منتديات طريق العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


طريق العرب
 
الرئيسيةإتصل بناأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حضارة يمنية راقية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد عنتر سعد
مراقب
مراقب
سعد عنتر سعد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2517
نقاط : 6975
العمر : 32

حضارة يمنية راقية Empty
مُساهمةموضوع: حضارة يمنية راقية   حضارة يمنية راقية Emptyالأربعاء 19 مايو 2010 - 3:04



تدل أقدم المعلومات المعتمدة على قيام حضارة يمنية راقية، يعود تاريخها على الأقل إلى القرن العاشر قبل الميلاد وتقترن هذه المعلومات بذكر سبأ التي ارتبطت بها معظم الرموز التاريخية في اليمن القديم والتي هي بالفعل واسطة العقد في هذا العصر ، ويمثل تاريخ دولة سبأ، وحضارة سبأ فيه عمود التاريخ اليمني، وسبأ عند النسابة هو أبو حمير وكهلان، ومن هذين الأصليين تسلسلت أنساب أهل اليمن جميعا تقريبا، كما أن هجرة أهل اليمن في الأمصار ارتبطت بسبأ، حتى قيل في الأمثال: تفرقوا ايدي سبأ ،والبلدة الطيبة التي ذكرت في القرآن الكريم هي في الأصل أرض سبأ، كما أن ابرز رموز اليمن التاريخية ، سد مأرب ، قد اقترن ذكره بسبأ، وكان تكريمه بالذكر في القرآن سببا في ذيوع ذكر سبأ وحاضرتها مأرب.

دولة سبأ في العصر الأول كانت أكبر وأهم تكوين سياسي فيه، وما تلك الدول التي تذكر معها سوى تكوينات سياسية كانت تدور في فلكها، ترتبط بها حينا وتنفصل عنها حينا آخر، مثل دولة معين وقتبان وحضرموت، أو تندمج فيها لتكون دولة واحدة مثل دولة حمير، والتي لقب ملوكها بملوك سبأ وذي ريدان. وذو ريدان هم حمير وأرض سبأ في الأصل هي منطقة مأرب، وتمتد إلى الجوف شمالا، ثم ما حاذاها من المرتفعات والهضاب إلى المشرق.

كانت دولة سبا في فترات امتداد حكمها تضم مناطق أخرى، بل قد تشمل اليمن كله وكانت مأرب عاصمة سبأ،وتدلل الخرائب والآثار المنتشرة التي تكتنف قرية مأرب الصغيرة اليوم على الضفة اليسرى من وادي أذنه على جلال المدينة القديم وكبرها، ويرجح ان التل الذي تقع عليه قرية مأرب اليوم هو مكان قصر سلحين الذي ذكره العلامة الحسن بن أحمد الهمداني قبل الف عام، والذي ورد ذكره بالاسم نفسه في النقوش اليمنية القديمة وقد تحكم موقع مأرب في وادي سبأ بطريق التجارة الهام المعروف بطريق اللبان، وكان اللبان من أحب أنواع الطيوب وأغلاها في بلدان الشرق القديم، وحوض البحر المتوسط، وقد تميزت اليمن بإنتاجها أجود أنواع اللبان وهو الذي كان ينمو في الجزء الأوسط من ساحله الجنوبي في بلاد المهرة وظفار، وقد أدى ذلك الطلب المتزايد عليه إلى تطوير تجارة واسعة نشطة، تركزت حول هذه السلعة وامتدت إلى سلع أخرى نادرة عبر طريق التجارة المذكورة. وكان يمتد هذا الطريق بصفة رئيسية من ميناء قنا في مصب وادي ميفعة على بحر العرب إلى غزة في فلسطين على البحر المتوسط، مرورا بمدينة شبوة ومأرب، ثم يمر بوادي الجوف، ومنه إلى نجران حيث يتفرع إلى فرعين:

* طريق يمر عبر قرية الفاو في وادي الدواسر، ومنه إلى هجر في منطقة الخليج، ثم إلى جنوب وادي الرافدين.
* طريق رئيس يمتد من نجران نحو الشمال، مارا بيثرب، ثم ددان في شمال الحجاز، ومنه إلى البتراء.

يتجه الطريق الرئيس من البتراء نحو ميناء غزة، بينما يتجه فرع آخر إلى دمشق وإلى مدن الساحل الفينيقي ولا شك أن إستئناس الجمل الذي يرجح انه تم في القرون الأخيرة من الألف الثاني قبل الميلاد قد لعب دورا بارزا في ازدهار التجارة بقدرته على حمل الأثقال ولمسافات طويلة، وتتوافق تواريخ استئناس الجمل مع ما ورد في التوراة من إشارات إلى زيارة ملكة سبأ للنبي سليمان عليه السلام في القرن العاشر قبل الميلاد، وهي الزيارة التي تفيد وجود علاقات تجارية بين بلاد الشام وبلاد اليمن، إذ تذكر الأخبار المرتبطة بتلك الزيارة ان ملكة سبأ أحضرت معها كميات كبيرة من الطيوب منها اللبان. وتعتبر أخبار هذه الزيارة كما وردت في التوراة أقدم الأخبار التي وصلتنا عن سبأ وحضارتها، وقصة هذه الزيارة مشهورة وقد طبقت شهرتها الآفاق وملأت اسماع الدنيا، وشغلت الناس عشرات القرون، ذكرتها الكتب السماوية، وتواتر ذكرها في الأخبار وروايات متعددة، وخاصة موروث أهل اليمن، فملكة سبأ عندهم رمز تاريخي لحضارة يمنية قديمة راقية، وقد كرمت ملكة سبا وقصة زيارتها للنبي سليمان بالذكر في القرآن الكريم، قال تعالى:(﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)﴾ (سورة النمل) وإذا كانت التجارة وموردها المالي الوفير قد أسهمت بقسط عظيم في صياغة الحياة العامة للناس وازدهارها في مراكز الحضارة اليمنية القديمة ، وخاصة في قلب تلك الحضارة ، أرض سبأ وعاصمتها مأرب، فإن سد مأرب هو أهم شاهد على أن اليمن شهدت أيضا حضارة زراعية فائقة، تشير بعض الدراسات الأثرية الجادة التي أجريت ميدانيا على آثار السد إلى أن أسسه ربما تعود تاريخيا إلى قبل مطلع الألف الأول قبل الميلاد على الأقل، وهو أمر يتوافق أيضا مع ما سلف ذكره من أخبار تتحدث عن حضارة يمنية راقية منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد.

وقد ذكرت النقوش ملكة سبأ التي حكمت في القرن العاشر قبل الميلاد وبعدها ذكرت عددا كبيرا من المكربين والملوك الذين تولوا الحكم في دولة سبأ. إن الفرق بين الملك والمكرب هو أن الملك يحكم شعبا واحدا أو قبيلة واحدة بينما المكرب لقب للمجمِّع والموحِّد لعدة شعوب أي الموحد. ووجود المكربين في تاريخ اليمن القديم يشهد بجدارة على الجهود المبكرة جدا لتوحيد أهل اليمن تحت سلطة سياسية واحدة، وقد حاول أحد العلماء ترتيبهم زمنيا خلال الألف الأول قبل الميلاد، فبلغوا ما يقارب الخمسين، إبتداء من القرن الثامن إلى القرن الأول قبل الميلاد.

من هؤلاء الحكام يثع أمر بين بن آسْمُهُ عَلَي الذي تذكره الحوليات الآشورية حوالي عام 715 ق.م مقترنا بالملك الآشوري سرجون الثاني وهو ما يشهد على قيام علاقات دبلوماسية مع العالم الخارجي. اما النقوش اليمنية فتذكره مقترنا ببعض المنشآت المعمارية ومنها أنه سور مأرب، ومنهم أيضا كَرِبْ إل وتار بن ذمار علي الذي بعث بهدية إلى الملك الآشوري سنحريب، حسب ما يذكر نقش بناء معبد بيت أكينو في آشور، حوالي 685 ق، م، ويرجح أنه هو نفسه صاحب نقش صرواح الكبير الذي يذكر أن هذا الملك قد قام بعدة حملات عسكرية داخلية خلال فترة حكمه يهدف منها إلى تثبيت السلطة المركزية لدولته وتأديب من خرج عنه. وشملت حملاته مناطق أوسان وغيرها من المناطق الجنوبية حتى باب المندب، كما شملت حملاته أيضا مناطق امتدت ما بين نجران والمعافر بلاد الحجرية، من محافظة تعز وبعض مدن وادي الجوف، مثل نشان ونشق. ويذكر النقش أنه كافأ الجهات التي حافظت على الولاء له مثل حضرموت وقتبان، وأنه قام بإصلاحات واسعة في منطقة مأرب ومنها قصر سلحين وسوَّر عددا من المدن اليمنية، وأصلح عددا من سبل الري والأراضي التابعة لها.

يعد المكرب يَدَعْ إل ذريح بن آسْمُهُ علي أشهر حكام سبا في أمور البناء، فقد عثر على نقوش عديدة من عهده تذكر منشآته المعمارية، وخاصة المعابد، وقد ارتبطت باسمه معابد شهيرة باليمن القديم مثل معبد أوام البيضاوي الكبير محرم بلقيس ومعبد صرواح ، ومعبد في المساجد وغيرها من الأبنية التي تنبئ عن آثارها عن مستوى راق من الإتقان المعماري والإبداع الهندسي، وظلت سبأ وحتى القرن الخامس قبل الميلاد الدولة الكبيرة الأم ، حين خرجت عن سيطرتها منا طق عدة واستطاعت أن تكون دولا مستقلة. ودخلت هذه الدول في منافسة مع سبأ، وشاركتها نفوذها السياسي والتجاري، بل إن كل واحدة من تلك الدول لم تكن أقل شأنا من سبأ في أوج ازدهارها وأبرز هذه الدول هي معين وقتبان وحضرموت، أما دولة معين فقد ظهرت في القرن الخامس قبل الميلاد في الجوف، بعد أن تمكنت مناطق الجوف بقيادة مدينة يَثُل = براقش العصمة الدينية من السيطرة على طريق اللبان التجاري بمساندة حضرموت وقتبان.

ثم اتجه المعينيون شمالا، وأقاموا المحطات التجارية والمستوطنات المعينية على طرق القوافل التجارية مثل قرْية في وادي الدواسر على الطريق بين نجران والبحرين أي شرق الجزيرة ، ومثل ددان في وادي القرى على الطريق بين نجران وغزة، ومن قرنو عاصمة الدولة المعينية انطلق أهل معين يرتادون الأسواق العالمية في فلسطين ومصر واليونان وغيرها، وقد عثر بمصر على قبر تاجر معيني نقش اسمه زيد إلأ بن زيد وكان يتاجر بالمر والقرفة في مصر أيام بطليموس الثاني حوالي 264 ق، م، وكان العالم القديم يعرف المعينيين، وقد ذكرهم مؤلفوا اليونان في كتبهم وسموا اللبان باسمهم، على أن تلك المصادر لا تقصر الذكر على المعينيين، وإنما تذكر معهم أيضا في اليمن: السسبئيين والحضارمة والقتبانيين، وكان أول ذكر لقتبان قد ورد في نقش الملك كرب إل وتار السبئي، وكانت حينها موالية لسبأ التي خلصتها من سيطرة أوسان، على أن قتبان مثل معين استطاعت أن تخرج عن سيطرة سبأ في القرن الخامس قبل الميلاد، وأن تمد نفوذها على حساب سبأ متحالفة مع حضرموت.

كانت مدينة تمنع في وادي بيحان عاصمة قتبان وهو مقر قبائلها في الأصل ، وفي القرن الثالث والثاني قبل الميلاد بلغت قتبان أوج ازدهارها وشملت رقعتها مناطق أوسان القديمة حتى ساحل بحر العرب، ومدت نفوذها جنوبا لتشمل واحة الجوبة على بعد مسيرة يوم واحد من مأرب العاصمة السبئية، وتميز القتبانيون بنشاط زراعي هائل، فأقاموا مشاريع الري في الوديان، وشقوا القنوات الطويلة وحفروا الآبار وبنوا السدود، وأحسنوا استثمار موقعهم على طريق اللبان التجاري، فجنوا من الزراعة والتجارة الخير الوفير، وكانوا يعنون بسن الشرائع ووضع القوانين التي تنظم أمورهم الاقتصادية، ولا تزال تقوم إلى اليوم وفي محل السوق القديم بهجر كحلان تمنع العاصمة قديما مَسَلَّةٌ نقش على جوانبها تعاليم خاصة بسوق المدينة واسمه سوق شمر ويبين النقش إجمالا الرسوم المفروضة ، وفئات التجار وغير ذلك.

أما حضرموت في أقدم عهودها فقد كانت تابعة لدولة سبأ الكبيرة ثم موالية لها، وفي القرن الخامس ق، م، إبان ضعف الدولة السبأية خرجت حضرموت عن سبأ كغيرها وكونت دولة مستقلة، وقد نمت قوتها تدريجيا واكتسبت أهمية فائقة، خاصة لكونها تملك أرض اللبان في ظفار وكانت عاصمتها شبوة التي تقع في أقصى غرب وادي حضرموت على أطراف مفازة صيهد، وكانت تشمل في عز ازدهارها ظفارا أرض اللبان والنطاق الجنوبي الممتد حتى ساحل العرب، وتمتد شمالا باتجاه الربع الخالي وما يحاذي العَبْر، بالإضافة إلى موطنها الأصلي وادي حضرموت، وتبرز أهمية هذه الدولة بوضوح من خلال ذكرها وذكر عاصمتها في المصادر الكلاسيكية، إذ تذكر أن شبوة عاصمة حضرموت كانت مركزا هاما لتجارة اللبان.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/saadanter
زائر
زائر




حضارة يمنية راقية Empty
مُساهمةموضوع: رد: حضارة يمنية راقية   حضارة يمنية راقية Emptyالجمعة 1 أكتوبر 2010 - 3:09

:face:

:farao:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حضارة يمنية راقية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حضارة المغرب
» منطقة اعسمة حضارة قديمة تحتضنها الجبال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طريق العرب :: الجمهورية اليمنية :: منتدى الجمهورية اليمنية-
انتقل الى: