إمارة أبوظبي هي إحدى إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة السبع. عاصمتها هي مدينة أبوظبي والتي تمثل أيضا عاصمة الدولة. الإمارة هي أكبر الإمارات السبع من حيث المساحة وعدد السكان، وتعادل مساحتها حوالي 87% من إجمالي مساحة الدولة وتقع في الجزء الجنوبي من الإمارات. حاكمها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وهو أيضا رئيس الدولة، وولي عهده هو الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
تتكون الإمارة من ثلاث مناطق وهن منطقة أبوظبي وعاصمتها مدينة أبوظبي وهي مقر الحاكم والمنطقة الشرقية والمنطقة الغربية. توجد في الإمارة عدد من المدن الأخرى أبرزهن مدينة العين وأيضا العديد من الجزر.
الموقع
تقع إمارة أبوظبي في الجزء الجنوبي من الإمارات ولها حدود مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وحدود مائية شمالية مع قطر ويحد الإمارة من الشمال والشمال الشرقي كل من إمارة دبي وإمارة الشارقة. وتطل الإمارة على الخليج العربي الذي يجاور الإمارة من الشمال، وتقع فيها العديد من الجزر.
التاريخ
تم استيطان المناطق والتي تعرف حاليا بإمارة أبوظبي منذ فترات ما قبل التاريخ، من خلال المسح الآثري في الإمارة تم العثور على آثار تعود إلى ما يقارب 7000 آلاف سنة أي إلى العصر الحجري وتم العثور عليها على جزيرة مروح وتعد أقدم آثار التي تم العثور عليها في الإمارة. وتم أيضا العثور على آثار على جزر أخرى مثل جزيرة دلما تعود إلى هذه الفترة والتي تشير بأن ساحل أبوظبي كان مركزا حضاريا هاما. أما العصر البرونزي فيعد عصرا مهما وتم تقسيمها على ثلاث فترات مختلفة، فترة حفيت، ثم حضارة أم النار وبعدها حضارة وادي سوق. ومن المعروف أن هذه الحضارات كانت تتاجر مع المناطق المجاورة مثل وادي الرافدين (العراق حاليا)، وحضارة وادي السند.
أما تاريخ الإمارة الحديث فيبدأ بعد أن قام بنو ياس، أقدم السكان المذكورين في المنطقة التي تشكل مشيخة أبوظبي، باستيطان منطقة الظفرة في أوائل القرن السابع عشر. وقد سيطرت قبائل بني ياس على المناطق الممتدة من سبخة مطي في الشمال إلى الربع الخالي في الجنوب. وقرب منتصف القرن الثامن عشر إمتدت أقاليم بني ياس إلى الشرق وصولا إلى حدود عمان، كما ضمت المناطق ما بين الدوحة والبريمي، وكانت واحة ليوا الجزء الوحيد الذي ضم مستوطنات دائمة في منطقة الظفرة. وفي عام 1761 تم اكتشاف الماء على جزيرة أبوظبي، المعروفة ب"مليح" آنذاك، وبداء بعض أفراد بني ياس بالإقمة عليها لصيد السمك وممارسة الغوص. ازدهرت المسطوتنة لتصبح أول مستوطنة ساحلية لبني ياس، واتخذ الشيخ شخبوط بن ذياب بن آل نهيان في عام 1795 من جزيرة أبوظبي مقرا دائما له. في عام 1853 تم الموافقة على معاهدة السلم الدائم وذلك للإعادة السلام البحري والتخلص من النزاعات القبلية مقابل اتفاق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمختلف الإمارات. وفي عام 1892 أصبحت أبوظبي تخضع للحماية البريطانية كاباقي الإمارات في المنطقة لتصبح جزاء من الإمارات المتصالحة.
تم اكتشاف النفط في أبوظبي لأول مرة في عام 1958 وتم تصدير أول شحنة في عام 1962 وذلك من حقل أم شيف، وكانت أبوظبي أول الإمارات التي تصدر النفط. وكانت مرحلة نوعية حيث أن اقتصاد المنطقة كان يعتمد على اللؤلؤ قبل النفط. وفي عام 1966 أصبح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وبدأ بتطوير الإمارة وإزدادة سرعة النمو بعد الإتحاد في عام 1971 ونشأت دولة الإمارات العربية المتحدة.
الجغرافيا
تقع إمارة أبوظبي في أقصى غرب وجنوب غرب دولة الإمارات، وتغطي 67،340 كم² أي ما يقارب 87% من مساحة الدولة الإجمالية. غالبية الإمارة منطقة صحراوية وتتضمن حوالي 200 جزيرة في المياه الساحلية بالإضافة إلى مواقع أبعد داخل الخليج العربي. تعد الظروف البيئية للحياة الطبيعية قاسية جدا في المنطقة. ويمتد الشريط الساحلي للإمارة إلى أكثر من 700 كم.
تهيمن على السطح كثبان رملية منخفضة وسهول حصوية. أما في جنوب الإمارة فيزيد ارتفاع الكثبان إلى أكثر من 300 متر. وهذه ترصعها حقول كثبانية متداخلة تنمو فيها نباتات متفرقة. إحدا الظاهرات العامة في الأرض هي السبخات المملوحة المفرطة، وخصوصا في المناطق الساحلية الغربية وأيضا محليا داخل البر. إن الموائل الناشئة عن تدخل الإنسان، مثل الواحات والأراضي الزراعية والغابات والمناطق الحضرية، جزاء صغيرا من مساحة الإمارة الكلية.
تحد الإمارة من الشرق الأطراف الغربية لسلسلة جبال الحجر. ويعد جبل حفيت الذي يقع جنوب مدينة العين في شرق الإمارة الجبل الكبير الوحيد فيها وأيضا أعلى قمة فيها بارتفاع يبلغ حوالي 1،300 متر.
الحكومة المحلية
لدى إمارة أبوظبي حكومتها المحلية التي تختص بامورها وتتولى تسير أعمالها في ظل الهيكل الإتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة ويحدد الدستور علاقة الحكومة المحلية بالإتحادية. وعلى رأس حكومة إمارة أبوظبي حاكم أبوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وهو أيضا رئيسا للدولة. يتولى منصب ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وهو يترأس المجلس التنفيذي، الذي يعد جهاز الحكم المركزي في الإمارة وتخضع جميع الدوائر المحلية له.
يتولى المجلس الإستشاري الوطني عدة أدوار، منها سؤال المسؤولين الحكوميين والإقتراح أو المصادقة على التشريعات المحلية وتقديم المقترحات بخصوص اعتماد التشريعات الاتحادية الجديدة أو مراجعة التشريعات المعمول بها. ويوجد أيضا في أبوظبي عدة دواوين، وتخضع كلن منهن لكلن من الحاكم وولي العهد وممثلي الحاكم. تعمل الدواوين في الغلب دورا اجتماعيا وتعمل كأداة وصل بين المجتمعات المحلية. وبشكل غير رسمي تعمل بعض الدواوين إلى التخطيط الإستراتيجي وتفعيل مشاريع التنمية لمناطقها وتقوم أيضا بإجراء محدثات حوارية مع المجتمعات المحلية ومن ثم رفع طلباتهم إلى المجلس التنفيذي.
توجد في الإمارة لجان ومجالس مختلفة والتي تقوم بدور رقابي على بعض المدارات والمشاريع الحكومية. وتعمل أيضا على صنع السياسات واللوائح والمعايير ومراقبتها وإجراء دراسات وإقتراحات من أجل الحكومة.
تتولى الدوائر المحلية مهام إدارة الإمارة، وتستدرج سلطتها من المجلس التنفيذي. تعمل الهيئات المحلية كدوائر وهي أيضا تابعة للمجلس التنفيذي، وهي تعمل على دعم الأنشطة البحثية ووضع السياسات الخطط والمشاريع لتطوير الكفاءات والخدمات في إمارة أبوظبي، وتعمل على إدارة عملية تنمية الموارد وتطوير الإستراتيجيات في إمارة.
الاقتصاد
يتمتع اقتصاد إمارة أبوظبي بنمو هائل ومتوسط نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي عالي. يعتبر اقتصاد إمارة أبوظبي أكبر عن اقتصاد الإمارات الأخرى مجتمعه، حيث أنها في 2006أحتوت على حوالي 60% من الناتج القومي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة بالرغم أنها مثلت 33% من إجمالي سكانها. مع النمو الاقتصادي التي تشهدها الإمارة وباقي الدولة، يتعرض الاقتصاد لضغوط تضحمية أعلى من المتوسط العالمي حيث وصل إلى 10.9% في نهاية2007.
مؤشرات اقتصادية
حسب تقارير غرفة تجارة وصناعة أبوظبي وصل إجمالي الناتج المحلي في 2007 إلى 110$ مليار (404 مليار درهم) وذلك بزيادة 12% من العام السابق. مع أن قطاع النفط يشكل جزاء كبير من الاقتصاد فان مساهمات القطاعات الغير نفطية في إجمالي الناتج المحلي نمت بشكل أسرع من متوسط نمو إجمالي الناتج المحلي، حيث أنها نمت ب14% لتصل إلى 13$ مليار (48 مليار درهم). أما متوسط نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي وصل إلى 54،000$ (198،000 درهم). يعتمد اقتصاد إمارة على التجارة الخارجية بشكل كبير حيث أن مساهمة التجارة الخارجية في 2007 كان 77% من إجمالي الناتج المحلي ورأى التجارة الخارجية نمو بنسبة 11% عن العام السابق ليحقق 22.9$ مليار (84 مليار درهم). تلعب حكومة أبوظبي دور كبير في اقتصاد الإمارة حيث أن في 2007 لم تتجواز مسهمات القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي 18%.
قطاع النفط
تملك إمارة أبوظبي خامس أكبر احتياط من النفط في العالم والذي يشكل حوالي 10% من الاحتياط العالمي. وتقرر الإمارة رفع إنتاجها من النفط من 2.5% مليون برميل يوميا إلى 3.5 مليون برميل يوميا، وذلك باستثمارات تقدر بحوالي 22$ مليرا (80 مليار درهم) على مدى الخمس سنين بداية من آخر عام 2008. يشكل إنتاجها الحالي أكثر من 8% من إجمالي ناتج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). النفط يشكل نحو ثلثي اقتصاد إمارة أبوظبي من ما أدى إلى تبنى خطة من قبل الحكومة من أجل تقليص الاعتماد على النفط وتنويع الاستثمارات في القطاعات الأخرى. قطاع النفط مملوك بالكامل من قبل حكومة أبوظبي، وذلك من خلال شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).
الشركات والاستثمارات
تأخذ العديد من الشركات الإماراتية من إمارة أبوظبي مقرا لها. الإمارة هي مقر لإحدى أكبر 500 شركة في العالم من حيث القيمة السوقية في 2008، مؤسسة الإمارات للاتصالات، وذلك حسب تقرير الفاينانشال تايمز السنوي حيث أن الاتصالات هي الشركة الإماراتية الوحيدة التي تظهر على هذه الائحة. توجد بورصة في مدينة أبوظبي وهي سوق أبوظبي للأوراق المالية والذي يتدوال فيه بأسهم 66 شركة وطنية وأجنبية.
تحاول إمارة أبوظبي تنويع اقتصادها بالاستثمار في عدد من القطعات الأخرى. إحدى القطاعات التي تشهد استثمارات كبيرة هوقطاع الصناعة حيث أن تم تخصيص عدد من المدن والمناطق الصناعية والتي خصصت لجذب مختلف الشركات الصناعية. وتم تخصيص هذه المناطق بمدينة أبوظبي وأيضا بمدينة العين. تشهد الإمارة أيضا استثمارات هائلة بالقطاعات السياحية، والعقارية والخدمات.
النقل
تتولى دائرة النقل مسؤلية المواضيع المتعلقة بقطاع النقل في الإمارة، منها النقل البري والبحري والجوي.
النقل الجوي
يوجد في إمارة أبوظبي مطاران دوليان، مطار أبوظبي الدولي ومطار العين الدولي. طيران الإتحاد هو الطيران الدولي الوحيد في الإمارة برحلات منتظمة ويأخذ من مطار أبوظبي الدولي مقرا له. بالإضافة إلى طيران الإتحاد، يصل إلى مطار أبوظبي الدولي حوالي 34 شركة طيران دولية والتي لها رحلات نظامية إلى أكثر من 150 وجهة عالمية. شهد مطار أبوظبي الدولي، والذي يعد المطار الرئيسي في الإمارة، في 2007 ارتفاع في عدد المسافرين حيث وصل عددهم إلى 6.9 مليون مسافر، وذلك بزيادة 31% عن العام السابق. يتوقع وصول عدد المسافرين عن طريق المطار إلى 10 مليون مسافر بحلول 2010، وذلك من خلال توسعات في المطار تتضمن بناء مبنى جديد للمسافرين وتوسعة مباني السافرين الحالية. كان هناك أيضا نمو ملحوظ في الشحن الجوي من خلال المطار في 2007 حيث وصل إجمالي البضائع التي مرت بها إلى 315،317 طن أي نمو عن العام السابق يصل إلى 22%. تم الإعلان عن مخطط لبناء مطار دولي ثالث وذلك في المنطقة الغربية، وأيضا تطوير قاعدة البطين الجوية على جزيرة أبوظبي إلى مطار للطيران الخاص.
الديموغرافيا
في عام 2007 وصل عدد سكان إمارة أبوظبي حسب إحصائيات دائرة التخطيط والاقتصاد إلى نحو 1,460,000 نسمة. يتمركز ما يقارب 860,000 منهم منطقة أبوظبي أي حولي 59% من إجمالي سكان الإمارة، ويعيش 32% من السكان بالمنطقة الشرقية وذلك يقارب 470,000 نسمة ويستقر باقي سكان الإمارة الذين يقل عددهم عن 130,000 نسمة في المنطقة الغربية وجزرها. وقد وصل نسبة الذكور للإناث إلى 2.1 في عام2005.
المناخ
مناخ إمارة أبوظبي شبه استوائي وجاف وهو يشبه باقي إمارات الدولة، ويكون صيفها حارا وشتاؤها دافئا. ومعدلات هطول الأمطار فيها قليلة جدا ويكون الطقس مشمس معظم أيام السنة.
مثل باقي الإمارات، يكون الصيف في أبوظبي حار وترتفع معدلات الرطوبة فيها وخاصة في المناطق الساحلية مثل مدينتي أبوظبي والسلع، اما المناطق الداخلية الصحراوية مثل مدينة العين وواحة ليوا فتشهد درجات حرارة أعلى عن الساحل ولكن من دون درجات الرطوبة العالية فتكون لياليها أبرد. أما الشتاء فتتمتع الإمارة بدرجات حرارة دافئه وأحيانا باردة.
أما الرياح فهناك نوعين من الرياح الموسمية التي تهب على أبوظبي، وهما الرياح الشمالية التي تمتاز بجفافها وتلطيف الحرارة ولكن عادتة ما تجلب الأتربة والغبار معها، والثانية تعرف بالرياح الشرقية وهي بالحقيقة جنوبية شرقية وهي قصيرة الأمد ولكن تعرف بشدة الحرارة وذلك لسبب مرورها بصحراء الربع الخالي. أيضا تهب على الإمارة رياح غير موسمية على الغالب ما تكون بين جنوبية أو جنوبية شرقية وغربية أو شمالية وشمالية غربية.