سعد عنتر سعد مراقب
الجنس : عدد المساهمات : 2517 نقاط : 6975 العمر : 33
| موضوع: مدينة الأغواط الأحد 28 أغسطس 2011 - 7:02 | |
|
مدينة الأغواط
مدينة الأغواط هي إحدى المدن الجزائرية المتوسطة الحجم تقع في قلب الجزائر.تحتوي على الكثير من الخيرات تشتهر بالنخيل وببساتينها الضاربة في جذور التاريخ وأهل الأغواط من أشد الناس كرما، وأول نشأتها كانت على هضبات عرفت بتزقرارين، أما بساتينها وأراضيها الفلاحية فبعضها يقع شمال تلك الهضاب، ويسمى الآن بالواحات الشمالية وبعضها الآخر يقع جنوبها ويسمى الواحات الجنوبية ويمتد خارج الواحاتين سهلان كانا يستغلان في زراعه الحبوب مسمى الأول الضاية القبليه (الجنوبية) ويسمى الثاني الضاية الغريبة.تتميز المدينة بطابعها العربي الأصيل الذي يعود إلى مؤسسي المدينة العرب الهلالين -على أنقاض المدينة الأمازيغية المندثرة- خلال العصور الوسطى في القرن ال11 م، ولحسن حظ المدينة أن المستعمر الفرنسي قرر أن يجعلها منطقة ذات حكم عسكري فاكتفى ببناء الثكنات ولم يتدخل في المعمار كثيرا.
تقع على خط الطول 2درجة و55دقيقة شرقاً وخط العرض 33درجة و48دقيقة شمالاً. ويخترق المدينة وادي مزي الذي يتكون عند جبل العمور ويجري باتجاه الشرق. تقوم المدينة فوق تلين متفرعين من جبل تيزيغرارين (وهو آخر امتداد لجبال الأطلس الصحراوية) ويقسمانها قسمين: قديم وحديث، وتقوم الأحياء الحديثة فوق التل الجنوبي وفيها مباني الحكومة ومنشآت عسكرية، أما القسم القديم فيحتل التل الشمالي وما يزال يحتفظ بطابعه وأسلوب عمارته الصحراوي. وتنتشر بساتين النخيل والأشجار المثمرة جنوب المدينة وشرقها وعلى جانبي وادي مزي الذي يدعى وادي جدي في مجراه الأسفل بنواحي بسكرة، وقد أقيمت سدود ثلاثة على هذا الوادي لري البساتين والأراضي الزراعية التي تنتج التمور والفواكه والخضر والحبوب. وتمنح البساتين الواحة منظراً فريداً لوقوعها على الشريط الذي تلتقي فيه الصحراء في الجنوب مع جبال الأطلس الصحراوية عند الطريق الذي يربط مدينة الجزائر بوسط إفريقية، ومساحة الواحة 253 هكتاراً، وهذه البساتين هي سبب تسميتها بالأغواط (جمع غوطة أي المطمئن من الأرض ومجتمع النبات والماء)، وكل البساتين في الأغواط أملاك خاصة ومتداخلة تداخلاً كثيفاً، وتتخللها دروب ريفية متشابكة ومعظمها مروي بشبكة من القنوات الصغيرة تعرف بالسواقي.
إن وقوع الأغواط على ملتقى الطرق التي تتفرع نحو الغرب إلى أولاد سيدي الشيخ، وإلى الجنوب نحو مزاب وورغلة (ورقلة)، وإلى الشرق نحو الزيبان وبسكرة، وإلى الشمال نحو وهران وقسنطينة جعل منها مركزاً تجارياً مهماً. تشتهر المدينة باحياءها القديمة كزقاق الحجاج، القابو، الصوادق، الزبارة، قصر البزائم، قصر الفروج -الصــادقيـة-، قصر المغدر -المقدر-، الشطيط، المقطع، القواطين، الضلعة، الغربية-القربية-، زقاق بلهــروي، زقاق الطاقة وباب الربط، بالإضافة إلى ساحتها الشهيرة رحبة الزيتون وجنان البايلك.
وكذا أحياءها العريقة كالمعمورة، وسط المدينة -البلاد-، الواحات الشمالية ،حي 330 سكن، حي450 سكن، المقام وأحياء المصالحة، الوئام.
ألقابها
لقبت المدينة والمنطقة ككل بعدة ألقاب منها عاصمة السهوب وهو اللقب الشائع بالإضافة إلى بوابة الصحراء، لغواط المعلوم وملتقى الجبال والوديان....
الموقع والطبيعة
عاصمة السهوب الأغواط : واحة جنوب الجزائر وتبعد عن الجزائر العاصمة بحوالي 400 كلم حيث تصطف بساتينها ومبانيها على ضفة "واد مزي" الذي يأخذ مجراه من جبال العمور غربًا ويتوجه نحو الشرق حيث يحمل اسمًا آخر هو واد "جدي" مارًا بعدد من واحات الزيبان إلى أن يصب في شط ملغيغ. وتمتد بساتينها ومبانيها ومساجدها العتيقة عبر سهوب واسعة وجبال شامخة ومراعي خضراء.
معطيات جغرافية
أما موقعها الفلكي فهي تقع شمالا على خط عرض 33,5 وعلى خط طول حوالي 3شرقا. أما ارتفاعها عن سطح البحر فيبلغ 750م على السفوح الجنوبية للأطلس الصحراوي.
وأول نشأتها كانت على هضبات عرفت بتزقرارين، أما بساتينها وأراضيها الفلاحية فبعضها يقع شمال تلك الهضاب، ويسمى الآن بالواحة الشمالية وبعضها الآخر يقع جنوبها ويسمى الواحة الجنوبية ويمتد خارج الواحتين سهلان كانا يستغلان في زراعه الحبوب مسمى الأول الضاية القبلية (الجنوبية) ويسمى الثاني الضاية الغريبة. وقد كانا كلما هطلت الأمطار بالجهة عرضة لفيضان وادي مساعد الذي تغمرهما مياهه.
و الزائر لمدينة الأغواط يلاحظ وجود واضح للجبال في بانوراما المدينة إذ تفرض وجودها في المشهد اليومي للسكان. و من البارز أيضا في جغرافية المدينة هو واد مزي الذي يحدها شرق فاصلا بذلك المدينة على منطقة البرج السنوسي التي تعد منطقة فلاحية كما أنها تضم حيا سكنيا فيما يشبه القرية إذ يحسب هذا الحي كحي من أحياء الأغواط رغم أنه يبعد بحوالي 5 كم منها بسبب الواد.
المناخ
شبه قاري يتميز بالحرارة صيفا والبرودة شتاءا مع تساقط قوي للجليد خلال شهري ديسمبر وجانفي.مع سقوط الثلوج ببعض المناطق التي تبلغ علوها عن سطح البحر 800 متر.
الثروة المائية
تتساقط الأمطار في هذه المنطقة بصفة غير منتظمة تبلغ نسبتها الوسطى (180 مم) سنويا مع حدوث جفاف حاد في بعض السنوات.
كما تهب على المدينة بين الفينة والأخرى بعض الزوابع الرملية تستفحل في سنوات الجفاف مما أدى إلى تكوين بعض الكثبان الرملية خارجها من الجهة الشمالية، وقد أزيلت في السنوات الأخيرة، وأقيمت مكانها منشآت عمرانية وإدارية، ولكن يبدو أنها آخذة في التشكل من جديد، مما يقتضي التعجيل بإنجاز الحزام الأخضر حول المدينة ولاسيما الناحية الشمالية والشمالية الغربية.
تعتمد المدينة في احتياجاتها من المياه الصالحة للشرب بكشل أساسي على المياه الجوفية المتوفرة في المنطقة بكثرة خاصة مع وجود أكبر سد جوفي في أفريقيا بمنطقة تاجموت القريبة والذي يعد ارثا استعماريا.
ورغم مرور واد مزي بالمدينة إلا أن مياهه غير مستغلة البتة فهو يشكل خطرا حقيقيا كل شتاء لفلاحي منطقة تاونزة القريبة من جراء الفيضانات التي يتسبب فيها كلما هطل المطر لعدم وجود سدود على مجراه.
السكان
يرجع سكان إقليم الأغواط المحيط بوادي مزي بأصولهم إلى العرب والأمازيغ (البربر)، وقد دفعت غزوات بني هلال، التي ساندها الفاطميون وغذوها، قبائل أخرى من الأصول نفسها إلى هذا الإقليم حيث أقامت قرية تسمى «بن بوتة» كما استقر في المنطقة عشائر من عرب الدواودة وأولاد بوزيَّان وبعض الذين قدموا إليها من مزاب. وكانت الأغواط تخضع للمغرب أحياناً وللعثمانيين أحياناً أخرى ثم تقاسمتها جماعتان متقاتلتان من ولد سرّين وعشائر «حلف» إلى أن استولت عليها فرنسة عام 1852 ووحدتها ثم استردتها الجزائر عام 1962. يعمل سكانها بالتجارة والزراعة.
ومن أهم معالم مدينة الأغواط الجامع العتيق وحصن سيدي الحاج عيسى ومزاره والحي القديم وبساتين النخيل وكانت فيها زمن الاستعمار الفرنسي كاتدرائية ومقر أسقفية الصحراء. وتَـعُدُ هـذه المدينة أكثر من مائة ألف مواطن حيث بلغ عدد سكانها ال 126618 نسمة حسب تقديرات 2010.
الجانب الثقافي لمدينة الأغواط
منذ بداية هذا القرن ومع قدوم بعض المصلحين إليها كصحفي والأديب عمر بن قدور صاحب مجلة الفاروق ومحمد العاصمي ودحمان بن الساسي وقيام بعض من مصلحي هذه المدينة بإنشاء جمعية خيرية سنة 1920 سهر على افتتاح مدرسة للتعليم حيث فتحت سنة 1922 تحت تسيير سعيد الزهراوي ثم الشيخ العلامة والفقيه والمؤرخ والأديب مبارك الميلي حيث كان من حظ هذه المدينة أن نفي إليها ومن آثاره في الأغواط تأليفه لكتاب الجزائر في القديم والحديث وكذلك مؤلفات أخرى وتكوينه لجيل واصل مسيرته الإصلاحية كالشيخ أبو بكر الحاج عيسى والشيخ أحمد قصيبة والشيخ الحسين بن زاهية والشيخ عطاء الله كزواي والشهيد الشيخ أحمد شطة، هذا الجيل بدوره كان أعضاؤه منشطين لجمعية علماء المسلمين بالمنطقة وواصلوا مشوار التعليم فيه حيث تخرج على أيديهم مئات الشباب المتشبعين بالروح الوطنية والثقافية العربية الإسلامية، فكانوا من الأوائل الذين أنشأوا فريق الكشافة الإسلامية على المستوى الوطني (فوج الرجاء) بالإضافة إلى عدد من النوادي الثقافية والفرق الموسيقية والرياضية العاملة في إطار الحركات الوطنية.
عادات أصيلة
من المآثر المتوارثة إلى عهد قريب أن الفلاحين وسكان المدينة كانوا محققون شبه اكتفاء ذاتي، ولم يكن إنتاجهم موجها في الأساس إلى التسويق، وإنما للاستهلاك، وكان كل من له بستان يعود ببعض إنتاجه على معارفه وأقاربه وجيرانه والمحرومين وأفضل ما يتهادون به البواكير التي يسمونها "الفال" وفي جو من التواد والتكافل الاجتماعي المستمد من القيم الإسلامية الراسخة في هذه الديار. ومنها ما اشتهر باسم "التويزة" وهي حملات تعاونية تطوعية يشترك فيها مجموعة من السكان لإنجاز مشروع ما صغير أو كبير، ومن أمثلتها خروج الفلاحين بآلاتهم إلى موقع السد الذي ترتوي منه المدينة لإعادة إقامته كلما داهمته السيول العارمة وأزالت حاجزه، وتتكرر العملية ربما عدة مرات في السنة بحسب السيول، ويحاولون ألا يستغرق أكثر من يوم لئلا تنقطع المياه عن المدينة، ونفس الشيء لإصلاح السواقي وتنظيفها. وكذلك اشتراك السكان في إنجاز المباني سواء كانت عامة كالمساجد أو المدرسة الحرة التابعة لجمعية العلماء التي بنيت بالتبرعات والتويزة، أو خاصة كمساكن المواطنين.
وكذلك في الأشغال الفلاحية الموسمية لضخامتها واستعجالها لجني التمور وبعض الثمار الوفيرة، وتقليب الأرض وبذرها وفي الحصاد... في أجواء من الحماس والإنشاد. وللنسوة أيضا في أعمال النسيج وفي المناسبات حملات تويزة. وما من مناسبة أو احتفال إلا ويكون حاضرا فيها الطعام الشهير بالأغواط الكسكس الذي غلب عليه لأهميته وانتشاره تسمية "الطعام". وطعام "كسكس" الأغواط يمتاز بتركيبته ومذاقه عما هو معروف عن هذه الأكلة في المدن الأخرى.
وهناك أكلات أخرى كثيرا ما تحضر في المناسبات الاحتفالية منتشرة في هذه المدينة والمناطق السهبية المجاورة ولا زالت متداولة رغم تأثير كل من الأطعمة ذات المنشأ الغربي والمشرقي في السنوات الأخيرة.وهذه أشهرها : المصوَّر، الشوى، المردود, التشيشة:(تشيشة عادية بالمرق واللحم, تشيشة فريك كسابقتها غير أنه يستعمل فيها الفريك وهو القمح الأخضر المنزوع في فصل الربيع ويرحى ويدشش, تشيشة مفلقة وهي تشيشة مطبوخة في الماء والملح أي بدون مرق)و التشيشة أو بالأحرى دشيشة تنتج عن رحي القمح الصلب يّقال دشش أي قطعه إلى قطع متناهية في الصغر لا ترقى لتكون طحينا فهي الدرجة ما قبل الطحين مباشرة ويستعمل لطحنها مطاحن حجرية من عهد ما قبل الرومان تسمى الرحى، من هنا نستخلص معنى تشيشة هي الشوربة بالمرق ودشيشة هي المادة الأولية التي تصنع منها وهي القمح المدشش وهنك ِكلة أخرى من فصيلتها يطلق عليها الـشَـربة charba تستعمل فيها السباقيتي الصغيرة أو سباغيتي مجزئة لقطع صغيرة طبعا بالمرق والللحم أو الدجاج. السفة أو المسفوف == الكسكس بدون مرق, الشخشوخة، البوصلوع، البربورا، الرفيس، الملّة، خبزة بالدوا= المحاجب، المتخومة, الحريرة ; وهناك مأكولات لا ترتقي لمصاف أطباق يمكن اعتبارها من المُحلّيات مثل المذكر، المبسس، المسمن، البغربر، الفتات، الفطير= المطلوع بدون خميرة، البسيسة وتصنع بالدقيق والتمر وهنك أنواع منها كالبوكعوالة فيصنع بالسميد والتمر (الدقيق يستخلص من السميد ويسمّى محليا تشيشة رقيقة) وهنك كرات من البسيسة تسمى كعبوش يَقال كعبوش بسيسة حيث كانت تَشكّل البسيسة على شكل كعبوش فيسهل حملها لتكون غذاءا للموّالين والرَعاة، الطمينة، المشوشة mchaocha, المسكوتشا, الروينة، المرمز، الشرشم، اللبا، الكليلة = اللبن المجفف، الرزيزة = الكليلة مرفوسة بالتمر, الرُب بضم الراء = معجون التمر، اللاقمي = عصير لحاء النخيل ،الشنين == اللبن، الجبن، الرايب.
* أمّا الخبز الذي يُتناول في الأغواط والمنطقة عموما فهو المطلوع وهو يعتبر الخَبز الوطني للجزائر ويلاحظ تناوله في الجزائر الداخلية أكثر من المُدن الكبرى الساحلية. وهنك أنواع منه بعضها صحي أكثر كخَبز الشعير والخبز القمحي والملّة والفطير.
وإذا ما عرجنا في عجالة على اللباس التقليدي الأصيل فإننا نجده غير مختلف كثيرا عما هو سائد في المدن العريقة، ولاسيما في المنطقة السهبية والصحراوية فبالنسبة للرجل: هناك البرنس والقشابية "الجلابة" والقندورة والسروال العربي والبدعية "الصدرية" والقميص والعمامة التي تختلف أحجامها والتي تقلصت عبر الزمن.
أما ما يمكن ذكره بخصوص لباس المرأة فهناك ما يسمى "بالقنبوز" الذي هو حجاب سابغ لا يبرز إلا عينا واحدة وكان يتخذ من القماش الأزرق ثم الأبيض وله نظائر قديمة مثل مدن أخرى كتلمسان "حجاب الفتاشة" وهناك الفستان والحولي، والوقاية والخمري... إلا أن هذه الألبسة التقليدية تكاد تنقرض الآن لحساب ألبسة عصرية مستحدثة ومستوردة، مما يقتضي إنشاء متحف محلي للمصنوعات والألبسة التقليدية والحلي من شأنه خدمة التاريخ ورصيد التطورات والتغيرات الاجتماعية وتكوين رصيد حضاري يمكن اتخاذه كمرجع يستفاد منه في الدراسات واستلهامه في الإبداعات الجديد. ومما عرف به سكان الأغواط وعلى غرار المدن الإسلامية العريقة احتفاؤهم بالعديد من المناسبات ذات الطابع الديني والتاريخي بطريقة متميزة من حيث التحضير الذي ينطلق أياما قبل حلولها ومن حيث الطقوس والمظاهر الاحتفالية بها وأهمها:
* المولد النبوي: الذي كان يحظى من جميع طبقات المجتمع بالاهتمام، ففضلا عن المدائح الدينية التي تقام في كل مسجد ومحضرة "كتاب" لمدة أسبوع على الأقل يحرص كل رب أسره على أن يوسع في الإنفاق على أهل بيته في اللباس والأكل وشراء لوازم الاحتفال تعبيرا عن حب هذا المجتمع لنبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
* عاشوراء: وتتميز بمظاهر احتفاليه وطقوسبة ولاسيما تجاه الأطفال كما يحرص الكبار على صومها عملا بالسنة النبوية وعلى إخراج الزكوات والصدقات فيها.
* شهر رمضان: الذي يعرف استعدادات كبيرة من طلاء وتنظيف البيوت وتجديد بعض أثاثها وتحضير التوابل وبعض الأكلات مسبقا، كما يعرف توسعا في الإنفاق مهما كانت المداخيل واجتماع أفراد الأسرة على مائدة الإفطار، وتزاور الأسر في الليل،
الأحياء يستغلونها طوال الشهر في التجمع لتناول ما يجلبونه من بيتهم من أطعمة الإفطار المتنوعة في نوع التكافل وفي جو من المرح وحرص الكل حتى بعض المفرطين على أداء صلاة التراويح بالمساجد. أما بخصوص الأطفال فهناك عادة متفردة كانت تتمثل في قيامهم ببناء مصاطب في والأخوة. وكل طفل أو بنت يتخلف عن المشاركة يصبح عرضة للسخرية من خلال أهازيج محفوظة يرددها زملاؤه، إلا أن هذه العادة الحميدة والطريقة قد تلاشت الآن.
* رأس العام: ويشمل كلا من بداية السنة الهجرية والسنة الميلادية والسنة الفلاحية(حيث يسمى ب الناير) ففي كل مناسبة من هذه المناسبات تحضر أطعمة خاصة.
ومع كل ما ذكر من طرائق الاحتفال والإنفاق إلا إنها كانت بعيدة عما نعهده الآن من غلو وإسراف وتبذير وبذخ مبالغ فيه.
الصناعات التقليدية والحرفية
بما أن مدينة الأغواط منذ نشأتها الأولى كمركز حضاري واقع في قلب السهوب وقائم في أرض فلاحية مما جعلها تجمع ما بين الحضارة والبداوة، وبالنظر إلى أن الإنسان منذالقدم يسعى إلى التلاؤم والتكيف والتفاعل مع بيئته أخذا وعطاء يستمد منها المواد الأولية يصوغها وفق أشكال هندسية وفنية ليحقق بها أغراضا عملية، ويعبر بهاعن مشاعره الإنسانية وتطلعاته الفنية والروحانية فسكان مدينة الأغواط بالطبع لا يخرجون عن هذه القاعدة الحضارية، إذ نجدهم في مختلف إنتاجهم ومصنوعاتهم الأصيلة يعتمدون في الأساس على الخامات المحلية التي توفرها لهم بيئتهم وأرضهم، سواء تعلق الأمر بالمواد الفلاحية أو الحيوانية فقد كانت أشجارهم ونخيلهم تمدهم بخامات يصنعونها لسد حاجاتهم في أشكال وأدوات متنوعة، فمنها يصنعون سقوف البيوت وألواح الأبواب ومعدات النسيج كأجزاء الأنوال (المناسج) على اختلافها وأدوات الفلاحية، كما كانت تربة أرضهم وحجارتها تمدهم بالخامات الأولية لصناعة قوالب البناء والآجر ولصناعة الجبس والجير بواسطة أفران كانت مقامة على أطراف المدينة إلى وقت قريب أما الحيوانات التي تحفل بها السهوب المحيطة فتوفر لهم خامات الصناعات الجلدية والنسيجية المختلفة. وأما الصناعات المعدنية فإن موادها الأولية تجلب من مناطق توفرها لصناعة المواد الحديدية والنحاسية والحلي. وإذا ما أردنا تصنيف الصناعات التقليدية والحرفية المعروفة في مدينة الأغواط فإننا نورد منها ما يلي:
* المنسوجات:
وتنقسم إلى المنسوجات الخاصة باللباس ومن أهمها البرانس التي تصنع من الصوف أو الوبر. كما أن أنواعا منها تجمع ما بين الصوف والحرير أو من الحرير فقط وهو ما يسمى (البرنوس الحريري) بتشكيلات مختلفة تتفنن فيها النساجة الأغواطية.
وكذلك القندورة التي تصنع من نفس الخامات، وهناك القشابية (الجلابة) التي تصنع من الصوف غالبا. ويخص الأطفال بألبسة مزركشة كانت تدعى الزقدونة أو الزرقوطة. وإلى منسوجات منزلية، وقد اشتهرت الأغواط قديما بنماذج منها:
* الحائك: الذي يستعمل كفراش أو غطاء ويكون عادة مخططا بالألوان ومرصعا ببعض الأشكال أحيانا.
* الجربي: وهو نوع شبيه بالسابق من حيث الحجم ولكن يختف عنه بكثرة الزخارف والأشكال وأكثر رقيا وفنية وسعرا.
* الزرابي: وهي متنوعة وقد أبدعت أنامل النساجات الأغواطيات في هذا المجال وأظهرن براعة مشهودة في إنتاج الزرابي المرقومة أي المزينة بالأشكال والصور المختلفة ذات الدلالات والرموز الموحية في حاجة إلى دراسة تكشف عن أسرارها ورموزها.
وهناك أنواع أخرى من المنسوجات الأقل حجما من مخدات وحقائب... وكلها محلاة بالألوان والأشكال، غير أنه منذ الخمسينات أخذت تلك المنسوجات العريقة تتراجع لحساب أنواع أخرى مستوردة من داخل الجزائر أو خارجها كتلك الزرابي ذات المنشأ الشرقي الفارسي.
* الصناعات المعدنية : أهم ما يذكر منها الحدادة التقليدية التي كانت تسد معظم حاجيات أهل المدينة وبواديها من الأدوات المختلفة سواء للاستعمال المنزلي كالسكاكين والسواطير... أو للاستعمال الفلاحي بمختلف أصنافها أو الاستعمالات الحرفية والصناعية الأخرى كأدوات النسيج وغيرها...
وقد كانت بالأغواط إلى عهد قريب عده ورش للحدادة تعمل بطرق ووسائل تقلديه قبل ظهور الحدادين المعاصرين المعتمدين على الكهرباء وأدواتها وإنجاز مصنوعاتهم المختلفة عن المصنوعات الحرفية القديمة.
كما نذكر أن بعض الصانعين امتهنوا صناعه بعض الأسلحة وإصلاحها بصفة أخص الخياطة:وقد كانت قبل أنتشار الملابس الجاهزة حرفة رائجة لكثرة الطلب عليها سواء لخياطة الثياب المنسوجة يدويا أو المنسوجة صناعيا فقد كانت الشوارع والرواقات تعج بدكاكين الخياطين الذين كانوا ذوي مهارة في تفصيل الملابس التقليدية المختلفة، وفيهم من مهر بعد الاحتلال الفرنسي في التفصيل والخياطة وفق الطرز الأوربية، ولم يبق من هؤلاء إلا نفر قليل.
* الصناعات الجلدية :توارث الأغواطيون وإلى عهد قريب عدة صناعات في هذا لمجال نذكر منها:
صناعة الأحذية للرجال والنساء منها ما كان يسمى الريحية والصباط والنعالة والبلغة والصنديلة والتزمة (الجزمة) والتماق والبست (جورب جلدي للفرسان) وكانت تصنع بكيفيات ومستويات مختلفة. ومنها صناعة المجبود أي الجلد المطرز بالخيوط الذهبية والفضية، وغالبا ما يستخدم في غطاء السروج وفي علب البارود (العبار) ومحافظ النقود وغيرها من تلك الصناعات الرفيعة التي اندثرت مع الأسف منذ أواخر الخمسينات، بعد أن كان بالأغواط شارع هام يسمى زقاق الشراكة (صناع المنتوجات الجلدية) خاص بهم. والأمل معقود على بعض البوادر والمبادرات التي تظهر من بعض الشباب التواقين إلى إحياء هذه الحرف إذا ما وجدوا التشجيع والمساعدة.
الطب الشعبي في مدينة الأغواط
أكثرسكان بلدية الأغواط يعرف هذه النباتات الطبية ويستعملونها بكثرة وهي:
* اليزير.................اكليل............ ROMARIN * الزعتر..............السعتر................ THYM COMMUN * القرطوفة.............البابونج........... CAMOMILLE * جعيدة................................... POULIOT DE MONTAGNE * الحِلْبة................................... FENUGREC * عرعر................................... GENèVRIER DE PHENICIE * فليو.................................... POULIOT * نعنع.................................... MENTHE POIVREè * سانوج................................... NIGELLE * سنى المكي................................. SENNè * شنتقورة................................. BUGLE RAMPANT * حناء.................................... HENNè * الريحان.................................. MYRTE
التصوف في مدينة الأغواط
ظلت مدينة الأغواط بحكم موقعها الجغرافي ومكانتها العلمية والسياسية محطة لتفاعلات أغلب الطرق الصوفية، ومن أبرزها وجودا في هذه المدينة نذكر :القادرية، الناصرية ’ التيجانية ’ السنوسية ’ الشاذلية، العزوزية.
أ- الطريقة القادرية: إنها أول طريقة صوفية ظهرت كما هو معروف في العالم الإسلامي, وسميت بالقادرية نسبة إلى مؤسسها الشيخ محي الدين بن محمد عبد القادر الجيلالي.
ويمكن القول بأن هذه الطريقة قديمة الوجود في مدينة الأغواط غير أننا نجهل اسم أول من أدخلها إلى هذه المدينة وفي أي تاريخ بالتحديد من أبرز روادها :
* الحاج العربي موتح: قدم على رأس هذه الطريقة بإيجاز من شيخها في تونس. من أثاره إعادة بناء قبة الشيخ سيدي عبد القادر سنة 1896.
* الحاج الطيب بن الحاج العربي : ولد سنة 1854، آلت إليه رئاسة الطريقة القادرية بعد وفاة أبيه جدد بناء القبة المذكورة سنة 1929 وكانت وفاته في السنة الموالية.
كما نشير إلى أن هذه الطريقة قد ساهمت أيما مساهمة في بعث النهضة التربوية وذلك لعلاقتها الوطيدة بالشيخ عبدالعزي زبن الهاشمي الذي يؤول إليه الفضل في استقدام الشيخ الزبيري للتدريس في مدينة الأغواط.
ب- الطريقة الناصرية: هي إحدى فروع الطريقة الشاذلية. تنسب إلى مؤسستها الشيخ سيدي محمد بن ناصر المغربي وهو والد الشيخ أحمد بن ناصر صاحب الرحلة الناصرية.
ج- الطريقة التجانية: نسبة إلى الشيخ سيدي أحمد التجاني(1737 - 1815) امتد تأثير هذه الطريقة الصوفية بسرعة إلى مدينة الأغواط بفعل موقعها الجغرافي المتلخم لبلدة عين ماضي مهد الزاوية التيجانية وكذا تنقلات الشيخ سيدي أحمد التيجاني نفسه إلى هذه المدينة (الاغواط) ليفقد أتباعه هناك أو مراسلاتهم بعد ذلك من مدينة فاس وفير ذلك من المؤثرات الأخرى.
من أبرز أعلام هذه الطريقة بالاغــــــواط.
* الشيخ سحنون بلحاج: وهو من أعلام الطريقة التيجانية، أخذ وردها مباشرة عن مؤسسها الشيخ سيدي احمد التيجاني الذي رأسه بعد انتقاله إلى فاس ودعا له ولكافة مريديه الخبر والفلاح......
ويذكر الشيخ سكيرج في معرض حديثه عن ولدي الشيخ سحنون بلحاج السيدين محمد وأحمد أنه عثر على رسالة بعث بها السيد محمود التونسي إلى الشيخ سيدي أحمد التيجاني بطلب منه طمأنة أصحابه في كل من الاغواط وتاجموت والأرباع وأولاد السايح وغيرهم.
* الشيخ أحمد بن إسماعيل: من فقهاء مدينة الاغواط, أخذ الطريقة التيجانية عن مؤسسها ويؤثر عنه في هذه المدينة حيث الشيخ أحمد سكي رج أنه كان كثيرا التلاوة حتى انفرد بعلم التجويد مع صوته الحسن ولذلك أثراه هذا الأخير بأبيات شعرية نذكر منها:
ومنهم الأرضي ابن إسماعيل.................أعلى به الأغـــواطي النبيلا.
كان مع الأصحاب في البساط.................وبالأخص ساكني الاغــواط.
فكان إذا تلا حرك الجمــد.................بحسن صوته الذي به أحـــد.
* الشيخ أحمد بن بلقاسم بن أحمد البوزيدي: هو من نسل سيدي بوزيد.
* الشيخ أحمد بن سحنون: هو فقيه وابن فقيه، اتبع والده في التمسك بالطريقة التيجانية وكان محبا للعلامة ابن المشري صاحب التأليف المعروفة في التصرف.
* الشيخ ابن الدين: من أعلام وعلماء مدينة الأغواط عمل قاضيا بالعاصمة, أخذ ورد الطريقة التيجانية.
د- الطريقة الدرقاوية (الشاذلية): طريقة صوفية تفرعت عن الشاذلية, بدأ في نشر تعاليمها في مدينة الاغواط الشيخ سيدي موسى بن حسن المصري حين حواه بها سنة 1929 تردد على حلقاته العديد من فقهاء وأعيان وعامة هذه المدينة نذكر منهم المشايخ قازي بن البوزياني وأحمد بلحاج بوهله ومحمد وغيرهم.
ومن أشهر أعلام هذه الطريقة التي صارت تدعى فيما بعد بالموساوية (نسبة) إلى مؤسسها الشيخ سيدي موسى والذين تركوا بصمات معتبرة في المجالين والديني عموما نذكر :
* الشيخ أحمد بلحاج : من أعلام الطريقة الشاذلية الموسوية, أخذ وردها مباشرة عن الشيخ سيدي موسى بن حسن (وكان قبل ذلك ناصري الطريقة) والذي لازمه طويلا في بعض أسفاره إلى أن حالفه الاستشهاد وإلى جنبه في انتفاضة الزعاطشة سنة 1849 تحت قيادة مفجر هذه الانتفاضة الشيخ بوزيان.
* البشير بن الحاج: هو ابن العالم الشهيد المذكور, عرف بالتضليع في الفقه والحديث والتوحيد والتصوف وقد درس هذه العلوم بمسجد الموسوية, توفي سنة 1917 ولصيته وورعه وتقواه رثاه كل من عبد الله بن كريو وأخوه محمد وأحمد بن الحرمة. وظلت إلى حين من الدهر الذاكرة الشعبية بمدينة الاغواط تستلهم من مواقفه الدينية العضات والعبر.
هـ - الطريقة السنوسية: نسبة إلى محمد بن علي السنوسي (1787 - 1859)المولود بالقرب من مدينة مستغانم، تناقل العديد من مؤرخي الطرق الصوفية أن الشيخ السنوسي مر بجنوب الجزائر بغية التعرف على أشهر مقاديم الزوايا هناك التي تتميز بأهمية موقعها بوصفها ملتقى القوافل الآتية من السودان الغربي يلقي دروسا في الشريعة واللغة العربية ثم ارتحل عنها (أي الأغواط) إلى بلدة مسعد.
و- الطريقة العزوزية : طريقة صوفية تفرعت عن الطريقة الرحمانية. وتنسب إلى الشيخ محمد بن عزوز المولود بالبرج قرب مدينة بسكرة. خلف الشيخ سيدي محمد بن عزوز أولاد نذكر منهم: الشيخ لحسن الذي كان خليفة للأمير عبد القادر في منطقة الزيبان والشيخ مصطفى العدو اللدود للفرنسيين منذ سنة 1849 وإليه يعزى تأسيس الزاوية الرحمانية ب نفطة والتي كانت مأوى لللاجئين والمطرودين من الجزائريين. أما الشيخ المبروك فقد انسحب إلى مدينة الاغواط وأسس بها الطريقة العزوزية(الرحمانية) منذ خمسينيات القرن التاسع عشر بعدما ضايقه الفرنسيون في منطقة "الزيبان" وقد ساهمت هذه الطريقة مساهمة معتبرة في المجالين الديني والاجتماعي كقيامها بتحفيظ القرآن الكريم وإيواء الفقراء والمحتاجين. تولى رئاسة هذه الطريقة بعد الشيخ سيدي المبروك ابنه الشيخ سيدي الأزهري حوالي 1503 والذي تذكر مآثره قيامه باستخدام الشيخ محمد العاصي للتدريس بمدينة الاغواط.
فنادق المدينة
ما زال هذا القطاع متخلفا جدا في الولاية رغم الأهمية البالغة التي يكتسيها في جلب السياح الأجانب والفنادق الموجودة لاترقى لتطلعات الزائر فأحسن هذه الفنادق لا تتعدى درجة تصنيفه ال3 نجوم:
* فندق مرحبا * نزل بني هلال * فندق الصحراوي * فندق السيشل * فندق البستان
رغم أن هذه المنطقة تزخر بمؤهلات طبيعية متنوعة حيث أنك تجد الجبال والوديان والهضاب والسهول والكثبان الرملية والضايات والغابات والسهوب كل ذلك في مساحة صغيرة ومحدودة بالإضافة إلى تقلب المناخ فالأغواط معروفة بتقلب مناخها.إذ يسميها البعض مدينة الفصول الأربعة وهذه خاصية نادرة حيث أنك تعيش في يوم واحد أكثر من فصلين وهذا عائد لتنوع التضاريس، لكن السياحة غائبة عن المنطقة وذلك لعدم الاهتمام بهذا القطاع.
كما أنها تشتهر بمائها المعدني الصالح للشرب والذي يعرف بماء الميلق والذي يعبر عن الاستثمار الأجنبي الناجح بالمنطقة حيث تسير المصنع شركة أسبانية.
تاريخ مدينة الأغواط | |
|