سعد عنتر سعد مراقب
الجنس : عدد المساهمات : 2517 نقاط : 6975 العمر : 33
| موضوع: تاريخ بورسعيد الثلاثاء 22 فبراير 2011 - 17:53 | |
|
تاريخ بورسعيد
بعد قيام مسيو فرديناند دي لسبس بتشكيل لجنة هندسية دولية لدراسة تقرير المهندسان موجل ولينان بك كبيرا مهندسي الحكومة المصرية قامت اللجنة بزيارة منطقة برزخ السويس وبورسعيد وصدر تقريرهم في ديسمبر 1855 وأكدوا إمكانية شق القناة وأنه لا خوف من منسوب المياه لأن البحرين متساويين في المنسوب وأنه لا خوف من طمى النيل لأن بورسعيد شاطئها رملي.عقب صدور تقرير اللجنة الدولية أصدر الخديوي سعيد فرمان الامتياز الثاني وكان من بنوده (البند الثالث) حفر القناة من ميناء السويس إلى البحر المتوسط عند نقطة خليج الفرما.
في 25 أبريل عقدت اللجنة اجتماعا واتخذت عدة قرارات من بينها إقامة فنار لإرشاد السفن القادمة لمدخل القناة وموقع الميناء وإنشاء ورش وآلات وجميع المنشآت اللازمة لإعداد تلك الورش للعمل وإنشاء كوبرى من بورسعيد إلى داخل البحر ويكون أيضا رصيف لرسو السفن عليه لتفرغ بضائعها. في 22 نوفمبر 1858 قام المجلس الأعلى لأعمال وأشغال قناة السويس (أثناء الاكتتاب في أسهم الشركة) توقع عقدين لتنفيذ المرحلة الأولى من الأعمال مع مسيو هاردون.
وفي 21 أبريل 1859 وصل مسيو دى لسبس لبورسعيد برفقة مسيو موجل بك المدير العام للأشغال ومسيو لاروش وهاردون وغيرهم من رؤساء المشروع والوكلاء ومائة وخمسين من البحارة والسائقين والعمال ومعهم ما يكفهم من الطعام والشراب ووصلوا لبورسعيد عن طريق الجميل وكان بها قرية الجميل وبها صيادى الأسماك وتقع على بعد 9 كم من بورسعيد واقتنع مسيو دى لسبس أن هذا المكان صالح لإنشاء بورسعيد. استمرت أعمال بناء بورسعيد وقامت الشركة بتشجيع العمال المصريين على العمل وأقامت لهم العشش بمنطقة العرب وقامت بتعيين إماما للمسلمين بمسجد القرية. قامت الشركة بالتركيز على جعل بورسعيد صالحة لرسو السفن فقامت بإنشاء الورش الميكانيكية مثل (النجارة والحدادة والخراطة وسبك المعادن) وشيدت مصنعا للطوب وحوضا للميناء وحفرت قناة داخلية صناعية تصل ما بين منشئات الميناء وبحيرة المنزلة لنقل مياه الشرب ومواد التموين بواسطة القوارب.
في بداية الأشهر الأولى لإنشاء بورسعيد استخدمت غالبية الايدى العاملة في أعمال ردم أجزاء من بحيرة المنزلة حيث لم يكن يتجاوز عرض بورسعيد من 40 إلى 50 متر وقامت الكراكات بإزاحة كميات مهولة من الرمال من حوض الميناء استخدمت في أعمال الردم وامتدت المدينة للجنوب حيث حوض الترسانة عام 1862 حيث توجد الورش التي بُدأ في استخدامها عام 1863 وأخذت المدينة شكلا مستطيلا تقرباً أما قرية العرب فكانت في أقصى غرب بورسعيد وكانت لا تتعدى عُشر بورسعيد في البداية واخذ شكلها شكلا بائساً فكانت عششا من البوص ثم استخدمت الألواح الخشبية بعد ذلك وقد فصل ما بين القرية والمدينة أرض فضاء مساحتها حوالي 500 متر وتقلصت تلك المساحة إلى 200 متر عام 1869 ثم تلاشت وانضمت القرية للمدينة. وفى عام 1868 انتهت أعمال ردم أجزاء من بحيرة المنزلة غرب شارع الترسانة وبلغ الحجم الكلى لكميات الردم 628.300 متر مكعب وساعدت على إكساب بورسعيد أراضى جديدة وتم بناء الورش عليها.
بعد بداية عمل ميناء بورسعيد أثناء حفر القناة واستقباله للمواد والمهمات اللازمة للحفر وبعد إقامة رصيف اوجينى كان لابد من إنشاء حاجزان للأمواج عند مدخل القناة احدهما عند الشرق والأخر في الغرب لحماية الميناء من العوامل الطبيعية ولجعل المياه هادئة داخل مجرى القناة ولمواجهة الرواسب والرمال التي يدفعها التيار البحرى والتي قد تؤثر سلباً على منسوب عمق القناة وعرف الحاجز الشرقى باسم حجر سعيد والغربي باسم رصيف دى لسبس وبدأ إنشاؤه عام 1859 من عند شارع أوجينى والتقاؤه مع شارع السلطان حسين (شارع فلسطين حاليا) وينتهى في عمق المياه على عمق 10 أمتار وبلغ طوله 2500 متر وارتفاعه 2 متر عن مستوى سطح الأرض أما الحاجز الشرقى فينتهى في المياه على عمق 8 أمتار وبدأ العمل فيه عام 1866 وفُرغ منه عام 1868 وبلغ طوله 1900 متر وارتفاعه 1 متر ويتقابل كلا الحاجزين جزئيا عند مدخل الميناء, وصنعت الأرصفة بالإضافة لجزيرة ميناء الصيد من الحجر الجيرى واسند صنعه ونقله إلى إخوان داسو وتم صنعه بالإسكندرية بمحاجر المكس, وزنة الحجر الواحد 20 طن وصنعوا 250000.00 (مائتين وخمسون ألف) مكعب من الصخور الصناعية وتصنع من خرسانة الدقشوم والجير المائى لمنع تسرب الرمال وبدأ غمرها في أغسطس عام 1865.
وفي عام 1870 كان ببورسعيد 3 أحواض بالشاطئ الغربي للقناة هي حوض التجارة (خصص للمراكب المحلية والرسو الصغير) والترسانة (خصص لأجهزة القناة ووجدت حوله ورش الشركة) وحوض شريف (و خصص لرسو السفن التجارية الضخمة الخاصة بالشركات الكبرى مثل اللويدز النمساوية والمساجيرى امبريال الفرنسية والروسية للملاحة ومارفرسنيه من مرسيليا).
تم صنع فنار مؤقت من الخشب عام 1859 على الساحل وكان يضئ لمسافة 10 اميال وبعد بناء رصيف دى لسبس بني فنار جديد بموقعه الحالى في عام 1869 ويعرف حاليا باسم فنار بورسعيد القديم بعد ان حل محله في العمل حاليا فنار جديد هو الثالث في تاريخ بورسعيد. وبنى فنار بورسعيد القديم من الخرسانة وكان ذا لون رمادى, أما الحاجز الشرقى فقد وضع به فانوس يضئ على مدى 20 ميل وكان يضئ بغاز الاستصباح, ولازال الفنار قائما حتى الان كأحد الاثار الهامة ببورسعيد.
رغم حداثتها النسبية احتلت بورسعيد منذ نشأتها مكانة بارزه وسط المدن المصرية بل لا نبالغ اذا قلنا وسط المدن العالمية ايضا, حيث كانت دائما من اول المدن تمتعا بالخدمات ووسائل الحضارة والتمدين, حيث كانت بورسعيد ثالث مدينة بمصر تشهد عرض سينمائى بعد القاهرة والإسكندرية وكان ذلك فى العام 1898م, كما دخلتها الكهرباء عام 1891 وهو تاريخ مبكر وسط مدن العالم حيث دخلت الكهرباء نيويورك على سبيل المثال قبل هذا التاريخ بتسع سنوات فقط.
لم تقتصر مقومات بورسعيد كمدينة عالمية منذ نشأتها على ما تمتعت به من وسائل مدنية وحضارية فحسب بل امتدت ايضا لتشمل الطابع الثقافي للمدينة حيث اتسم مجتمع بورسعيد بطابع كوزموبوليتاني (متعدد الثقافات) حيث سكنها العديد من الجنسيات والاديان خصوصا من دول البحر المتوسط واغلبهم من اليونانيين والفرنسيين بجانب المصريين في تعايش وتسامح, وكان يسكن الاجانب حي الافرنج (حي الشرق حاليا) بينما كان يتركز المصريون في حي العرب.
في وصف واضح لحيوية مجتمع بورسعيد قال روديارد كبلينغ: ((إذا أردتم ملاقاة شخص ما عرفتموه وهو دائم السفر, فهناك مكانين على الكرة الأرضية يتيحا لكم ذلك, حيث عليكم الجلوس وانتظار وصوله إن عاجلا أو اّجلا وهما:موانيء لندن وبورسعيد)).
تفاعلت بورسعيد مع الاحداث التاريخية والوطنية التي شهدتها مصر في العصر الحديث منذ نشاتها حيث دخل الاحتلال البريطاني مصر من بورسعيد عام 1882, وطوال مدة الاحتلال البريطاني لمصر كانت بورسعيد احدى مواطن المقاومة في مصر وخصوصا بعد اشتعال مدن القناة بالمقاومة للوجود البريطاني بعد الغاء معاهدة 1936, غير ان الحدث الابرز في تاريخ المدينة يبقى صمودها في مواجهة العدوان الثلاثي والذي شنته دول بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956 ردا على تأميم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لقناة السويس وهو ما اهلها لحمل لقب المدينة الباسلة واتخاذ يوم 23 ديسمبر من كل عام عيدا قوميا للمدينة (عيد النصر) وهو اليوم الذي يوافق تاريخ جلاء اخر جندي بريطاني عن المدينة عام 1956, واستمرت رحلة بورسعيد في مواجهة العدوان على مصر حيث توقف العدوان الاسرائيلي على مصر في حرب 1967 على حدود بورسعيد الشرقية بعد احتلال الشطر الاسيوي من مصر ممثلا في كامل ارض سيناء باستثناء بور فؤاد والتي عجز الجيش الاسرائيلي عن التوغل فيها.
بعد انتصار مصر في حرب أكتوبر عام 1973 بدأت الحياة تعود لبورسعيد عام 1975, وهو نفس العام الذي اعيد فيه افتتاح قناة السويس للملاحة بعد توقفها في اعقاب حرب 1967, وفي عام 1976 اصدر الرئيس محمد أنور السادات قرارا بتحويل المدينة إلى منطقة حرة وهو الأمر الذي جعل المدينة جاذبه للسكان من جميع انحاء مصر.
بورسعيد وحفر قناة السويس
إن الذى يرجع بالذاكرة الى الوراء و ينظر الى تاريخ بورسعيد و معارك الحفر لا يعتبرها الا حلما تاريخيا يظهر لنا مدى تضحية هؤلاء العمال فكانت مساكنهم عبارة عن قطع من القماش و طعامهم كسرات من الخبز و شرابهم ماء البحر المالح و سلاحهم فؤؤس الحفر .. بتلك المقومات البسيطة و العزيمة القوية أقاموا أساسا للحضارة و المدينة عبر الصحراء القاحلة الخالية من أية مقومات للحياة و قاموا بشق بطن الارض المصرية لتجرى فيها قناة بحرية تربط بين البحريين الابيض و المتوسط .
دليسيبس
حظى دليسيبس بفرمان حفر قناة السويس فبدأ فى البحث عن مقاول يقوم بتنفيذ عملية حفر قناة السويس وعقد معه اتفاق مبدئيا فى 14 فبراير 1859 على تنفيذ المرحلتين الاولي و الثانية من مراحل الحفر وفقا للشروط والتكاليف.
| |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: تاريخ بورسعيد الأحد 24 يوليو 2011 - 2:30 | |
| |
|