتزال بعض أحيائها وشاوارعها بطرازها الأوروبي وعلى النسق الفرنسي بشكل خاص في هندسة تصميم المدن والتخطيط العمراني تعكس إلى اليوم ، ملامح من مشروعه الطموح بتحديث مصر .

ومن حيث التكوين الأجتماعي أو التركيبة السكانيه ، فإن الإسماعيلية تكونت من خليط شكلته ثلاث موجات أو تكتلات أو هجرات رئيسية ، تدفقت في وقت واحد متزامنة مع أفتتاح قناة السويس ، وظهور المدينة الجديدة على شاطىء بحيرة التمساح التي كانت بحاجة إلى سكان يصنعون مقومات الحياة اليومية . أولى هذه الموجات كانت قد جاءت مع بداية أعمال حفر قناة السويس من الجنوب والمدن في صعيد مصر ، وهؤلاء الذين شاركوا في حفر القناة وسرعان ما وجدوا أنفسهم عقب أنتهاء أعمال الحفر ، وأفتتاح قناة السويس للملاحة الدولية ، أمام خيار البقاء في المدينة الجديدة منخرطين في أعمال وحرف تتطلبها حاجات الحياة والمعاش اليومي للمدينة ، مفضلين ذلك على العودة إلى منابع هجرتهم في صعيد مصر .

الهجرة الثانية جاءت من شمال الدلتا وتكونت من الصيادين في المناطق التي تطل على بحيرة المنزلة ، والذين وجدوا في المجرى المائي للقناة الجديدة ، مورداً جديداً للرزق ، فنزحوا بعائلاتهم إلى الإسماعيلية ليكونوا مجتمعاً يقوم على صيد الأسماك والتجارة فيها

وجاءت الهجرة الثالثة من وسط الدلتا ، ومن مدينة الزقازيق تحديداً ، حيث كانت منذ بداية أعمال حفر القناة المركز الرئيسي الذي يستقبل الفلاحين الراغبين بالعمل في حفر القناة ، والمحطة الرئيسية التي يتجمع فيها العمال القادمون من مختلف أنحاء الصعيد ، قبل أن يتوجهوا إلى منطقة الحفر . وبحكم الجغرافيا ، التي جعلت الإسماعيلية أقرب مدن القناة إلى مدينة الزقازيق والقرى حولها ، فقد ظلت الزقازيق وإلى اليوم تشكل المصدر الرئيسي لكافة الهجرات القادمة إلى الإسماعيلية ، حيث جاءت منها موجات هجرات متتالية ، خصوصاً في أعقاب حروب 1948 ، و1956 ، و1973 ، إذ كانت الإسماعيلية – ولاتزال – المدينة الجاذبة للكثيرين من سكان محافظة الشرقية بما تتيحه من فرص العمل والوظائف .

الإسماعيلية مدينة حديثة النشأة ولايزيد عمرها على 140 عاماً ، إلا أنها مدينة لها تاريخ ، صنعته الجغرافيا التي فرضت على الإسماعيلية دوراً نضالياً متميزاً في التاريخ المصري الحديث والمعاصر ، وعلى الرغم من أنها كانت بحكم نشأتها وبحكم التركيبة السكانية مدينة مفتوحة ، ومنفتحة إجتماعياً وثقافياً – وبالمعنى الحضاري الواسع – إذ كانت نقطة تلاق بين المصريين وعديد من الجنسيات الأجنبية ، وحيث عاش فيها عشرات اليونانين وأصبحوا من أبنائها ، إلا أنها كانت تتوجه بمشاعر العداء ضد قوات الأحتلال الإنجليزي ، وكان الجندي البريطاني يمثل لأبناء الإسماعيلية " الآخر" المحتل والمعتدي والظالم .

لقد عاش الأجانب وخاصة اليونانين والفرنسيين والبريطانيين في الإسماعيلية كأنهم من أبنائها ، وكان الكثير من المتاجر ومحلات البقالة وبعض المطاعم يمتلكها أجانب يتكلمون العربية كأنهم مصريون . ولم يكن أبناء الإسماعيلية يعاملونهم بأعتبارهم أغراباً أو أجانب ، بل أعتبروهم دائماً جزءاً أو بعضاً منهم .

الأمر بالنسبة للإنجليز كان مختلفاً ، لأنهم مثلوا دائماً رمزاً للظلم والطغيان والأحتلال الذي كانت معسكراته وثكناته تنتشر على أطراف المدينة من جهاتها الأربع ، بل وتجثم على صدور سكان المدينة وفي قلبها .

من هنا ، لم يكن غريباً أن تنتفض الإسماعيلية في 8 أكتوبر 1951 ، تأييداً للزعيم مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر آنذاك ، عندما أعلن إلغاء معاهدة 1936 التي ربطت مصر بزواج كاثوليكي مع بريطانيا ، كما أعلن إالغاء الأمتيازات الأجنبية ، فأنطلقت من الإسماعيلية أول إشارة للتأييد الشعبي الواسع الذي أيد قرار الزعيم المصري الكبير ، إذ تحركت أول مظاهرة شعبية تأييداً للقرار ، من مدرسة الإسماعيلية الثانوية في اليوم التالي ( التاسع من أكتوبر 1951 ) ةأنطلقت من أمام المدرسة تضم طلابها وطلاب عدد من المدارس الإعدادية المحيطة بها في أحد الأحياء العربية بالمدينة ، وهو حي عرايشية مصر ، وألتقت بالمظاهرة جموع من العمال والموظفين عند ميدان السكة الحديد ( الأن ميدان عرابى ) حيث وقعت مصادمات بين قوات الأحتلال الإنجليزي والمتظاهرين ، وسقط فيها عدد من الضحايا وأسفرت عن أصابات لحقت ببعض أبناء المدينة وطلابها .

ولم تسكت المدينة ، بل نظمت مظاهرة أخرى في السادس عشر من أكتوبر 1951 ، وفي ميدان السكة الحديد وقعت مصادمات واسعة عندما تصدى العساكر الإنجليز للمظاهرة ، وأتسعت الأحتجاجات التي أتجهت صوب ثكنة ( النافي ) أحد مراكز قيادة الجنود الإنجليز في المنطقة ، وراح المتظاهرون يرفعون العلم المصري فوقها ، وواجهها الإنجليز بالبنادق والرصاص ، حيث قتلوا عدداً من الطلاب والمواطنين الذين شاركوا في المظاهرة ، ولجأ الإنجليز إلى تقسيم المدينة ، خوفا من أتساع المظاهرات وأنضمام أبناء الأحياء العربية إلى المظاهرة ، وفرضوا طوقاً أمنياً حول حي المحطة الجديدة ، حيث صنعوا عازلاً في شارع الثلاثيني ( الجمهورية الأن ) بين الحي العربي ، وحي الأفرنج الذي وقعت به المصادمات منعاً لأتساع المظاهرات .

16 أكتوبر 1951 هو اليوم الذي أنطلقت فيه حركة الكفاح المسلح ضد الأحتلال الإنجليزي ، بعد أن تأكد للجميع أن طريق المفاوضات وأنتهاج السبل السلمية في الحوار مع البريطانيين من أجل الأستقلال " ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً " حسب التعبير الذي أطلقه الزعيم سعد زغلول وأستمر إلى ذلك الوقت – لم يعد مجدياً ومنذ ذلك اليوم ، تدفقت على الإسماعيلية وبقية مدن القناة ، كتائب الكفاح المسلح التي ضمت فدائيي من كافة الأطياف السياسية في مصر ، من الأخوان المسلمين والشيوعين إلى الوفديين مروراً بمختلف التيارات والقوى الوطنية .
وشهدت مدن وقرى كالمحسمة وأبو صوير والقصاصين والتل الكبير معارك " أستنزاف " لقوى الأحتلال البريطاني ومعسكراته ، وساهم أبناء الإسماعيلية في هذه المعارك ، وقدموا أمثلة عديدة لقدرتهم على التضحية والأستبسال في سبيل حرية مصر واستقلالها .

ويزخر سجل التاريخ الوطنى لأبناء الإسماعيلية بمعارك الشرف والكرامة ، ولعل من أبرز الكتب التي سجلتها كتاب المؤرخ المصري الراحل عبد الرحمن الرافعي " مقدمات ثورة 23 يوليو " .
وأيام الإسماعيلية الوطنية والتاريخية عديدة ، وإذ كان 16 أكتوبر 1951 بداية لحركة الكفاح المسلح ضد الأحتلال الإنجليزي ، فإن يوم 25 يناير 1952 كان ذروة ما وصل إليه هذا الكفاح ، حيث قامت معركة غير متكافئة بين قوات الأحتلال الإنجليزي وقوات الشرطة في مبنى محافظة الإسماعيلية ، عندما طلبت قوات الأحتلال من رجال الشرطة إلقاء بنادقهم وتسليم مبنى المحافظة ، ورفض رجال الشرطة الإذعان للمطلب الإنجليزي وأيدهم في موقفهم وزير الداخلية في ذلك الوقت فؤاد سراج الدين وأستمر حصار القوات البريطانية لمبنى المحافظة يوماً كاملاً ، حيث أصر الجنود المصريون ببنادقهم القديمة على أن يدافعوا عن المبنى ، ورفضوا تسليمه ، وأسفر القتال غير المتكافىء عن سقوط عدد كبير من شهداء رجال الشرطة .
وفي اليوم التالي 26 يناير 1952 ، شهدت مصر حريق القاهرة الذي أعقبه فرض القوانين العرفية ، في تعبير عن أزمة النظام السياسي آنذاك ، ودخول النضال الوطني ضد الأحتلال الإنجليزي مرحلة جديدة كانت مقدمة لـ " 23 يوليو 1952 "

إذن ، فقد شاركت الإسماعيلية في الحركة الوطنية المصرية ، وسجلت في التاسع والسادس عشر من أكتوبر 1951 م – موقفاً نوعياً متميزاً في حركة الكفاح المسلح ضد الإحتلال الإنجليزي ، وكان اليومان " الأوكتوبريان " عن حق – الشرارة الحقيقية التي أنطلقت معها حركة الكفاح المسلح ضد الإنجليز .

وتستمر مشاركة أبناء الإسماعيلية – بجميع فئاتهم وشرائحهم الإجتماعية – في النضال والمقاومة ، حتى أرغم المصريون الأمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس ، على سحب قوات الإحتلال ، بعد توقيع معاهدة الجلاء ، وعندما تفشل المؤامرة الإنجليزية الفرنسية المتمثلة في إنسحاب المرشدين الأجانب الذي يعملون في إرشاد السفن ، وينظمون حركة مرورها داخل قناة السويس ، وتنكشف محاولتهم التآمرية لتعطيل الملاحة في قناة السويس ، عقب قرار تأميم القناة الذي أتخذه جمال عبد الناصر في يوليه 1956 ، ويبدأ العدوان الثلاثي على مصر في 29 أكتوبر 1956 م ، بتحالف إنجليزي فرنسي إسرائيلي يحتل سيناء ، ويقتحم مدينة بورسعيد ، يبادر أبناء الإسماعيلية إلى تشكيل كتائب الحرس الوطني ، وينطلق الفدائيون في الحيين العربيين ( المحطة الجديدة وعرايشية مصر ) إلى حمل السلاح ، دفاعاً عن بورسعيد ، وتتجه تشكيلات منهم إلى المدينة الباسلة ، بينما تبقى تشكيلات أخرى في الإسماعيلية ، تحسباً لأي هجوم قد تشنه قوات الغزو الثلاثي على الإسماعيلية ، ويضرب أبناء الإسماعيلية مثلاً جديداً في الأستعداد للتضحية والموت دفاعاً عن مصر ، وتستمر المقاومة حتى يقف العالم كله ضد المؤامرة ، ويوجه الأتحاد السوفيتي إنذاراً للدول المعتدية ويطالبها بالأنسحاب ، وتقف دول كتلة عدم الإنحياز ، وفي مقدمتها الهند ويوغسلافيا ضد مؤامرة الغزو ، وتتدخل الولايات المتحدة التي كانت سحبت عرضاً لتمويل مشروع مصر لبناء السد العالي ، وتطالب إنجلترا وفرنسا وإسرائيل بسحب قواتها ، وتنسحب القوات المعتدية من مدينة بورسعيد في 23 ديسمبر 1956م .

وتدور عجلة الزمن دورتها ، وتتدفق في مجرى النهر مياه جديدة ، وعندما تبدأ نذر حرب أخرى وتتصاعد حدة التوتر بين إسرائيل وسوريا ، وتتدخل مصر ( العربية ) دفاعاً عن سوريا ، وتتزايد الإرهاصات بوقوع الحرب في منتصف مايو 1967م ، يتجه أبناء الإسماعيلية ، رجالاً وشباباً ونساءً وشيوخاً إلى التدرب على حمل السلاح ، وتتشكل كتائب المقاومة الشعبية ، وتتحول ساحات المدارس ( خاصة مدرسة الإسماعيلية الثانوية ، ومدرسة الإسماعيلية الإعدادية ) إلى مراكز لتسجيل وتدريب المتطوعين والراغبين في حمل السلاح ، وأستعد أبناء الإسماعيلية لدور في معركة لم يكتب لهم – ولا حتى لجنود جيشهم – أن يخوضوها ، إذ حسمها الجيش الإسرائيلي في الثامنة والنصف من صباح 5 يونيه 1967 ، وقبل أن تبدأ الحرب .
أخطأت العسكرية المصرية ، وأخطأت السياسة ودفع المصريون الثمن ، وأخطأ قادة الجيش وأخطأ السياسيون ، ودفع الشعب تكاليف " الفاتورة " وأعبائها الباهظة .

ومع ذلك ، لم تهدأ مطابخ الغضب في صدور المصريين ، ولم تنطفىء نيران الثأر في أكبادهم ، وفي مقدمتهم بالطبع أبناء الإسماعيلية – الذي عاشوا المأساة وكانوا أول ضحاياها ، وكان على المصريين أن يلملموا جراحهم ، وأن يجمعوا إرادتهم ، وكان عليهم أن يدفنوا شهدائهم وأمواتهم ، وأن ينهضوا ، غير أن فتيات جيش الإحتلال الإسرائيلي أصبحن يتحدين إرادة المصريين ، إذ صار " الإسماعيلاوية يرونهم بالعين المجردة ، وهن ينزلن بأقدامهم للسباحة في مياه قناة السويس ، مع زملائهن من جنود الإحتلال ، في إذلال متعمد للكبرياء المصرية .

وإلى ذلك راحت قوات الإحتلال الإسرائيلي تستعرض قدرتها ، وربما راحت تتسلى بتوجيه فوهات مدافع الهاون والهاوتزر ، لتصب قنابلها وقذائفها على المدنيين العزل من السلاح ، وعلى البيوت والمستشفيات والمصانع ، بل على المساجد والكنائس أيضاً ، في مدن القناة الثلاث ، وخاصة الإسماعيلية والسويس ، جيش نظامي خرج منتصراً في حربه مع ثلاث جيوش عربية ، يوجه نيران مدافعه ضد المدنيين الذين لايفصلهم عنه سوى حاجز قناة السويس .
وتكررت الإعتداءات والضربات ، التي شكلت إمعاناً في إذلال المصريين ، وكسر إرادتهم ، وكان من ضحاياها أعداد من المدنيين ، أطفالاً ورجالاً ونساءً وشيوخاً ، وتهدمت بيوت ومساجد وكنائس ومدارس ومصانع ، وكلما مارس الإسرائيليون وحشيتهم ، تزايدت أعداد الضحايا ، وزادت الخسائر ، وبدا أن الإسرائيليون يسعون إلى الأحتفاظ بالمدنيين في مدن القناة ، رهائن يضغط بها على اي أمل مصري في المقاومة .
وعاش أبناء الإسماعيلية أياماً صعبة ، بنهارها ولياليها الطويلة ، تحت سطوة وعربدة الإحتلال الإسرائيلي للأرض المصرية ، ولاينسى أبناء الإسماعيلية اياماً من يوليو وأغسطس وسبتمبر 1967م ، لاتزال تحتفظ بها ذاكرتهم ، ولاتنسى ذاكرة التاريخ استخدام الإسرائيلين لأسلحة محرمة وممنوعة دولياً ، ضد المدنيين الذين قتلتهم قنابل " النابالم " على الطرق التي تربط الإسماعيلية بمحافظات القاهرة وبورسعيد والشرقية والسويس .
وكان لابد لصاحب القرار – الذي صمم على النار ، والذي رأى أن ما أخذه الإسرائيليون بالقوة ، لن يسترد بغير القوة – أن ينتزع من العدو ورقة الضغط التي يلعب بها ، وعقب ضربة قوية لمدينتي الإسماعيلية والسويس في أواخر سبتمبر 1967 ، أتخذ جمال عبد الناصر قرار بتهجير سكان المدن الثلاث ، في إشارة إلى أستعداده لحرب طويلة الأمد مع العدو الصهيوني ، وبداية حرب التحرير الوطنية .
وهكذا .. كان على أبناء الإسماعيلية أن يتركوا الأرض التي عاشوا فوقها أيام طفولتهم ، وشهدت ملاعب صباهم ، وأحلام شبابهم ، وتفرقت الأسر ولاعائلات ، وأنفرط عقد الصداقات ، فساحوا في محافظات مصر ، من الشرقية إلى الإسكندرية وأسوان ، وبقى منهم جماعات من الشباب ، تمسك بعضهم بالأرض والمقاومة ، عن أيمان حقيقي ، ورغبة في أن يكون بقائهم على أرضهم " رسالة " و " رمزاً " للمقاومة ، بينما كان البقاء بالنسبة للبعض تعبيراً عن رغبات وتطلعات " شخصية " !

