موضوع: تاريخ ولاية المدية الخميس 4 أغسطس 2011 - 3:15
تاريخ الولاية الروماني
قبل أن يمتد النفوذ الروماني إلى المدية كانت تشكل جزءا هاما من مملكة نوميديا، التي كان على رأسها البربر الرافضين للوجود الروماني، وقد قاد الزعيم البربري تاكفاريناس ثورات عارمة ضد الرومان خاصة بمنطقة البرواقية التي جعل منها نقطة إستراتيجية في خططه الحربية.
وقعت المدية تحت وطأة الحكم الروماني في أواخر القرن الأول الميلادي لتأخذ بذلك اسم ادمدياس، وقد شكلت في هذه الفترة مركزا عسكريا رومانيا ومكانا لإقامة الجالية الرومانية، كما عرفت انتشار المخيمات العسكرية الرومانية ومما يدل على ذلك العثور على قلادات عسكرية تضمنت كلمات كتيبة وفيلق وهي مصطلحات استعملت في المعسكرات الرومانية قديما.
لمبدية LAMBADIA يبدو أنها ظهرت في القرن الأول الميلادي أو في القرن الثاني الميلادي على أكبر تقدير ولكنها لم تكن مدينة كبيرة ويغلب على الظن أنها كانت مدينة استعمارية تقيم فيها جالية رومانية مع خليط من الأهالي ليس مؤ كد قيام تعايش ووئام بين الجالية الرومانية وأهالي المدية من البربرالسكان الأصليين.
أصبحت المدية في نهاية القرن مدينة رومانية كباقي مدن موريطانية القيصرية مثل أوزييا (سور الغزلان) التي جعل منها سبتموس سوازيوس مستعمرة تسهل الانتقال نحو الجنوب والغرب كما شيدت مدينة رابيديوم Rapidium وتانارموزا Thanaramusa إذ شكلت نقاط مراقبة لمدينة المدية التي حوطت بأسوار ضخمة.
لا يعرف بالضبط أصل تسمية الرومانية LAMBADIA التي أطلقت على مدينة المدية في عهد الاحتلال الروماني، فحسب بعض المؤرخين الفرنسيين قد عثر على أثار تعود إلى الحقبة وذلك أثناء حفر أساس بناء المستشفى العسكري فعثر الفرنسيون من عسكريين وبنائين على رفات أي هياكل عظمية قديمة مع تحف وزهرية عليها صورة امرأة وفخار ونقود من البرونز وفانوسة لونها رمادي وبعد العثور على هذه الأثار قام مترجم الجيش الفرنسي ويدعى فرعون طالب بوضع جرد واحصائية شاملة للأثار الرومانية الموجودة على أنقاض مدينة لمبدية التي عثر على جزء منها تحت أساس وأنقاض المستشفى الذي شرع الفرنسيون في بنائه بالمدية بعدما تمت لهم السيطرة على المدينة في عام 1856 وقد طلب فرعون هذا من المراسلين حسبما جاء في تقرير لـ 1856 والمنشور بالمجلة الإفريقية R.A بأن يقوم المراسلون المختصون في عين المكان في المدية بكل جهد من أجل العثور على النقش الحجري الذي أشار إليه الجنرال دوفيفيي le Général Duvivier ويتابع فرعون حديثه بنفس المقالة الصغيرة المنشورة بالمجلة الإفريقية عدد سنة 1856 : أنه من باب الاهتمام البالغ أن يتم العثور على أثر أثنين من شواهد القبور Deux épitaphes الذين تم اكتشافهما أثناء القيام بأعمال الحفر من أجل بناء المستشفى وقد تم وضع شواهد القبور هذه في دار الخزينة القديمة.
و يشير فرعون ولا يعرف أصله بالضبط هل هو يهودي جزائري أم عربي ولكنه يشير أن هناك قطعة من الحجر منقوش تعود إلى العهد الروماني استعملت في قناة ماء المشتلة.
و كانت لمبدية مدينة رومانية مثل باقي مدن موريطانية القيصرية في القرن الأول الميلادي وقد عرفت منطقة أو ناحية لمبدية ظهور مدن رومانية كثيرة في هذه الفترة بالذات فكانت مدينة أوزيا وهي سور الغزلان اليوم، مركزا عسكريا مهما تم تشييد مباني المدينة على سفح نجد مرتفع يقع بين نهرين وعن طريق هذا النجد يمكن الالتحاق بالغرب أو الجنوب بكل سهولة وكانت أوزيا هذه بلدية في البداية ثم جعل منها سبتيموس سواريوس مستعمرة.
وأقام المستعمرون الرومان مدينة Rapidum وهي سور جواب اليوم ناحية شلالة العذاورة. بينما كانت تناراموزا Tharanamusa وهي تمثل مدينة البرواقية في القديم ولو أنها تبعد عن المدينة الحديثة بكيلومترين تقريبا وكانت تناراموزا موجودة في الموقع الذي بني فيه موقع سجن البرواقية، كما كانت لمبدية تحتل مكان المدية.
و يحدد ستيفان قزال المؤرخ الفرنسي صاحب كتاب أفريقيا الشمالية في ثمانية مجلدات، في كتابه الأطلس الأثري للجزائر، المواقع الأثرية الرومانية لمنطقة المدية فيذكر في كتابه Atlas Archéologique في الورقة 14، أرقام 8-9-10 إشارات إلى مواقع أثرية رومانية في جهة تابلاط بالمنطقة الجبلية منها ولكن جرى فيما بعد بحث مركز لاكتشاف المواقع الأثرية الرومانية بشكل محدد ومعمق فقام بيتون Piton له شهادة في الحقوق وعضو الجمعية التاريخية لناحية سطيف بدارسة ميدانية مكنته من التعرف على بقايا الاحتلال الروماني في منطقة تابلاط.
و قد وجدت آثار عديدة في أماكن مختلفة في المنطقة والتي كانت مرتبطة من الناحية الغربية ببن شاكو.
و يشير بيتون أن الأثار الرومانية الهامة التي تم دراستها بالقرب من تابلاط من 1 كلم و 300 مترا جنوب غرب المدينة، وتبعد هذه الآثار بـ 3 كلم و 500 م عن وادي الحد ووادي اليسر، وتحتوي هذه الآثار الرومانية عن بناء مستطيل طوله 70 مترا عرضا و 25 مترا عرضا وتبدو الحيطان ظاهرة للعيان وهي مصنوعة من أحجار كبيرة الحجم مقياسها 1م / على 60 سنتم وهناك مبنى آخر بجانب ذلك يجعلها نفترض وجود مراكز مراقبة رومانية وتموين ذات طابع عسكري، ترمي للحفاظ على مراقبة الاتصال وحراسة البلد. و توجد بقايا رومانية في شمال تلك الآثار الآنف ذكرها والتي كانت كمركز مراقبة حيث يوجد آثار بدون مخطط في مساحة مستطيلة 20 م مع قنوات للماء. وفي شمال شرق مدينة تابلاط على بعد 1 كلم و 300 م وجد في تلارزاق آثارا رومانية في مساحة تقدر بـ : 100م2 تقريبا وهناك بقايا أحجار استعملت في البناء.
و جاء ذكر مدينة لامبديا في رحلة د. شو الإنجليزي واعتمد على ما ذكره عنها بطليموس. و يذكر هاينريش فون مالتسان أن مدينة لامبديا كانت مدينة رومانية حصينة تحيطها أسوار ضخمة (و هناك بقايا أحجار ذلك العهد ما زالت ماثلة إلى اليوم) والتي وصفت أب لامبديا في مجلس قرطاجنة عام 464 ميلادية بأنها مقام الأسقف.
و رغم التشابه في النطق بين لامبديا والمدية فيرجح أن يكون اسم المدية الحالي مشتق من اسم عربي مع العلم أن المدية الإسلامية جاء ذكرها في كتب التاريخ العربية فقد أوردها ابن خلدون و أبو عبيد البكري والحسن الوزان الذين زاروا مدينة المدية في العصر الحديث.
وهناك بقايا رومانية في شلالة العذاورة تتمثل في مقبرة وآثار لحامية عسكرية بالجنوب الغربي للمدينة قرب منبع عين الشلالة.
دلالات تاريخية
في عام 1882م أمر السيد الجنرال لويزل، قائد عمالة الجزائر القادة السامين لدوائر العمالة بكتابة تاريخ الإقليم الموضوع تحت قيادتهم. هذا هو أصل هذا العمل.اقتبسنا منه الجانب الخاص بمنطقة العذاورة دائرة أومال.
لقد كانت الشلالة بدون منازع المحطة الرومانية الأكثر بروزا في المنطقة. تحتل الأطلال موقع السوق العربية الذي ينعقد في هذا المكان كل يوم خميس فوق نبع الشلالة الرائع (عين الشلالة). حيث توجد الكثير من آثار جدران وتيجان أعمدة وقواعد أعمدة وجرار ضخمة من الحجر.
اكتشفت قبور في عام 1885 من طرف عمال عسكريين أرسلهم العقيد فيكس، قائد المقاطعة. المدينة ضيقة بسبب وقوعها فوق حرف صخري ولا يزيد امتدادها من الشرق إلى الغرب عن كيلومتر واحد.
تقع الشلالة على نفس خط طول (رابيدي) :بدون شك كانت توجد طريق رومانية تربط بين هاتين النقطتين، وبالفعل بالسير نحو الشمال باتجاه سور جواب نعثر على العديد من الأطلال لمنشآت رومانية نذكر من بينها أطلال واد المالح وواد قطيرينة.تكثر الأحجار المصقولة، وإلى الشمال من ذلك بقليل وإلى الغرب نجد الأطلال المسماة كرمة أولاد بوزيان بالقرب من منابع كثيرة.و نجد نقوشا وكتابة على القبور الخ...
على بعد بضع كيلومترات إلى الغرب من هذه النقطة، في القوامز، نجد الكثير من الأحجار المصقولة.كما يوجد في المنحدرات الجنوبية لجبل آفول وجبل الشلالة بعض البقايا أقل أهمية. أخيرا، في سهل واد اللحم ورافده الرئيسي واد السبيسب نجد في بعض الأماكن المتفرقة توجد حجارة مصقولة، ولكن يبدو أنها بقايا لمنشآت قليلة الأهمية، مثل أبراج للمراقبة، بدون شك، لمراقبة طرق الصحراء.
