أفاد موقع مكة الاستراتيجي بوصفها محطة للقوافل بين الشمال والجنوب أيام الجاهلية في إمساكها بزمام التجارة بين أطراف شبه الجزيرة العربية وبين الطرفين المتنافسين، أي الفرس والروم، كما أفادت مكة من الأسواق التي أقامتها للتجارة ولاتخاذها منتديات أدبية، وتمتعت مكة بظروف اقتصادية جيدة إلى حد ما من خلال مزاولتها للتجارة الداخلية والخارجية، وتمكن أهلها من تحقيق ثروات كبيرة من هذه التجارة عوضتهم عن فقر البيئة التي تحيط بالمدينة، وقد استطاع تجار مكة إنشاء علاقات تجارية مع كل من الأحباش والمصريين مستفيدين من اقترابها من البحر الأحمر، حيث استخدموا سفناً تجارية تعمل لحسابهم. استخدم أهل مكة في تجارتهم النقود المتداولة في تلك العصور وهي الدينار الدرهم.
يعتمد اقتصاد مكة الحديث بشكل رئيسي على محورين أساسيين هما المواسم الدينية والإنفاق الحكومي، يُشكل موسم الحج والعمرة مصدر دخل أساسي لأهل مكة، وتُعد السلع والخدمات التي توفرها مدينة مكة لزوار المسجد الحرام، بمثابة صادرات غير منظورة، إذ أن أغلب زوار مكة يحرصون على شراء بعض الذكريات أو الهدايا لأحبائهم. أما المحور الآخر في الاقتصاد المكي هو الإنفاق الحكومي. تُقدّر الميزانية السنوية التي تخصصها الحكومة السعودية لأمانة العاصمة المقدسة بحوالي 50 مليون دولار أمريكي، يتم صرفها في الخدمات الأساسية من بنية تحتية، تطوير وتنفيذ المخططات التنموية، بناء المساكن، تشييد الطرق، فضلاً عن العناية بالمسجد الحرام والمشاعر المقدسة وما تتضمنه من توسعات وتجديدات وإصلاحات.
المشاريع الاقتصادية
* مشروع تطوير منطقة الشامية: هو أحد المشاريع المقامة حالياً في حي الشامية، يهدف هذا المشروع إلى تطوير بيئة عمرانية تتناسب مع طبيعة المسجد الحرام، والتكامل مع المخطط الهيكلي لتطوير المنطقة المركزية لمكة، وإعادة هيكلة شبكة الطرق بغرض توسيع ساحات الحرم لاستيعاب أكبر عدد من المصلين وتأمين السلامة العامة للمقيمين والزائرين، وذلك عن طريق فصل حركة المشاة عن حركة السيارات، خروج آمن وسريع لحشود الحجاج من الجهة الشمالية للحرم، والتخفيف من ضغط التطوير العمراني في المنطقة الواقعة على حدود الحرم مباشرة.
* مشروع جبل عمر: يُقام هذا المشروع فوق جبل عمر في الاتجاه الغربي من المسجد الحرام، ويُغطي مساحة تبلغ حوالي 230000 متر مربع، ويحد الموقع شرقا شارع إبراهيم الخليل والذي يلتف شمالا ليصبح أم القرى، ويهدف هذا المشروع إلى تعمير المناطق المطلة على الحرم بمكة، وتملك العقارات المطلة على الحرم وتطويرها وإدارتها واستثمارها وتأجيرها، وتنفيذ كافة الأعمال الهندسية والمعمارية اللازمة للمسح والتشييد والبناء والصيانة والهدم، وتوفير المساحات السكنية والتجارية الملائمة مع ما تتطلبه من مرافق وخدمات.
* مشروع جبل خندمة: هو أحد المشاريع المقامة حالياً في مكة، يمتاز موقع جبل خندمة بقربة من الحرم إذ تقع أرضه بين الدائرين الأول والثاني، ويتمتع بإطلاله على الناحية الغربية للحرم والمسعى، وتبلغ مساحة المشروع الأساسية 125 ألف متر مربع، يطل السفحان الشمالي والغربي من الجبل على الدائري الثاني ومدينة مكة ويطل الجانب الجنوبي منه على أنفاق طريق الملك عبد العزيز وشارع أجياد السد والطريق الدائري الأول.
* توسعة الملك عبد الله للمسجد الحرام: تشمل إضافة ساحات شمالية للحرم بعمق 380 مترا تقريبا وأنفاقاً للمشاة ومحطة للخدمات بمساحة ثلاثمائة ألف متر مسطح تقريبا، وقد تم تكليف مجموعة بن لادن السعودية بتنفيذ أعمال التوسعة، ويتم حالياً إزالة قرابة 1000 عقار لصالح هذا المشروع الهادف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام. المنطقة التي شملتها قرارات الإزالة تأخذ شكلا هلاليا تبدأ من فندق نجد بالغزة مروراً بالقرارة وقلعة فلفل ومدرسة عرفات حتى مركز الهلال الأحمر بحارة الباب، وهذه المنطقة ذات طبيعة جبلية بها فنادق ودور سكنية يصل ارتفاعها بحده الأقصى 20 طابقاً وتلاصق المسجد الحرام، وسيتم تنفيذ مشاريع قطع صخري بهذه المنطقة.
زائر زائر
موضوع: رد: إقتصاد مكة الإثنين 18 أكتوبر 2010 - 7:12
:rabbit:
بلد الحرمين
عدد المساهمات : 64نقاط : 76
موضوع: رد: إقتصاد مكة السبت 17 سبتمبر 2011 - 19:34