طنطا هو أسم قديم فى التاريخ منذ آلاف السـنين....أطلق عليها الفراعنة أسم { تناسو } و كانت أحدى بلاد المقاطعة الخامسة من مقاطعات الوجه البحرى فى مصر الفرعونية ... و فى القرن الرابع قبل الميلاد أسـماها الأغريق { تانيتاد } و لما آلت مصر الى الرومان عرفت بأسم { طنتثنا } و عين لها مجلـس للأعيان... .و فى العصر البيزنطى قبل الفتح العربى أطلق عليها { طو } وكان الأسم القبطى القديم { طنيطاد } .... وبعد الفتح العربى { 20 هـ 641 م } حرف الاسم الى { طنتدا } و أضمحل شـأنها و أصبحت ضاحية من ضواحى سـبرباى عبارة عن قرية تضم بضعـة منازل و أكواخ متناثرة بنيت من الحجارة و الطوب اللبن وبها جامع وحمام و سـوق و أسـقفية.
عصر الخليفة المستنصر باللـه
فى النصف الثانى من القرن الهجرى الموافق النصف الثانى من القرن العاشر الميلادى أحدث الخليفة المستنصر فى الفترة { 427 هـ - 487 هـ } تغييرا كليا فى حدود الأقسـام الأدارية بالقطر المصرى فقد كان الوجه البحرى ينقسـم ال اقلمين كبيرين { أقليم مصر و أقليم أوجيسـتا منيك } وكان كل أقليم مقسـم الى دوقيتين دوقية قسـم أول و دوقية قسـم ثان ثم تنقسـم كل دوقية { ولاية } الى عدد ممن الكور أو المراكز الادارية .. فآلغى الخليفة الأقاليم و { 46 } كورة فى الوجه البحرى أو { أسفل الأرض } و حيث جعل الوجه البحرى { 22 } أقليم منها أقليم { الطندتاوية } نسبة الى طنتدا التى أطلق عليها الفاطميون { طندنا } و اتخذوها قاعدة لأقليم الطندتاوية الجديد و عينوا لها عاملا أو واليا يتولى أمر الخراج و الشرطة. ومنذ ذلك الحين بـدأ الأهتمام بهذه القرية. ثم جاء عصر الدولة الآيوبية فأزداد أهتمام صلاح الدين الأيوبى بها و أتسع عمرانها و أصبحت قرية كبيرة زمامها حوالى { 100 } فـدان. و فى القرن الثامن الهجرى تغير أسـم { طندتا } الى { طنت } ثم أعيد تقسـيم الدلتا فى عهد السـلطان الأشـرف شعبان بن حسـين عام { 777هـ - 1375 م }الى { 11 } اقليم كان ضمنها اقليم جديد سمى { الغربيـة } لأول مرة عاصمته محلة كبير { المحلة الكبرى } و يشمل معظم آراضىوسـط الدلتا ثم أطلق على { طنت }أ سم { طنتا } و أصبحت تابعة لأقليم الغربية و عين لها محتسـب كان يشرف على الآداب العامة و الدين و الرفق بالدواب و التعليم و المكاييل و الموازيين و فض المشاكل بين المتخاصمين و العمل على توفير سـبل المعيشة للمواطنين و رقابتهم فى معاملتهم و عبادتهم . و لكن شـأن { طنتا } أضمحل مرة أخرى على أيدى الأتراك العثمانيين.......و فى عهد الاحتلال الفرنسـى عام { 1213هـ - 1789 م } تم تعديل الحدود الادارية اذ أصبح عدد الأقاليم { 8 } بعد الغاء بعضها و ضمها الى أقاليم أخرى و أضيف الى أقليم الغربية مساحات أخرى من الأقاليم المجاورة ـ وكانت طنتا من نصيب المنوفية و أطلق عليها أسـم { طنطه } ..... و جاء عصر محمد على باشـا عام { 1128هـ ـ 1813م } قام باجراء تعديل آخر فأصبح عدد الآقاليم بالوجه البحرى { 6 } منها :ـ { 2 } فى وسط الدلتا .. { الأول اقليم الغربية } و يشـمل أكثر من ثلثى أراضى الدلتا { الثانى أقليم المنوفية } و يشـمل المسـاحة الباقية . وعادت طنطه لاقليم الغربية و جعلها محمد على باشا عاصمة لأحد أقسـام الغربية و اشـتهرت بأســمها الحالى { طنطـا }. و فى عام { 1252هـ ـ 1836م } اتخذ عباس طوسون باشا حفيد محمد على و كان أول مدير للغربية حيث سمى الأقليم بأسم مديرية { طنطا } عاصمة للمديرية 0000000 و منذ هذا التاريخ ازدهرت المدينة ازدهارا كبيرا و أخذت تحتل مكانتها بسـرعة كعاصمة لأكبر مديريات القطر المصرى و أزدادت آهميتها بعد مرور أول خط حديدى بها ليصل القاهرة بالأسـكندرية عام { 1854 م }.. و مـد الأسـلاك البرقية و التليفونية فى عهد الخديوى محمد توفيق باشـا عام { 1888 م } وفى عهد الرئيـس الراحل جمال عبد الناصر بالتحديد عام { 1960 م } ألغيت المديريات بقيام المحافظات و لكن طنطـا ظلت عاصمة للغربية حتى يومنا هذا.
ثانيـا أقدم الآحيـاء
منذ مئات السنين كانت أحياء طنطا تنحصر فى :ـ تـل الحدادين و الصاغة و منطقة شارع صبرى و سوق العدس و درب الآثر.. شارع محمد سعيد باشا كان سنة { 1910 } عبارة عن ترعة قحافة فردمها محب باشـا مدير الغربية وقتذاك و أطلق أسم محمد سعيد رئيـس وزراء ذلك العهد على الشارع الذى أقيم عليها . اشتهرت طنطا قديما ببواباتها ..... اذ كان لها عدة بوابات تغلق على آهلها مساء كل يوم منها ... واحدة نهاية درب الآثر من ناحية البورصة.. حيث كان شارع البورصة أرضا زراعية تعتبر الحد البحرى . و واحدة نهاية درب الملاح. و واحدة نهاية شارع البوستة القديم. و كانت على غرار بوابات القاهرة المشهورة.
ثالثـا : ميـدان الســـاعة
قديما كان قائما فى هذا الميدان آلـة أعدام تسمى { الخازوق }....... و القصة أن شابا من أكرم عائلات طنطا كان متزوجا بفتاة من أعرق عائلات طنطا و حدث بينهما خلاف و حاول الزوج عبثا ان يصالحه و كان يحبها حبا ملك عليه حواسه فلم ترضى الزوجة بالصلح فلم يشعر بيديه و هى تطبق بقوة على رقبتها الفاتنة و لم تمضى لحظات حتى سقطت صريعة تحت قدميه .. و حكم بأعدام الزوج.. الا أن أسرة الزوجة آصرت على شراء آلـة الأعدام من فرنسا و تم لها ذلك و شنق المسكين بواسطة الخازوق المشتراه من فرنسا و ظل الخازوق يتوسط الميدان يلهب أسرة الزوج بسياط الخزى ... و بعد سنوات أفلحت محاولات المسئولين فى الصلح بين الأسرتين و أتفقت الأسرتين على رفع الخازوق و أستبداله بسـاعة فاخرة لا مثيل لها فى مصر . الا أنها أهملت فى العصر الحالى ولا أدرى الأسباب فدائمة الاصلاح لكن دون جدوى ....؟؟؟؟؟؟؟ لم تذكرالكتب التاريخية عام تلك الواقعة .
رابعـا : التكوين الجيولوجى
كانت المنطقة التى تحتلها طنطا من قديم الزمان مغمورة بمياه البحر الأبيض المتوسط و فى نهاية العصر { البلايتوسين } أخذ البحر يتراجع نحو الشمال و ينحصر عن وجه اليابس و كان البحر منخفضا عن مستواه الحالى بحوالى { 12 متر } .. وفى نهاية الحضارة { الموستيرية } ارتفع البحر نحو { 7 متر } عن مستواه الحالى .. و فى الزمن المتأخر من العصر { البليولوزى } أنخفض مستواه ثم عاد للأرتفاع.. و فى آخر عصر { النيلوتيك } آى منذ حوالى { 8000 } عام وصل سطح البحر { 8 متر } أقل من المنسوب الحالى .. و منذ ذلك الحين ظل يرتفع حتى وصل الى الوضع الذى نراه عليه الآن . و أثناء ذلك كان النيل يحمل الى الدلتا الرواسب الشاطئية من حصى و حصباء و رمال خشنة حيث تم الأساس الذى أرتكزت عليه الرواسب الأحدث من الطمى الدقيق الناعم الذى حملته مياه النيل من منابعه فى الحبشة و التى تكونت منها التربة الحالية و تختلف سمك الرواسب الطميية فى الدلتا من منطقة الى أخرى تبعا لطبقة الحصى و الرمال الى ترتكز عليها.. و تتكون تربة طنطا من سهول غاية فى الخصوبة - كما تتمتع بطبقة من { الغرين } سميكة ناعمة ترتفع عن سطح البحر بمقدار { 8.40 متر }و هى طبقة طميية ثقيلة سـوداء - و على مسافة عدة أمتار من هذه الطبقة توجد طبقات الرمال الناعمة فالخشنة ثم الحصى أما الصخر الرسوبى الذى ترتكز عليه عليه هذه الطبقات الرسوبية فهو على عمق { 50 متر } و بذلك لا تظهر طبقات جيرية مطلقا على سطح الأرض فى طنطـا .
أهمية طنطا و دورها في التصدي للحملة الفرنسية
* قاعدة (عاصمة) محافظة الغربية، وتقع في قلب دلتا النيل، وتتمتع بشهرة دينية وتجارية.*وبها قرية خرسيت الاسم الفرعونى لان الفراعنة سموها خورست (أرض عبادةآلة الشر) * تعد طنطا من أكثر المدن المصرية كثافة سكانية. * زادت أهميتها منذ أن نزلها واستقر بها القطب الكبير السيد أحمد البدوي، شيخ الطريقة الأحمدية. * في زمنها الإسلامي، كانت في البداية ضيعة محدودة الأهمية، وكانت المحلة الكبرى هي عاصمة أعمال الغربية. * ذكر ابن حوقل (ت380هـ) طنطا باسم ” طنتـتا ”. * ذكرها الإدريسي (ت560هـ) باسم ” طنطة ”، وصحتها ” طنطـته ”، وقال أنها مدينة صغيرة متحضرة. * ذكرها ابن مماتي (ت606هـ) باسم ” طنـدتا ”. * ذكرها ابن جبير الأندلسي (ت 614هـ) باسم ” طندته ”. * عند ياقوت الحموي (ت626هـ) باسم ” طنتـثـنا ”, وصحتها ” طنطتـتا ”، وهي تسمية أقرب إلى ” طنتـداء ”. * وجاءت عند ابن دقماق (709هـ) باسم ” طننـتا ”. * وعرفها الفرنسيون باسم ” طنطه ”، وهكذا ينطقها العامة. * حالياً تعرف المدينة باسم ” طنطا ”، كما تعرف عند البعض باسم ” مدينة شيخ العرب ”. و” مدينة البدوي ”.
(الحملة الفرنسية في طنطا):-
واختارت محافظة الغربية يوم السابع من شهر أكتوبر من كل عام، عيداً قومياً لها
يعكس قوة إرادتها وأصالة وصمود شعبها في مقاومة الحملة الفرنسية، وأصبح
هذا اليوم من كل عام علامة مضيئة في مسيرة الغربية تحتفل به كل عام.
ففي 7 أكتوبر 1798 وصل الكولونيل "لو فيفر" تجاه طنطا ورابط بجنوده أمامها،
وأرسل إلى حاكم المدينة سليم الشوربجى يأمره بإرسال أربعة من كبراء المدينة
ليكونوا رهائن عنده حتى تستقر الأمور.
ولكنه جاءه بأربعة من أئمة مسجد السيد أحمد البدوي، وعندما هم "لو فيفر" بإرسال
الرهائن إلى القاهرة، حتى هرع الأهالي بالبنادق والحراب وغيرها، وهم يصيحون
صيحات الغضب والثأر للرهائن، ويرفعون بيارق الطرق الصوفية على اختلافهم،
واندفعوا على الكتيبة الفرنسية.
فقامت معركة كبيرة بين الطرفين استمرت عدة ساعات، ورغم التفاوت الواضح في
قوة السلاح بين الطرفين إلا أن لو فيفر رأى أن عدد جنوده لا يستطيعون الصمود
أمام تلك الجموع الفقيرة، فبادر بإنزال الرهائن.
زائر زائر
موضوع: رد: تاريخ طنطا الخميس 28 يوليو 2011 - 21:41