الفتح الإسلامي
لقد عرفت أولى جيوش الفتح الإسلامي طريقها إلى المدية منذ القرن السابع ميلادي بقيادة عقبة بن نافع الفهري، وأبي المهاجر دينار وموسى بن نصير مؤسسي مدينة القيروان بتونس.
إن الموقع الإستراتيجي للمدية جعل منها قطبا هاما في الحياة السياسية والاقتصادية للعديد من الدول الإسلامية التي تعاقبت عليها، إذ أصبحت رستمية سنة 787 ميلادية إلى غاية 902 ميلادي، ليتولى الفاطميون الشيعة مقاليد الحكم بالمدية بعد أن طرد الرستميون الخوارج منها إثر تحالف الفاطميين مع قبيلة صنهاجة.
دخلت المدية في القرن العاشر ميلادي تحت الحكم الصنهاجي بقيادة زيري بن مناد الذي عينه الخليفة الفاطمي الثاني أبو القاسم القيم حاكما على تيهرت، وفي سنة 960م قام زيري بن مناد بجعل مدينة المدية تحت وصاية ابنه بولوغين الذي قام بتنفيذ أشغال التهيئة للمدينة بعد أن استقر نهائيا في منطقة آشير الواقعة جنوب شرق المدية ناحية شلالة العذاورة التي أصبحت عاصمة التيطري.
بلغت مدينة آشير خلال الحكم الزيري درجة الذروة في الازدهار العلمي والاجتماعي، جذبت العلماء من كل جهة وقصدها الشعراء والرحالة من كامل الأمصار، كما شهدت الحياة الدينية والروحية إشعاعا فائقا.
بعد وفاة بولوغين سنة 984م، وتقلد ابنه المنصور زمام الحكم عززت منطقة آشير تطورها وازدهارها لتصبح مركز إشعاع في المغرب وبعد زوال الحكم الزيري في القرن الحادي عشر حلت محلها شعوب دول أخرى منها: الهلاليون والمرابطون بقيادة يوسف بن تاشفين، ثم الحفصيون في القرن الثاني عشر تحت قيادة أبو زكريا الحفصي على رأس جيش كبير ومجهز قاصدا المدية.
وفي القرن الثالث عشر ميلادي وقعت المدية تحت سلطة قبيلة مغراوة بقيادة عصمان بن ايغمراسن ملك تلمسان الزيانية بعد أن انتزعها من أولاد عزيز المرينيين.
في مطلع القرن الخامس عشر ميلادي وبعد أن دب الضعف في الدولة الزيانية استغل السكان هذه الوضعية وانضموا إلى أمير تنس لمحاربة الزيانيين.
العهد العثماني
امتد النفوذ العثماني بعد الانتصار الذي حققه الأخوين خير الدين وبابا عروج على حامد بن عبيد ملك التنس في منطقة المتيجة سنة 1517م.
انطلاقا من سنة 1548م أصبحت المدية عاصمة بايلك التيطري، تحت إمرة حسن باشا ابن خير الدين وقسمت إلى أربع أقاليم سميت قيادات:
* قيادة التل الصحراوي * قيادة التل القبلي * قيادة جبل ديرة * قيادة الجنوب
وما يقارب 17 بايا تداولوا على حكم بايلك التيطري منهم: احسن، رجب، شعبان، فرحات، عصمان، سفطة...الخ، وقد تأرجحت علاقاتهم مع السكان المحليين بين الاستقرار والرفض للوجود العثماني خاصة من قبل قبائل الجنوب.
آخر البايات الذين حكموا بايلك التيطري هو الباي مصطفى بومزراق الذي دام حكمه مدة 11 سنة بين سنتي 1819م و1830م، حيث قام هذا الأخير خلال فترة حكمه بغزو قبائل أولاد مختار بالجنوب وأولاد شعيب وأولاد فرج، عرف بومزراق بمهاراته العسكرية بحيث شارك بجيشه في معركة اسطاولي سنة 1830م.
بعد انهزام الداي حسين وسقوط العاصمة عاد إلى المدية ليفاجأ بتمرد داخلي اضطره إلى التنازل عن الكثير من سلطته ليتجنب العزل.
سعد عنتر سعد مراقب
الجنس : عدد المساهمات : 2517نقاط : 6975العمر : 33
موضوع: رد: تاريخ ولاية المدية الخميس 4 أغسطس 2011 - 3:20
الاحتلال الفرنسي
بعد سقوط مدينة الجزائر في جويلية 1830م واقتحام القوات الفرنسية لمقر الداي حسين وإحكام قبضتها على المدن الساحلية، قرر الماريشال كلوزيل حاكم الجزائر في المنتصف الثاني من شهر نوفمبر إرسال قوة عسكرية قوامها نحو 10.000 عسكري إلى المدية من أجل احتلالها ومعاقبة بومزراق وقادة الثورات الشعبية في هذه المنطقة، إلا أنهم جوبهوا بمقاومة عارمة جعلت جيش كلوزيل يعود أدراجه، أما ثاني محاولة لاحتلال المدية كانت في 19 جوان 1831م بقيادة برتوزين إلا أنها باءت بالفشل لتأتي حملة ديميشال وتنسحب كسابقتيها تاركة آثار الهزيمة وراءها.
في هذه الفترة برز في الغرب الجزائري نجم الأمير عبد القادر الذي تبادر إلى ذهنه توسيع دولته نحو الشرق فدخل سنة 1835م إلى مليانة ونصب أخاه محي الدين خليفة عليها، ثم واصل طريقه نحو المدية جاعلا منها قاعدة لانطلاق حملاته نحو شرق البلاد، وجعلها حصنا منيعا يحمي الناحية الغربية من دولته. عين الأمير عبد القادر محمد بن عيسى البركاني خليفة له بالمدية إلا أن الماريشال كلوزيل قام بغزو القبائل المناصرة للأمير سنة 1836م، وفرض عليهم بايا جديدا هو محمد بن حسين، لكن أنصار الأمير انقلبوا عليه واسترجعوا مقاليد الحكم وبعثوا بالباي إلى وجدة في المغرب أين قتل بعد مدة قصيرة ليخلف من طرف الحاج مصطفى شقيق الأمير عبد القادر.
في سنة 1840م قرر الحاكم العام فالي احتلال المدية من جديد وبعث بجيش عرمرم دارت بينه وبين الأمير عبد القادر معركة عند أسوار المدينة. هزيمة جيش الاحتلال أجبرته على إرسال قوات عسكرية أخرى تحت قيادة بيجو ليستولي أخيرا على مدينة المدية وإرغام الأمير على الانسحاب نحو الجنوب، لتقع تحت حكم إدارة مدنية سنة 1850م.
بحلول ثورة نوفمبر 1954 التي كان لها صدى واسع في أوساط سكان المدية ولبوا النداء والتحقوا بها، وخلال سبع سنوات ونصف شهدت المدية العديد من المعارك والعمليات العسكرية التحريرية التي دارت رحاها في كل بلديات الولاية حيث فاقت 1050 عملية عسكرية بين اشتباكات، عمليات فدائية وتخريبية، كمائن وهجمات، نفذت من طرف مجاهدي الولاية الرابعة التاريخية نذكر منها: معركتي بولقرون وموقورنو سنة 1958م، معركة واد شرفة، معركة فورنة، معركة جبل اللوح، معركة أولاد سنان، معركة ثامودة ومعركة قرقور نا حية شلالة العذاورة...الخ. وقد استشهد في المدية ما يفوق 15 ألف شهيد من بين خيرة أبناء الجزائر.
الامكانيات التاريخية والأثرية
مدينة أشير الإسلامية:
تقع في الجنوب الشرقي لولاية المدية ببلدية الكاف الأخضر ناحية شلالة العذاورة على الطريق الوطني رقم 60 نحو عين بوسيف وهي العاصمة القديمة للعائلة الملكية الزيرية، يعود تاريخ إنشاءها إلى سنة 936م حيث بنيت من طرف زيري بن مناد واختارها لموقعها الذي يستجيب للمتطلبات العسكرية، هذا الموقع الاستراتيجي يسمح بالسيطرة على الجبال المحيطة والاستفادة من المياه التي عثر عليها في المنطقة.
قام بزيارتها العديد من العلماء العرب سابقا منهم ابن خلدون وابن حوقل الإدريسي، كما حرص زيري بن مناد على إحضار أمهر الصناع والبنائين من المسيلة وسوق حمزة بالبويرة، وأمر بإحضار أبرع مهندس معماري لتصميم مخطط المدينة، وحسب ابن خلدون فإن إنشاء مدينة آشير مر بثلاث مراحل: الأساس، بناء الجدران وأخيرا بناء القصور والحمامات.
آشير كانت قبلة لعلماء وشعراء مثل: أبو عبد الله الأشيري وأبو عمران الأشيري، كما كان للأعمال والآثار الفنية أثر معتبر في الحياة الثقافية داخل المدينة والمدن المحيطة بها.
عرفت مدينة آشير الكثير من عمليات التنقيب والحفريات خاصة على مستوى قصر بنت السلطان في الجهة الشمالية للمدينة.
صنف الموقع كمعلم تاريخي في الجريدة الرسمية رقم 07 في 23 جانفي 1968.
آثار رابيديوم:
تقع المدينة القديمة رابيديوم في شبه أخدود من الشرق إلى الغرب على الناحية الشمالية للتيطري شمال مدينة شلالة العذاورة وقد ظهرت لأول مرة في التاريخ عام 122م عند تأسيس مركز عسكري روماني (السرية الرومانية للمشاة).
رابيديوم تحمل اسم لاتيني معناه تأسيس مدينة في موقع أو منطقة عذراء أقيم بها مركز عسكري. وقد أصبحت مدينة بأتم معنى الكلمة مع اعتلاء العرش من طرف مختلف قياصرة روما، شهدت عدة تغييرات أثناء خضوعها لسلطة موريطانيا القيصرية، لكن أهميتها العسكرية أصبحت ضعيفة ابتداء من سنة 201م.
صنف الموقع كمعلم تاريخي في الجريدة الرسمية رقم 07 في 23 جانفي 1968.
خربة السيوف:
قبل أن نتحدث عن المدينة الرومانية المتواجدة بأولاد هلال لابد من الإشارة إلى أن كلمة خربة تعني عند علماء الآثار: الأطلال وبقايا المدن الرومانية.
كانت خربة السيوف في العهد الروماني عبارة عن حصن عسكري تحول فيما بعد إلى مدينة توحي آثارها برقي وتطور الحياة فيها بالإضافة إلى كونها ممتازة الموقع من الناحية العسكرية الدفاعية وكانت محمية بأسوار ضخمة مغروسة في باطن الأرض وبأعمدة سميكة، تتواجد على طول محيطها أبراج لمراقبة الأنحاء المجاورة.
تحتوي المدينة الرومانية بخربة السيوف على منابع مياه معدنية تفجرت من صخرة تظهر جليا بهذه المدينة التي تبلغ مساحتها 25 هكتار، تسرد الحجارة والأطلال المتناثرة على مساحتها تاريخ المنطقة وازدهارها في وقت مضى، فأرضها الخصبة وسهولها السخية لطالما كافأت أهاليها بوفرة إنتاجها وغلاتها علما بأنهم امتهنوا الفلاحة كنشاط رئيسي بعد أن كانوا جنودا في ظل حصن عسكري وكذلك كان الأمر بالنسبة للمدينة الرومانية بخربة السيوف التي كانت في الأصل عبارة عن حصن دفاع عسكري تحول فيما بعد إلى مدينة عاشت فيها عائلات الجنود وجاليات رومانية اختلطت بالبربر بعد سقوط قرطاج سنة 146م.
مدينة أوزيناديس:
تتواجد المدينة الرومانية أوزيناديس أو أوزينازيس ببلدية سانق وتتربع على مساحة قدرها 09 هكتار.
يرجع تأسيسها إلى سبتم سيفار، يؤكد ذلك كتابة اكتشفت في بلاط على أرضية من طرف قائد الجيش الفرنسي، تفيد بأن سبتم سيفار وشخصين آخرين أسسا هذه المدينة سنة 205م، بنيت أوزيناديس بشكل مستطيل يحيط بها جدار سمكه متران.
أما بجانب سور المدينة المحاذي للوادي الذي قامت على ضفافه، فما تزال آثار بعض الأعمدة، ركائز أبواب المدينة، رحى من الطين، أحواض مائية وتوابيت منحوتة بأشكال متنوعة قائمة.
دار الأمير عبد القادر:
تقع دار الأمير عبد القادر في وسط مدينة المدية، هذه التحفة الهندسية الرائعة ذات طابع عمراني مزيج بين الطابع المغربي والمشرقي حيث كانت مقر إقامة شتوية لباي التيطري، استعملها الأمير عبد القادر في فترة الاحتلال الفرنسي كمقر سياسي "خلافة ومقر عسكري " (قيادة الأركان).
بنيت هذه الدار على يد باي بايلك التيطري مصطفى بومزراق على الأسس القديمة للبنايات الرومانية.
أصبحت مدينة المدية عاصمة بايلك التيطري بعد تأسيس منطقة الجزائر في فترة العثمانيين، تزخر بمعالم أثرية خاصة منها المسجد المالكي، حوش الباي، ضريح الشيخ البركاني والد الشيخ بن عيسى البركاني خليفة الأمير عبد القادر.
القصر العتيق:
يقع القصر العتيق بمدينة قصر البخاري بوابة الصحراء، وقد شيده محمد البخاري التي تحمل اسمه، يعود تاريخ بناء القصر القديم إلى فترة إنشاء مدينة آشير الصنهاجية أي في غضون القرن العاشر الميلادي.
يتميز القصر العتيق بإستراتيجية موقعه الذي حرص على أن تتوفر فيه كل شروط تشييد القصور أي المدن آنذاك، خاصة لكثرة الصراعات بين القبائل المختلفة في تلك الفترة، لذلك فقد راعى محمد البخاري على أن يكون ذو حصانة دفاعية حفاظا على سلامة وأمن ساكنيه، لذلك تم اختيار موضع القصر العتيق.
نظرا لموقعه العالي وتوفره على منابع مياه عذبة وأراضي خصبة، أما سكانه فامتهنوا الحرف والصناعات التقليدية، إلى جانب تربية المواشي التي كانت مصدرا للتجارة والمبادلات الاقتصادية في القصر، مما جعله في غنى عن المساعدات الخارجية محققا بذلك أمن واستقرار أهله.
خلال القرن السادس عشر استقر الأتراك بالقصر العتيق، فبنو به إقامات عديدة فاقت الأربعين منزلا، وبذلك أصبحت ملامح المعمار العربي التركي تطبع جزءا من طراز هندسته، إلى جانب اللمسات الأندلسية التي تختلف تماما عن الطابع العمراني السائد في تلك المنطقة والمستلهم من قصور الجنوب الجزائري.
باب الأقواس:
يعتبر أحد معالم المدينة العتيقة للمدية، يطلق اسم باب الأقواس على مجموعة القنوات المائية التي يعود تشييدها إلى الفترة الرومانية وهي بمثابة شرايين توصل المياه إلى مختلف أنحاء المدن، وقد استغلها زيري بن مناد عندما أعاد تشييد المدية، كما استفاد منها العثمانيون خلال فترة تواجدهم بها.
منارة الجامع الأحمر:
تعد المنارة من معالم الفترة العثمانية بالمدية، كانت منارة للجامع الأحمر الذي بناه الباشا مراد، وهي كل ما تبقى منه، يبلغ علوها 18م، كما تتميز بشكلها الأسطواني ذو الأصول الشرقية التركية التي تمثل المذهب الحنفي.
خان بن شيكاو:
يقع هذا المعلم على بعد 15 كم جنوب مدينة المدية بمنطقة بن شيكاو، يعود تاريخ بنائه في حدود سنة 1858م، الذي يمثل مركزا لراحة المسافرين ومربطا للجياد القادمين من العاصمة نحو الجنوب.
أصل كلمة خان شرقي ومعناه مكان يحمل مواصفات مميزة تضمن الراحة للنازلين به قبل استئناف رحلاتهم.
متحف الفنون الشعبية بالمدية:
يتواجد داخل بيت الأمير عبد القادر أحد المعالم التاريخية الهامة في منطقة المدية، المتحف هو عبارة عن قاعات عرض لمختلف المراحل التاريخية المعاصرة للتيطري مدعمة بمختلف الوسائل ذات علاقة بكل مرحلة كذلك تصاميم ودعائم فوتوغرافية، مع جهة مخصصة للشخصيات التي تركت بصماتها في المنطقة أمثال الأمير عبد القادر، الشيخ فضيل اسكندر، العلامة محمد بن شنب ووجوه بارزة للشخصيات الثقافية الوطنية أمثال محبوب باتي، محبوب إسطنبولي وحسن الحسني.
كما يشمل المتحف على جناح هام أين نجد وسائل متنوعة وغنية من ملابس تقليدية، أواني منزلية، أدوات مهنية ذات علاقة بالتراث التقليدي المحلي.
سعد عنتر سعد مراقب
الجنس : عدد المساهمات : 2517نقاط : 6975العمر : 33
موضوع: رد: تاريخ ولاية المدية الخميس 4 أغسطس 2011 - 3:24
آثار الولاية
تملك الولاية رصيد أثري من الآثار التي ورثتها على حضارات غابرة.
* رابيديوم تقع هذه المدينة القديمة ببلدية جواب في الجنوب الغربي للمدينة باتجاه شلالة العذاورة، ظهرت لاول مرة في التاريخ سنة 122 (ب.م) كانت مركزا حاميا - COHORTE - رومــانية، شيدت من طرف الامبراطور سيبتيموس سيفيروس، ثم تحولت إلى مدينة كاملة في تخطيطها وتنظيمها العمراني DOCUMANUS - CARDUS ثم بدأت تضعف عسكريا في سنة 201 (ب.م)، وكانت تابعة لموريطــانيا القيصرية وهي مصنفة بقرار وزارة الثقافة ج. ر. رقم 7 بتاريخ 23/01/1968 وقد أجرت فيهــا بعثة أجنبية حفرية تمخضت عنها نتائج جد هامة كما صدر عن نفس البعثة كتاب يلخص المعلومات التي تحددها بدقــة.
* آشير تقع هذه المدينة فوق سهل أو ربوة تطل على بلدية الكاف الاخضر ناحية شلالة العذاورة ويرجع تأسيسها إلى زيري بن مناد الصنهاجي في 324هـ/936م ووقع اختيار مكــانها لوفرة المياه وإطلالهــا على سفوح الجبــال الدائرة بها، كما كانت الحياة العلمية فيها رائجة، جلبت لها أشهر البنائين من إفريقيا والمسيلة، كمــا شيدت بها القصور والإقامات والحمــامات نذكر منها قصربنت السلطان الذي مــازالت بعض أطلاله شاهدة عليه. أجريت بها حفريات من 1950 إلى 1993 كشف النقاب عن كثير من الأسرار. مصنفة ج. ر. رقم 7 بتــاريخ 23/01/68.
* كانت إقــامة شتوية لبــاي بايلك التيطري، كما كانت أيضا مركزا إداريا لتسيير شؤون بايلك الوسط، وفي عهد الباي بومزراق شهدت مدينة المدية تشييد العديد من الأعمال منها المسجد المالكي وحوش البــاي، وبنــاء دار الباي أنجز فوق أنقــاض بنــاية رومــانية، شكلهــا وتخطيطها يشبه إلى حد بعيد العمــائر والإقامــات المتواجدة بالجزائر -إيــالة الجزائر- والتي يظهر فيها جليــا التــأثير المعمــاري المورسكي وتعتبر تحفة فنية فريدة في ولاية المدية تتربع على مساحة 57 آر/ 19 آر تكون قد شيدت في الفترة 1819 - 1821. كما إستعملها أيضا عبد القادر الجزائري كمقر إداري وعسكري للخلافة إبان جهــاده ضد الاحتلال الفرنسي نصب فيها خليفته بن عيسى البركاني، الذي بنى له الباي مصطفى بومزراق ضريحا لأبيــه الشيخ البركــاني الذي وافته المنيــة بعد إحتفــاظ الأمير به. وهي بالتالي ترجع إلى العهد العثمــاني مصنفة بموجب قرار وزارة الثقــافة ج. ر رقم 48 بتاريخ 21/07/1993.
* يقع هذا المعلم الآثري في أعــالي المدينة في الجهة الجنوبية بحوالي 5،0 كلم عن وسط التجمع السكني للمدينة، شيد في سنة 1820 كإقامة صيفية، ينقسم إلى قسمين: القسم الخاص بحــرم البــاي والقسم العام الذي يحوي على قاعات الاستقبال وأسطبلات الخيل وبيوت الحرس ويشبه كثيرا قصر أحمد باي بقسنطينة ومــازالت بعض قاعاته تحافظ على عناصرها المعمــارية خاصة التزيينــات التي تغطي البيوت وتكسي الجدران، كمــا أن الخشب والأبواب والزجــاج يرجعون إلى نفس الفترة والمســاحة الإجمــالية للمبنى 70 آر / 83 آر ومع ذلك فهو غير مصنف.
* تقع هذه المئذنة عند مدخل باب السيد صحراوي القديم بالجهة الجنوبية للمدينة بمحاذاة قصر العدالة القديم، وهذه المئذنة للمسجد الحنفي الذي لم يبقى له أثر حيث إندثر وشيدت فوقه محطة للبنزين وهي أسطوانية الشكل وارتفاعها حوالي 18 مترا ذات تأثير عثماني لأن المآذن في شمال إفريقيا مربعة الشكل مســاحتها حوالي 10م مربع وهي غير مصنفة. ترجع إلى 1819م. كمــا يجهل مخطط المسجد الأصلي.
* يقع هذا المسجد بالقرب من دار البــاي إذ شيد في عهد مصطفى بومزراق على الأرجح ولا يعرف شيئــا عن تخطيطه الأول بحيث خضع هذا المسجد لإضافات وتوسيعات آخرها في سنــة 1982 غير أن لوحة رخامية باللغة العثمانية تشير إلى تاريخ إنشــاءه في ســنة، وهو غير مصنف.
* هذه القنوات ترتكز على مجموعة من العقود يبلغ عددها سبعة عقود تحمل المجرى المــائي الذي كان يزود وسط مدينة المدية في الجهة الغربية، كما كان يزود أيضا الثكنة الرومــانية بالمياه كما دعمت هذه القنوات بتحصينات للمراقبة.
* تقع هذه المدينــة القديمة جنوب قصر البخاري بحوالي 10كلم وهي اليوم عبارة عن أطلال يرجع تأسيسها إلى العهد الرومــاني في عام 205 وكان الفضل في تشييدها يرجع إلى القائد الرومــاني SEPTIMUS SEVERUS الذي أسس العديد من المدن والمدينة في شكل مستطيل غير متســاوي 300م / 200م يحيط بها سورا قطره متران من الحجر الصلب بمحاذاة نهر، كما تشير المصادر والكتابات عن وجود لوحة حجرية تخلد SEVERUS وشخصين آخرين، كمــا كانت تشتهر أيضــا بصنـاعة الفخــار والتوابيت وهي مصنفة قديمــا بموجب قرار الحــاكم العام للجزائر 16/01/1932 وقرار 28/06/1956 ج. ر 09/10/1956 البلدية المختلطة لقصر البخــاري. وهي غير مصنفة أو بالأحرى لم يعد تصنيفهــا. مســاحتها الإجمــالية 9 هـ و 60 آر / 30آر.
* تقع هذه الحمامات حسب ما تشير إليه المصادر التاريخية تحت المبنى الحالي لمركز إعادة التربية على حوالي كيلومترين ش-ش مدينة البرواقية الحالية على الخط المتجه من البرواقية البويرة وربما من المحتمل خارج المبنى المذكور آنفا في إتجاه الجنوب، وهذا ما أكده الاكتشاف عند الشروع في تسوية المساحة لبناء مجموعة من السكنات بحيث أن الاستطلاع الأول سمح من تحديد وجود جزء من حمام لإقامة رومانية وحتى الحصن - مركز إعادة التربية - شيد فوق مركز قديم جد هام والذي قد يكون تكملة لمدينة تراناموزا كاسترا التي تعني الأقحوان. والحمامات كانت تأخذ عناصرها من نهر يسير LES ISSERS عن وجود إمــا تراناموزا كاسترا أو تيرينــادي TIRINADI، لأن لوحتين حجريتين -كتابتين-اللتــان تعودان إلى فترة السيفيريـين تحددان تهــاني موجهة إلى شخصين في شكل تحيات شرفية خاصة وهذا المفهوم يعني أنها إهداءات أنجزت من طرف نبلاء محليين غير رومــانيين، والمصادر القديمة تشير أيضا عن توفر ثلاثة أحياء منها الحي الرئيسي الذي أنشــأ بالقرب من عناصر مياه.كمــا كانت أبراجا للمراقبة تحيط بالمدينة على امتداد 100م / 200م والبنــاية في حد ذاتها غير مصنفة.
* تقع هذه المدينة القديمة في الجنوب الغربي لمدينة شلالة العذاورة بالقرب من منبع عين الشلالة الذي لا زال موجودا إلى يومنا هذا، وتتربع على مساحة واسعة في حي الغربية حاليا، وهي تقع على سفح جبل كاف الطير، هذا الموقع أكسبها حصانة حيث تعتبر شرفة الجنوب، كما يلاحظ وجود برج للمراقبة من جهة الجنوب استغلته فرنسا كبرج للمراقبة أثناء الثورة التحريرية وهو يشرف على كل الجهة الجنوبية لمدينة شلالة العذاورة باعتبارها تقع على هضبة مرتفعة عن ماحولها، كما أن المقبرة تدل على وجود تجمع سكاني وبالتالي مدينة، وهي غير مصنفة ولا نعرف شيئا عن تفاصيلها،ويعتقد أنها مدينة نوميدية لعدم اهتمام المستعمر بهافقد كان مهتما باحياء التراث الروماني دون غيره ،وقد طمر معالمها النزوح الريفي وقسمت مساكن وهي اليوم جزء من حي الغربية، والمقبرة عثر عليها بالصدفة عند القيام بالأشغــال في حي الغربية، كمـا أن الجثث كانت أكثر ضخامة بمقارنة الهيكل العضمي بالإنسان الحالي، وتم العثور على آدوات مختلفة في حي الزعترية خاصة، وفي أماكن أخرى من المنطقة نذكر منها حي النخلة.
* عمــوما كلمة خربة تستعمل للدلالة على الأطلال، وخربة السيوف المتواجدة بدراق عبارة عن بقايا لمدينة رومــانية صغيرة والتي كانت من قبل حصنا عسكريا تحتل مكانا إستراتيجيا بإطلالها على جبال الونشريس. بحيث كان يتعاطى قدماء جند الإمبراطورية الرومــانية الغربية فيها مهنة الزراعة بعد صدور قوانين تمنحهم التقسيم المئيني Centuriation فكانت أراضي المنطقة خصبة حتى دفعهم الأمر لان يستقدمون الدنيين Les PAGANIS المزارعين. يوجد فيهـا بقــايا أحصنة وأعمدة وتوابيت تتربع على 25هـ وهي مصنفة في قائمة 1900 لكنه لم ينظر في إعادة تصنيفها.كما كانت تأوي عائلات قدمــاء المحاربين.
* هي عبارة عن حصن عسكري يأوي حامية رومانية والمصادر المكتوبة القديمة تذكرها كما تذكر جارتها قلعة تازة -TAZA- القريبة منها ويقولون عنها شرفة الجنوب، إستعملها الأمير عبد القادر الجزائري كثكنة لجنده، كما شيد بها مصانع للبارود والذخيرة الحربية وصناعة الأسلحة لكثافة غاباتهــا وهي غير مصنفة ولا يعرف شيئا عن تفاصيلها وهي تــابعة للجيش الشعبي الوطني.
* الحفريات الإنقاذية للوكالة الوطنية للآثــار هي التي استطـاعت أن تحددها بعد إجراء الأعمال الأثرية بها عندما عثر عليها بالصدفة عند القيام بالأشغــال وهي ترجع إلى الفترة PAIENNE يعني فجر العهد العتيق القرن 1 ق.م قبل ظهور المسيحية في الجزائر عثر في عينة من توابيتهــا البسيطة على حلي وأدوات جنائزية كمـا أن الجثث كانت موجهة نحو الشرق لمعتقدات تؤمن بالحياة بعد الموت، الأمر الذي يدفعنا إلى القول بوجود مجموعة سكانية لها نظامها وبالتــالي مدينة. وهي غير مصنفة ولا تذكر المصــادر اي شيء عنهــا.
* إن هذا الخان المتواجد ببن شكاو وعلى علو 1248م أسس في 1858م كمــا تشير عليها اللوحة الحجرية وكان يستعمل كمكان لراحة المسافرين بالعربات والخيول القادمة من الشمــال والمتوجهة نحو الجنوب. وهذا النوع من الخانات أو العمارة ظهر أيضــا في المشرق والأناضول وآسيــا الوسطى في العهد السلجوقي، وهذه العمــارة أولى لها البنـائون في الأناضول اهتماما خاصا بالأخص في العقود والتزيينات بالزليج في حين أن خان بن شكاو بسيط جدا يتحكم في الطريق الرئيسي شمال جنوب، شكله مستطيل، بداخله ساحة تحيط بها مجموعة من البيوت ومطاعم وإسطبلات ومخازن تغذية الحيوانات وعمومـا إن الخــانات لم تحضى بأي دراسة تذكر رغم أنهــا ذات أهمية قصوى وما تدره من أموال في المجــال السيــاحي. مساحته بالتقريب 1هكتــار ونصف وهو غير مصنف لكنه يعود إلى الحقبة الاستعمارية.