نحو ست " سنوات " عاشتها الإسماعيلية في شوق لأبنائها الذين أنخلعوا عنها ، وعاش أبناؤها يعانون أشواق غربتهم بعيداً عنها ، وراح أبناء الإسماعيلية يعبرون عن التجربة التي أطلقت أصواتهم " شعراً " يتفجر حباً للوطن ، صارخاً بالحنين إلى " الأرض " رافعاً راية التحريض على المقاومة ، وتطهير التراب الذي يدنسه الإسرائيليون ، وراح الشعراء يبشرون بيوم النصر الآتي من رحم الهزيمة ، والضياع ، ويطلقون كلماتهم رصاصات وقنابل ، تتوحد مع كلمات الآذان في مآذن المساجد ، وأجراس الكنائس " على هدير المدافع .. عللي الأدان عللى " و " مهما طال الوقت على .. أنا راجع يا أسماعيلية " .. وغيرها من قصائد العامية والأغاني التي عبرت عن روح المقاومة ، وراحت تشكل – مع حرب الأستنزاف التي شنها المصريون على مواقع الإسرائيليين في سيناء – فضاءً مصرياً جديداً ، تلوح في أفقه علامات عودة " النورس " إلى شاطىء قناة السويس .
ولقصائد حافظ الصادق وحسن الجداوي والسيد أبو العنين وصالح أبو زيد ، وألحان عبد العثمانلي ، وغيرهم من ألبطال الحقيقيين الذين أحبوا الإسماعيلية ، وغنوا لها ، وغنوها خلال تلك الفترة الصعبة والثرية – قصة تحتاج إلى وقت ، وأوراق ، وحكاية أخرى .
إلا أنه من المهم أن نسجل هنا في إحدى القصص الموازية – التي يجب أن نعود إليها في يوم ما – أن الشباب من أبناء الإسماعيلية ، الذين تركوها طلاباً في الثانوية العامة ، أو على مشارف الجامعات ، راحوا – وبتأثير الشروخ النفسية التي أصابتهم بها الهزيمة – يشكلون رافداً مهماً من روافد الحركة الوطنية الديمقراطية ، التي تفجرت بالعديد من المطالب والتوجهات ، رداً على هزيمة يونيه 1967 .
وشارك بعض هؤلاء الطلاب في قيادة الحركة الوطنية الديمقراطية داخل الجامعات ، خصوصاً جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية ، من خلال الاتحادات الطلابية ، أو من خلال نظام السر التي كانوا هم أول من أبتدعوها ، في رد عملي على حالة " الشتات " التي وجدوا أنفسهم محاصرين فيها بعد التهجير ، وفي محاولة منهم للتجمع والتوحد والانصهار داخل أوعية تحافظ لهم على انتماءاتهم " الضيقة " ، ولكن من دون أن تنسيهم أنتماءهم الأكبر لمصر والحركة الوطنية الديمقراطية ، وشارك هؤلاء بفعالية في حركة فبراير ونوفمبر 1968 ، ثم أتسع دور بعضهم – وفي الحقيقة إلى جانب زملاء لهم من الطلاب أبناء السويس وبورسعيد – ليصب في مجرى الحركة الوطنية الديمقراطية ، التي راحت تكبر وتتسع خلال تلك السنوات ، لتتفجر في يناير 1972 ، من كليتي الأداب والهندسة والأقتصاد والعلوم السياسية في وقت واحد .
تلك قصص مهمة من قصص سنوات الحرب والغربة ، وهي تحتاج إلى صفحات أخرى ، لكى نحكي بعض وقائعها ، في إطارها وسياقها التاريخي ، لأنها إسهام " نوعي " مهم لأبناء الإسماعيلية ، في لحظة فريدة من التاريخ المصري الحديث والمعاصر ، على أنه من المهم هنا ، أن نشير إلى أن قصة السنوات الست العجاف ، تحتاج إلى معالجات أخرى ، من زوايا وأبعاد مختلفة ، وتحتاج إلى نظرة منصفة .
في أكتوبر 1973 أتخذ الرئيس الراحل محمد أنور السادات قراره الشجاع بالحرب ، وأنطلق أبناء مصر باتجاه الضفة الغربية من قناة السويس ، يحررون الأرض التي طالت أشواقهم أليها ، وأنتصروا .
وعاد أبناء الإسماعيلية إلى أرضهم ، وأرتفعت رايات النصر على شاطىء قناة السويس ، وغنى المطربون والمطربات للسفن التي عادت إلى المرور في القناة ، وأعطى أنور السادات إشارة المرور من اليخت الذ اصطحب فيه ابن شاه ايران محمد رضا بهلوى ، في يونيه 1975 ، الذي أصبح يوماً أو عيداً وطنياً للإسماعيلية ، قبل أن يعود " الإسماعيلاوية " إلى يومهم الوطني الحقيقي ( ذكرى 16 أكتوبر 1951 ) الذي أختاروه بإجماع ، وقبل أن يعبث به العابثون مرة أخرى ، ليختاروا ( 25 يناير ) يوماً بديلاً.


مجـزرة الاسماعيلية بوم الجمعة 25 يناير 1952

وصلت قمة التوتر بين مصر وبريطانيا الى حد مرتفع عندما اشتدت أعمال التخريب والأنشطة الفدائية فى ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم فى منطقة القنال فقد كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة، خاصة في الفترة الأولى، وكذلك أدى انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز إلى وضع القوات البريطانية في منطقة القناة في حرج شديد.

- وحينما أعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مساهمة في الكفاح الوطني سجل [91572] عاملاً أسماءهم في الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 من نوفمبر 1951
- كما توقف المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة


ثمانون ألف جندي وضابط بريطاني

فأنعكس ذلك فى قيام القوات البريطانية بمجزرة الاسماعيلية التى تعتبر من أهم الأحداث التى أدت إلى غضب الشعب والتسرع بالثورة فى مصر

فقد أقدمت القوات البريطانية على مغامرة أخرى لا تقل رعونة أو استفزازًا عن محاولاتها السابقة لإهانة الحكومة وإذلالها حتى ترجع عن قرارها بإلغاء المعاهدة، ففي صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 فاستدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة –"البريجادير أكسهام"- ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس "الشرطة" المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها. والانسحاب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فى منطقة القنال

ورفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية " فؤاد سراح الدين باشا " الذي أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

فقد القائد البريطانى فى القناة أعصابه فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم بوليس "شرطة" الاسماعيلية لنفس الدعوى بعد أن أرسل إنذارا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره ، غير أن ضباط وجنود البوليس "الشرطة" رفضوا قبول هذا الانذار

ووجهت دباباتهم مدافعهم وأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة ، ولم تكن قوات البوليس "الشرطة" مسلحة بشىء سوى البنادق العادية القديمة


بطولة وشجاعة رجال البوليس "الشرطة" ضد البريطانيين

وقبل غروب شمس ذلك اليوم حاصر مبنى قسم االبوليس "الشرطة" الصغير مبنى المحافظة في الأسماعيلية ، سبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان ، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة في الثكنات وثمانين في المحافظة، لا يحملون غير البنادق.

واستخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة في قصف مبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة فى القسم ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال، سقط منهم خلالهما 50 (خمسون) شهيدًا و (ثمانون) جريحا وهم جميع أفراد حنود وضباط قوة الشرطة التى كانت تتمركز فى مبنى القسم ، وأصيب نحو سبعون آخرون، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقي منهم.

كما أمر البريطانيون بتدمير بعض القرى حول الاسماعيلية كان يعتقد أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فقتل عدد آخر من المدنيين أو جرحوا أثناء عمليات تفتيش القوات البريطانية للقرى المسالمة

وانتشرت أخبار الحادث في مصر كلها، واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب والسخط، وخرجت المظاهرات العارمة في القاهرة، واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في مظاهراتهم في صباح السبت 26 من يناير 1952

وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التي امتلأت بالجماهير الغاضبة، حتى غصت الشوارع بالجماهير الذين راحوا ينادون بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز.

وكانت معركة الأسماعيلية ، الشرارة لنار تشتعل وتغير مجرى التاريخ.

فى محاولتى على الحصول على الصورتين أعلاه ، عثرت على الموقع التالى ، الذى أخذت منه المعلومات التالية.


بداية المعركة

في يوم الجمعه ‏25‏ يناير ‏1952‏ اقدم الاستعمار البريطاني علي ارتكاب مجزره وحشيه لا مثيل لها من قبل‏..‏ ففي فجر هذا اليوم تحركت قوات بريطانيه ضخمه تقدر بسبعه الاف ضابط وجندي من معسكراتها الي شوارع الاسماعيليه وكانت تضم عشرات من الدبابات والعربات المدرعه ومدافع الميدان وعربات اللاسلكي واتجهت هذه الحملة العسكريه الكبيره الي دار محافظه الاسماعيليه وثكنه بلوكات النظام التي تجاورها واللتين لم تكن تضمان اكثر من‏850‏ ضابطا وجنديا حيث ضربت حولهما حصارا محكما‏.‏

وقدم الجنرال اكسهام قائد القوات البريطانيه في الاسماعيليه في منتصف الساعه السادسه صباحا انذارا الي ضابط الاتصال المصري، المقدم شريف العبد، طلب فيه ان تسلم جميع قوات الشرطه وبلوكات النظام في الاسماعيليه اسلحتها وان ترحل عن منطقه القناه في صباح اليوم نفسه بكامل قواتها‏,‏ وهدد باستخدام القوه في حاله عدم الاستجابه الي انذاره‏,‏ وقام اللواء احمد رائف قائد بلوكات النظام‏,‏ وعلي حلمي وكيل المحافظه بالاتصال هاتفيا علي الفور بوزير الداخليه وقتئذ فؤاد سراج الدين في منزله بالقاهره فامرهما برفض الانذار البريطاني ودفع القوه بالقوه والمقاومه حتي اخر طلقه واخر رجل‏.‏

وفي السابعه صباحا بدات المجزره الوحشيه وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏( السنتوريون‏)‏ الضخمه من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبني المحافظه وثكنه بلوكات النظام بلا شفقه او رحمه‏.‏

وبعد ان تقوضت الجدران وسالت الدماء انهارا امر الجنرال اكسهام بوقف الضرب لمده قصيره لكي يعلن علي رجال الشرطه المحاصرين في الداخل انذاره الاخير وهو التسليم والخروج رافعي الايدي وبدون اسلحتهم والا فان قواته ستستانف الضرب باقصي شده‏.‏

وتملكت الدهشه القائد البريطاني المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبه لكنه متاجج الحماسه والوطنيه وهو النقيب مصطفي رفعت فقد صرخ في وجهه في شجاعه وثبات‏:‏

- لن تتسلموا منا الا جثثا هامده
واستانف البريطانيون المذبحه الشائنه فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات واخذت القنابل تنهمر علي المباني حتي حولتها الي انقاض بينما تبعثرت في اركانها الاشلاء وتخضبت ارضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏

وبرغم ذلك الجحيم ظل ابطال الشرطه صامدين في مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقه من طراز ‏(لي انفيلد‏)‏ اقوي المدافع واحدث الاسلحه البريطانيه حتي نفدت ذخيرتهم وسقط منهم في المعركه ‏50‏ شهيدا و ‏80‏ جريحا‏,‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا واسر البريطانيون من بقي منهم علي قيد الحياه من الضباط والجنود وعلي راسهم قائدهم اللواء احمد رائف ولم يفرج عنهم الا في فبراير‏ 1952.

ولم يستطع الجنرال اكسهام ان يخفي اعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏.

- لقد قاتل رجال الشرطه المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فان من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.

وقام جنود فصيله بريطانيه بامر من الجنرال اكسهام باداء التحيه العسكريه لطابور رجال الشرطه المصريين عند خروجهم من دار المحافظه ومرورهم امامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏.‏


شهداء 25 يناير 1952 ( أسماء 56 شهيد )

فى 25 يناير سنة 1952 وفى معركة غير متكافئة رفضت قوات الشرطة المصرية بالاسماعيلية تسليم سلاحها للمحتل البريطانى وأستشهد على أثر هذه المعركة 56 شهيداً
منتديات أوطانى الحرة حصلت على أسماء هؤلاء الشهداء فتعالوا معاً نقرأ الفاتحة على روحهم الكريمة ...

وهؤلاء الشهداء هم :

1- السيد محمد الفحل
2- على السيد على
3- عبد الحكيم احمد جاد
4- ثابت مصطفى
5- احمد مراد احم
6- عبد ربه عبد الجليل عامر
7- محمد احمد ابراهيم المنشاوى
8- فتحى بدوى احمد الحليوى
9- عبد الله عبد المنعم فرج
10- مصطفى عبد الوهاب محمود
11- محمد الطوخى رمضان
12- سيد على حسين
13- حسين عبد السلام قرنى
14- السيد مجاهد على الزيات
15- عبد النبى سالم جمعه
16- محمد احمد حمدى
17- عبد الحميد عبد الرازق
18 - أبو المجد محمد مصطفى
19- عبد السلام سليم صالح
20- رضوان أحمد محمد حيدر
21- كامل مازن حسين
22- فؤاد عبد الرازق على
23- أحمد أبو زيد منياوى
24- عبد الحميد معوض حشيش
25- عبد الفتاح شاهين
26- عبد الله مرزوق عبد الله
27- محمد ابراهيم أحمد
28- محمد محمود بدوى
29- فرج السيد اسماعيل
30- عبد الحميد مسلمى احمد
31- عبد السلام أحمد ابراهيم
32- محمد الجندى ابراهيم
33- فتحى أمين جمعة
34- رياض عبود أسعد
35- عبد الغنى محمد خليفة
36- اليمانى أسماعيلي أبراهيم
37- عبد الفتاح عبد الحميد
38- بسيونى على الشرقاوى
39- محمد محمد البياعة
40- أمين عبد المنعم السيد
41- محمد حسن محمود حسن
42- محمد المليجى أحمد مصيلحى
43- بهى الدين على حجازى
44- عبد الفتاح عبد النبى العطار
45- عبد المنعم بيومى على البنا
46- محمد عبد المعطى حسن عيد
47- محمود محمد عبد الرحمن فوده
48- حسن عبد السلام عبد المنعم
49- محمود حسن عفيفي عماره
50-محمد عبد الغنى السيد الفيشاوى
51- محمد احمد على زايد
52- على محمد منصور الطبال
53- احمد محمد فريد
54- أبو الفتوح أحمد أبو الفتوح
55- عبد الحميد أبراهيم على منصور
56- سعد على السايس

تاريخ الإسماعيلية 560765


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/saadanter
زائر
زائر




تاريخ الإسماعيلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ الإسماعيلية   تاريخ الإسماعيلية Emptyالأحد 24 يوليو 2011 - 2:45

تاريخ الإسماعيلية 488115
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ الإسماعيلية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محافظة الإسماعيلية
» مدينة الإسماعيلية
» أشهر شخصيات الإسماعيلية
» المقاصد السياحية التاريخية فى الإسماعيلية
» تاريخ قنا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طريق العرب :: جمهورية مصر العربية :: منتدى جمهورية مصر العربية-
انتقل الى: