تلمسان (Tlemcen in Tifinagh.svg) التي يلقبها السي قدور بن غبريت وسكانها بأنها "لؤلؤة المغرب العربي" هي مدينة في شمال غرب الجزائر، عاصمة ولاية تلمسان. ثاني مدينة من حيث الأهمية بعد وهران في الجهة الغربية، فخورة بماضيها المجيد والمزدهر، ذات المعالم الأندلسية متأصلة في المغرب الإسلامي، وصاحبة المواقع الطبيعية الخلابة هي "مدينة الفن والتاريخ" كما كان يسميها جورج مارصي.
وبكثرة ما فيها من المباني الفنية الرائعة الخالدة، وبماضيها الفكري الثقافي والسياسي المجيد فقد تضافرت جهود الطبيعة السخية الحسناء وجهود الإنسان المبدع الخلاق لتكوين مدينة متفوقة راقية ممتعة للفكر وللقلب والروح معا. فقد بلغت أرفع مكانة في الجمال والجلال والكمال واستحقت بفضل ذلك كله أن تدعى جوهرة المغرب وغرناطة إفريقيا.
تقع المدينة داخل مزارع الكروم والزيتون، كما تشتهر بصناعة الجلود، والزرابي وصناعة المنسوجات. وجعلت منهاكل هته التأثيرات تتربع على قمة المناطق السياحية في الجزائر.
التسمية
هناك عدة آراء حول تسميّة تلمسان، من هذه الآراء:
* حسب يحي بو عزيز يتألف اسم تلمسان من كلمتين بربريتين هما "تلم " ومعناها تجمع و"ان" ومعناها "اثنان " لكونها جمعت بين مدينتيااا تقرارات التي أسسها يوسف بن تاشفين وأغادير التي أسسها أبو قرة اليفريني على أنقاض بوماريا. * أما جورج مارصي فيعتقد ان اسم تلمسان (من البربرية تلا ومسان، ومعنى كلمة تال عنده المنبع وامسان وبمعني الجاف لتصبح كلمة تلمسان " المنبع الجاف". * وقول يقول بأنها تحريف صيغة الجمع من تلمسين بكسر وسكون فكسر ومفرده تلماس ومعناه جيب ماء أو منبع فيكون اسم تلمسان بمعنى مدينة الينابيع. * أما ما درج عند العامة بكونها كلمة عربية مركبة من كلمتين تلم –تجمع- وإنسان لتصبح تلمسان. "مجمع الناس" رغم أنه لا يوجد له سند علمي أو تاريخي.
ولم تحمل دائما تلمسان هذا الاسم بل كانت تسمى بوماريا وأغادير ثم تقرارات كما كنت بعدة كنى منها الجدار ولؤلؤة المغرب وعروس المتوسط.
التاريخ
لعبت مدينة تلمسان العديد من الأدوار في تاريخ الإسلام مما يجعلها واحدةً من أهم المدن الإسلامية الواقعة في بلاد المغرب وهو الأمر الذي أكسبها أيضًا العديد من المميزات في مقدمتها تلاقح الحضارات وهي الصفة التي وضعت المدينة في مصاف المدن "الكوزموبوليتانية" أي المدن التي تضم أكثر من عرق وجنس. وترجع تسمية المدينة إلى العبارة البربرية "تلي إيمسان" وتعني بالعربية "الربيع الجاف" مما يوضح أن المدينة ذات أصول بربرية امتزجت مع العرق العربي المسلم لتصنع الصورة الحالية للمدينة التي لا تتكون فقط من العرقين البربري والعربي بل تدخل فيها أعراق أخرى من أوروبا وهو ما يرجع إلى قدم تاريخ تأسيس المدينة والأدوار التي لعبتها في التاريخ.
وتأسست تلمسان في القرن الرابع الميلادي على يد الرومان وصارت مستعمرةً رومانيةً بامتياز وتأسست فيها كنيسة رومانية كاثوليكية كبيرة قبل أن يغزوها الفنداليون القادمون من أوروبا إلى أن جاء الفتح الإسلامي في القرن الثامن الميلادي في العام 708م حيث أصبحت المدينة تحت حكم المسلمين وإن ظلت مركزًا كبيرًا للمسيحيين الذين عادوا للتوافد إليها في عهد الفتح الإسلامي.
وقد شهد القرن الحادي عشر الميلادي انطلاقةَ المدينة في التاريخ الإسلامي وكان ذلك في عهد دولة المرابطين حيث ظهرت المدينة كأحد أبرز المراكز التجارية وساعدها على ذلك قربها من البحر المتوسط فأصبحت واحدة من أهم الموانئ ثم ما لبثت المدينة أن أصبحت عاصمةً لمملكة تلمسان التي حكمها الملك عبد الوديد الزناتي من قبائل زناتة في العام 1282م حتى وصل الأمر في القرن الخامس عشر الميلادي إلى أن سيطرت المملكة على كل جبال أطلس في الجزائر ووصلت إلى حدود تونس، وخلال تلك الفترة تعرضت المدينة إلى عدة غارات من جانب سكان مدينة فاس بالمغرب والمسمين بـ"المرينين" وهم من نفس سلاسة قبيلة زناتة التي تشكل أصل أغلب سكان تلمسان. ولما انهارت الأندلس عادت تلمسان لتلعب دورًا كبيرًا في التاريخ الإسلامي حيث استقبلت الوافدين عليها من قرطبة وغرناطة وغيرهما من مدن الأندلس وتقدر المصادر التاريخية عدد من توافدوا على المدينة بمئات الآلاف وكان ذلك في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي.
إلا أن المدينة عانت بعد ذلك من الغزو الأسباني حيث سيطر عليها الأسبان من ضمن ما سيطروا عليه من مدن بلاد المغرب إثر انهيار الأندلس وما تلاه من تلاشي الممالك في المغرب فاستغل الأسبان ذلك وبدأوا في الزحف إلى المغرب العربي كله وبدأ الأسبان في محاولة تنصير المدينة وإكسابها الطابع الكاثوليكي حتى أوقفهم العثمانيون بسيطرتهم على تلمسان في العام 1553م، ونالت المدينة نوعًا من الاستقلال النسبي عن الباب العالي العثماني في العام 1671م. ثم عادت المدينة لتسقط تحت الاستعمار من جديد في العام 1844م وكان في هذه المرة فرنسيًّا واستمر حتى الستينيات من القرن العشرين عندما نالت الجزائر كلها الاستقلال وأصبحت المدينة واحدةً من أهم مدن الجزائر وصارت عاصمةً لولاية تحمل نفس الاسم ونتيجة مرور كل تلك الأجناس عليها من بربر وعرب وأسبان وعثمانيين وفرنسيين اكتسبت المدينة تنوعًا إنسانيًّا واسعَ النطاق ظهر في الثقافة والآداب والعادات الاجتماعية في مزيج فريد لا تحوزه إلا تلمسان. وتحفل مدينة تلمسان بالعديد من المساجد والزوايا التي مثلت منارات للعلم الإسلامي وتعلم فيها الكثيرون عبر الأجيال المختلفة ومن أهم العلوم التي يتلقاها الطلاب في تلك الزوايا العلوم القرآنية وبصفة عامة تتسم الزوايا في تلمسان بصفات معمارية فريدة جمعت بين الطابع العربي الإسلامي إلى جانب الطابع البربري الصحراوي فعلى سبيل المثال تتكون مئذنة أي مسجد أو زاوية من 3 طبقات كلها مربعة الشكل بحيث تكون الطبقة الثانية أصغر من الأولى، والثالثة أصغر من الثانية فتشكل الأولى القاعدة الكبيرة وتكون الثالثة القمة الصغيرة.
محطات تاريخية
* البربر: وبَنَوا فيها أصل المدينة القديمة وهي « أغادير »، أي القلعة. وأطلقوا على البلدة كلها اسم « تلمسان » أي الينابيع. * الفاندال: وقد مرّوا بها خلال فترة الحكم الروماني للمدينة، ثم طُردوا منها من جديد على يد الرومان الكاثوليك. * الرومان: وقد حكموا المدينة من بداية الربع الأخير من القرن الخامس الميلادي إلى عام 671م عند قدوم العرب المسلمين بقيادة عُقبة بن نافع.
منذ عام 671م وحتى نهاية الحكم الأموي وبداية الحكم العباسي ظلت تابعة للأمويين والعباسيين.
* بنو زناتة: وقد حكموها منذ بدايات القرن الثامن الميلادي حتى نهاياته تقريباً.. حينما انشقّوا عن العباسيين مع حركة انشقاق الخوارج في المشرق... وذلك بقيادة زعيمهم « أبو قرّة » من « بني يفرن » وهي فخذ من قبائل زناتة. * الأدارسة: قدموا من فاس بالمغرب، وفتحوا تلمسان بالمصالحة مع زعيم قبائل زناتة، وظلوا يحكمون تلمسان طيلة القرن التاسع الميلادي واليوم يتواجد الادارسة على شكل قبائل متواجدة في منطقة تلمسان * المرابطون : وهم قبائل من كدالة جنوب موريتانيا أسّسوا عاصمتهم مراكش حاصروا المدينة عام 1079م بزعامة « يوسف بن تاشفين » وفتحوها وبَنَوا فيها ضاحية « تاغرارت »، ومن أبرز معالمهم مسجد تلمسان الكبير. * الموحِّدون: عبد المؤمن بن علي الكومي فتح تلمسان فحاصرها عام 1143م، وانهزم المرابطون، وفُتحت المدينة لهم، ودام حكمهم لها 40 سنة. * بنو عبد الواد : استخدمهم الموحِّدون للحفاظ على تلمسان، إلاّ أن شوكتهم قد قويت فيها، وعلا شأنهم حينما استطاعوا أن يصدّوا قبائل (بني غانية الطامعة في تلمسان)، فما كان من الخليفة الموحِّدي بالمغرب إلاّ أن كافأ زعيمهم بتعيينه حاكماً له. واستمر حكم بني عبد الواد لتلمسان ثلاثة قرون، ابتداء من القرن الثالث عشر الميلادي إلى نهايات القرن الخامس عشر. * المرينيون: القادمون من المغرب الأقصى وقد حاصروا تلمسان سبع سنوات ابتداء من عام 1299هـ بقيادة زعيمهم السلطان المريني « أبو يعقوب » ولم يرفع الحصار عن المدينة إلاّ بموته، إلا أن المرينيين قد بَنَوا خارج أسوار المدينة القديمة مدينةً جديدة أطلقوا عليها اسم « المنصورة ». وقد عاد المرينيون مرة ثانية لحصار تلمسان بقيادة أبي الحسن المريني ففتحوها ودام حكمهم لها إحدى عشرة سنة. * فترة الإمبراطورية العثمانية: وقد خضعت تلمسان للعثمانيين منذ عام 1555م بعد أن كان قد فتحها القائد العثماني « بابا عروج » الذي استنصر به « أبو زيان » من بني عبد الواد على عمه « أبو حمد الثالث » الذي انتزع منه الحكم. * الاحتلال الفرنسي لم يَدُم حكم الأمير عبد القادر طويلاً لتلمسان، إذ إن الفرنسيين سرعان ما عادوا فاحتلّوا المدينة من جديد وبَنَوا بها مركزاً عسكرياً في حي « المشوار »، واستمرت سيطرتهم عليها إلى عام 1962م حين استقلت الجزائر.
السياحة
* تم تصنيف 45 موقع طبيعي وتاريخي في منطقة تلمسان حتى أصبحت عبارة عن متحف ضخم ومنها :
o مسجد تلمسان الكبير o مسجد سيدي بومدين o قبر السلطان o متحف تلمسان o سيدي الحلوى o المشوار o المنصورة o باب القرمدين o القصرية o أغادير تلمسان o مسجد سيدي سنوسي o راب افرايم o الكوة o باب الخميس o سيدي بوسحاق الطيار o بلاطو لالة سيتي o بن عدة o لوريط o مسجد سيدي بلحسن
أعلام تلمسان
* المقري (1591-1632) شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن يحي الخرشي, مؤرخ عربي * دافيد شربيط (1860-1925) رجل أعمال * العربي بن صاري (1867-1964) أب الحوزي التلمساني * أوجيني بوفيه (1866-1934) مغني فرنسي الكبير ذو الإقاعات الموسيقى متنوعة * هنري ديكسون (1872-1938) مغني فرنسي * عبد العزيز زناقوي (1877-1932) أديب, كاتب, شاعر وأستاذ اللغة العربية بالسربون * محمد الهاشمي (1881-1961)، عالم دين سني متصوف. * مصالي الحاج (1898-1974) الأب الروحي للثورة الجزائرية ومن الأوائل الذين نادوا بابصراحة باستقلال الجزائر التام عن فرنسا ومؤسس حزب الشعب الجزائري * عبد الحليم همش (1906-1979) رسام * عبد الحميد بن أشنهو (1907-1976) مؤرخ * بول بن يشو (1908-2001) مؤرخ وأديب وأديب فرنسي * عبد الكريم دالي (1914-1978) موسيقي ومغني الحوزي * محمد ديب (1920-2003) كاتب جزائري باللغة الفرنسية. * بن زرجب بن عودة (1921-1956) طبيب، أحد شهداء الثورة الجزائرية * يلس بشير (1921 --) رسام * تشارلز تواتي (1925-2003) الحاخام الأكبر، والفيلسوف الفرنسي * مسلي شكري (1931 --) رسام * جان بيار ليدو (1947 --) الجزائري المدير * وسيني لعرج (1954) الكاتب الجزائري * نوري الكوفي (1954) مغني الحوزي وله عدة مؤلفات في هذا الفن. * باتريك بريال (1959 --) الممثل والمغني الفرنسي المعروف. * العقيد لطفي قيادي بارز في ثورة التحرير الجزائرية. * الشريف بركان محمد عطاء الله المغناوي.
نوادي رياضية
* وداد آمال تلمسان WAT ملعب العقيد لطفي (بئروانة 25000). * الجمعية الرياضية لمدينة تلمسان JSMT. بملعب الإخوة الثلاثة زرقة. * رابطة ألعاب القوى بالملعب الألمبي بير وانة * رابطة كرة الطائرة بالملعب الألمبي بير وانة * رابطة السباحة بالمسبح الألمبي أحمد غازي منصورة * رابطة الرياضة الجامعية بجامعة أبي بكر بلقايد تلمسان * رابطة الجمباز بملعب الإخوة زرقة تلمسان * رابطة كمال الأجسام بمركب العقيد لطفي * رابطة كرة اليد بمركب العقيد لطفي * رابطة الملاكمة بمركب العقيد لطفي * رابطة الرياضة والعمل بمركب العقيد لطفي * رابطة الجيدو بمركب العقيد لطفي * رابطة الكراطي دو بمركب العقيد لطفي * رابطة كرة القدم بمركب العقيد لطفي * رابطة الرياضة المدرسية بمديرية التربية * رابطة الرياضة الجوارية بشارع حضري محمد * رابطة رياضة المعوقين * رابطة الفول كونطاكط بمركب العقيد لطفي * رابطة الشطرنج بدار الشباب مشكانة * رابطة تنس الطاولة دار الشباب مشكانة * رابطة الكرة الحديدية بمنصورة