منتديات طريق العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


طريق العرب
 
الرئيسيةإتصل بناأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ولاية الوادي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد عنتر سعد
مراقب
مراقب
سعد عنتر سعد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2517
نقاط : 6975
العمر : 33

ولاية الوادي Empty
مُساهمةموضوع: ولاية الوادي   ولاية الوادي Emptyالجمعة 26 أغسطس 2011 - 14:32



ولاية الوادي

ولاية الوادي 280px-Algeria_39_Wilaya_locator_map-2009.svg

ولاية الوادي هي ولاية جزائرية انبثقت عن التقسيم الإداري لعام 1984. وتنقسم إلى منطقتين ذات أصول عرقية مختلفة: منطقة وادي سوف ومنطقة وادي ريغ، عاصمة الولاية هي مدينة الوادي وهي تعرف بمدينة الألف قبة وقبة، كما تعرف أيضا ب:عاصمة الرمال الذهبية.

من أهم شخصياتها الشيخ محمد الأمين العمودي والأستاذ المؤرخ الدكتور أبو القاسم سعد

تقع ولاية الوادي شمال شرق الصحراء الجزائرية، تبعد عن عاصمة البلاد ب630 كلم ويحدها من الشرق الجمهورية التونسية,والجماهيرية الليبية ومن الغرب كل من ولايات ورقلة وبسكرة، ومن الشمال ولايات تبسة خنشلة وبسكرة ومن الجنوب ولاية ورقلة.

تشتهر هذه الولاية بإنتاج التمر وخاصة من نوع دقلة نور والرطب أو ما يدعى بالمنقر. كما يعتبر الزيتون والبطاطا تجربة ناجحة في تنويع المحاصيل الفلاحية العالية الجودة بالمنطقة، إذ أنها تجلب المستثمرين الأجانب من الدول العربية(الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية) والدول الأوربية (فرنسا، ألمانيا، الدنمارك..). دوائر الولاية: الرقيبة. الوادي. الدبيلة. قمار. البياضة.الرباح.حاسي خليفة.المقرن.جامعة.المغير.اميه ونسه.الطالب العربي. ومن أهم الأحياء حي الكوثر اصدقاء المعرفون* مرابط أنور * ضيف وائل * ضيف ساعد*


الزراعة في وادي سوف

النخيل:

تتميّز زراعة النخيل في المجتمع السوفي عن باقي المناطق الصحراوية بخصائص فريدة من نوعها، وخاصة دقلة نور التي كان لها الأهمية البالغة، وتحتل المرتبة الأولى من حيث النوعية بين نخيل الجزائر بأسرها، كما كانت من أهم الموارد الاقتصادية لسكان المنطقة منذ القديم. ويمكن تحقيق عملية زرع النخيل بالمراحل التالية :


عملية انجاز الغوط أو الهود:

وهو حفر حوض ذو امتدادات واسعة تبلغ مئات من الأمتار طولا وعرضا، وتصل أعماقه إلى 16م، ولا يستطيع الفرد السوفي حفرها إلاّ عند تحليه بكثير من الصبر واستخدام الذكاء والفطنة رغم قلة الوسائل وبساطتها، مع اختيار المكان المناسب من استواء الأرض وقربها من الماء.


رفع الرملة:

وهي العملية الأساسية عند الشروع في إنجاز غوط جديد أو أثناء توسيع غوط قديم، ويستمر المالك للغوط في هذه العملية بنفسه أو استئجار عمال يُسمّون "الرّمّآلة"، ويستعملون في عملهم القفة والزنبيل والعبانة والمكرة.


غراسة الغوط:

عند الانتهاء من حفر الغوط، يُشرع في غرس"الحشّان" (وهي غرسة فتية يتراوح عمرها ما بين 3 إلى 6 سنوات) على مستوى يبعد عن الماء بحوالي مترين تقريبا، وبعد أيام من انتهاء العمل والإعداد والسقي تمتد جذور الحشانة في الماء عشرات السنتيمترات وحينئذ تستقر، ويتركها الفلاح تحت رعاية الله إذ تشرب النخلة دون أن يبذل أي عناء في سقيها.

والجدير بالذكر أن زراعة النخيل كانت في ازدياد مستمر عبر السنين، فقد بلغ العدد 60 ألف نخلة عام 1860م، وارتفع العدد إلى 154 ألف نخلة عام 1883م، ووصل إلى 160 ألف نخلة عام 1887م، وبلغ آخر القرن التاسع عشر إلى أزيد من 202 ألف نخلة عام 1900م ووصل سنة 1960م إلى حوالي 450 نخلة. ولكن يلاحظ نقص في سنة 1982 حيث بلغ عدد النخيل إلى 151 ألف نخلة فقط.


خدمات رعاية الغواطين بوادي سوف:

يتطلب النخيل المغروس أعمالا ضخمة ويومية لا تنقطع في أي وقت من السنة، وتتمثل هذه الخدمات في:


مكافحة الرمال:

وهي المعركة المستمرة بين الطبيعة والفلاح السوفي، وتقتضي الحكمة متابعة الرياح واتجاهاتها لتساعد الفلاح على حمل الرمال عوض دفن الغوط، وما يستخدمه في ذلك المضمار هو "الزرب"(ص)(وهو سور أو حاجز من جريد النخيل) أو الحواجز الحجرية.


علف النخيل:

وتسمى هذه العملية "العلْفان" وهي تزويد النخلة بالأسمدة اللازمة، والمواد العضوية الضرورية، وتبدأ العملية ب"العزق" وهو تهيئة الأرض لجعلها ميسرة لسيران الجذور بسهولة وراحة، ويستعمل في هذه العملية الأدوات الحديدية مثل العتلة والجهارة والمجرفة والمسحاة. وتتم عملية العلفان على ثلاث مراحل وتستمر سنوات عديدة.


تلقيح النخيل:

وهي عملية تلقيح ويستطيع الفلاح أن يقوم اليوم الواحد بتلقيح ما بين 30 إلى 40 نخلة أي ما يقارب 130 إلى 140 عرجون. والجدير بالذكر أن ثمار النخيل تمر بعدة مراحل عند نضجها وهي البْزير ثم البلح ثم البسر وأخيرا يتحول إلى تمر ناضج.


جني التمور:

ويبدأ هذا الموسم عند السوافة في منتصف شهر سبتمبر عند نضوج التمر، فتُعلن حالة الاستنفار القصوى في كل البيوت، ويكون شهر أكتوبر بأكمله شهر عمل وجد، تُقطع فيه العراجين بعد تسلق الشجرة، وتنزل بواسطة حبل حتى لا يصيبها الضرر، ثم تُأخذ إلى البيوت فيُخزن التمر المعد للاستهلاك الذاتي، بينما يوضع المعد للبيع في أكياس خاصة.


أنواع التمور:

الزراعة المعاشية:

كان الفلاح السوفي يهتم بزراعة النخيل بالدرجة الأولى وبصفة أساسية، ولكن يضيف إليها بعض المنتوجات الفلاحية التي يخصّصها للاستهلاك العائلي أو بيعها في الأسواق المحلية، وهي زراعة ثانوية ذات مردود ضعيف من الناحية الاقتصادية، ولكنها هامة لغذائه اليومي. ولأن الظروف المناخية كانت شديدة القساوة بسبب الجفاف والرياح الرملية وندرة الأمطار، فقد كانت هذه الزراعة تتطلب مجهودات كبيرة وسقي يومي ورعاية مستمرة، ومع ذلك تمكّن الفلاح من تخطي هذه الصعوبات. وقد وفّر كل الظروف المناسبة لزراعتها في الغواطين قرب النخيل في مكان يُدعى "الحرث" أو " الفلاحة" أو " الجنان" ويحاط بزرب من الجريد ولابد أن تتوفر عدة متطلبات لخدمة هذه الزراعة كالبئر والخُطّارة والماجن، والسواقي، والميزاب، وتتم الزراعة المعاشية في مختلف فصول السنة. ففي الشتاء ينتج الخردل والسنارية (الجزر) واللفت والبليدة والبصل. في فصل الربيع ينمو الخردل المؤخر والدنجال والفول والكابو.. في فصل الصيف تنمو الخضر مثل الطماطم والكابو والقرعة والكْرُمْ والمعدنوس والبرطلاق والفقوس والبطيخ والدلاع والفلفل. في فصل الخريف فينشغل الفلاح بقطع التمر، ولكن ذلك لا يمنعه من زرع بعض الخضروات من منتصف شهر سبتمبر إلى منتصف نوفمبر.

وقد عرف الإنتاج الفلاحي اليوم تطورا ملحوظا بفضل السياسة القائمة على برامج التنمية الفلاحية والاستصلاح الزراعي وذلك ما ساعد على ظهور منتجات أخرى كالكوكاو والحبوب والزيتون والبطاطا التي اشتهرت ولاية الوادي في السنوات الأخيرة بإنتاجها، والذي يتميز بوفرته وجودته.


بعض ما قيل عن سوف والسوافة

قال الرحالة المغربي العياشي سنة 1663م: "...سوف هي خط من النخيل مستعرض في وسط الرمل قد غلب على اكثره، وفيه بلاد عديدة وماؤها طيب غزير قريب من وجه الأرض. أخبرني أهل البلد أنهم إذا أرادوا غرس النخل بحثوا في الأرض قليلا حتى يصلون إلى الماء، فيغرسونها بحيث تكون أصولها في الماء ثم يردون عليها الرمل فلا تحتاج إلى السقي أبدا... وكثيرا ما يقتنون الكلاب للصيد... وجل معيشتهم منه (أي الصيد)ومن التمر، وتمرهم من أطيب ثمار تلك البلاد." رحلة العياشي المعروفة باسم "ماء الموائد".

قال الشيخ العدواني على لسان الراوي صفوان:
"...إذا احتجت إلى المنع فعليك بسوف، فقلت له: شكوا أهلها من قلة معاشها، فقال لي: لا تجمع الحرمة وتمام النعمة..." وقال في وموضع آخر "سوف مانعة الهارب" الشيخ محمد بن محمد بن عمر العدواني السوفي في تاريخه. قال الرحالة ابن الدين الأغواطي في رحلته سنة 1826 م: "... ولا يخضع سكان وادي سوف إلى حاكم... وهم يتكلمون العربية، وأهل سوف يتمتعون باستقلال كامل، ولم يطيعوا أبدا أي سلطان ومعظم تجارتهم مع غدامس ففيها يبيعون العبيد..."

قال الشيخ إبراهيم العوامر في كتابه الصروف سنة 1916 م: " في أواخر عام 1285هـ/سنة 1869م، وقع قحط كبير وغلاء مفرط قلّت فيه الحبوب واللحوم والألبان... فتضرر أصحاب المواشي والمزارع ضررا فادحا، ولكن أهل سوف كانوا أصحاب تمر لم يقع لهم ضرر كبير... وانهالت النمامشة عندئذ على أرض سوف فعمت جميع القرى لما حل بهم من الجوع، فرقّ أهل سوف لحالتهم وبسطوا لهم أيدي العطاء والإعانة، بل وبعضهم التزم بإطعام بعض العائلات تماما وصيّرها من جملة عياله، وبعضهم يخرج التمر يفرقها فيهم كما يفرق عليهم النقود والثياب والخضر والفواكه" إبراهيم العوامر - الصروف في تاريخ الصحراء وسوف ص 251.

قال الشيخ محمد الساسي معامير السوفي سنة 1927: "
... وهاكم ما انتجته "صحراؤنا" الموات في زعمكهم من فحول الرجال: هذا الشيخ خليفة بن حسن من قمار، ناظم جواهر الإكليل في متن خليل، ونشأ بين أخريات المائة 12 وأوائل 13هـ، حتى أن الأمة المصرية النبيلة والتي تعرف قيمة الرجال وما كتبوه أوفدت فيما سلف إلى قمار - على ما بلغنا - أديب منهم للبحث عن جواهره السالف لنشره حتى يكون طرفة لنا ولكم.." محمد الساسي معامير - التقويم الهجري ص 345 - 346.

قال الشيخ حمزة بوكوشة في رحلته عن مدينة الوادي سنة 1932: "... ومنها تسورنا البروج المشيدة من بلدة الوادي بلد صحبت به الشبيبة والصبا ولبست ثوب العيش وهو جديد فإذا تمثل في الضميـر رأيــتـه وعليـــه أغصـان الشبــاب تميـد وبلدة الوادي هي أم بلدان سوف لوجود مركز الحكومة بها، وأنها حديثة العمارة بالنسبة للقرى التي حولها، وهي شديدة التمسك بالحجاب." حمزة بوكوشة -جولة من التلال إلى الرمال- في جريدة الوزير التونسية 1932.

قال الشيخ أحمد بن الطاهر منصوري في دره المرصوف سنة 2000 :

"لأهل الوادي قديما عادات جد حسنة في التضامن والتعارف والتكافل الاجتماعي... ومن عاداتهم في المواسم والأعياد أنهم يوزعون الطعام على بعضهم، ليذوق كل منهم من عشاء الآخر... ويا لها من عادات وتقاليد عربية إسلامية رائعة حقا، ليت الأجيال حافظت ولو على بعضها. وهذا وأن العادات والتقاليد في قرى سوف متشابهة في أغلب الأحوال" أحمد منصوري - الدر المرصوف في تاريخ سوف ص 90-91.

وقال مفدي زكرياء عن وادي سوف في إلياذة الجزائر :

و يا وادي سوف العرين الأمين *** ومعقـــل أبطالنـــــــا الثائريـن

و مأوى المـناجيـد من أرضنــا *** وأرض عشيرتنـــــــا الأقربيـن

و ربض المحاميد أحرار غومــا*** ومن حطموا الظلم والظالمين

و درب الســلاح لأوراســـــــنا *** وقد ضاقت سبــل بالسالكين

أينسى إبـن شهـرة أحرارنـــا *** تلقــف رايـتــــــه باليـمـيـــــــن

أننسى ثلاثة أيــــام نحــــس *** وسوستال يندب في النائحين

و أخضر يحصد حمر الحواصــل*** فيها ويقطـع منـــها الوتيــــــن

و ضرغامها الهاشمي الشريف *** يذيق "بواز" العـــذاب المهيــــن

و كم كان سوف لضم الصفوف *** وجمع الشتات الحريص الضمين


وقال الشاعرالكبير سعيد المثردي :

سأكتب تاريخ واديــــك شــــــعرا *** وإن صيغ ذكره يا ســـــوف نثـــرا

و أروي عن السمر أمجاد قومي *** فينطق واديك بالشعــــــر دهــــــرا

سلوا أخضر الجند عن سر قومي *** سلوا جنة الوادي يعـــــرف خيـــرا

سلوا في المداشر غيطان نخلي *** سلوا الأرض في سوف شبرا فشبرا

تحدث أيا وادي ســــــوف النظال *** بما حقق السمر في الحــــــرب كرا

فمن أم في البيد فــــــوج رمــال *** نواة تنظم في الشعب ســـــــــــرا

و من سرب الفجر نحو الشمـال *** سلاحا لأوراس ينظـــــــــر ثــــــــأرا

و من فجر النور عنــــد الكثـــيب *** وعانق في غرة الشهـــــــر قـــدرا

فداء الجزائــــــر روح الشهيــــــد *** إلى جانب الرســــل يلقاه أجـــــرا


قال الأستاذ أبو بكر مراد بعنوان سوف العمالقة:

هذي التي أهـواهـا وتــهوانــــــي *** قصائد عشقها تنمو بوجداني

أزجي لــها الأشــــعار مــعتـــــرف *** صبــــابة حب متيــــــم ولهان

هي الضـــاد سل عـنها مـواطنـها ***تجد لها سوف خير أوطـــــــان

إمارة الشعر بعض من معالمها هنا *** يكللها نخلي وكثبـــــــــــاني

سوف ياسوف والشعر فيك رسالة*** وحبذا الشعر تبيـــانا لتبياني


قال الشاعر السوري أحمد هويس:

مدينة الوادي ضمي صفوة النجب *** من رادة الفكـــر والابـــداع والأدب

وعانقي النخوة العربـــاء في طرب *** باسم الأصالة والإسلام والنسب


وقال في قصيدة أخرى:

غزال الوادي في عينيك سري ***فأطفئي لوعة النفس الأبية

أتيت أعانق النجوى وأهــــفو *** إلى ربـــــع هلالي الهــــوية


قال الشاعر السوري أحمد دوغان:

يا صفوة الوادي أتيت وقصتي *** بين الجموع كما رأيت تراني

ما كنت أبغي البوح إلا أنني *** في كل يوم أشتري كتماني

ورأيت في طبع النخيل أصالة ***عربية...أفتكذب العينــــــــان؟


قال الشيخ حمزة بوكوشة يناجي الوادي من بعيد:

سقاك الغيث يا وادي الرمال ***وصانتـــــك الأسنة والعـــــوالي

وما زالــــت بك الحصباء درا *** حصاهــا فائق أسنى اللئـــالي

تذكرني مــــرائي البحر ليلا*** بنور البـــدر من فوق الرمـــــــال

فتبعث في الفؤاد هوى دفينا *** فيلهي النفس عن مرأى الجمال

وفيها قال الشاعر سمير سطوف : جبل الثقافة لست بالوادي *** سميت ظلما يا جبين بلادي.


التاريخ الجيولوجي لمنطقة سوف:

منذ أن تشكلت الأرض من تصلب الغبار الكوني منذ 4.5 مليار سنة وهي في تغير مستمر، فمظهر سطح الأرض في العصر الحاضر يختلف كثيرا عن مظهره في العصور القديمة، وذلك ناتج عن العمليات الطبيعية كالتجوية والحت والحركات التي تؤثر على القشرة الأرضية، وعلى الرغم من أن الحوادث التي طرأت على سطح الأرض لا تختلف بشكل جوهري عما يحدث في عصرنا الحالي فهي تغيرات صغيرة جدا لدرجة لا يمكن ملاحظتها خلال الأزمنة القصيرة إلا أنها خلال الأزمنة الطويلة المقدرة بملايين السنين تؤثر تأثيرات كبيرة وواضحة، حتى أنها تحول قعر المحيطات إلى جبال وتحول الجبال إلى سهول، فتغير صغير يؤدي إلى تأثيرات كبيرة عندما يستمر هذا التغير لملايين السنين، فمثلا لا يمكن الكشف عن عن ارتفاع مستوى البحر ارتفاعا طفيفا خلال مدة زمنية قصيرة، غير أن استمرار هذا الإرتفاع خلال عدة ملايين من السنين يمكنه أن يغمر قارات بأكملها.

لقد مرت منطقة سوف والمناطق الصحراوية بصفة عامة بتغيرات مناخية وجيولوجية هامة عبر التاريخ الطويل الذي يقاس بملايين السنين، فقبل 600 مليون سنة وخلال الحقبة الزمنية القديمة جدا والمعروفة بحقبة الحياة الخفية أو العهد ما قبل الكبري Précampien كانت المنطقة أو الأرض التي تتوضع عليها سوف حاليا تقبع تحت مياه المحيط، لذلك فإننا نجد اليوم وفي أعماق منخفضة جدا قد تتعدى 4000 متر تحت سطح التربة رسوبيات بحرية تعود إلى هذه الحقبة الزمنية القديمة.

نتيجة للحركات التكتونية ارتفع مستوى القارات في المراحل الأخيرة من العصور البريكمبرية، مما أدى إلى إنحسار وتراجع مياه المحيط وأصبحت الصخور والرسوبيات البريكمبرية معرضة لعوامل التعرية والحت التي أدت إلى تسويتها. بعد ذلك وخلال الزمن الأول (الباليوزوي) Paléozoiqu والذي يمثل الفترة الزمنية الممتدة بين ـ 600 م س إلى ـ 225 م س مرت المنطقة بعدة تغيرات، ففي بداية هذا العهد حدث إرتفاع مستوى البحار وتجاوزها على اليابسة، مما جعل المنطقة تقع من جديد تحت مياه البحار الضحلة، وقد ترسبت خلال هذه الفترة كميات كبيرة من الصخور الكلسية والرملية الغنية بالمستحاثات. وفي نهاية الباليوزوي تعرضت الرسوبيات إلى حركة تكتونية مولدة للجبال تعرف بالحركة الهرسينية Hercynian (نسبة إلى جبال هارز Harz في ألمانيا)، أدت هذه الحركة إلى ارتفاع الأرض وتراجع المياه وأصبحت المنطقة عبارة عن يابسة حيث هيمن مناخ شبه مداري مما ساعد على تطور غطاء نباتي كثيف وقد أسهمت أشجاره الضخمة إسهاما كبيرا في تشكيل غابات كثيفة تحولت فيما بعد إلى طبقات الفحم الحجري والبترول.

خلال عصور العـهد الثاني (الميـزوزوي Mesozoique) والتي تمـتد مـن ـ 225 م س إلى ـ 65 م س عرفت المنطقة تغيرات جيولوجية هامة، فخلال المراحل الأولى من هذه الحقبة الزمنية إرتفع مستوى البحار من جديد وطغي على العديد من مناطق العالم، وغمرت البحار منطقة سوف من جديد، وبمرور الزمن ونتيجة للتغيرات الجيولوجية والحركات التكتونية بدأ انحسار البحار بالتدرج إلى أن إنحسر نهائيا خلال منتصف العهد الثالث أي في بداية العهد السينوزوي Cénozoique فخلال هذه الفترة عرفت الأرض تصدعات وزلازل وحركات تكتونية أسهمت في رفع التضاريس مما أدى إلى انسحاب البحار إلى مواقعها الحالية تقريبا.

على العموم، خلال المراحل الزمنية السابقة كانت الحياة على الكرة الأرضية بدائية جدا ممثلة ببعض الكائنات الحية البدائية، وحتى الأنواع النباتية التي كانت تنمو خلال تلك الأحقاب الجيولوجية كانت أنواعا بدائية إنقرض معظمها، كما أن الجنس البشري لم يظهر خلال ذلك الزمن، حيث لم يجد العلماء الآثار أو المستحاثات التي تدل على وجود البشر في تلك الفترة الزمنية. أهم فترة زمنية مرت بها المنطقة خلال التاريخ الجيولوجي تتمثل في الحقبة الزمنية الأخيرة والتي تعرف بالزمن الرابع Ere Quaternaire والذي يبدأ منذ ـ 1.64 م س ويمتد إلى يومنا هذا، ففي هذه الحقبة أخذ توزع القارات والبحار شكله النهائي الحالي، كما ظهرت المجموعات الحيوانية والنباتية الحديثة، وأبرز الأحداث التي حصلت خلال هذا الزمن هي ظهور الإنسان على مسرح الحياة، هذا بالإضافة إلى التغيرات المناخية الهامة (فؤاد 1992).

إن الرسوبيات الرملية والصخرية التي تغطي المنطقة حاليا قد نتجت وتكونت خلال هذا الزمن، وعليه فإن منطقة سوف الحالية ما هي إلا إقليم مناخي وجيومورفولوجي ونباتي تشكل خلال الزمن الرابع أي خلال المراحل الأخيرة من العهد السينوزوي Cénozoique.

على الرغم من أن منطقة سوف الحالية عبارة عن منطقة صحراوية قاحلة وذات غطاء نباتي متواضع، إلا أنها لم تكن كذلك خلال المراحل الأولى من الزمن الرابع أي خلال عصور ما قبل التاريخ (حوالي 6000 سنة قبل الميلاد)، ففي هذه العصور كانت سوف عبارة عن أرض رطبة تعرف نسبة عالية من الهطولات وتعج بالحياة الحيوانية والنباتية، وذلك لأن الظروف المناخية السائدة إبان تلك العصور تختلف جذريا عن المناخ الحاضر، ففي عصور ما قبل التاريخ حدثت مراحل جليدية (العصور الجليدية) أدت إلى توسع حجم القطبين المتجمدين وهو ما أثر على مناخ المناطق البعيدة عن القطبين تأثيرا كبيرا، فقد عرفت منطقة سوف في العصور الجليدية مناخا ممطرا رطبا شبيه جدا بمناخ المناطق الأوروبية الحالي وأدى ذلك إلى تطور الغطاء النباتي وازدهاره، وتوجد حاليا العديد من الشواهد والدلائل على الفترة الزمنية الرطبة التي مرت بها المنطقة وأهمها: وجود الكميات الهائلة من المياه الجوفية في خزانات ضخمة تحت أرض المنطقة، حيث تجمعت هذه المياه خلال تلك الفترات الرطبة والممطرة التي تزامنت مع العصور الجليدية، كما أن الشطوط المالحة المتواجدة حاليا مثل شط ملغيغ وشط مروانة وكذلك شط الجريد في الجنوب التونسي عرفت تحولات خلال الفترات المطيرة، فقد تحولت إلى بحيرات شاسعة نتيجة لإرتفاع مستوى المياه، ويرى بعض الباحثين أن مجموعات من إنسان ما قبل التاريخ كانت تعيش على ضفاف هذه البحيرات وتتغذى على صيد الحيوانات.

كذلك تعتبر مجاري الأنهار الجافة التي تتخلل العديد من المناطق الصحراوية دليلا على حقبة زمنية مطيرة عرفتها المنطقة، حيث أدت الهطولات المرتفعة إلى توسع مجاري الأنهار وهو ما يؤدي إلى ازدهار الحياة وتطور الغطاء النباتي. بالإضافة إلى ذلك توجد العديد من الآثار الحضارية الشاهدة على رطوبة مناخ الصحراء خلال العصور الجليدية ولعل أهمها الرسوم والنقوش الصخرية الموجودة في مناطق قاحلة مثل مناطق الطاسيلي والتي تمثل مشاهد من الحياة اليومية لإنسان تلك الحقبة بجانب قطعان من حيوانات متنوعة معظمها لا يعيش في الصحاري.

ولاية الوادي 560765


تاريخ وادى سوفت

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/saadanter
 
ولاية الوادي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ولاية الوادي
» مدينة الوادي
» ولاية جيجل
» ولاية المسيلة
» ولاية غرداية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طريق العرب :: جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية :: منتدى جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية-
انتقل الى: