الرمثامدينة الرمثا مدينة غالية، قطعة من أرض حوران طيبة العروق، تشربت عبق الإيمان والعراقة والمجد... فأشرقت بنور المحبة والقوة والمنعة... إنها مدينة الرمثا الشامخة بحب العرب، حين تتجول في شوارعها وميادينها اليوم، تصافحك عيون تنظر إلى السماء... سكانها ممتلئون رضاً... تسكنهم النخوة العربية. والقوة والشهامة، يرتديهم الكرم العربي الأصيل، يعتزون بعروبتهم ووطنهم ويقدسون الشجاعة ويتغنون بأفراحهم وهم يلوحون بالسيوف والمبارزة، بالماضي والحاضر لتاريخهم وأمجادهم وببطولاتهم الرمثا هي مدينة أردنية حدودية مع الجمهورية العربية السورية تقع في شمال الأردن، وتقع في سهل حوران الخصب في محافظة إربد،في الشمال بالقرب من سوريا. تبلغ مساحتها 458 كم2، وعدد سكانها يزيد عن 120,000 نسمة. تعد مدينة تاريخية إذ تغنى بها الرومان حيث كانت مخزنا للحبوب وقد أطلقوا عليها اسم مدينة راماثا.
التسميةالرمثا في معجم الوسيط. الرّجل الخلق الثّياب، والضعف المتن، وهو أيضاّ نبات بري من الحمّض كثير في بادية الشام. والرَمَثه أيضاً بقية اللبن في الضّرع بعد الحلب. وفي " القاموس المحيط " أن الرّمث أرض ينبت فيها الرّمث، وهو شوك مرعى للإبل، رمثت الإبل أكلَت الرّمث فاشتكت بطونها، فهو رمث.
وعرفت في العهد اليوناني باسم " ارثما " أو " راماثا " ومنه عرف اسمها الحالي. وذكر ياقوت الحموي في " معجم البلدان " بأن الرّمث بكسر أوله وسكون ثانية وآخره مثلثه تعني مرعى من مراعى الإبل وهو من الحمّض....
وهو اسم وادٍ بني أسد، وقال دريد بن الصمة....
لولا جنون الليل أدرك ركْبنا بذي الرّمث والأرض عياض بن ناسب
فلهذا نلاحظ أن منطقة رعوية ينبت فيها شوك الرّمثا، وكانت مرعى للإبل منذ القدم، ونسبة لهذا الشوك جاءت التسمية. وأشار الأستاذ مصطفى مراد الدباغ، في كتابه "بلادنا فلسطين" إلا أن الرّمثا كلمة سريانية بمعنى العلو والارتفاع، وهي مشتقة من بركة أو صهاريج آبار لجمع ماء الشتاء، وتقع على خط المواصلات بين جنوب شبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر ومدن الشام منذ أقدم العصور، وهي أيضاً محطة من محطات الحج المعروفة منذ القدم.
الموقع والمناختقع منطقة الرمثا في الناحية الشمالية من الأردن، وذلك في الجزء الشمالي الشرقي من محافظة "إربد". وتبدأ المنطقة بشكل ضيق من الشمال ثم تأخذ بالاتساع التدريجي من الوسط إلى الأجزاء الجنوبية، وتنحصر بين خطّي الطّول 75 35 - 10 36 درجة وبين خطّي العرض 25 32 - 45 32 درجة. وتتميز أراضي المنطقة بالطابع السهلي، وتخلو من أثر الحركات الباطنية، وتتميز بوقوعها بين الأراضي الرطبة وشبه الجافة.
وتتوافر الأودية الواسعة التي تجري فيها مياه الأمطار شتاء كوادي الشومر والشلالة، ولو أقيمت السدود على هذه الأودية لعمّت الفائدة وزادت الرقعة الزراعية في اللواء... والتي تبلغ حوالي 250 ألف دونم لم يستغل منها إلا القليل القليل بسبب شح الموارد المائية، وعدم السّماح لأصحاب الأراضي بحفر الآبار الجوفية، المتوافرة بالمنطقة بكثرة...
ومناخها امتداد لمناخ البحر الأبيض المتوسط، ويبلغ متوسط الأمطار السنوي في مدينة الرمثا 264.3 ملم في حين يزيد على 400 ملم في شمال لواء الرمثا، أما عن معدّل الأمطار في لواء الرمثا، فهي محصورة بين 200-450 ملم سنويا.
و يتمتع لواء الرمثا بنوعين أساسيين من التربة لا ثالث لهما، وهما : تربة البحر الأبيض المتوسط الحمراء، وتربة البحر الأبيض المتوسط الحمراء الناضجة.
أما عن الارتفاع عن سطح البحر، فلواء الرمثا يتمتع بطبيعة سهلية، حيث تقع أغلب أراضيه بين ارتفاع 400-600 م عن سطح البحر، لكن هناك نقاط منخفضة جدا، فأخفض منطقة في اللواء ترتفع 60 م فقط عن سطح البحر، وهي منطقة سد الوحدة، أما أعلى منطقة في اللواء فترتفع 720 م عن سطح البحر وهي منطقة شرق البويضة !
وتبلغ مساحة المنطقة حوالي 458 كم2، غير مستغلة كلها، وهي موزعة على المناطق التابعة للواء، ويقدر عدد سكانها حسب تعداد عام 1979 بحدود (47) ألف نسمة، ولكنه الآن يزيد عن 120 ألف نسمة، ويتوزع السكان على ستة تجمعات، فيها ثلاث مجالس بلدية هي الرمثا، الطّرة، الشجرة، وثلاث مجالس قروية. وتتألف منطقة الرمثا من وحدتين تنمويتين هما بلدية الرمثا أولاً، وبلدية سهل حوران ثانياً.
وموقع الرمثا في أقصى شمال المملكة حيث تتجمل بالقصور والأرض السهلة وتمتاز بمناظر خلابة عند شروق الشمس وغروبها. وهي مركز تجاري هام. معظم أهلها يعملون بالتجارة والزراعة. يوجد بها عدة نوادي رياضبة وأهمها على الساحة الرياضية نادي الرمثا الرياضي الذي يعد جمهوره من أكبر القواعد الجماهيرية في الأردن و نادي اتحاد الرمثا، نادي الطرة الرياضي.
الرمثا في التاريخلا بدّ أن منطقة الرّمثا مرّت بحضارات إنسانية، مثلها مثل باقي المناطق المحيطة بها، وهذا بحكم موقعها الجغرافي، وتنافس الحضارات على إخضاعها والسيطرة عليها.... فهناك الكنعانيون والعموريون من أوائل الشعوب التي سكنت بلاد الشام.... وخضعت المنطقة للامبراطورية المصرية في عهد (امنحتب) الثالث (1642-1633ق.م) وبعد ذلك جاءت الحضارة الآرامية وسيطرت على المنطقة لفترة من الزمن، ومن ثم جاء الأشوريون وأخضعوا البلاد لهم، واستمر الحكم الأشوري لهذه البلاد حتى عام 612ق.م حيث ورث البابليون أملاك الأشوريين. وانهارات الامبراطورية البابلية أمام الغزو الفارسي وانتقلت أملاك المنطقة للامبراطورية الفارسية، وانتصر القائد اليوناني الاسكندر المقدوني على ملك الفرس... بعد ذلك... استطاع بطليموس الأول ملك مصر ضم فلسطين وشرقي الأردن إلى مملكته المصرية... وكان للإغريق الطابع الحضاري المميز في المنطقة، وانفتحت المنطقة على الحضارة الإغرايقية اليونانية، فازدهرت تجارتها وانتعشت مُدنها... وقام اليونانيون بإنشاء عدد آخر من المدن والطرق التجارية. وبعد ذلك اجتاحت المنطقة الجيوش الرومانية عام 64ق.م، وقاموا بإنشاء المدن الرومانية ومنها حلف الديكابوليس (المدن العشر) واهتموا بفتح الطرق للأغراض الحربية والتجارية. ومن ثم جاءت الحضارات الإسلامية، ومرّت الرمثا بفترات نمو وازدهار عبر هذه المراحل التاريخية، ويدل على ذلك الآثار القديمة المنتشرة هنا وهناك. والتي تبين أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ فترات طويلة من الزمن، ولم تكن الرمثا آنذاك سوى خربة تحتوي عدداً من الكهوف والمغارات الطبيعية منها والمنحوتة، ويتخلل الخربة واد يسمى وادي السفيد، وكان يتردّد على خربة الرمثا في تلك الفترة قبائل من البدو طلباً للكلأ والماء، فيحطون رحالهم في أوائل الربيع ليرحلوا عنها في أوائل الخريف... وعبرت الجيوش الإسلامية سهول الرمثا وحوران لتحتل دمشق عام 14هـ/635م، وكانت المنطقة أيام بصرى الشّام الطريق الرئيسي الذي تنتقل عبره القوافل التجارية إلى مدينة البتراء... وعندما خرج العرب من الجزيرة العربية يحملون رسالة الإسلام دارت في هذه المنطقة على الطرف الشمالي الغربي بهذا اللواء أرض معركة اليرموك سنة 15هـ/635م. وشرع الخليفة بتأسيس حكومة في بلاد الشام وقسمت البلاد إلى خمسة أجناد ومن ضمنها جند الأردن، الذي كان يضم مدينة صور وعكا وبيسان وإربد ودرعا، وعاصمته طبريا... والرمثا كانت تابعة لمدينة إربد التابعة لطبريا... وكانت للمنطقة أهمية اقتصادية كبرى... حيث كانت هذه المنطقة طريقاً رئيسياً لقوافل الحج التي تقلع من دمشق إلى الحجاز... وللواء أهمية تجارية في تأمين الاتصال التجاري وتنقل الحجاج بين الشام والحجاز.... وحيث كانت هناك الأسواق التجارية الكبيرة التي يرتادها تجّار العرب بعد أسواق الحجاز. وتعاقبت على المنطقة الحضارات الإسلامية من بعد الخلفاء الراشدين، فهناك الأمويون والعباسيون، والفاطميون والسلاجقة والمماليك والأيوبيون... وتعرضت المنطقة للحملات الصليبة (1079م - 1291 م)، وبنى الصليبيون أول حصن في شرقي الأردن عام 1110م يدعى (قلعة الحابس) الواقع شمال غرب الشجرة، لتأمين واردات أرض حوران وشرقي الأردن. وازدهرت الرمثا تجارياً، وبخاصة في موسم الحج، فهي أحدى تلك المحطّات التجارية القادمة من الشام إلى الحجاز... إضافة إلى قربها من مدينتي إربد ودرعا... ومدينة إربد إحدى محطّات القوافل الرئيسية للتجارة المتحركة ما بين دمشق والقاهرة... وغالباً ما كانت تمرّ تلك القافلة في الرمثا... إضافة إلى أن التجار المتحركين ما بين مناطق دمشق وحوران وعجلون وفلسطين كانوا يمرون بالرمثا. وقد وصفها صاحب " تحفة الأدباء وسلوة الغرباء " بأنها قرية عامرة " بها بيوت منقورة في الأرض نقرها جاهلي قديم يسكنها الإسلاميون، وإلى جانبها مسجد وبه قبة عالية ويبرز أهلها للقاء الحجاج والبيع عليهم بالدجاج والبيض المطبوخين، والعيش الأبيض النقي ويباع ذلك رخيصاً ". وفي العصر الأيوبي شرفت الرمثا بأنها كانت بسهولها وسهول الكفارات معبراً لجيوش صلاح الدين الأيوبي إلى حطين سنة 583هـ/1187م. أما في العصر المملوكي، فقد أصبحت الرّمثا مدينة مزدهرة ومأهولة بالسكان. وقد بنى فيها المماليك مجموعة من المنشآت كالبركة الحمراء، وهي بركة صناعية تقع جنوب مدينة الرمثا، تتجمع فيها مياه الأمطار القادمة من الرّميث وخربة عوش وخربة اليهودية، وكانت قافلة الحاج الشامي بعد إنطلاقها من المزيرب (البجة) من قرى حوران متجهة إلى الزرقاء، تقيم يوماً حول البركة الحمراء كي يستريحوا ويزودوا بما يحتاجون إلية ثم يواصلون رحيلهم بعد ذلك. كما بنى المماليك في الطّرة التي تقع على بعد ثمانية كيلومترات إلى الشمال الغربي من الرمثا - منارة - لرصد حركة التتار - وإعطاء الإنذار المبكر إلى قاعدة السلطة.
جمهورية الرمثا بقيادة الهربيد الزعبيالهربيد الزعبي يعلن “جمهورية الرمثا” في منتصف الخمسينيات إندلعت في الرمثا مظاهرات عارمة تطالب بالإنضمام للوحدة المصرية السورية، وكان القائد لتلك التظاهرات شاباً لم يكمل دراسته الثانوية بعد، لكن (الهربيد/ هذا هو اسمه) سيغدو مشهوراً حين يعلن الرمثا جمهورية مستقلة، وينقل أتباعه اليافطة التي تحمل عبارة الحدود الاردنية، من موقعها بين الأردن وسوريه إلى منطقة المثلث، الواقعة على الطريق بين عمان والمدينة الثائرة، وكان المتظاهرون يتجمعون يومياً في وسط المدينة، ثم يتوجهون إلى المركز الحدودي ليلقوا خطاباتهم الحماسية، وقد أخذتهم حماستهم يوماً إلى مقهى في المركز الحدودي كنا نطلق عليه (rest house )، وإستولوا على موجوداته من خمور وغيرها، باعتبار أنه كان يمثل الإمبريالية العالمية، ثم توجهوا إلى (الغربال) وهو منشاة تبرعت بها الولايات المتحدة لمساعدة المزارعين على تصفية حبوبهم من الشوائب، فاحرقوه هاتفين للوحدة وضد الاستعمار. لم يكن والدي المعروف بحنكته الإدارية يناهض المتظاهرين، وإن لم يكن متفقاً معهم، وكان مستعدا على الدوام للسير في مقدمة المتظاهرين، كيلا يثير حفيظتهم، لكنه كان في كل مساء يتصل برؤسائه لوضعهم في صورة ما يحدث، وعلى العكس منه كان مدير ناحية الكفارات قد شتم المتظاهرين، وهددهم بمسدس كان يحمله، فأوسعوه ضرباً حتى أدخلوه المستشفى.
وهي المدينة التي ختم متظاهروها بعض جوازات سفر المغادرين بعبارة جمهورية الرمثا
شيخ الرمثا فواز باشا البركات الزعبيمناضل حمل على أكتافه ملامح المرحلة الحاسمة. لقد امتلك فواز بركات الزعبي ابن الرمثا كل مقومات الزعيم والكلام فيه وعنه يعذب للنفوس التي عرفته أو التي اطلعت على سيرته المفعمة بالرجولة والشجاعة والقيم العربية وما عرفت فيه الا الإخلاص العميق لقضايا الوطن، وهو طويل التفكير، ناهض بالعمل، لا يستقيم الامر الا إذا رعاه وكأن شأنا لن يصل إلى غايته الا إذا عاناه بنفسه وقام عليه. على الرغم من كبر سنه ولكنه كان في روح الشباب عندما يتحدث، وفي شجاعة الفرسان عندما يتأبط بندقية النضال، وخوض المعارك فكان المجاهد يبحث عن الموت بالشهادة ولكن كان الموت يهرب منه.
. شارك الشيخ فواز في معظم المؤتمرات الوطنية، وكان آخر نشاطه السياسي، مشاركته في المؤتمر الوطني الثالث الذي عقد في مضافة آل التل بزعامة الوجيه الوطني عبد القادر التل، في الخامس والعشرين من شهر أيار 1930م، وكان من ابرز المتحدثين في هذا المؤتمر.
'الشيخ فواز باشا البركات الزعبي'، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني والجنوب السوري، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م الذي اعتبر الشجاعة عند الشيخ فواز باشا البركات الزعبي، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني (الرمثا) والجنوب السوري (درعا)، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م ملازمة لحياته منذ مطلع شبابه، وتفجرت الشجاعة في ميادين القتال، فقال :« اشتهر ابو ناصر بالشجاعة والرجولة والفروسية منذ شبابه ومع بداية الحرب الاولى والثورة الشريفية (الثورة العربية الكبرى)، واصبحت الشجاعة عنده قضية وطنية وانسانية، وظفها بكل اشكالها وألوانها لمصلحة العرب واستقلال العرب »، وكان يقول : « والمحارب مهما كان نوع الحرب التي يشارك بها، اذا انهزم خوفا من الموت يلحقه الخجل الى الابد، ويرافق سيرته حتى ولو كان قد حقق المعجزات في معارك اخرى.... لذلك الخوف عند الشجاع هو غير الخوف عند المترددين.. وكان الشهيد طلال حريذن، يمثل الرجل الشجاع الذي يخاف من الهزيمة ولا يخاف من الموت، وتعلمنا منه ان الموت لا يأتي مبكرا عند المجاهدين الا للمترددين ». 'الشيخ فواز باشا البركات الزعبي' فواز البركات، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني والجنوب السوري، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م.
دور عشاير الرمثا في دعم الثورات السورية ضد العهدين العثماني والفرنسيحيث شدوا أزره في قتاله مع العشائر الأردنية والفلسطينية، وقد منحهم الجزار مكتسبات كثيرة خلال فترة حكمه، وبخاصة في مناطق الرمثا (الشمال الأردني)، يقول الجنرال البريطاني فردريك بيك، في كتابه (تاريخ الأردن وقبائلها)، ترجمة بهاء الدين طوقان، صفحة (426) حول وقوف الزعبية لجانب الجزار ما يلي : « فقد شدوا أزره في قتاله (رباع) جد عشيرة الشريدة، وبعد هذه الحادثة خصص الجزار باشا جعلا ثابتا قدره (180) ليرة لرئيسهم (ابن إبراهيم الزعبي) ولذريته من بعده، وبعد خروج الاتراك من هذه البلاد انقطعت عنهم الإعانة». أما الشيخ الزعبي الذي قدمت له العجالة الدائمة من قبل الجزار فهو الشيخ مصطفى الزعبي. يقول الدكتور محمود ساري الزعبي عن نصرة الزعبية لحاكم عكا ما يلي : « هذه الأصول الزعبية - التي نمت على طول امتدادها وتواجدت في حوران بشكل بارز كان لها من المواقف المشرفة التي أشار إليها بعض المؤرخين القدامى وتناقلتها الأجيال على مدى التاريخ الحديث ! ! ومن ذلك وقوف عشيرة الزعبية بكل ثقلها إلى جانب أحمد باشا الجزار في حربه ضد (رباع) و(حماد) والذي لم نعرف أسبابه ليومنا هذا، الأمر الذي صدر بسببه مرسوم سلطاني (طغرائي) بتوقيع احمد باشا، مصدقا من والي الشام إسماعيل باشا ارناؤوط، برفع الغرامات وسائر التكاليف عن الرمثا ومنطقتها، كما أمر الجزار وذلك إكراما لأحد شيوخها الأتقياء الذين شاركوا الجزار بما ساعده وقدمه وقواه على أعدائه !! وقد أمر الجزار بدارة كبيرة لهذه العائلة وأمر ببناء مسجد لذلك الشيخ سمي باسمه كاعتراف لهم بما قاموا به وما يمثلونه على الصعيد الحـوراني، إضافة إلى قرار تخصيص (جعل) ثابت لشيخ هذه العشيرة في حينها المرحوم مصطفى الزعبي وهو احد أجداد الشيخ فواز بركات الزعبي!!.
مواجهة للشركس والدروز الأطـرش والمقـدادسهلت له شخصيته القوية والمحبوبة بناء علاقات فاعلة وظفها في خدمة الصالح العام، وجعل من سهل حـوران (حـوران - الجولان - جبل العرب) القدوة في التعايش والانسجام على الرغم من الصعوبات التي واجهها لتحقيق هذا التعايش، وذلك بسبب المحاربات العشائرية بين الشركس والدروز اولا، وبين اهل جبل العرب وحوران ثانيا، وليس أخيرا لان مشاكله مع العشائر البدوية كانت كثيرة وكثيرة جدا.
لقد تمكنوا من تنظيم الاجتماعات للزعامات العشائرية في الجولان، وذلك بناء على طلب الشيخ موسى مريود (والد احمد مريود) ومشايخ الشركس من (آل باغ) وذلك لوضع حد للمحاربة بين الطرفين (الشركس والدروز) وتم اختيار الشيخ فواز باشا البركات الزعبي لحياديته، فهو ليس من الشركس ولا من الدروز مثل ما هو موسى مريود أيضا.
ان عشائر الرمثا بالتعاون مع آل مـريـود تدخل لفك الاشتباك عندما أشعل الأتراك نار الفتنة بين عوائل الشركس وعوائل الدروز قبل الحرب العالمية الأولى بقليل، وقد حاول أن يرمي بَرْدَه وسلامه على نار الفتنة، إلا انه فشل في بادئ الأمر ونجح أخيرا ولكن بعد إراقة الدماء الكثيرة بين الطرفين ». وكان رأي الشيخ فواز باشا البركات الزعبي « ان يبعد المنطقة عن دسائس المستعمرين ويحميها من ظواهر الجاهلية الممثلة بالغارات والثارات والقتل على الهوية العرقية والمذهبية ». ولولا حكمة مشايخها من أمثال الشيخ فواز باشا البركات الزعبي لاستمرت تلك المحاربات، ولكنه مع أصحاب النخوة العربية من مشايخ حوران، حولوا الاقتتال بين الأخوة إلى القتال المشرف في جيش الثورة العربية الكبرى.. ».
يقول الدكتور علي سلطان في كتابه (تاريخ سورية) صفحة (108) : « فعادت الحوادث الداخلية لتظهر من جديد في سورية، غير مكترثة بقوة الدولة، وكثرت حوادث التعدي والسطو وقطع الطرق والإغارة على القرى وسيطرة البدو على الريف، إلا أن ثورتين قامتا في سنة 1910م في حوران والكرك وكانتا من القوة والعنف إلى حد اضطرت معه الدولة إلى إرسال الجيش لقمعهما، وكان من أسباب ثورة حوران سيادة العقلية القبائلية والعشائرية والطائفية، وكان هناك بين الدروز والحوارنة نوع من العداء التقليدي وبخاصة بين زعماء الفئتين، عائلة (الأطرش) بين الدروز وعائلة (المقداد) بين الحوارنة » وفي بداية الأحداث لعبت عشيرة الزعبية دور الوسيط، ولكن الدروز اتهموا الشيخ فواز باشا البركات الزعبي بالانحياز إلى عائلة المقداد، باستثناء سلطان باشا الأطرش الذي اتهم الأتراك بتحريك الفتنة بين الجيران، لبسط سيطرتها على الجميع، وانه الشيخ فواز باشا البركات الزعبي والشيخ إسماعيل الحريري، والشيخ ياسين الرجب، اكتشفوا لعبة الفتنة، ولكن حماس الشباب تغلب على حكمة الشيوخ، ويذكر الاطرش في مذكراته التي نشرتها مجلة (بيروت المساء) العدد (98) تاريخ 23 كانون الأول 1975م عن هذه الحوادث بقوله:« أما السبب المباشر فهو أن الجبل أصبح منذ مطلع القرن حمى الأحرار العرب من كل حدب وصوب». وقد اتهم الوالي إسماعيل فاضل باشا بالانحياز إلى الحوارنة، ولذلك فسر الشيخ فواز هذا الانحياز بأنه لزيادة التوتر بين السهل والجبل أي بين سهل حوران وجبل الدروز، وذلك بعد ما اتهم الوالي الانجليز بأنهم حرضوا الدروز على الحوارنة، وجاء في الوثائق الفرنسية، الملف رقم (2) ورقم (9) تاريخ 8 تشرين الثاني 1910:«ان الدروز بإغارتهم على قافلة الجمال بين غصم ومعربا قتلوا (23) مسلما منهم أربع نساء ومسيحيان وكرديان» ونقلا عن الوثائق الفرنسية يقول الدكتور علي سلطان: « رفض الوالي اسماعيل باشا تدخل الشيخ اسماعيل الحريري وشكيب ارسلان ،و الشيخ فواز باشا البركات الزعبي لان الوالي كان يعتقد ان الانجليز هم الذين شجعوا وحرضوا الدروز على القيام بالتمرد على الدولة الذي ادى الى قتل (17) مسلما من منطقة درعا كانوا يدافعون عن بصرى الحرير، حتى ابيدت عائلة المقداد المسلمة.. وان القنصل البريطاني وضابطا من الجيش الهندي ظهرا في حوران، وكانا يحرضان الدروز - حسب رواية الوثائق الفرنسية - ولهذا قرر الصدر الاعظم ان ينهي اعمال العصابات».
كان الشيخ فواز باشا البركات الزعبي يرمي من وراء تحركه ضد هذه الفتنة « ان لا توضع المبررات بين الأتراك لضرب الطرفين المتنازعين » ومن هنا جاء اتصاله بالسيد شكيب ارسلان للعمل معا لتهدئة الأوضاع بين الطرفين، ولكن لقد فات الاوان ولم تنفع كل الوساطات لان قرار الصدر الأعظم قد اتخذ لمهاجمة جبل الدروز بحملة كبيرة يقودها الضابط العربي سامي باشا الفاروقي. والذي حدث ان وفدا من زعماء الدروز قابل الفاروقي، وعرض عليه مشاكلهم مع الحوارنة وبخاصة مع عائلة المقداد، فقال الفاروقي بانه يقصد من حملته سيادة القانون واعادة الطمأنينة والهدوء إلى المنطقة، وتطبيق القانون كنزع السلاح من الأهالي وتجنيد الشباب وبالمقابل ذهب إلى درعا واجتمع بشيوخها، واقسم الا يمس إنسانا باساءة، ولا يقوم جيشه بأي تخريب، ولكن الشيخ فواز اكتشف ان نوايا الفاروقي غير سليمة وبخاصة عندما طلب بالقوة (1500) جمل من الحوارنة، ووعد أيضا بتسليح الحوارنة لحماية انفسهم من الدروز والبدو، وحذر الشيخ فواز باشا البركات الزعبي من نوايا الفاروقي الذي يقود (27) لواء من جنود من مختلف الولايات العثمانية، وقال للشيخ إسماعيل الحريري : « اليوم في الجبل وغدا في حوران، وبعد غد ربما في فلسطين» فذهب إلى دمشق والتقى بالأمير علي باشا الجزائري للتوسط بين الدولة والدروز ولكن فات الاوان، فالفاروقي خدع الدروز وخدع الحوارنة، فقصف الجبل بالمدافع، وقتل اكثر من الف رجل وصادر (15) الف بندقية، واعدم شنقا ستة أشخاص، من بينهم والد سلطان باشا الاطرش، ولم يكتف الفارقي بتدمير الجبل، بل زحف بقواته إلى الجنوب الأردنـي، ودمر الكـرك، حيث كانت ثورة الشهيد قدر بن صالح المجالي.. واذا لم يفلح الشيخ فواز باشا البركات الزعبي بالمصالحة بين الحوارنة والدروز عام 1910م، فقد نجح في عام 1916 حيث وقف الجميع إلى جانب الثورة العربية الكبرى.
جبل الدروز وحوران® صفحة 18 (سنة 1910 : اشتدت الخلافات بين الدروز والحوارنه، فقامت الحكومة حملة عسكرية قوامها سبعة وثلاثين طابوراً بقيادة سامي باشا الفاروقي للقضاء على الفتنة وتوطيد الأمن والنظام، وقد قامم الدروز دخول الحملة وجرى قتال بين الطرفين، كان من نتائجه أن ألقى رجال الجيش القبض على زعماء الدروز وأحالوهم للمحاكمة العرفية، فاعدم من أعدم وسجن من سجن، وعندما لاحظ سامي باشا نجاح خططه في جبل الدروز وحوران أراد ان يقوم بنفس الإجراءات في لواء الكرك، وأرسل برقية إلى متصرف الكرك (ظاهر بك) وهو من أصل عربي من أجل جمع السلاح وتحير الأراضي والأملاك نفوس السكان، وعند دعوته هيئة مجلس الإدارة وهيئة المحكمة وشيوخ البلاد كان المعارض الوحيد لدخول قوات سامي باشا (قـدر المجـالي) اما البقية فقد خافوا مغبة رفض دخول القوات وتفعل بهم ما فعلت بالدروز وحوران..) لقد امتلك الشيخ فواز باشا البركات الزعبي كل مقومات الزعيم والكلام فيه وعنه يعذب للنفوس التي عرفته أو التي اطلعت على سيرته المفعمة بالرجولة والشجاعة والقيم العربية وما عرفت فيه الا الإخلاص العميق لقضايا الوطن، وهو طويل التفكير، ناهض بالعمل، لا يستقيم الامر الا إذا رعاه وكأن شأنا لن يصل إلى غايته الا إذا عاناه بنفسه وقام عليه. على الرغم من كبر سنه ولكنه كان في روح الشباب عندما يتحدث، وفي شجاعة الفرسان عندما يتأبط بندقية النضال، وخوض المعارك فكان المجاهد الشيخ فواز باشا البركات الزعبي يبحث عن الموت بالشهادة ولكن كان الموت يهرب منه.
السياسة والجمعيات السريةلقد بلغ تدهور الأوضاع في البلاد العربية مستواه الأقصى، وأصبح الحكم العثماني في ظل (حزب الاتحاد والترقي)منذ سنة 1908م، كارثة في الإجهاز على ما تبقى من حيوية الأمة العربية. ولم تعد الدولة اداة استهلاك فحسب، ولم تكن تسعى لإنعاش البلاد أو تتدخل لمعالجة أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، بل كانت تسعى لدفع حركة التدهور دفعا قويا، وفي آن واحد جرى عزل البلاد العربية عن اوروبا التي كانت قد بدأت تسير في طريق التقدم والنهضة الصناعية والثقافية.. والأعظم من كل ما ذكر من مصائب، سياسة التتريك لكل الفكر القومي العربي، لغة وتاريخا وحضارة.
وعليه قامت جمعيات سرية نتيجة هذا الأمر كمعارضة عربية : وفي مقدمة هذه الجمعيات (الجمعية القحطانية) التي تأسست عام 1909م اي بعد الانقلاب على السلطان عبد الحميد بأشهر قليلة، وكان من بين أعضائها الأوائل الامير شكيب ارسلان والدكتور عزت الجندي، ومحمد كرد علي، وعارف الشهابي، وعلي النشاشيبي، وبشر لها ولاهدافها في منطقة حوران الموحدة آنذاك (الرمثا - الجنوب السوري) الشيخ فواز باشا البركات الزعبي وإسماعيل الحريري، وسعد الدين المقداد (عضو مجلس النواب العثماني) وتوفيق المجالي (عضو مجلس النواب العثماني) وغيرهم.. ومن اهداف هذه الجمعية « مجابهة التيار العنصري التركي بتيار قومي عربي ينازعه السيطرة على الدولة وعلى مؤسساتها في الولايات العربية ». يقول المجاهد فايز الغصين في مذكراته، حيث ورد حديثه في كتاب (نضال حوران) للأستاذ احمد عطا الله صفحة (35) ما يلي :« ان ما فرضه الاتراك على أهل حوران يعني وجوب الدفع دون استثناء حتى ولو كان المدفوع هو لقمة العيال، لقد تحولت حوران الى ثكنات للجيش التركي الذي اعد العدة لاجتياز ترعة السويس وصادر كل ما وقع تحت يده ليصبح ملكا له.. فتحركت قوى المعارضة المسيسة بأهداف الجمعيات العربية السرية، وقاد زعيم حوران الشيخ فواز باشا البركات الزعبي حركة الرفض لمتطلبات الجيش التركي، والتي كادت تؤدي الى الجوع والتشريد وقطع معظم الاشجار». ومن الاتجاه العربي الإسلامي، بدأ يتكون في حوران جمهور من الشباب واخذوا يعقدون اجتماعات خاصة تتحدث عن حكم (حزب الاتحاد والترقي) المستبد، ويبحثون في ضعف الحكومة الظاهر أمام الأوروبيين، وكانت (العربية الفتاة) اهم جمعية سرية عربية، حيث كان الشيخ فواز باشا البركات الزعبي من قادتها ومن ممثليها في منطقة حوران، فقادت الاتجاه القومي العربي حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1911م نشط انصار السلطان المخلوع عبد الحميد وقد سموا (بالارتجاعيين)، ثم أصبح اسم تجمعهم (الحزب المحمدي) اي (درويش وحدتي محمد) وكانت غاية هذا الحزب : القيام بثورة مضادة ضد الاتحاد والترقي، وقد نشط هذا الحزب في حوران ردا على حملة سامي الفاروقي على جبل العرب وحوران والكرك، التي جرت عام 1910.
تأمين الحمايـة للتجـار والحجـاج في الرمثـابعد ثورتي جبل الدروز والكرك، سادت حالة من الفوضى في المنطقة، والمتضرر الأكبر قوافل الحجاج والتجار، التي كانت تخرج من تركيا وسورية عبر الرمثا ومنها إلى الجنوب الأردنـي، وكانت الحكومة العثمانية تضطر إلى تأمين سلامتها وتوفير ما يلزم لها على الطريق حتى تصل الديار الحجازية.. ونظرا لموقع الرمثا المهم كمعبر للقوافل، قام الشيخ فواز باشا البركات الزعبي بالتعاون مع زعماء المنطقة بتنظيم الحماية للقوافل اولا وحماية القرى الفلاحية ثانيا، ومساعدة قوى الأمن الحكومية أخيرا، من غارات قطاع الطرق وغالبيتهم من أشقياء البدو، أو من المطرودين من عشائرهم البدوية لمخالفاتهم العادات البدوية.. يقول الدكتور محمود الزعبي : « لم تحاول الدولة العثمانية ان تؤسس جهاز فاعلا، بل اكتفت بين الحين والاخر بتسيير حملات عسكرية إلى المنطقة التي يحدث فيها اضطرابات حيث تضرب أهلها بلا رحمة ولا شفقة، وللأسباب الأخيرة (اعتداءات قطاع الطرق) كانت تكثر الغزوات غير المبررة تارة بين القبائل بعضها ضد بعض، وبعضها على القرى الآمنة الأمر الذي اضطر الكثيرين من أهالي القرى إلى دفع ما يسمى بالخاوة وهي ضريبة تدفع على شكل حبوب أو ماشية أو نقود من اهل القرى الذين يجاورون تلك القبائل، وذلك مقابل كف اعتداءاتهم والسماح لهم بممارسة زراعة أراضيهم.. ».
أحداث ما قبل الثـورة العـربيـةبعد فشل الحملة على السويس وهزيمة الأتراك في العراق، أرسل الشريف حسين ولده الأمير فيصل إلى دمشق، وأرسل الأمير علي إلى المدينة المنورة، وبقي الأمير عبدا لله ملازما لوالده ليساعده على إعداد خطط الثورة التي كان لا بد من إعدادها في مكـة..
ولكي يغطي جمال باشا هزائمه وفشله في السويس، بدأ مسلسل الإرهاب والقمع والقتل والنفي بحق زعماء البلاد الشامية وقد صدم الأمير فيصل بالإجراءات التركية فقد وجد ان الفرق العربية قد نقلت إلى الأناضول وحل محلها الفرق التركية، كما تم نفي عدة مئات من الرجال البارزين من البلاد إلى الأناضول.. ® صفحة 78 : (وقد قبض الأتراك على عدد من المسلحين العرب قتلوا منهم واعدموا ونفوا.. منهم : اعدموا : احمد الكايد (شقيق اديب الكايد وهو من عشيرة العواملة).. مصلح الفاضل الربيع (من عشيرة القطيشات).. وآخر من عرب التعامرة.. نفي عدد من وجهاء السلط : صالح خليفة، مطلق المفلح، خليفة عبد المهدي، يعقوب سكر ،صالح البخيت واخوانه الثلاثة، مفضي النجداوي.. نفي عدد من وجهاء الكرك : عودة القسوس، خليل العكشة، عبد الله العكشة وغيرهم.. مادبا :يعقوب الشويحات، ابراهيم جمعان، ابراهيم الطوال، يوسف معايعه، وسليم مرار وغغيرهم.. نفي عدد من وجهاء معان : عبد الرحمن ماضي، احمد ماضي، محمد عبد الجواد، وغيرهم إلى مدين حماة، وكانت تهمة المنفيين من معان ان لهم اتصالات مع جيش الأمير فيصل. وضرب الأتراك مدينة السلط بقنابل المدفعية وكادوا ان يدمروها تدميراً كاملاً.. لولا تدخل جمال باشا شخصياً..!! ونهب الأتراك قرية الفحيص.....)
واستناداً للأستاذ محمود سعد عبيدات يقول : وبعد أن أقدم جمال باشا على إعـدام : عبد الحميد الزهراوي (عضو المبعوثين)، وشفيق المؤيد (عضو المبعوثين) والأمير عمر الجزائري، وشكري العسلي (عضو المبعوثين)، وعبد الوهاب المليحي، ورشدي الشمعة (عضو المبعوثين) ورفيق رزق سلوم، والعقيد سليم الجزائري، والعقيد أمين لطفي الحافظ، وعبد الغني العريسي (صاحب جريدة المفيد) والشيخ احمد طبارة (صاحب جريدة الاتحاد العثماني) والأمير عارف الشهابي، وتوفيق البساط، وسعيد عقل (رئيس تحرير جريدة النصير) وجلال البخاري وسيف الدين الخطيب وبترو باولي ومحمد الشنطي وجرجي الحداد، والدكتور علي عمر النشاشيبي والشاعر عمر حمد وغيرهم، قرر زعماء البلاد فك ارتباطهم نهائيا بالدولة العثمانية، وتداعت الزعامات الوطنية للاجتماع سرا بالأمير فيصل في أوائل ايار 1916م في دار البكري أصدقائه في القابون، وكان هذا أول لقاء للشيخ فواز البركات مع الأمير فيصل، ويومها قال الأمير فيصل للحاضرين : « طاب الموت يا عرب »، وأرسل نسيب البكري رسالة إلى الشريف حسين يشرح له فيها بوضوح اكثر من رسائل فيصل الحالة في بلاد الشام، وأهمية فيصل بالنسبة للحركة القومية فيها، ووجوب بقائه على رأسها في دمشق. وتوزعت الأدوار بين الحاضرين، واستعد الشيخ فواز باشا البركات الزعبي على تجنيد المئات للثورة ،وقد جددت الروابط مع زعماء الدروز الذين اشترطوا ان تشترك قبائل البدو في الثورة، وكانت التوجيهات التبشير بالثورة القادمة، وجاء في مذكرات يوسف الحكيم صفحة (143) : « ان الأمير فيصل اجتمع بالشخصيات الوطنية مثل : الشيخ بدر الدين الحسيني، كبير علماء الإسلام في دمشق، والفريق المتقاعد علي رضا الركابي، رئيس بلدية دمشق، واحمد قدري والشيخ فواز باشا البركات الزعبي من زعماء حوران، ولم يغادر دمشق، الا ودخل عن طريقه في جمعية الفتاة كثير من زعماء الدروز والحوارنة والبدو حتى غدت الجمعية قوية بهم »....
® صفحة 10 : (مجلس المبعوثان ومجلس الولاية) : بعد الانقلاب العثماني سنة 1908 جرت أول انتخابات لمجلس المبعوثان وانتخب توفيق المجالي مبعوثاً عن لواء الكرك وهو الأردني الوحيد الذي حصل على عضوية ذلك المجلس، أما لواء حوران فقد مثله سعد الدين المقداد.. وهذا المجلس بمثابة مجلس نواب خاص لإدارة الولاية ينتخب أعضاؤه من قبل مجالس الإدارة في الأقضية، وقد جرت الانتخابات لعضوية المجلس عل فترتين، فانتخب عن شرقي الأردن في الفترة الأولى السادة : عودة القسوس عن الكرك.. يوسف السكر عن السلط.. عبد النبي النسعة عن معان.. عبد المهدي محمود عن الطفيلة.. عبد القادر التـل وعبد العزيز الكـايد (العـتوم) عن قضائي عجلون وجرش.. أما الفترة الثانية فقد مثل شرقي الأردن السادة : زعل المجالي، محمد الحسين، علاء الدين طوقان، خليل التلهوني، حس العطيوي، نجيب الشريدة، وشوكت حميد. عقد مجلس المبعوثان ثلاث مرات وكان مجلس عام 1908 قو المجلس الثاني أما المجلس الثالث فقد كان عام 1914 واستمر حتى نهاية الحرب الكبرى (1918) ومثل توفيق المجالي لواء الكرك في المجلسين الثاني والثالث).
الشيخ فواز باشا البركات الزعبي في الحرب العالميه الاولى واشتراك تركيا في الحرب العالمية الأولىلم تنخرط تركيا في الحرب مباشرة، إذ حافظت على الحياد حوالي ثلاثة أشهر، اي إلى يوم 3 تشرين الثاني 1914، حيث اعلنت اشتراكها بالحرب إلى جانب ألمانيا، واعلن السلطان التعبئة العامة.. وعلى الرغم من العلاقة غير الصافية بين العرب والحكام الأتراك، وقف (رجال الإصلاح العرب) موقفا طيبا مع الدولة، وتناسوا خلافاتهم معها. وجه المجاهد احمد مريود رسائل إلى زعماء حوران (درعا والرمثا) يخبرهم بموقف (جمعية العربية الفتاة)، والمتضمن قرار الجمعية التالي نصه : « ينتج عن دخول تركيا الحرب، ان مصير الأجزاء العربية في الدولة باتت مهددة بخطر شديد، فيجب بذل أقصى جهد لضمان تحريرها واستقلالها، وقد تقرر ذلك انه في حالة ظهور مطامع أوروبية في هذه الأجزاء، ينبغي على الجمعية ان تعمل إلى جانب تركيا في سبيل مقاومة النفوذ الأجنبي مهما كان نوع شكله». ويذكر السيد احمد الخطيب في اوراقه ان اجتماعا عقد في دار البكري بدمشق، حضره مجموعة من زعماء (الحركة الوطنية العربية)، لمناقشة دعم الحكومة في إنجاح التعبئة العامة، وحضر الاجتماع : احمد مريود - فاضل المحاميد - عز الدين التنوخي - الامير محمود الفاعور - إسماعيل الترك (الحريري) - الشيخ فواز باشا البركات الزعبي - نبيه العظمة وقرأ احمد الخطيب على المجتمعين رسالة رشيد رضا، (صاحب مجلة المنار) واحد الاعضاء البارزين في (حزب اللامركزية العثماني) رسالة إلى زعماء بلاد الشام، التي يطلب فيها منهم وجوب الوقوف إلى جانب الدولة، وفي 28 تشرين الأول 1914، وفي هذا الاجتماع تم الاتفاق على تنفيذ كل ما تطلبه الدولة من زعماء ووجهاء بلاد الشام. وفي 13 تشرين الثاني 1914، عقد زعماء حوران وزعماء الرمثا اجتماعا في درعا بالسرايا الحكومية، حضره : الشيخ فواز باشا البركات الزعبي وعكاش سالم ذياب السلامات، وقاسم الشرع، وطالب الشرع، وعبد الكريم عقاب الحشيش، وفاضل المحاميد وإسماعيل الحريري وشحادة بجبوج، ومحمد فياض المذيب وكايد المفلح، وسليمان السودي، ومحمود فنيش نصيرات، وشحادة التل، وعبد القادر التل، ومنصور القاضي وغيرهم، وقد اشار الكاتب الاستاذ احمد عطا الله في كتابه «صور مشرقة من نضال حوران» إلى حماسة الشيخ فواز باشا البركات الزعبي للتطوع في القتال دفاعا عن الخلافة الإسلامية التي ا صبحت في خطر إذا تمكنت بريطانيا وفرنسا من هزيمة تركيا، ودعا إلى التعبئة العامة في حوران، وقد اشاد الشيخ فواز باشا البركات الزعبي بموقف رئيس جمعية العهد القائمقام عزيز علي المصري على الرغم من كل المصائب التي لاقاها من الاتراك، وذلك بعد أن قرأ متصرف حوران رسالة المصري إلى الضباط العرب في الجيش التركي والتي تضمنت العبارة التالية : « عليكم الا تكونوا اداة للقيام بأي عمل فدائي ضد الدولة العثمانية اذا كان دخولها الحرب يعرض البلاد العربية للغزو الأوروبي، فعليكم ان تقفوا الى جانب تركيا حتى تحصلوا على كافة الضمانات القومية حيال الأهداف الأوروبية في تلك البلاد.. ». وقد اشاد متصرف حوران بالصحافة العربية التي تبشر باشتراك الشريف الحسين بن علي بالحرب، وانه سيكون قريبا في دمشق يحمل راية الرسول، وكانت (صحيفة الاتحاد العثماني) التي تصدر من بيروت قد نشرت خبرا « أن الأمير عبد الله بن الشريف حسين قد تطوع للعمل في سبيل الجهاد ومعه فرقة كبيرة من رجال القبائل الحجازية، وبوسعنا الآن ان نؤكد ان شريف مكة قد اعلن الجهاد في جميع أنحاء الحجاز ملبيا في ذلك رغبة الخليفة وان القبائل يستجيبون من كل ناحية لهذه الدعوة بأسلحتهم الكاملة ». استبشر الشيخ فواز باشا البركات الزعبي ومشايخ حوران خيرا بمقدم الشريف وولده عبد الله، وان راية الرسول ستمر من الرمثا ودرعا.. ولكن جاءت الامور غير ذلك، فلم يحصل أي منها..
® صفحة 26 : (في أواخر سنة 1911 أعلنت الحكومة العثمانية العفو عن السجناء من أهل الكرك وجبل الدروز وحوران أخلت سبيلهم.. وذلك من أجل تحسين علاقتها مع العرب.. وقد كان الشيخ قدر المجالي من الملاحقين ذاك الوقت ولم يتمكنوا من القبض عليه وذلك لآن الأهالي كانوا يحبونه ويحترمونه فلم يش به أحد منهم، وقد شمله العفو العام سنة 1912 الذي أعلنته الحكومة فعاد إلى الكرك وبعد مدة تمت دعوته من قبل - محمد جمال باشا - إلى دمشق وتوفي فيها على أثر التسمم عن طريق فنجان قهوة وذلك ما أكده (سلمان السعيد) أحد عبيد قدر المجالي الذي كان يرافقه في دمشق...... وقيل أن الأتراك دسوا له السم في طعامه...)
أعلنت الثورة في 9 شعبان 1334 (10 حزيران 1916).. شارك الشيخ فواز باشا البركات الزعبي في معظم الاجتماعات السرية والعلنية التي عقدها الأمير فيصل في دمشق وجوبر، مع زعماء الحركة الوطنية العربية وقيادات الجمعيات العربية، وكان الشيخ فواز باشا البركات الزعبي يمثل سهل حوران في تلك الاجتماعات، والتي كانت قبل إعلان الثورة العربية الكبرى بأشهر قليلة. يقول الدكتور محمود الزعبي : « كانت مهمة الشيخ فواز باشا البركات الزعبي الذهاب إلى حوران وجبل العرب، وإقليم البلان لتفعيل الثورة، واستقطاب العشائر الحورانية إلى صفوفها، ونجح نجاحا باهرا عندما شكل مجموعات مقاتلة ساعدت قوات التفجير في الاستيلاء على محطات سكة الحديد والجسور في درعا والزوية، واليادودة والتل السوري المحاذية للرمثا شمالاً. كما تعامل مع شخصيات وطنية في جبل العرب لصالح الثورة من بينهم اسد الاطرش، ورشيد طليع (أول رئيس حكومة أردنية)، وبنى علاقات نضالية مع الشخصيات العشائرية في حوران ومن بينهم إسماعيل الحريري وفاضل المحاميد ومصطفى الخليلي، ومحمد فياض عبيدات (زعيم عشيرة العبيدات في حوران) وحرضهم نفسيا وقتاليا ضد القوات التركية المتواجدة في مواقع اليرموك وجنوب دمشق، وشكل مفارز عسكرية من عشائر حوران كانت تتسابق للانضمام للثورة وكان من بينهم احمد المفلح العوض الزعبي واقاربه وجوه زعبية خربة غزالة، مما ساعد الجيش الشمالي المعروف بالجيش الفيصلي على دخول دمشق منتصرا لان الطريق كانت سالكة بفعل ثورة الحوارنة وعلى رأسها قوات الشيخ فواز باشا البركات الزعبي..». امتدحه الشيخ عودة ابو تايه، واثنى على شجاعته مصطفى الخليلي، الذي اعتبر الشجاعة عند الشيخ فواز باشا البركات الزعبي، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني (الرمثا) والجنوب السوري (درعا)، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م ملازمة لحياته منذ مطلع شبابه، وتفجرت الشجاعة في ميادين القتال، فقال :« اشتهر أبو ناصر بالشجاعة والرجولة والفروسية منذ شبابه ومع بداية الحرب الأولى والثورة الشريفية (الثورة العربية الكبرى)، وأصبحت الشجاعة عنده قضية وطنية وإنسانية، وظفها بكل اشكالها وألوانها لمصلحة العرب واستقلال العرب »، وكان يقول : « والمحارب مهما كان نوع الحرب التي يشارك بها، إذا انهزم خوفا من الموت يلحقه الخجل إلى الابد، ويرافق سيرته حتى ولو كان قد حقق المعجزات في معارك أخرى.... لذلك الخوف عند الشجاع هو غير الخوف عند المترددين.. وكان الشهيد طلال حريذن، يمثل الرجل الشجاع الذي يخاف من الهزيمة ولا يخاف من الموت، وتعلمنا منه ان الموت لا يأتي مبكرا عند المجاهدين الا للمترددين ». 'الشيخ فواز باشا البركات الزعبي' فواز البركات، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني (الرمثا) والجنوب السوري (درعا)، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م.
الشيخ فواز باشا البركات الزعبي في الثوره العربية الكبرىويجب أن لا يسهو عن بال أي عربي أن تلك الثورة كانت تعبيرا عما كان يعتلج في قلوب المتنورين العرب من مختلف الديار والأمصار – من مشاعر قومية ومن رغبات استقلاليةً ،ولذلك كان القرار ان يتبنى الحجاز قضية العروبة ويقوم بالعبء كاملاً بعد أن عجز الأتراك عن خضد شوكة الهاشمي بمكة المكرمة.
أعلنت الثورة في 9 شعبان 1334 (10 حزيران 1916).. شارك الشيخ فواز باشا البركات الزعبي في معظم الاجتماعات السرية والعلنية التي عقدها الأمير فيصل في دمشق وجوبر، مع زعماء الحركة الوطنية العربية وقيادات الجمعيات العربية، وكان الشيخ فواز باشا البركات الزعبي يمثل سهل حوران في تلك الاجتماعات، والتي كانت قبل إعلان الثورة العربية الكبرى بأشهر قليلة. يقول الدكتور محمود الزعبي : « كانت مهمة الشيخ فواز باشا البركات الزعبي الذهاب إلى حوران وجبل العرب، وإقليم البلان لتفعيل الثورة، واستقطاب العشائر الحورانية إلى صفوفها، ونجح نجاحا باهرا عندما شكل مجموعات مقاتلة ساعدت قوات التفجير في الاستيلاء على محطات سكة الحديد والجسور في درعا والزوية، واليادودة والتل السوري المحاذية للرمثا شمالاً. كما تعامل مع شخصيات وطنية في جبل العرب لصالح الثورة من بينهم اسد الاطرش، ورشيد طليع (أول رئيس حكومة أردنية)، وبنى علاقات نضالية مع الشخصيات العشائرية في حوران ومن بينهم إسماعيل الحريري وفاضل المحاميد ومصطفى الخليلي، ومحمد فياض عبيدات (زعيم عشيرة العبيدات في حوران) وحرضهم نفسيا وقتاليا ضد القوات التركية المتواجدة في مواقع اليرموك وجنوب دمشق، وشكل مفارز عسكرية من عشائر حوران كانت تتسابق للانضمام للثورة وكان من بينهم احمد المفلح العوض الزعبي واقاربه وجوه زعبية خربة غزالة، مما ساعد الجيش الشمالي المعروف بالجيش الفيصلي على دخول دمشق منتصرا لان الطريق كانت سالكة بفعل ثورة الحوارنة وعلى رأسها قوات الشيخ فواز باشا البركات الزعبي..». امتدحه الشيخ عودة ابو تايه، واثنى على شجاعته مصطفى الخليلي، الذي اعتبر الشجاعة عند الشيخ فواز باشا البركات الزعبي، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني (الرمثا) والجنوب السوري (درعا)، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م ملازمة لحياته منذ مطلع شبابه، وتفجرت الشجاعة في ميادين القتال، فقال :« اشتهر أبو ناصر بالشجاعة والرجولة والفروسية منذ شبابه ومع بداية الحرب الأولى والثورة الشريفية (الثورة العربية الكبرى)، وأصبحت الشجاعة عنده قضية وطنية وإنسانية، وظفها بكل اشكالها وألوانها لمصلحة العرب واستقلال العرب »، وكان يقول : « والمحارب مهما كان نوع الحرب التي يشارك بها، إذا انهزم خوفا من الموت يلحقه الخجل إلى الابد، ويرافق سيرته حتى ولو كان قد حقق المعجزات في معارك أخرى.... لذلك الخوف عند الشجاع هو غير الخوف عند المترددين.. وكان الشهيد طلال حريذن، يمثل الرجل الشجاع الذي يخاف من الهزيمة ولا يخاف من الموت، وتعلمنا منه ان الموت لا يأتي مبكرا عند المجاهدين الا للمترددين ». 'الشيخ فواز باشا البركات الزعبي' فواز البركات، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني (الرمثا) والجنوب السوري (درعا)، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م.