سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
في القصص القرآني كثير من العبر والفوائد، ومَنْهَجُ القرآن الكريم في الحديث في القصة، مَنهَج قويم تَرَبى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وربى عليه الصحابة
{ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الأعراف176
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }يوسف111
ونحن في هذا المسجد، نعيش في جو علمي في درس يوم الاثنين ليلة الثلاثاء من كل أسبوع فبين فترة وأخرى ، نخرج من هذا الجو العلمي للحديث عن قصة من القصص.
في هذا المسجد ذكرنا قصص من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن حياة الصحابة،ومن حياة الصالحين،وها نحن الليلة نقف مع علم من أعلام الدعوة إلى الله ،ومِشعل من مشاعل النور،التي تحترق لتضيءَ لغيرها، لقاؤنا مع إمام من أئمة التجديد،وداعٍ من دُعاة التوحيد ، هو كالشمس في ضحاها ، فهل تحتاج الشمس، هل تحتاج الشمس إذا توسطت كبد السماء إلى من يدل عليها؟ أو يشير إليها،ليري للناس ..هذه هي الشمس..لا تحتاج،
ما كلام الأنام في الشمس إلا *** أنها الشمس ليس فيها كلام
هذا الإمام العظيم الذي سنذكر شيئا من حياته في هذه الليلة إن شاء الله .
إمام جليل أثنى عليه من حملة العلم والفكر وأرباب القلم الكثيرون، حتى ألف أحد المؤلفين المعاصرين،وهو الأستاذ - محمود مهدي الإسطنبولي -.
ألف كتاب سماه باسم هذا الإمام "في مرآة الشرق والغرب" فذكر قرابة سبع وستين من علماء الشرق ممن أثنوا على هذا الإمام ، ولا تعجب إذا عَدَّ بعدهم أربعة عشر من الغربيين أثنوا على هذا الإمام وعلى فكره وعلى علمه
هذا الإمام العظيم إمام همام،داع صيته بين الأنام ، وبلغ القاصي والداني ، رحمه الله تعالى إنه الإمام المصلح الديني الكبير، الذي طال ما كتب عنه المؤرخون وأشاد بفضله ودعوته الكثيرون المنصفون، شيخ الإسلام وعلم الأئمة الهداة صاحب النهضة وموقظ الجزيرة العربية من عقل البدع وعبادة الأصنام
-الشيخ محمد بن الشيخ،عبد الوهاب بن الشيخ سليمان بن علي بن محمد بن أحمد التميمي رحمه الله تعالى -
الإمام - محمد بن عبد الوهاب -
ولد الشيخ في بلدة العُيينة من بلدان العارض بنجد سنة خمسة عشرة ومائة وألف للهجرة(1115هـ)
نشأته وحياته:
نشأ هذا الإمام العظيم في أسرة تحمل العلم، فأبوه الإمام - عبد الوهاب -شيخ من شيوخ الدين ،وفقيه من الفقهاء ،وقاضي بلدته ،وجَدُّه الشيخ -سليمان محمد بن عبد الوهاب ابن سليمان - جده سليمان ،كان مفتي الديار النجدية ،إذا بيت علم
إذا تربى الإنسان في بيت علم ،كيف تكون حياته ؟ كيف ينشأ؟
لقد نشأ نشأة علمية ،فتربى على حفظ كتاب الله ،وهكذا التربية،البداية بالقرآن الكريم،كلام الله ،فحفظ القرآن الكريم قبل أن يتم عشر سنين ،قبل أن يكمل عشر سنين من حياته كان قد انتهى من حفظ كلام الله عز وجل ثم بدأ في القراءة على العلماء ،فقرأ على والده ،والده قاضي...ماذا يقرأ عليه؟..قرأ على والده الفقه ،ثم ترقى بعد ذلك في طلب العلوم الشرعية،فلما وصل إلى سن البلوغ قدمه والده ليصلي بالناس إماما، بلغ سن البلوغ فبدأ يرحل في طلب العلم لم يكتفي بالقراءة على والده ،ولا بالدراسة على مشايخه في بلدته ، بل رحل ليطلب العلم،فلما بلغ سن البلوغ رحل إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ،وهناك التقى بالعلماء ثم مر بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم فتلقى العلم على يد علماء المدينة وبقي قرابة شهر في المدينة ثم عاد إلى بلدته فتزوج هناك ثم استأذن والده في أن يسمح له بالذهاب لطلب العلم
ورحل لطلب العلم وهو أي صغير بعد أن بلغ سن البلوغ بقليل، أخذ أهله ورحل لطلب العلم، فنزل مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ،وهناك تتلمذ على يد عالم كبير من علمائها
وهو:الشيخ- محمد حياة السندي- عليه رحمة الله صاحب المؤلفات الشهيرة صاحب الحاشية المعروفة على صحيح القاري
وأيضا كان هناك الشيخ -عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي- من علماء المدينة
فتلقى العلم على يديه،بقي مدة يطلب العلم ثم عاود الرحيل إلى بلده ،ليعود إلى والده ثم مكث عند والده قرابة سنة واستأذن لطلب العلم مرة أخرى فأذن له والده.
المرة الأولى رحل من نجد من القصيم إلى المدينة.
هذه المرة تبعد الرحلة، فرحل إلى البصرة وهناك بدأ يتعلم على يد عالم من كبار علماء البصرة هو الشيخ - محمد المجموعي البصري - عليه رحمة الله وهو من العلماء الأفداد في ذاك الوقت ، كان يتعلم على يد الشيخ وحاله كما ذكر أخوه، أخو الشيخ - محمد بن عبد الوهاب - أخوه سليمان . سليمان ينقل عن الإمام محمد وهو صغير. يقول : كان يتلقى العلم على يد والده ومع ذلك فقد كان عقله سباق ،سريع الحفظ سريع الفكر حتى إن والده اعترف له بالفضل وهو صغير وأنه استفاد منه وهو صغير، فلما كان بالبصرة يتعلم على يد الشيخ - محمد المجموعي البصري- كان الشيخ
- محمد ابن عبد الوهاب -
يتتلمذ ويدعو إلى الله: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ... }يوسف108
فالدعوة إلى الله تكون على بصيرة وعلى علم وعلى نور من الله عز وجل ويبدأ الإنسان بما بدأ به الأنبياء إفراد الله بالعبادة، توحيد الله.
فكان الشيخ - محمد بن عبد الوهاب -
وهو تلميذ في البصرة يدعو إلى عبادة الله وحده يدعو إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة.
فانتشر خبره وداع صيته،فأحبه شيخه وقربه منه، لكن هناك مُغرضون لا يحبون هذا ولا سيما في وقت كانت القبور منتشرة التي تُعبد من دون الله وتُزار ولها أرباب وسدنة، لها من يستفيد من الأموال لتي تصرف في النذور وتُدفع عندها،لها أرباب يستفيدون منها.
أهؤلاء يحبون دعوة التوحيد ؟ لا..
فماذا فعلوا؟...وَشَوْا به...وشَوْا به...إلى ملإ البصرة وإلى أعيان البصرة
وقالوا : انظروا هذا الغلام الصغير الذي يطلب العلم ،هذا الشاب الصغير الذي يطلب العلم....
هذا خطر عليكم ...لأنه يدعو إلى توحيد الله ...ويقول هذه القبور ما تصلح...انظروا ...
القبور التي نشأنا عليها ،هم يقولون هذا،القبور التي نشأنا علها ،هذا يدعو لإبطالها .
انتشر الكلام أخرجوه،تآمروا عليه وطردوه .
انظر بارك الله فيك إلى هذا الموقف وإلى هذا المشهد، طُرد من البصرة .
لا لذنب إلا لأنه دعا لإفراد الله ،وأن العبادة كلها لله .
خرج في يوم صائف، شديد الحر ...يوم حر شديد،من أيام الصيف ،خرج طريدا
يمشي على قدميه ...في شدة الحر. وإذا اشتد الحر والإنسان يعني لم يتهيأ للسفر.
ما عنده ماء يشرب ما عنده طعام،ولاسيما الماء.
ولكن اسمح لي أقطع عليك هذا المشهد بوعد الله عز وجل:
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ }يونس103
بينما هو يمشي في شدة الحر، انتصف الطريق، مطرود من البصرة يمشي بين البصرة والزبير،انتصف الطريق،في صحراء جرداء، اشتد العطش،كاد الإمام أن يهلك،فقيض الله رجل يقال له أبا حُميدان من سكان الزبير، كان يمشي راكب على حمار ،فرأى الشيخ كاد يموت من شدة العطش فسقاه ماء وحمله على الحمار إلى بلدة الزبير.
بقي هناك في بلدة الزبير فترة يريد أن يرحل، القلب متعلق بالعلم ،يريد أن يرحل لطلب العلم في بلاد الشام لكن ما عنده مال، فقير...
قصرت به النفقة فعاد إلى بلده ،رجع مرة أخرى إلى بلده.
ابتلاه الله عز وجل بوفاة والده سنة ألف ومائة وثلاثة وخمسين للهجرة(1153هـ)
كان والده يشجعه ويعينه،أصبح الآن هو بمفرده .
فلما توفي والده،نشط في الدعوة إلى الله ،وقام بمفرده يدعو إلى الله،فداع صيته،وانتشر خبره،
وانتشرت دعوته،وألف كتابه الشهير كتاب التوحيد،وقرئ عليه في بلدته حُريملاء
ثم انتقل منها إلى بلدة العُيينة، وهناك انتشرت دعوة التوحيد.
وأيد الله الحق بالأمير الشيخ عثمان، فناصره وآزره ،وخرجوا إلى القبور التي كانت تُعبد وهذا كان حال الجزيرة العربية في القديم قبل دعوة الشيخ كان هناك قبور وأضرحة منها قبة زيد ابن الخطاب أخو عمر ابن الخطاب ، كانوا يأتون ويتبركون بها ،ويدعون من دون الله عز وجل،فلما كان الشيخ - محمد ابن عبد الوهاب -...ألف كتاب التوحيد ،وانتشرت دعوة التوحيد،وإفراد الله بالعبادة
خرج أمير البلدة،مع الشيخ إلى تلك القباب والأضرحة
فهدمت،هُدمت القباب والأضرحة،تم انتشرت دعوة التوحيد
آمن الناس... أقبلوا على تلك الدعوة
أقول:أمِنَ الناس ..أمِن الناس وأقبلوا على دعوة التوحيد، وانتشر الخبر فأصبح المغرضون في البلاد المجاورة ، يقولون انظروا إلى هذا الرجل جمع الناس حوله،
الناس الآن قبلوا دعوته،بعد ذلك لو أراد يصل إليكم لوصل إليكم .
وَشَوْا به عند من هو أكبر من الأمير فأرسل إلى الأمير : إن هذا الرجل الذي عندك إذا أبقيته عندك سنقطع عنك العطاء،سنقطع عنك المال،ولاسيما أنه قد حصل موقف، أن امرأة جاءت وقد اعترفت بالزنى،والشيخ لقنها لعلها غافلة لعلها ما تدري،كما هي السنة حتى أقرت واعترفت،فأمر الشيخ بها فرجمت،فشاع الخبر وقالوا انظروا الناس الآن يضحون بأرواحهم من أجله
والحقيقة أنهم يضحون بأرواحهم لله
فأرسل إلى الأمير إلا لم تطرد هذا الرجل أقطع عنك المال ،فالرجل كانت نفسه ضعيفة ...
طرده...ووكل به فارس حتى إذا أراد الرجوع يهدده بالسيف.
فخرج الإمام - محمد بن عبد الوهاب - من العُيينة طريدا إلى الدرعية.
ولكن...الله أكبر...هنا تأتي النصرة
يوم ينتقل إلى الدرعية وهناك الأمير- محمد بن سعود - رحمه الله تعالى .
فينزل الشيخ - محمد بن عبد الوهاب - في الدرعية...
في مدينة الدرعية عند أحد أصحابه وأصدقائه.
زوجة الأمير محمد بن سعود ،امرأة صالحة قالت لزوجها...
وانظروا ...انظروا إلى فضل الزوجة الصالحة على زوجها تقود إلى الخير...
قالت زوجة الأمير للأمير : سمعت بهذا العالم الذي أتى إلى بلدتك الليلة؟
قال نعم .
قالت :لقد انتشر خبره وانتشرت دعوته وهو يدعو إلى توحيد الله ، فهلا أكرمناه ...بمعنى الكلام
فقال :نعم ، غدا يأتيني ويزورني.
قالت : لا ...
انظر إلى المرأة الصالحة
قالت : لا...العالم يؤتى إليه ، أنت اذهب إليه...لا تنتظر أنه يأتي إليك...
المرأة الصالحة قادت زوجها كي يذهب إلى العالم .
فذهب الأمير إلى الشيخ - محمد بن عبد الوهاب - والتقى به .
الشيخ - محمد بن عبد الوهاب - يشرح
يقول : أنا أدعو إلى توحيد الله إفراد الله عز وجل بالعبادة،
وألا يعبد غير الله ،وألا تعبد القبور والأضرحة إنما العبادة لله .
قال الأمير محمد بن سعود رحمه الله تعالى:هذه دعوة طيبة ،نحن معك نؤيدك، أبسط يدك...
مد اليد من أجل المعاهدة.
قال الأمير:ولكن لي يعني شرطين :
الشرط الأول:أخاف أن الله إذا نصرك وأيدك ترحل عنا(أرأيت الله أكبر)..يوم يكون الرجل يحب العلماء.. ويخشى على فقد العلماء..انظر كيف ينصره الله عز وجل،
فقال الإمام - محمد بن عبد الوهاب - وهو يطمئنه: أما هذه فلك.
أنه لا يرحل عنه حتى وإن انتشرت الدعوة ،وانتشر الأمر ،فالبقاء عندهم في خُريبلاء
ويد الإمام محمد بن عبد الوهاب في يد الأمير محمد بن سعود يد واحدة.
وأما الشرط الثاني: فإن الأمير محمد ابن سعود كان يفرض على أصحاب الحدائق والمزارع شيء من العطاء يؤدوه له عند الحصاد ،فقال: أخاف أن هذا المال يُمنحه.
فقال الشيخ :وأما الثانية فلعل الله يفتح عليك من الخيرات فاقتنع الأمي.
وبُسطت الأيدي وتمت المعاهدة بين الأمير محمد بن سعود وبين الإمام- محمد بن عبد الوهاب -
وعليه قامت الدعوة وانتشرت
شمر الأمير محمد بن سعود عن ساعد الجد والعمل من أجل نشر دعوة التوحيد وقام في مؤازرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب يؤازره ويناصره ويقف معه والشيخ محمد بن عبد الوهاب
يدعو ويعلم الناس حتى انتشرت الدعوة وأقبل الناس من كل فج
سلطان العلم مع سلطان الحكم تعانقا
فأقبل الناس على هذه الدعوة حتى توفي الأمير محمد بن سعود عليه رحمة الله سنة – ألف ومائة وتسع وسبعين من الهجرة 1179هـ
فقام أبناءه من بعده بمؤازرة الدعوة وفتح الله سبحانه وتعالى الفُتوح وانتشر العلم وانتشرت دعوة الشيخ- محمد بن عبد الوهاب - عليه رحمة الله حتى توفاه الله سبحانه وتعالى.
توفى الله المصلح الكبير العظيم سنة ألف ومائتين وستة للهجرة 1206هـ
عن إحدى وتسعين عام، قضاها في الدعوة إلى الله ونشر العلم
والدعوة إلى توحيد الله عز وجل وإفرادُه بالعبادة
فإلى الله في كشف الشدائد نفزع *** وليس إلى غير المهيمن مفزع
هذه كانت مطلع قصيدة للشيخ –حسين ابن غانم لإحسائي-
أنشدها يرثي وفاة الشيخ - محمد بن عبد الوهاب -
إلى الله في كشف الشدائد نفــــزع *** وليس إلى غير المهيمن مفــــزع
لقد كسفت شمس المعارف والهدى *** فسالت دماء في الخُدود وأدمُــــع
إمام أصيب الناس طَرًّا بفقــــــــده *** وطاف بهم خطب من أبْيَنَ مُوجع
وأظلم أرجاء البلاد بموتــــــــــــه *** وحل بهم كرب من الحزن مفظـع
وكذلك الشيخ الصنعاني وهو الإمام الفقيه لمعروف ألف قصيدة قال:
سلامي على نجد ومن حل في نجد *** وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
إلى أن قال
محمد الهادي لسنة أحمــــــــد *** فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي
والإمام العلامة الشوكاني رثاه بقصيدة آخذ منها بيتا قال:
مصابٌ دهى قلبي فأذكى غلائلي ***وأصمى بسهم الافتجـاع مقاتلي
في نهاية الحديث عن الشيخ- محمد بن عبد الوهاب - أنبه على أمر:
الأمر الأول :التراث العلمي الكبير الضخم ،وما كتاب التوحيد الذي شرحناه في هذا المسجد إلا جزء من تراث هذا الإمام العظيم ،وله مؤلفات كثيرة : مثل:
كتاب-كشف الشبهات
وكتاب مفيد المستفيد في حكم تارك التوحيد
وكتاب مجموع الحديث رتبه على أبواب الفقه
وكتاب الكبائر
وغيرها من الكتب العلمية الكثيرة لهذا الإمام،فهو تراث علمي جدير بالإهتمام
الشيء الثاني: وهو مهم كثير من الناس الذين يجهلون دعوة الشيخ ما يعرفونه فربما سمعوا ذمَّهُ فذمُّوه لجهلهم بالشيخ وجهلهم بدعوته، ومنهم مغرضون لهم أهداف مُغرِضة.
لكني أتحدث عن هؤلاء الذين يجهلون الشيخ وما يعرفون دعوته.
حدث العلماء عن طالب هندي من الهند كان يدرس العلم في بلاد التوحيد في الجزيرة العربية على يد العلماء فسمع عن الشيخ - محمد بن عبد الوهاب - عليه رحمة الله.
قرأ كتبه وتعلم على علمه وجد علم التوحيد وإفراد الله بالعبادة ،أعجب بهذا العلم وانتقل إلى بلده الهند، وجد الشيخ في الهند يُدرس ويُعلم فقال له يا شيخ: الإمام- محمد بن عبد الوهاب - يقول: قال الشيخ: لا ...لا تقل...هذا الكافر لا تذكره ...فقال التلميذ : يا شيخ أنت ما قرأت عنه ...قال :هذا الرجل كافر لا تذكره ...فالطالب كان ذكي ...وهذه القصة ذكرها كثير من أهل العلم وهي صحيحة ...جاء الطالب إلى كتاب من كتب الشيخ - محمد بن عبد الوهاب - وخلع الغلاف ...الغلاف مكتوب عليه اسم الكتاب واسم المؤلف ...خلع الغلاف وأصبح الكتاب بدون غلاف...وقال يا شيخ عندي كتاب غير موجود عليه اسمه ولا اسم المؤلف ممكن تقرأه حتى تصحح لي إذا كان شيء خطأ في الكتاب؟ قال :نعم
أخذ الكتاب قرأه ، أي بعد فترة لما قرأ الكتاب ،قال للطالب : تعال ،هذا الكتاب ليس فيه خطأ كتاب عظيم ، يدعو إلى التوحيد ...كلام الله...كلام النبي صلى الله عليه وسلم .
فالطالب فاجأ الشيخ، قال : هذا الكتاب هو كتاب - محمد بن عبد الوهاب -
قال الشيخ: أستغفر الله وأنا كنت أسبه ، وأنا كنت أتهمه،
والآن لما قرأه أصبح الشيخ يحبه ويجلس كلما ذكر يدعو له ويذكره بالخير ويدعو له .
نعم هذه ثمرة العلم، إذا كان الإنسان جاهل فإنه عدو ما يجهل، وإذا تعلم زالت هذه الغشاوة.
فلا تحكم بأول ما تــــــــراهُ *** فأول طالع الفجر كــــذوب
ولا تمدحن أمرا حتى تجربه *** ولا تذمنه من غير تجريب
اللهم ارحم الإمام - محمد بن عبد الوهاب - رحمة واسعة وجميع علماء المسلمين ، الهم نور على أهل العلم من المسلمين أهل العلم الميتين اللهم نور عليهم في قبورهم ،اللهم اجعلها رياضا من رياض الجنة، اللهم أنِر عليهم في قبورهم، اللهم وارحم جميع موتى المسلمين
اللهم لا تفرق جمعنا إلا بذنب مغفور ،وعيب مستور، وعمل متقبل مبرور، اللهم اجعله اجتماعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تجعل فينا ولا معنا شقيا ولا محروما برحمتك يا أرحم الرحمين
اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد