معلومات أساسية عن الجمهورية الصومالية الديموقراطية
كاتب الموضوع
رسالة
قناصة الصومال
عدد المساهمات : 5نقاط : 15
موضوع: معلومات أساسية عن الجمهورية الصومالية الديموقراطية الأربعاء 20 يناير 2010 - 4:22
معلومات أساسية عن الجمهورية الصومالية الديموقراطية
الصومال (بالصومالية: Soomaaliya)، و تعرف رسميا باسم جمهورية الصومال (بالصومالية: Jamhuuriyadda Soomaaliya) و كانت تعرف فيما قبل باسم جمهورية الصومال الديموقراطية، هي دولة تقع في منطقة القرن الإفريقي. و يحدها من الشمال الغربي جيبوتي، و كينيا من الجنوب الغربي، و خليج عدن و اليمن من الشمال و المحيط الهندي من الشرق و أثيوبيا من الغرب.
و قديما، كانت الصومال أحد أهم مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم. حيث كان البحارة و التجار الصوماليين الموردين الأساسيين لكل من اللبان (المستكة) و نبات المر و التوابل و التي كانت تعتبر من أقيم المنتجات بالنسبة للمصريين القدماء و الفينقيين و مايسونيين و البابليين و الذين أرتبطت بهم جميعا القوافل التجارية الصومالية و أقام الصوماليون معهم العلاقات التجارية.[5][6] و بالنسبة للعديد من المؤرخين و مدرسي التاريخ، تقع الصومال في نفس موقع مملكة البونت القديمة و التي كانت تربطها علاقات وثيقة مع مصر الفرعونية خاصة في عهدي الفرعون ساحو رع (من ملوك الأسرة الخامسة عصر الدولة القديمة) و الملكة حتشبسوت (من ملوك الأسرة الثامنة عشر عصر الدولة الحديثة).[7][8][9][10] و يدل على ذلك التكوينات الهرمية و المعابد و المباني التي تم بنائها بالجرانيت و الرخام و التي يرجع زمانها إلى نفس الفترة التي يرجع إليها مثيلتها من المباني في مصر القديمة. و في العصر القديم، تنافست العديد من الدويلات التي نشأت في بعض مناطق الصومال مثل شبه جزيرة حافون و رأس قصير و منطقة مالاو مع جيرانهم من مملكة سبأ و الأرشكيين و الأكسميين على التجارة مع ممالك الهند و الإغريق و الرومان القديمة.
و مع ميلاد الإسلام على الجهة المقابلة لسواحل الصومال المطلة على البحر الأحمر تحول تلقائيا التجار و البحارة و المغتربين الصوماليين القاطنين في شبه الجزيرة العربية إلى الإسلام و ذلك من خلال تعاملهم مع أقرانهم من التجار العرب المسلمين. و مع فرار العديد من الأسر المسلمة من شتى بقاع العالم الإسلامي خلال القرون الأولى من انتشار الإسلام بالإضافة إلى دخول أغلبية الشعب الصومالي إلى الإسلام سلميا عن طريق المعلمين الصوماليين المسلمين الذين عملوا على نشر تعاليم الإسلام في القرون التالية، تحولت الدويلات القائمة على أرض الصومال إلى دويلات و مدن إسلامية مثل مدن مقديشيو و بربرة و زيلع و باراوا و مركا و الذين كونوا سويا جزءا من الحضارة البربرية. و قد عرفت مقديشيو بعد انتشار الإسلام في الصومال باسم "مدينة الإسلام" كما تحكمت في تجارة الذهب في منطقة شرق إفريقيا لقرون طويلة. و في العصور الوسطى، سيطرت على طرق التجارة العديد من الإمبراطوريات الصومالية القوية، منها إمبراطورية عجوران و التي حكمت المنطقة في الفترة بين القرنين الرابع عشر و السابع عشر للميلاد و الذي برعت في الهندسة الهيدروليكية و بناء الحصون، و كذلك سلطنة عدل و التي كان قائدها الفريق الإمام أحمد بن إبراهيم ال غازي الملقب "بالفاتح" أول عسكري إفريقي يستخدم المدفعية العسكرية على مدار التاريخ خلال حربه ضد إمبراطورية الحبشةفي الفترة ما بين 1529 و حتى 1543 و إيضا حكام أسرة جوبورون و التي أرغمت سيطرتهم العسكرية حكام مدينة لامو من سلاطين الإمبراطورية العمانية على دفع الجزية للسلطان الصومالي أحمد يوسف (رابع سلاطين أسرة جوبورون و الذي حكم في الفترة ما بين 1848 و حتى 1878).و خلال القرن التاسع عشر و بعد انعقاد مؤتمر برلين عام 1884، أرسلت الإمبراطوريات الأوروبية العظمى جيوشها إلى منطقة القرن الإفريقي بغية السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية في العالم مما دفع الزعيم محمد عبد الله حسان (مؤسس الدولة الدرويشية) إلى حشد الجنود الصوماليين من شتى أنحاء القرن الإفريقي و بداية واحدة من أطول حروب المقاومة ضد الاستعمار على مدار التاريخ.
و لم تقع الصومال قديما أبدا تحت وطأة الاستعمار. حيث تمكنت دولة الدراويش من صد هجوم الإمبراطورية البريطانية أربع مرات متتالية و أجبرتها على الانسحاب نحو الساحل. و نتيجة لشهرتها الواسعة على مستوى الشرق الأوسط و أوروبا اعترفت بها كل من الدولة العثمانية و الإمبراطورية الألمانية كحليف لهما خلال الحرب العالمية الأولى، و بذلك بقيت السلطة المسلمة الوحيدة المستقلة على أرض القارة الإفريقية. و بعد انقضاء ربع قرن من إبقاء القوات البريطانية غير قادرة على التوغل داخل الأراضي الصومالية، هزمت دولة الدراويش في عام 1920 عندما استخدمت القوات البريطانية الطائرات خلال معاركها في إفريقيا لقصف "تاليح" عاصمة الدولة الدرويشية و بذلك تحولت كل أراضي الدولة إلى مستعمرة تابعة للإمبراطورية البريطانية. كما واجهت إيطاليا نفس المقاومة من جانب السلاطين الصوماليين و لم تتمكن من بسط سيطرتها الكاملة على أجزاء الصومال المعروفة حالياً بدولة الصومال إلا خلال العصر الفاشي في أواخر عام 1927 و استمر هذا الاحتلال حتى عام 1941 حيث تم استبداله بالحكم العسكري البريطاني. و ظل شمال الصومال مستعمرة بريطانية في حين تحول جنوب الصومال إلى دولة مستقلة تحت الوصاية البريطانية إلى أن تم توحيد شطري الصومال عام 1960 تحت اسم جمهورية الصومال الديموقراطية.
و نتيجة لعلاقاتها الأخوية و التاريخية مع مختلف أقطار الوطن العربي، تم قبول الصومال عضواً في جامعة الدول العربية عام 1974. كما عملت الصومال على توطيد علاقاتها بباقي الدول الإفريقية، فكانت من أولى الدول المؤسسة للاتحاد الإفريقي، كما قامت بدعم و مساندة المؤتمر الوطني الإفريقي في جنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري،و كذلك دعم المقاتلين الإيرتريين خلال حرب التحرير الإيريترية ضد إثيوبيا.و كونها إحدى الدول الإسلامية كان الصومال واحداً من الأعضاءالمؤسسين لمنظمة المؤتمر الإسلامي و كذلك عضواً في منظمة الأمم المتحدة و حركة عدم الانحياز. و بالرغم من معاناته جراء الحرب الأهلية و عدم الاستقرار على المستوى الداخلي، نجح الصومال في إنشاء نظام اقتصادي حر يفوق العديد من الأنظمة الاقتصادية الإفريقية الأخرى حسب دراسة لمنظمة الأمم المتحدة.