حملة أوطانى الحرة للنهوض بالعملية التعليمية فى المجتمعات العربية

حملة أوطانى الحرة للنهوض بالعملية التعليمية فى المجتمعات العربية

كيف يُمكن أن يُسهم التعليم فى تنمية المجتمع العربى فى غيبة مؤسسات قادرة على بناء الإنسان؟
ودون تهيئة مناخ مناسب لتحقيق هذه الغاية؟
ذلك أنه باستعراض مستوى المعلمين والدارسين لدينا، فإننا سنُصاب بالإحباط واليأس بسبب تدنى مستوياتهم الفكرية وقدراتهم الذهنية وأوضاعهم الثقافية.

إن معلومات معظم خريجى الجامعات والمعاهد فى كثير من ميادين العلم والمعرفة التاريخية والجغرافية والعلمية متواضعة للغاية، إنهم لا يعرفون شيئاً عن الخلايا الجذعية والجينات البشرية، والمواقع التاريخية، والقارات التى تضم دولاً إسلامية كالصومال وموريتانيا وألبانيا، والقائد الذى حرر القدس من الإحتلال الصليبى صاحب معركة حطين، إن معظمهم يجهل هذه المعلومات، فى حين أنهم يعرفون المطربين ونجوم كرة القدم حق المعرفة.

والسؤال الذى يفرض نفسه هنا هو، لماذا تخلف أحفاد الخوارزمى وجابر بن حيان وابن بطوطة والحسن بن الهيثم فى ميادين الثقافة والمعرفة والبحث العلمى؟
وما الذى أصاب العقول العربية؟ لماذا تجمدت هذه العقول أمام ثورة العلوم والتكنولوجيا؟ ولماذا نستورد طعامنا ولباسنا؟
ونعتمد على المنتج الأجنبى فى حين أننا نملك الثروات الهائلة والأراضى الواسعة، والأنهار التى تتدفق عبر أراضينا، والينابيع التى أنعم الله بها علينا، والثروة البشرية الهائلة التى تجاوزت 250 مليون نسمة، هذا فى الوقت الذى نرى فيه إسرائيل تُصدر الفواكه والخضروات والإلكترونيات كما تمتلك المفاعلات النووية، ومساحتها لا تصل إلى ربع مساحة السودان أو الجزائر أو ليبيا.

لقد أصبح التعليم فى كثير من المؤسسات المنوطة به تجارة رائجة تقوم على الابتزاز والسلب والنهب، فما الذى ننتظره من معلم جاهل أو مناهج متخلفة أو كتاب مدرسى أو جامعى يقوم بتسطيح المعارف والأفكار، أو يتم فرضه على الطالب، فيحصره فى مساحة ضيقة من المعلومات المتواضعة التى تقتل فيه ملكة الإبتكار والإبداع بدلاً من أن تفتح أمامه آفاق الحياة المعاصرة فى مختلف الميادين! إنه لا يحب الإتصال برواد الفكر والمعرفة وقادة الرأى، وهكذا نرى أن التعليم أصبح يقوم على الحشو والحفظ وإختزان المعلومات النمطية، وقد أصبح نظام الإمتحانات يصيب الدارس بالرعب كلما اقترب موعده كأنه سيف مسلط على الرقاب.

هذا فى الوقت الذى تؤكد فيه الأبحاث العلمية أن المعارف التى يتم غرسها فى عقول التلاميذ تختلط بدمائهم وتُصبح جزءاً من مكونات شخصيتهم ويصعب إنتزاعها منهم، ومن ثم فإنه لا يمكن إذن أن ننهض بالعملية التعليمية فى ظل قيادات جاهلة أو معلمين فقدوا الضمير الإنسانى والإنتماء الوطنى والملكة التدريسية.

الجنس : عدد المساهمات : 401 نقاط : 896

ماذا يفعل التعليم السليم فى المجتمعات ؟

تشير الدراسات العلمية إلى أن التعليم هو قاطرة التنمية، وهو الطريق الأمثل لصياغة حاضر العرب ومستقبلهم فى المجالات الإجتماعية والثقافية والإقتصادية شتى، وهو عماد النهضة والتقدم، والدعامة الأساسية لبناء الفرد وبناء الأمة، فهو الذى يأخذ على عاتقه تأهيل الكوادر البشرية القادرة على مواكبة متغيرات العلوم، والتعامل مع المتغيرات المتلاحقة التى ترد العالم، كوادر تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتمتلك مهارات التعامل مع مجتمع وإقتصاد المعرفة، وقادرة على التفكير العلمى الخلاق مع الحفاظ على الهوية الفكرية والثوابت الدينية والثقافية.

وتؤكد كل الدلائل والبراهين أن قوة الدول تتحقق من خلال المنظومة التعليمية السليمة، التى تفرز الباحثين الأكفاء فى مختلف المجالات، وتتوافق مع غيرها من المنظومات لكى تشكل حلقات متكاملة ذات إرتباط وثيق بعضها ببعض، ذلك أن البحث العلمى هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق الرفاهية، وهذا يتطلب مواجهة مشاكل ضعف الكوادر البحثية، وإعادة النظر فى الموارد المخصصة للبحث العلمى، والإهتمام بالتدريب والتنمية البشرية، والمتابعة المستمرة للتطورات العلمية والتكنولوجية التى تسود العالم اليوم بهدف توفير وتحديث البيانات اللازمة فى مختلف المجالات، وتخفيض الفاقد فى مختلف منظمات المجتمع وعدم الخلط بين العلوم التطبيقية والطبية والإجتماعية والهندسية والزراعية وغيرها.

ومن سبل علاج مشكلة التعليم

وضع استراتيجية جديدة لربط التعليم باحتياجات سوق العمل وجعله حقاً لكل مواطن وإصلاح حال المعلم والتصدى لمشكلة الدروس الخصوصية.

التعليم والاستثمار فى العقول

يأتى التعليم فى مقدمة مفردات الاستثمار فى العقول ولهذا خصصت دول العالم ميزانيات هائلة للتعليم وقد تغيرت النظرة إلى طبيعة الإنفاق التعليمى وأصبح ينظر إليه على أنه استثمار ذو عائد اقتصادى مجز وليس مجرد خدمة تقدمها الحكومات لشعوبها. والإنفاق على التعليم استثمار فى الأفراد ويحكم هذا الإنفاق الظروف الاقتصادية للدول لأن التعليم يحدد مستقبل الأجيال ويحدد موقع الدولة على الرابطة الدولية لذا يجب أن يأخذ التعليم موقع الصدارة فى أولويات الدول فإن الخسارة لا تكون على جيل واحد وإنما تصيب أجيالاً متعاقبة وذلك بسبب الآثار التراكمية للعملية التعليمية .. والاحتياجات الاستثمارية فى القطاعات الأخرى المختلفة يمكن أن تنتظر أما التعليم الذى يمثل استثماراً فى رأس المال البشرى فلا ينتظر أبداً.

الاستثمار المطلوب إذن هو الاستثمار فى العلم باعتباره ثقافة الحاضر والمستقبل والاستثمار فى الثقافة باعتبارها علم المستقبل الشامل وهو الاستثمار الذى يتطلب توفير التعليم الأساسى الشامل للجميع والذى ينبغى أن يمتد إلى نهاية المرحلة الثانوية كما يتطلب توفير فرص التعليم مدى الحياة.

وتأسيساً على ذلك فإن الإهتمام بالتعليم والبحث العلمى يجب أن يتم بجدية وحزم وأن يتم تنظيمه بصورة دقيقة حتى يتم تكوين الشخصية العربية المعطاءة وتدريبها على المناقشة والحوار وجدية الرأى والإهتمام بها بما يضمن تكوين أجيال جديدة صحيحة الأجسام وصحيحة العقول ويأتى المعلم على رأس العوامل التى تحقق هذه الأغراض، لأن التعليم لا يمكن أن يستقيم فى غيبة معلم كفء وقادر على العطاء لاسيما فى مراحل التعليم الأولية، والدولة التى تريد أن تنشئ جيلاً صالحاً لا بد أن تفكر فى المعلمين الذين ينشئون هذه الأجيال أولاً وقبل كل شئ، ومن ثم فإننا فى حاجة إلى وقفة أمينة مع النفس لنتدارس أسباب تراجع التعليم والبحث العلمى فى عالمنا العربى والإسلامى عن مواكبة التطورات المتسارعة فى عالم اليوم.

الجنس : عدد المساهمات : 401 نقاط : 896

وما العيب فى التعليم الموجود حاليا ؟

قناص الحب كتب:: وما العيب فى التعليم الموجود حاليا ؟

أنه يعتمد على أسلوب الحفظ والتلقين الذى يصبّ الطالب فى قوالب جامدة وأساليب عتيقة تجاوزها الزمن فى حين أن الأصل فى التعليم هو تهيئة الطالب للعمل القيادى من خلال مناهج دراسية تمكنه من مواجهة الحياة بكل أبعادها وتمكنه من تناول قضايا المجتمع بالأسلوب العلمى وتأسيساً على ذلك فإن المنظومة التعليمية فى الوطن العربى حاجة إلى تغيير وثورة شاملة فى جميع عناصر هذه المنظومة (المعلم والكتاب والمنهج والطالب والخطط والسياسات ونظام الإمتحانات والمعامل والمكتبات والنشاط المدرسى والأبنية التعليمية) ومن عيوب التعليم أيضاً تقليد أنظمة تعليمية أجنبية ونقلها دون تدبر أو تبصر ودون النظر إلى مرجعية المجتمع الذى يعيش فيه الدارسون والعوامل السياسية والإجتماعية التى تحكم شكل الحياة لديهم. وكما ذكرتُ فإن المنظومة التعليمية فى الوطن العربية فى حاجة إلى تغيير وثورة شاملة فى جميع عناصر هذه المنظومة فكلها بمنزلة نسيج واحد يجب أن تتناغم وتتكامل مثل أعضاء الفرقة الموسيقية التى تعزف نغماً متناسقا.

وهذا يعنى أنه لابد من إعادة النظر فى نظام تعليمى فى العالم العربى يقدم نماذج رائدة من خلال تهيئة المناخ المناسب لذلك، وتوفير كوادر مرتفعة الجودة، وإعداد دارسين قادرين على المشاركة الفاعلة فى مجتمع تسوده الحرية والديموقراطية والعدل الإجتماعى، وهنا يأتى تدريب المعلمين وتأهيلهم وتحديث قدراتهم فى مقدمة أولويات النهوض بالعملية التعليمية لإثراء البحث العلمى ودفع عجلة الحياة للأمام إنطلاقاً من أن التعليم هو المحضن الذى تنمو فيه الملكات الشابة، لأن المتعلمين هم قادة الغد الذين يقع عليهم عبء النهوض بالمجتمع العربى وتغيير أنماط الحياة فيه وإجراء البحوث العلمية التى تتناول قضايا الأمة ومشاكل الجماهير وتعمل على حلها، ذلك أن البحوث العلمية هى بمثابة مصابيح يهتدى بها صناع القرار فى مختلف مواقع العلم والإنتاج لإعداد الخطط ورسم البرامج وسن القوانين وإتخاذ القرارات، ولن يتحقق ذلك إلا إذا انتقلنا بالعملية التعليمية من مرحلة التلقين إلى مرحلة الإبداع والإبتكار وتحقيق الإفادة من المستجدات العصرية والثورة التقنية، وإيجاد بيئة صالحة للإبتكار تجذب الموهوبين والمبدعين، لا بيئة طاردة للنوابغ والمتفوقين.

» حملة أوطانى الحرة للقضاء على الفساد الأخلاقى فى المجتمعات العربية
» حملة أوطانى الحرة ضد المواقع الإباحية
» لعبة لأعضاء أوطانى الحرة
» حملة أوطانى الحرة لدفع عجلة الإنتاج المصرية والعربية
» ضوابط المشاركة فى قسم حملات أوطانى الحرة