منتديات طريق العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


طريق العرب
 
الرئيسيةإتصل بناأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مدينة الرمثا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد عنتر سعد
مراقب
مراقب
سعد عنتر سعد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2517
نقاط : 6975
العمر : 32

مدينة الرمثا Empty
مُساهمةموضوع: مدينة الرمثا   مدينة الرمثا Emptyالثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 12:16


الرمثا


مدينة الرمثا 130px-Ar_Ramtha_Seal

مدينة الرمثا مدينة غالية، قطعة من أرض حوران طيبة العروق، تشربت عبق الإيمان والعراقة والمجد... فأشرقت بنور المحبة والقوة والمنعة... إنها مدينة الرمثا الشامخة بحب العرب، حين تتجول في شوارعها وميادينها اليوم، تصافحك عيون تنظر إلى السماء... سكانها ممتلئون رضاً... تسكنهم النخوة العربية. والقوة والشهامة، يرتديهم الكرم العربي الأصيل، يعتزون بعروبتهم ووطنهم ويقدسون الشجاعة ويتغنون بأفراحهم وهم يلوحون بالسيوف والمبارزة، بالماضي والحاضر لتاريخهم وأمجادهم وببطولاتهم الرمثا هي مدينة أردنية حدودية مع الجمهورية العربية السورية تقع في شمال الأردن، وتقع في سهل حوران الخصب في محافظة إربد،في الشمال بالقرب من سوريا. تبلغ مساحتها 458 كم2، وعدد سكانها يزيد عن 120,000 نسمة. تعد مدينة تاريخية إذ تغنى بها الرومان حيث كانت مخزنا للحبوب وقد أطلقوا عليها اسم مدينة راماثا.


التسمية

الرمثا في معجم الوسيط. الرّجل الخلق الثّياب، والضعف المتن، وهو أيضاّ نبات بري من الحمّض كثير في بادية الشام. والرَمَثه أيضاً بقية اللبن في الضّرع بعد الحلب. وفي " القاموس المحيط " أن الرّمث أرض ينبت فيها الرّمث، وهو شوك مرعى للإبل، رمثت الإبل أكلَت الرّمث فاشتكت بطونها، فهو رمث.

وعرفت في العهد اليوناني باسم " ارثما " أو " راماثا " ومنه عرف اسمها الحالي. وذكر ياقوت الحموي في " معجم البلدان " بأن الرّمث بكسر أوله وسكون ثانية وآخره مثلثه تعني مرعى من مراعى الإبل وهو من الحمّض....

وهو اسم وادٍ بني أسد، وقال دريد بن الصمة....
لولا جنون الليل أدرك ركْبنا بذي الرّمث والأرض عياض بن ناسب

فلهذا نلاحظ أن منطقة رعوية ينبت فيها شوك الرّمثا، وكانت مرعى للإبل منذ القدم، ونسبة لهذا الشوك جاءت التسمية. وأشار الأستاذ مصطفى مراد الدباغ، في كتابه "بلادنا فلسطين" إلا أن الرّمثا كلمة سريانية بمعنى العلو والارتفاع، وهي مشتقة من بركة أو صهاريج آبار لجمع ماء الشتاء، وتقع على خط المواصلات بين جنوب شبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر ومدن الشام منذ أقدم العصور، وهي أيضاً محطة من محطات الحج المعروفة منذ القدم.


الموقع والمناخ

تقع منطقة الرمثا في الناحية الشمالية من الأردن، وذلك في الجزء الشمالي الشرقي من محافظة "إربد". وتبدأ المنطقة بشكل ضيق من الشمال ثم تأخذ بالاتساع التدريجي من الوسط إلى الأجزاء الجنوبية، وتنحصر بين خطّي الطّول 75 35 - 10 36 درجة وبين خطّي العرض 25 32 - 45 32 درجة. وتتميز أراضي المنطقة بالطابع السهلي، وتخلو من أثر الحركات الباطنية، وتتميز بوقوعها بين الأراضي الرطبة وشبه الجافة.

وتتوافر الأودية الواسعة التي تجري فيها مياه الأمطار شتاء كوادي الشومر والشلالة، ولو أقيمت السدود على هذه الأودية لعمّت الفائدة وزادت الرقعة الزراعية في اللواء... والتي تبلغ حوالي 250 ألف دونم لم يستغل منها إلا القليل القليل بسبب شح الموارد المائية، وعدم السّماح لأصحاب الأراضي بحفر الآبار الجوفية، المتوافرة بالمنطقة بكثرة...

ومناخها امتداد لمناخ البحر الأبيض المتوسط، ويبلغ متوسط الأمطار السنوي في مدينة الرمثا 264.3 ملم في حين يزيد على 400 ملم في شمال لواء الرمثا، أما عن معدّل الأمطار في لواء الرمثا، فهي محصورة بين 200-450 ملم سنويا.

و يتمتع لواء الرمثا بنوعين أساسيين من التربة لا ثالث لهما، وهما : تربة البحر الأبيض المتوسط الحمراء، وتربة البحر الأبيض المتوسط الحمراء الناضجة.

أما عن الارتفاع عن سطح البحر، فلواء الرمثا يتمتع بطبيعة سهلية، حيث تقع أغلب أراضيه بين ارتفاع 400-600 م عن سطح البحر، لكن هناك نقاط منخفضة جدا، فأخفض منطقة في اللواء ترتفع 60 م فقط عن سطح البحر، وهي منطقة سد الوحدة، أما أعلى منطقة في اللواء فترتفع 720 م عن سطح البحر وهي منطقة شرق البويضة !

وتبلغ مساحة المنطقة حوالي 458 كم2، غير مستغلة كلها، وهي موزعة على المناطق التابعة للواء، ويقدر عدد سكانها حسب تعداد عام 1979 بحدود (47) ألف نسمة، ولكنه الآن يزيد عن 120 ألف نسمة، ويتوزع السكان على ستة تجمعات، فيها ثلاث مجالس بلدية هي الرمثا، الطّرة، الشجرة، وثلاث مجالس قروية. وتتألف منطقة الرمثا من وحدتين تنمويتين هما بلدية الرمثا أولاً، وبلدية سهل حوران ثانياً.

وموقع الرمثا في أقصى شمال المملكة حيث تتجمل بالقصور والأرض السهلة وتمتاز بمناظر خلابة عند شروق الشمس وغروبها. وهي مركز تجاري هام. معظم أهلها يعملون بالتجارة والزراعة. يوجد بها عدة نوادي رياضبة وأهمها على الساحة الرياضية نادي الرمثا الرياضي الذي يعد جمهوره من أكبر القواعد الجماهيرية في الأردن و نادي اتحاد الرمثا، نادي الطرة الرياضي.


الرمثا في التاريخ

لا بدّ أن منطقة الرّمثا مرّت بحضارات إنسانية، مثلها مثل باقي المناطق المحيطة بها، وهذا بحكم موقعها الجغرافي، وتنافس الحضارات على إخضاعها والسيطرة عليها.... فهناك الكنعانيون والعموريون من أوائل الشعوب التي سكنت بلاد الشام.... وخضعت المنطقة للامبراطورية المصرية في عهد (امنحتب) الثالث (1642-1633ق.م) وبعد ذلك جاءت الحضارة الآرامية وسيطرت على المنطقة لفترة من الزمن، ومن ثم جاء الأشوريون وأخضعوا البلاد لهم، واستمر الحكم الأشوري لهذه البلاد حتى عام 612ق.م حيث ورث البابليون أملاك الأشوريين. وانهارات الامبراطورية البابلية أمام الغزو الفارسي وانتقلت أملاك المنطقة للامبراطورية الفارسية، وانتصر القائد اليوناني الاسكندر المقدوني على ملك الفرس... بعد ذلك... استطاع بطليموس الأول ملك مصر ضم فلسطين وشرقي الأردن إلى مملكته المصرية... وكان للإغريق الطابع الحضاري المميز في المنطقة، وانفتحت المنطقة على الحضارة الإغرايقية اليونانية، فازدهرت تجارتها وانتعشت مُدنها... وقام اليونانيون بإنشاء عدد آخر من المدن والطرق التجارية. وبعد ذلك اجتاحت المنطقة الجيوش الرومانية عام 64ق.م، وقاموا بإنشاء المدن الرومانية ومنها حلف الديكابوليس (المدن العشر) واهتموا بفتح الطرق للأغراض الحربية والتجارية. ومن ثم جاءت الحضارات الإسلامية، ومرّت الرمثا بفترات نمو وازدهار عبر هذه المراحل التاريخية، ويدل على ذلك الآثار القديمة المنتشرة هنا وهناك. والتي تبين أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ فترات طويلة من الزمن، ولم تكن الرمثا آنذاك سوى خربة تحتوي عدداً من الكهوف والمغارات الطبيعية منها والمنحوتة، ويتخلل الخربة واد يسمى وادي السفيد، وكان يتردّد على خربة الرمثا في تلك الفترة قبائل من البدو طلباً للكلأ والماء، فيحطون رحالهم في أوائل الربيع ليرحلوا عنها في أوائل الخريف... وعبرت الجيوش الإسلامية سهول الرمثا وحوران لتحتل دمشق عام 14هـ/635م، وكانت المنطقة أيام بصرى الشّام الطريق الرئيسي الذي تنتقل عبره القوافل التجارية إلى مدينة البتراء... وعندما خرج العرب من الجزيرة العربية يحملون رسالة الإسلام دارت في هذه المنطقة على الطرف الشمالي الغربي بهذا اللواء أرض معركة اليرموك سنة 15هـ/635م. وشرع الخليفة بتأسيس حكومة في بلاد الشام وقسمت البلاد إلى خمسة أجناد ومن ضمنها جند الأردن، الذي كان يضم مدينة صور وعكا وبيسان وإربد ودرعا، وعاصمته طبريا... والرمثا كانت تابعة لمدينة إربد التابعة لطبريا... وكانت للمنطقة أهمية اقتصادية كبرى... حيث كانت هذه المنطقة طريقاً رئيسياً لقوافل الحج التي تقلع من دمشق إلى الحجاز... وللواء أهمية تجارية في تأمين الاتصال التجاري وتنقل الحجاج بين الشام والحجاز.... وحيث كانت هناك الأسواق التجارية الكبيرة التي يرتادها تجّار العرب بعد أسواق الحجاز. وتعاقبت على المنطقة الحضارات الإسلامية من بعد الخلفاء الراشدين، فهناك الأمويون والعباسيون، والفاطميون والسلاجقة والمماليك والأيوبيون... وتعرضت المنطقة للحملات الصليبة (1079م - 1291 م)، وبنى الصليبيون أول حصن في شرقي الأردن عام 1110م يدعى (قلعة الحابس) الواقع شمال غرب الشجرة، لتأمين واردات أرض حوران وشرقي الأردن. وازدهرت الرمثا تجارياً، وبخاصة في موسم الحج، فهي أحدى تلك المحطّات التجارية القادمة من الشام إلى الحجاز... إضافة إلى قربها من مدينتي إربد ودرعا... ومدينة إربد إحدى محطّات القوافل الرئيسية للتجارة المتحركة ما بين دمشق والقاهرة... وغالباً ما كانت تمرّ تلك القافلة في الرمثا... إضافة إلى أن التجار المتحركين ما بين مناطق دمشق وحوران وعجلون وفلسطين كانوا يمرون بالرمثا. وقد وصفها صاحب " تحفة الأدباء وسلوة الغرباء " بأنها قرية عامرة " بها بيوت منقورة في الأرض نقرها جاهلي قديم يسكنها الإسلاميون، وإلى جانبها مسجد وبه قبة عالية ويبرز أهلها للقاء الحجاج والبيع عليهم بالدجاج والبيض المطبوخين، والعيش الأبيض النقي ويباع ذلك رخيصاً ". وفي العصر الأيوبي شرفت الرمثا بأنها كانت بسهولها وسهول الكفارات معبراً لجيوش صلاح الدين الأيوبي إلى حطين سنة 583هـ/1187م. أما في العصر المملوكي، فقد أصبحت الرّمثا مدينة مزدهرة ومأهولة بالسكان. وقد بنى فيها المماليك مجموعة من المنشآت كالبركة الحمراء، وهي بركة صناعية تقع جنوب مدينة الرمثا، تتجمع فيها مياه الأمطار القادمة من الرّميث وخربة عوش وخربة اليهودية، وكانت قافلة الحاج الشامي بعد إنطلاقها من المزيرب (البجة) من قرى حوران متجهة إلى الزرقاء، تقيم يوماً حول البركة الحمراء كي يستريحوا ويزودوا بما يحتاجون إلية ثم يواصلون رحيلهم بعد ذلك. كما بنى المماليك في الطّرة التي تقع على بعد ثمانية كيلومترات إلى الشمال الغربي من الرمثا - منارة - لرصد حركة التتار - وإعطاء الإنذار المبكر إلى قاعدة السلطة.


جمهورية الرمثا بقيادة الهربيد الزعبي

الهربيد الزعبي يعلن “جمهورية الرمثا” في منتصف الخمسينيات إندلعت في الرمثا مظاهرات عارمة تطالب بالإنضمام للوحدة المصرية السورية، وكان القائد لتلك التظاهرات شاباً لم يكمل دراسته الثانوية بعد، لكن (الهربيد/ هذا هو اسمه) سيغدو مشهوراً حين يعلن الرمثا جمهورية مستقلة، وينقل أتباعه اليافطة التي تحمل عبارة الحدود الاردنية، من موقعها بين الأردن وسوريه إلى منطقة المثلث، الواقعة على الطريق بين عمان والمدينة الثائرة، وكان المتظاهرون يتجمعون يومياً في وسط المدينة، ثم يتوجهون إلى المركز الحدودي ليلقوا خطاباتهم الحماسية، وقد أخذتهم حماستهم يوماً إلى مقهى في المركز الحدودي كنا نطلق عليه (rest house )، وإستولوا على موجوداته من خمور وغيرها، باعتبار أنه كان يمثل الإمبريالية العالمية، ثم توجهوا إلى (الغربال) وهو منشاة تبرعت بها الولايات المتحدة لمساعدة المزارعين على تصفية حبوبهم من الشوائب، فاحرقوه هاتفين للوحدة وضد الاستعمار. لم يكن والدي المعروف بحنكته الإدارية يناهض المتظاهرين، وإن لم يكن متفقاً معهم، وكان مستعدا على الدوام للسير في مقدمة المتظاهرين، كيلا يثير حفيظتهم، لكنه كان في كل مساء يتصل برؤسائه لوضعهم في صورة ما يحدث، وعلى العكس منه كان مدير ناحية الكفارات قد شتم المتظاهرين، وهددهم بمسدس كان يحمله، فأوسعوه ضرباً حتى أدخلوه المستشفى.

وهي المدينة التي ختم متظاهروها بعض جوازات سفر المغادرين بعبارة جمهورية الرمثا


شيخ الرمثا فواز باشا البركات الزعبي

مناضل حمل على أكتافه ملامح المرحلة الحاسمة. لقد امتلك فواز بركات الزعبي ابن الرمثا كل مقومات الزعيم والكلام فيه وعنه يعذب للنفوس التي عرفته أو التي اطلعت على سيرته المفعمة بالرجولة والشجاعة والقيم العربية وما عرفت فيه الا الإخلاص العميق لقضايا الوطن، وهو طويل التفكير، ناهض بالعمل، لا يستقيم الامر الا إذا رعاه وكأن شأنا لن يصل إلى غايته الا إذا عاناه بنفسه وقام عليه. على الرغم من كبر سنه ولكنه كان في روح الشباب عندما يتحدث، وفي شجاعة الفرسان عندما يتأبط بندقية النضال، وخوض المعارك فكان المجاهد يبحث عن الموت بالشهادة ولكن كان الموت يهرب منه.

. شارك الشيخ فواز في معظم المؤتمرات الوطنية، وكان آخر نشاطه السياسي، مشاركته في المؤتمر الوطني الثالث الذي عقد في مضافة آل التل بزعامة الوجيه الوطني عبد القادر التل، في الخامس والعشرين من شهر أيار 1930م، وكان من ابرز المتحدثين في هذا المؤتمر.

'الشيخ فواز باشا البركات الزعبي'، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني والجنوب السوري، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م الذي اعتبر الشجاعة عند الشيخ فواز باشا البركات الزعبي، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني (الرمثا) والجنوب السوري (درعا)، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م ملازمة لحياته منذ مطلع شبابه، وتفجرت الشجاعة في ميادين القتال، فقال :« اشتهر ابو ناصر بالشجاعة والرجولة والفروسية منذ شبابه ومع بداية الحرب الاولى والثورة الشريفية (الثورة العربية الكبرى)، واصبحت الشجاعة عنده قضية وطنية وانسانية، وظفها بكل اشكالها وألوانها لمصلحة العرب واستقلال العرب »، وكان يقول : « والمحارب مهما كان نوع الحرب التي يشارك بها، اذا انهزم خوفا من الموت يلحقه الخجل الى الابد، ويرافق سيرته حتى ولو كان قد حقق المعجزات في معارك اخرى.... لذلك الخوف عند الشجاع هو غير الخوف عند المترددين.. وكان الشهيد طلال حريذن، يمثل الرجل الشجاع الذي يخاف من الهزيمة ولا يخاف من الموت، وتعلمنا منه ان الموت لا يأتي مبكرا عند المجاهدين الا للمترددين ». 'الشيخ فواز باشا البركات الزعبي' فواز البركات، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني والجنوب السوري، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م.


دور عشاير الرمثا في دعم الثورات السورية ضد العهدين العثماني والفرنسي

حيث شدوا أزره في قتاله مع العشائر الأردنية والفلسطينية، وقد منحهم الجزار مكتسبات كثيرة خلال فترة حكمه، وبخاصة في مناطق الرمثا (الشمال الأردني)، يقول الجنرال البريطاني فردريك بيك، في كتابه (تاريخ الأردن وقبائلها)، ترجمة بهاء الدين طوقان، صفحة (426) حول وقوف الزعبية لجانب الجزار ما يلي : « فقد شدوا أزره في قتاله (رباع) جد عشيرة الشريدة، وبعد هذه الحادثة خصص الجزار باشا جعلا ثابتا قدره (180) ليرة لرئيسهم (ابن إبراهيم الزعبي) ولذريته من بعده، وبعد خروج الاتراك من هذه البلاد انقطعت عنهم الإعانة». أما الشيخ الزعبي الذي قدمت له العجالة الدائمة من قبل الجزار فهو الشيخ مصطفى الزعبي. يقول الدكتور محمود ساري الزعبي عن نصرة الزعبية لحاكم عكا ما يلي : « هذه الأصول الزعبية - التي نمت على طول امتدادها وتواجدت في حوران بشكل بارز كان لها من المواقف المشرفة التي أشار إليها بعض المؤرخين القدامى وتناقلتها الأجيال على مدى التاريخ الحديث ! ! ومن ذلك وقوف عشيرة الزعبية بكل ثقلها إلى جانب أحمد باشا الجزار في حربه ضد (رباع) و(حماد) والذي لم نعرف أسبابه ليومنا هذا، الأمر الذي صدر بسببه مرسوم سلطاني (طغرائي) بتوقيع احمد باشا، مصدقا من والي الشام إسماعيل باشا ارناؤوط، برفع الغرامات وسائر التكاليف عن الرمثا ومنطقتها، كما أمر الجزار وذلك إكراما لأحد شيوخها الأتقياء الذين شاركوا الجزار بما ساعده وقدمه وقواه على أعدائه !! وقد أمر الجزار بدارة كبيرة لهذه العائلة وأمر ببناء مسجد لذلك الشيخ سمي باسمه كاعتراف لهم بما قاموا به وما يمثلونه على الصعيد الحـوراني، إضافة إلى قرار تخصيص (جعل) ثابت لشيخ هذه العشيرة في حينها المرحوم مصطفى الزعبي وهو احد أجداد الشيخ فواز بركات الزعبي!!.


مواجهة للشركس والدروز الأطـرش والمقـداد

سهلت له شخصيته القوية والمحبوبة بناء علاقات فاعلة وظفها في خدمة الصالح العام، وجعل من سهل حـوران (حـوران - الجولان - جبل العرب) القدوة في التعايش والانسجام على الرغم من الصعوبات التي واجهها لتحقيق هذا التعايش، وذلك بسبب المحاربات العشائرية بين الشركس والدروز اولا، وبين اهل جبل العرب وحوران ثانيا، وليس أخيرا لان مشاكله مع العشائر البدوية كانت كثيرة وكثيرة جدا.

لقد تمكنوا من تنظيم الاجتماعات للزعامات العشائرية في الجولان، وذلك بناء على طلب الشيخ موسى مريود (والد احمد مريود) ومشايخ الشركس من (آل باغ) وذلك لوضع حد للمحاربة بين الطرفين (الشركس والدروز) وتم اختيار الشيخ فواز باشا البركات الزعبي لحياديته، فهو ليس من الشركس ولا من الدروز مثل ما هو موسى مريود أيضا.

ان عشائر الرمثا بالتعاون مع آل مـريـود تدخل لفك الاشتباك عندما أشعل الأتراك نار الفتنة بين عوائل الشركس وعوائل الدروز قبل الحرب العالمية الأولى بقليل، وقد حاول أن يرمي بَرْدَه وسلامه على نار الفتنة، إلا انه فشل في بادئ الأمر ونجح أخيرا ولكن بعد إراقة الدماء الكثيرة بين الطرفين ». وكان رأي الشيخ فواز باشا البركات الزعبي « ان يبعد المنطقة عن دسائس المستعمرين ويحميها من ظواهر الجاهلية الممثلة بالغارات والثارات والقتل على الهوية العرقية والمذهبية ». ولولا حكمة مشايخها من أمثال الشيخ فواز باشا البركات الزعبي لاستمرت تلك المحاربات، ولكنه مع أصحاب النخوة العربية من مشايخ حوران، حولوا الاقتتال بين الأخوة إلى القتال المشرف في جيش الثورة العربية الكبرى.. ».

يقول الدكتور علي سلطان في كتابه (تاريخ سورية) صفحة (108) : « فعادت الحوادث الداخلية لتظهر من جديد في سورية، غير مكترثة بقوة الدولة، وكثرت حوادث التعدي والسطو وقطع الطرق والإغارة على القرى وسيطرة البدو على الريف، إلا أن ثورتين قامتا في سنة 1910م في حوران والكرك وكانتا من القوة والعنف إلى حد اضطرت معه الدولة إلى إرسال الجيش لقمعهما، وكان من أسباب ثورة حوران سيادة العقلية القبائلية والعشائرية والطائفية، وكان هناك بين الدروز والحوارنة نوع من العداء التقليدي وبخاصة بين زعماء الفئتين، عائلة (الأطرش) بين الدروز وعائلة (المقداد) بين الحوارنة » وفي بداية الأحداث لعبت عشيرة الزعبية دور الوسيط، ولكن الدروز اتهموا الشيخ فواز باشا البركات الزعبي بالانحياز إلى عائلة المقداد، باستثناء سلطان باشا الأطرش الذي اتهم الأتراك بتحريك الفتنة بين الجيران، لبسط سيطرتها على الجميع، وانه الشيخ فواز باشا البركات الزعبي والشيخ إسماعيل الحريري، والشيخ ياسين الرجب، اكتشفوا لعبة الفتنة، ولكن حماس الشباب تغلب على حكمة الشيوخ، ويذكر الاطرش في مذكراته التي نشرتها مجلة (بيروت المساء) العدد (98) تاريخ 23 كانون الأول 1975م عن هذه الحوادث بقوله:« أما السبب المباشر فهو أن الجبل أصبح منذ مطلع القرن حمى الأحرار العرب من كل حدب وصوب». وقد اتهم الوالي إسماعيل فاضل باشا بالانحياز إلى الحوارنة، ولذلك فسر الشيخ فواز هذا الانحياز بأنه لزيادة التوتر بين السهل والجبل أي بين سهل حوران وجبل الدروز، وذلك بعد ما اتهم الوالي الانجليز بأنهم حرضوا الدروز على الحوارنة، وجاء في الوثائق الفرنسية، الملف رقم (2) ورقم (9) تاريخ 8 تشرين الثاني 1910:«ان الدروز بإغارتهم على قافلة الجمال بين غصم ومعربا قتلوا (23) مسلما منهم أربع نساء ومسيحيان وكرديان» ونقلا عن الوثائق الفرنسية يقول الدكتور علي سلطان: « رفض الوالي اسماعيل باشا تدخل الشيخ اسماعيل الحريري وشكيب ارسلان ،و الشيخ فواز باشا البركات الزعبي لان الوالي كان يعتقد ان الانجليز هم الذين شجعوا وحرضوا الدروز على القيام بالتمرد على الدولة الذي ادى الى قتل (17) مسلما من منطقة درعا كانوا يدافعون عن بصرى الحرير، حتى ابيدت عائلة المقداد المسلمة.. وان القنصل البريطاني وضابطا من الجيش الهندي ظهرا في حوران، وكانا يحرضان الدروز - حسب رواية الوثائق الفرنسية - ولهذا قرر الصدر الاعظم ان ينهي اعمال العصابات».

كان الشيخ فواز باشا البركات الزعبي يرمي من وراء تحركه ضد هذه الفتنة « ان لا توضع المبررات بين الأتراك لضرب الطرفين المتنازعين » ومن هنا جاء اتصاله بالسيد شكيب ارسلان للعمل معا لتهدئة الأوضاع بين الطرفين، ولكن لقد فات الاوان ولم تنفع كل الوساطات لان قرار الصدر الأعظم قد اتخذ لمهاجمة جبل الدروز بحملة كبيرة يقودها الضابط العربي سامي باشا الفاروقي. والذي حدث ان وفدا من زعماء الدروز قابل الفاروقي، وعرض عليه مشاكلهم مع الحوارنة وبخاصة مع عائلة المقداد، فقال الفاروقي بانه يقصد من حملته سيادة القانون واعادة الطمأنينة والهدوء إلى المنطقة، وتطبيق القانون كنزع السلاح من الأهالي وتجنيد الشباب وبالمقابل ذهب إلى درعا واجتمع بشيوخها، واقسم الا يمس إنسانا باساءة، ولا يقوم جيشه بأي تخريب، ولكن الشيخ فواز اكتشف ان نوايا الفاروقي غير سليمة وبخاصة عندما طلب بالقوة (1500) جمل من الحوارنة، ووعد أيضا بتسليح الحوارنة لحماية انفسهم من الدروز والبدو، وحذر الشيخ فواز باشا البركات الزعبي من نوايا الفاروقي الذي يقود (27) لواء من جنود من مختلف الولايات العثمانية، وقال للشيخ إسماعيل الحريري : « اليوم في الجبل وغدا في حوران، وبعد غد ربما في فلسطين» فذهب إلى دمشق والتقى بالأمير علي باشا الجزائري للتوسط بين الدولة والدروز ولكن فات الاوان، فالفاروقي خدع الدروز وخدع الحوارنة، فقصف الجبل بالمدافع، وقتل اكثر من الف رجل وصادر (15) الف بندقية، واعدم شنقا ستة أشخاص، من بينهم والد سلطان باشا الاطرش، ولم يكتف الفارقي بتدمير الجبل، بل زحف بقواته إلى الجنوب الأردنـي، ودمر الكـرك، حيث كانت ثورة الشهيد قدر بن صالح المجالي.. واذا لم يفلح الشيخ فواز باشا البركات الزعبي بالمصالحة بين الحوارنة والدروز عام 1910م، فقد نجح في عام 1916 حيث وقف الجميع إلى جانب الثورة العربية الكبرى.


جبل الدروز وحوران

® صفحة 18 (سنة 1910 : اشتدت الخلافات بين الدروز والحوارنه، فقامت الحكومة حملة عسكرية قوامها سبعة وثلاثين طابوراً بقيادة سامي باشا الفاروقي للقضاء على الفتنة وتوطيد الأمن والنظام، وقد قامم الدروز دخول الحملة وجرى قتال بين الطرفين، كان من نتائجه أن ألقى رجال الجيش القبض على زعماء الدروز وأحالوهم للمحاكمة العرفية، فاعدم من أعدم وسجن من سجن، وعندما لاحظ سامي باشا نجاح خططه في جبل الدروز وحوران أراد ان يقوم بنفس الإجراءات في لواء الكرك، وأرسل برقية إلى متصرف الكرك (ظاهر بك) وهو من أصل عربي من أجل جمع السلاح وتحير الأراضي والأملاك نفوس السكان، وعند دعوته هيئة مجلس الإدارة وهيئة المحكمة وشيوخ البلاد كان المعارض الوحيد لدخول قوات سامي باشا (قـدر المجـالي) اما البقية فقد خافوا مغبة رفض دخول القوات وتفعل بهم ما فعلت بالدروز وحوران..) لقد امتلك الشيخ فواز باشا البركات الزعبي كل مقومات الزعيم والكلام فيه وعنه يعذب للنفوس التي عرفته أو التي اطلعت على سيرته المفعمة بالرجولة والشجاعة والقيم العربية وما عرفت فيه الا الإخلاص العميق لقضايا الوطن، وهو طويل التفكير، ناهض بالعمل، لا يستقيم الامر الا إذا رعاه وكأن شأنا لن يصل إلى غايته الا إذا عاناه بنفسه وقام عليه. على الرغم من كبر سنه ولكنه كان في روح الشباب عندما يتحدث، وفي شجاعة الفرسان عندما يتأبط بندقية النضال، وخوض المعارك فكان المجاهد الشيخ فواز باشا البركات الزعبي يبحث عن الموت بالشهادة ولكن كان الموت يهرب منه.


السياسة والجمعيات السرية

لقد بلغ تدهور الأوضاع في البلاد العربية مستواه الأقصى، وأصبح الحكم العثماني في ظل (حزب الاتحاد والترقي)منذ سنة 1908م، كارثة في الإجهاز على ما تبقى من حيوية الأمة العربية. ولم تعد الدولة اداة استهلاك فحسب، ولم تكن تسعى لإنعاش البلاد أو تتدخل لمعالجة أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، بل كانت تسعى لدفع حركة التدهور دفعا قويا، وفي آن واحد جرى عزل البلاد العربية عن اوروبا التي كانت قد بدأت تسير في طريق التقدم والنهضة الصناعية والثقافية.. والأعظم من كل ما ذكر من مصائب، سياسة التتريك لكل الفكر القومي العربي، لغة وتاريخا وحضارة.

وعليه قامت جمعيات سرية نتيجة هذا الأمر كمعارضة عربية : وفي مقدمة هذه الجمعيات (الجمعية القحطانية) التي تأسست عام 1909م اي بعد الانقلاب على السلطان عبد الحميد بأشهر قليلة، وكان من بين أعضائها الأوائل الامير شكيب ارسلان والدكتور عزت الجندي، ومحمد كرد علي، وعارف الشهابي، وعلي النشاشيبي، وبشر لها ولاهدافها في منطقة حوران الموحدة آنذاك (الرمثا - الجنوب السوري) الشيخ فواز باشا البركات الزعبي وإسماعيل الحريري، وسعد الدين المقداد (عضو مجلس النواب العثماني) وتوفيق المجالي (عضو مجلس النواب العثماني) وغيرهم.. ومن اهداف هذه الجمعية « مجابهة التيار العنصري التركي بتيار قومي عربي ينازعه السيطرة على الدولة وعلى مؤسساتها في الولايات العربية ». يقول المجاهد فايز الغصين في مذكراته، حيث ورد حديثه في كتاب (نضال حوران) للأستاذ احمد عطا الله صفحة (35) ما يلي :« ان ما فرضه الاتراك على أهل حوران يعني وجوب الدفع دون استثناء حتى ولو كان المدفوع هو لقمة العيال، لقد تحولت حوران الى ثكنات للجيش التركي الذي اعد العدة لاجتياز ترعة السويس وصادر كل ما وقع تحت يده ليصبح ملكا له.. فتحركت قوى المعارضة المسيسة بأهداف الجمعيات العربية السرية، وقاد زعيم حوران الشيخ فواز باشا البركات الزعبي حركة الرفض لمتطلبات الجيش التركي، والتي كادت تؤدي الى الجوع والتشريد وقطع معظم الاشجار». ومن الاتجاه العربي الإسلامي، بدأ يتكون في حوران جمهور من الشباب واخذوا يعقدون اجتماعات خاصة تتحدث عن حكم (حزب الاتحاد والترقي) المستبد، ويبحثون في ضعف الحكومة الظاهر أمام الأوروبيين، وكانت (العربية الفتاة) اهم جمعية سرية عربية، حيث كان الشيخ فواز باشا البركات الزعبي من قادتها ومن ممثليها في منطقة حوران، فقادت الاتجاه القومي العربي حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1911م نشط انصار السلطان المخلوع عبد الحميد وقد سموا (بالارتجاعيين)، ثم أصبح اسم تجمعهم (الحزب المحمدي) اي (درويش وحدتي محمد) وكانت غاية هذا الحزب : القيام بثورة مضادة ضد الاتحاد والترقي، وقد نشط هذا الحزب في حوران ردا على حملة سامي الفاروقي على جبل العرب وحوران والكرك، التي جرت عام 1910.


تأمين الحمايـة للتجـار والحجـاج في الرمثـا

بعد ثورتي جبل الدروز والكرك، سادت حالة من الفوضى في المنطقة، والمتضرر الأكبر قوافل الحجاج والتجار، التي كانت تخرج من تركيا وسورية عبر الرمثا ومنها إلى الجنوب الأردنـي، وكانت الحكومة العثمانية تضطر إلى تأمين سلامتها وتوفير ما يلزم لها على الطريق حتى تصل الديار الحجازية.. ونظرا لموقع الرمثا المهم كمعبر للقوافل، قام الشيخ فواز باشا البركات الزعبي بالتعاون مع زعماء المنطقة بتنظيم الحماية للقوافل اولا وحماية القرى الفلاحية ثانيا، ومساعدة قوى الأمن الحكومية أخيرا، من غارات قطاع الطرق وغالبيتهم من أشقياء البدو، أو من المطرودين من عشائرهم البدوية لمخالفاتهم العادات البدوية.. يقول الدكتور محمود الزعبي : « لم تحاول الدولة العثمانية ان تؤسس جهاز فاعلا، بل اكتفت بين الحين والاخر بتسيير حملات عسكرية إلى المنطقة التي يحدث فيها اضطرابات حيث تضرب أهلها بلا رحمة ولا شفقة، وللأسباب الأخيرة (اعتداءات قطاع الطرق) كانت تكثر الغزوات غير المبررة تارة بين القبائل بعضها ضد بعض، وبعضها على القرى الآمنة الأمر الذي اضطر الكثيرين من أهالي القرى إلى دفع ما يسمى بالخاوة وهي ضريبة تدفع على شكل حبوب أو ماشية أو نقود من اهل القرى الذين يجاورون تلك القبائل، وذلك مقابل كف اعتداءاتهم والسماح لهم بممارسة زراعة أراضيهم.. ».


أحداث ما قبل الثـورة العـربيـة

بعد فشل الحملة على السويس وهزيمة الأتراك في العراق، أرسل الشريف حسين ولده الأمير فيصل إلى دمشق، وأرسل الأمير علي إلى المدينة المنورة، وبقي الأمير عبدا لله ملازما لوالده ليساعده على إعداد خطط الثورة التي كان لا بد من إعدادها في مكـة..

ولكي يغطي جمال باشا هزائمه وفشله في السويس، بدأ مسلسل الإرهاب والقمع والقتل والنفي بحق زعماء البلاد الشامية وقد صدم الأمير فيصل بالإجراءات التركية فقد وجد ان الفرق العربية قد نقلت إلى الأناضول وحل محلها الفرق التركية، كما تم نفي عدة مئات من الرجال البارزين من البلاد إلى الأناضول.. ® صفحة 78 : (وقد قبض الأتراك على عدد من المسلحين العرب قتلوا منهم واعدموا ونفوا.. منهم : اعدموا : احمد الكايد (شقيق اديب الكايد وهو من عشيرة العواملة).. مصلح الفاضل الربيع (من عشيرة القطيشات).. وآخر من عرب التعامرة.. نفي عدد من وجهاء السلط : صالح خليفة، مطلق المفلح، خليفة عبد المهدي، يعقوب سكر ،صالح البخيت واخوانه الثلاثة، مفضي النجداوي.. نفي عدد من وجهاء الكرك : عودة القسوس، خليل العكشة، عبد الله العكشة وغيرهم.. مادبا :يعقوب الشويحات، ابراهيم جمعان، ابراهيم الطوال، يوسف معايعه، وسليم مرار وغغيرهم.. نفي عدد من وجهاء معان : عبد الرحمن ماضي، احمد ماضي، محمد عبد الجواد، وغيرهم إلى مدين حماة، وكانت تهمة المنفيين من معان ان لهم اتصالات مع جيش الأمير فيصل. وضرب الأتراك مدينة السلط بقنابل المدفعية وكادوا ان يدمروها تدميراً كاملاً.. لولا تدخل جمال باشا شخصياً..!! ونهب الأتراك قرية الفحيص.....)

واستناداً للأستاذ محمود سعد عبيدات يقول : وبعد أن أقدم جمال باشا على إعـدام : عبد الحميد الزهراوي (عضو المبعوثين)، وشفيق المؤيد (عضو المبعوثين) والأمير عمر الجزائري، وشكري العسلي (عضو المبعوثين)، وعبد الوهاب المليحي، ورشدي الشمعة (عضو المبعوثين) ورفيق رزق سلوم، والعقيد سليم الجزائري، والعقيد أمين لطفي الحافظ، وعبد الغني العريسي (صاحب جريدة المفيد) والشيخ احمد طبارة (صاحب جريدة الاتحاد العثماني) والأمير عارف الشهابي، وتوفيق البساط، وسعيد عقل (رئيس تحرير جريدة النصير) وجلال البخاري وسيف الدين الخطيب وبترو باولي ومحمد الشنطي وجرجي الحداد، والدكتور علي عمر النشاشيبي والشاعر عمر حمد وغيرهم، قرر زعماء البلاد فك ارتباطهم نهائيا بالدولة العثمانية، وتداعت الزعامات الوطنية للاجتماع سرا بالأمير فيصل في أوائل ايار 1916م في دار البكري أصدقائه في القابون، وكان هذا أول لقاء للشيخ فواز البركات مع الأمير فيصل، ويومها قال الأمير فيصل للحاضرين : « طاب الموت يا عرب »، وأرسل نسيب البكري رسالة إلى الشريف حسين يشرح له فيها بوضوح اكثر من رسائل فيصل الحالة في بلاد الشام، وأهمية فيصل بالنسبة للحركة القومية فيها، ووجوب بقائه على رأسها في دمشق. وتوزعت الأدوار بين الحاضرين، واستعد الشيخ فواز باشا البركات الزعبي على تجنيد المئات للثورة ،وقد جددت الروابط مع زعماء الدروز الذين اشترطوا ان تشترك قبائل البدو في الثورة، وكانت التوجيهات التبشير بالثورة القادمة، وجاء في مذكرات يوسف الحكيم صفحة (143) : « ان الأمير فيصل اجتمع بالشخصيات الوطنية مثل : الشيخ بدر الدين الحسيني، كبير علماء الإسلام في دمشق، والفريق المتقاعد علي رضا الركابي، رئيس بلدية دمشق، واحمد قدري والشيخ فواز باشا البركات الزعبي من زعماء حوران، ولم يغادر دمشق، الا ودخل عن طريقه في جمعية الفتاة كثير من زعماء الدروز والحوارنة والبدو حتى غدت الجمعية قوية بهم »....

® صفحة 10 : (مجلس المبعوثان ومجلس الولاية) : بعد الانقلاب العثماني سنة 1908 جرت أول انتخابات لمجلس المبعوثان وانتخب توفيق المجالي مبعوثاً عن لواء الكرك وهو الأردني الوحيد الذي حصل على عضوية ذلك المجلس، أما لواء حوران فقد مثله سعد الدين المقداد.. وهذا المجلس بمثابة مجلس نواب خاص لإدارة الولاية ينتخب أعضاؤه من قبل مجالس الإدارة في الأقضية، وقد جرت الانتخابات لعضوية المجلس عل فترتين، فانتخب عن شرقي الأردن في الفترة الأولى السادة : عودة القسوس عن الكرك.. يوسف السكر عن السلط.. عبد النبي النسعة عن معان.. عبد المهدي محمود عن الطفيلة.. عبد القادر التـل وعبد العزيز الكـايد (العـتوم) عن قضائي عجلون وجرش.. أما الفترة الثانية فقد مثل شرقي الأردن السادة : زعل المجالي، محمد الحسين، علاء الدين طوقان، خليل التلهوني، حس العطيوي، نجيب الشريدة، وشوكت حميد. عقد مجلس المبعوثان ثلاث مرات وكان مجلس عام 1908 قو المجلس الثاني أما المجلس الثالث فقد كان عام 1914 واستمر حتى نهاية الحرب الكبرى (1918) ومثل توفيق المجالي لواء الكرك في المجلسين الثاني والثالث).


الشيخ فواز باشا البركات الزعبي في الحرب العالميه الاولى واشتراك تركيا في الحرب العالمية الأولى

لم تنخرط تركيا في الحرب مباشرة، إذ حافظت على الحياد حوالي ثلاثة أشهر، اي إلى يوم 3 تشرين الثاني 1914، حيث اعلنت اشتراكها بالحرب إلى جانب ألمانيا، واعلن السلطان التعبئة العامة.. وعلى الرغم من العلاقة غير الصافية بين العرب والحكام الأتراك، وقف (رجال الإصلاح العرب) موقفا طيبا مع الدولة، وتناسوا خلافاتهم معها. وجه المجاهد احمد مريود رسائل إلى زعماء حوران (درعا والرمثا) يخبرهم بموقف (جمعية العربية الفتاة)، والمتضمن قرار الجمعية التالي نصه : « ينتج عن دخول تركيا الحرب، ان مصير الأجزاء العربية في الدولة باتت مهددة بخطر شديد، فيجب بذل أقصى جهد لضمان تحريرها واستقلالها، وقد تقرر ذلك انه في حالة ظهور مطامع أوروبية في هذه الأجزاء، ينبغي على الجمعية ان تعمل إلى جانب تركيا في سبيل مقاومة النفوذ الأجنبي مهما كان نوع شكله». ويذكر السيد احمد الخطيب في اوراقه ان اجتماعا عقد في دار البكري بدمشق، حضره مجموعة من زعماء (الحركة الوطنية العربية)، لمناقشة دعم الحكومة في إنجاح التعبئة العامة، وحضر الاجتماع : احمد مريود - فاضل المحاميد - عز الدين التنوخي - الامير محمود الفاعور - إسماعيل الترك (الحريري) - الشيخ فواز باشا البركات الزعبي - نبيه العظمة وقرأ احمد الخطيب على المجتمعين رسالة رشيد رضا، (صاحب مجلة المنار) واحد الاعضاء البارزين في (حزب اللامركزية العثماني) رسالة إلى زعماء بلاد الشام، التي يطلب فيها منهم وجوب الوقوف إلى جانب الدولة، وفي 28 تشرين الأول 1914، وفي هذا الاجتماع تم الاتفاق على تنفيذ كل ما تطلبه الدولة من زعماء ووجهاء بلاد الشام. وفي 13 تشرين الثاني 1914، عقد زعماء حوران وزعماء الرمثا اجتماعا في درعا بالسرايا الحكومية، حضره : الشيخ فواز باشا البركات الزعبي وعكاش سالم ذياب السلامات، وقاسم الشرع، وطالب الشرع، وعبد الكريم عقاب الحشيش، وفاضل المحاميد وإسماعيل الحريري وشحادة بجبوج، ومحمد فياض المذيب وكايد المفلح، وسليمان السودي، ومحمود فنيش نصيرات، وشحادة التل، وعبد القادر التل، ومنصور القاضي وغيرهم، وقد اشار الكاتب الاستاذ احمد عطا الله في كتابه «صور مشرقة من نضال حوران» إلى حماسة الشيخ فواز باشا البركات الزعبي للتطوع في القتال دفاعا عن الخلافة الإسلامية التي ا صبحت في خطر إذا تمكنت بريطانيا وفرنسا من هزيمة تركيا، ودعا إلى التعبئة العامة في حوران، وقد اشاد الشيخ فواز باشا البركات الزعبي بموقف رئيس جمعية العهد القائمقام عزيز علي المصري على الرغم من كل المصائب التي لاقاها من الاتراك، وذلك بعد أن قرأ متصرف حوران رسالة المصري إلى الضباط العرب في الجيش التركي والتي تضمنت العبارة التالية : « عليكم الا تكونوا اداة للقيام بأي عمل فدائي ضد الدولة العثمانية اذا كان دخولها الحرب يعرض البلاد العربية للغزو الأوروبي، فعليكم ان تقفوا الى جانب تركيا حتى تحصلوا على كافة الضمانات القومية حيال الأهداف الأوروبية في تلك البلاد.. ». وقد اشاد متصرف حوران بالصحافة العربية التي تبشر باشتراك الشريف الحسين بن علي بالحرب، وانه سيكون قريبا في دمشق يحمل راية الرسول، وكانت (صحيفة الاتحاد العثماني) التي تصدر من بيروت قد نشرت خبرا « أن الأمير عبد الله بن الشريف حسين قد تطوع للعمل في سبيل الجهاد ومعه فرقة كبيرة من رجال القبائل الحجازية، وبوسعنا الآن ان نؤكد ان شريف مكة قد اعلن الجهاد في جميع أنحاء الحجاز ملبيا في ذلك رغبة الخليفة وان القبائل يستجيبون من كل ناحية لهذه الدعوة بأسلحتهم الكاملة ». استبشر الشيخ فواز باشا البركات الزعبي ومشايخ حوران خيرا بمقدم الشريف وولده عبد الله، وان راية الرسول ستمر من الرمثا ودرعا.. ولكن جاءت الامور غير ذلك، فلم يحصل أي منها..

® صفحة 26 : (في أواخر سنة 1911 أعلنت الحكومة العثمانية العفو عن السجناء من أهل الكرك وجبل الدروز وحوران أخلت سبيلهم.. وذلك من أجل تحسين علاقتها مع العرب.. وقد كان الشيخ قدر المجالي من الملاحقين ذاك الوقت ولم يتمكنوا من القبض عليه وذلك لآن الأهالي كانوا يحبونه ويحترمونه فلم يش به أحد منهم، وقد شمله العفو العام سنة 1912 الذي أعلنته الحكومة فعاد إلى الكرك وبعد مدة تمت دعوته من قبل - محمد جمال باشا - إلى دمشق وتوفي فيها على أثر التسمم عن طريق فنجان قهوة وذلك ما أكده (سلمان السعيد) أحد عبيد قدر المجالي الذي كان يرافقه في دمشق...... وقيل أن الأتراك دسوا له السم في طعامه...)

أعلنت الثورة في 9 شعبان 1334 (10 حزيران 1916).. شارك الشيخ فواز باشا البركات الزعبي في معظم الاجتماعات السرية والعلنية التي عقدها الأمير فيصل في دمشق وجوبر، مع زعماء الحركة الوطنية العربية وقيادات الجمعيات العربية، وكان الشيخ فواز باشا البركات الزعبي يمثل سهل حوران في تلك الاجتماعات، والتي كانت قبل إعلان الثورة العربية الكبرى بأشهر قليلة. يقول الدكتور محمود الزعبي : « كانت مهمة الشيخ فواز باشا البركات الزعبي الذهاب إلى حوران وجبل العرب، وإقليم البلان لتفعيل الثورة، واستقطاب العشائر الحورانية إلى صفوفها، ونجح نجاحا باهرا عندما شكل مجموعات مقاتلة ساعدت قوات التفجير في الاستيلاء على محطات سكة الحديد والجسور في درعا والزوية، واليادودة والتل السوري المحاذية للرمثا شمالاً. كما تعامل مع شخصيات وطنية في جبل العرب لصالح الثورة من بينهم اسد الاطرش، ورشيد طليع (أول رئيس حكومة أردنية)، وبنى علاقات نضالية مع الشخصيات العشائرية في حوران ومن بينهم إسماعيل الحريري وفاضل المحاميد ومصطفى الخليلي، ومحمد فياض عبيدات (زعيم عشيرة العبيدات في حوران) وحرضهم نفسيا وقتاليا ضد القوات التركية المتواجدة في مواقع اليرموك وجنوب دمشق، وشكل مفارز عسكرية من عشائر حوران كانت تتسابق للانضمام للثورة وكان من بينهم احمد المفلح العوض الزعبي واقاربه وجوه زعبية خربة غزالة، مما ساعد الجيش الشمالي المعروف بالجيش الفيصلي على دخول دمشق منتصرا لان الطريق كانت سالكة بفعل ثورة الحوارنة وعلى رأسها قوات الشيخ فواز باشا البركات الزعبي..». امتدحه الشيخ عودة ابو تايه، واثنى على شجاعته مصطفى الخليلي، الذي اعتبر الشجاعة عند الشيخ فواز باشا البركات الزعبي، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني (الرمثا) والجنوب السوري (درعا)، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م ملازمة لحياته منذ مطلع شبابه، وتفجرت الشجاعة في ميادين القتال، فقال :« اشتهر أبو ناصر بالشجاعة والرجولة والفروسية منذ شبابه ومع بداية الحرب الأولى والثورة الشريفية (الثورة العربية الكبرى)، وأصبحت الشجاعة عنده قضية وطنية وإنسانية، وظفها بكل اشكالها وألوانها لمصلحة العرب واستقلال العرب »، وكان يقول : « والمحارب مهما كان نوع الحرب التي يشارك بها، إذا انهزم خوفا من الموت يلحقه الخجل إلى الابد، ويرافق سيرته حتى ولو كان قد حقق المعجزات في معارك أخرى.... لذلك الخوف عند الشجاع هو غير الخوف عند المترددين.. وكان الشهيد طلال حريذن، يمثل الرجل الشجاع الذي يخاف من الهزيمة ولا يخاف من الموت، وتعلمنا منه ان الموت لا يأتي مبكرا عند المجاهدين الا للمترددين ». 'الشيخ فواز باشا البركات الزعبي' فواز البركات، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني (الرمثا) والجنوب السوري (درعا)، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م.


الشيخ فواز باشا البركات الزعبي في الثوره العربية الكبرى

ويجب أن لا يسهو عن بال أي عربي أن تلك الثورة كانت تعبيرا عما كان يعتلج في قلوب المتنورين العرب من مختلف الديار والأمصار – من مشاعر قومية ومن رغبات استقلاليةً ،ولذلك كان القرار ان يتبنى الحجاز قضية العروبة ويقوم بالعبء كاملاً بعد أن عجز الأتراك عن خضد شوكة الهاشمي بمكة المكرمة.

أعلنت الثورة في 9 شعبان 1334 (10 حزيران 1916).. شارك الشيخ فواز باشا البركات الزعبي في معظم الاجتماعات السرية والعلنية التي عقدها الأمير فيصل في دمشق وجوبر، مع زعماء الحركة الوطنية العربية وقيادات الجمعيات العربية، وكان الشيخ فواز باشا البركات الزعبي يمثل سهل حوران في تلك الاجتماعات، والتي كانت قبل إعلان الثورة العربية الكبرى بأشهر قليلة. يقول الدكتور محمود الزعبي : « كانت مهمة الشيخ فواز باشا البركات الزعبي الذهاب إلى حوران وجبل العرب، وإقليم البلان لتفعيل الثورة، واستقطاب العشائر الحورانية إلى صفوفها، ونجح نجاحا باهرا عندما شكل مجموعات مقاتلة ساعدت قوات التفجير في الاستيلاء على محطات سكة الحديد والجسور في درعا والزوية، واليادودة والتل السوري المحاذية للرمثا شمالاً. كما تعامل مع شخصيات وطنية في جبل العرب لصالح الثورة من بينهم اسد الاطرش، ورشيد طليع (أول رئيس حكومة أردنية)، وبنى علاقات نضالية مع الشخصيات العشائرية في حوران ومن بينهم إسماعيل الحريري وفاضل المحاميد ومصطفى الخليلي، ومحمد فياض عبيدات (زعيم عشيرة العبيدات في حوران) وحرضهم نفسيا وقتاليا ضد القوات التركية المتواجدة في مواقع اليرموك وجنوب دمشق، وشكل مفارز عسكرية من عشائر حوران كانت تتسابق للانضمام للثورة وكان من بينهم احمد المفلح العوض الزعبي واقاربه وجوه زعبية خربة غزالة، مما ساعد الجيش الشمالي المعروف بالجيش الفيصلي على دخول دمشق منتصرا لان الطريق كانت سالكة بفعل ثورة الحوارنة وعلى رأسها قوات الشيخ فواز باشا البركات الزعبي..». امتدحه الشيخ عودة ابو تايه، واثنى على شجاعته مصطفى الخليلي، الذي اعتبر الشجاعة عند الشيخ فواز باشا البركات الزعبي، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني (الرمثا) والجنوب السوري (درعا)، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م ملازمة لحياته منذ مطلع شبابه، وتفجرت الشجاعة في ميادين القتال، فقال :« اشتهر أبو ناصر بالشجاعة والرجولة والفروسية منذ شبابه ومع بداية الحرب الأولى والثورة الشريفية (الثورة العربية الكبرى)، وأصبحت الشجاعة عنده قضية وطنية وإنسانية، وظفها بكل اشكالها وألوانها لمصلحة العرب واستقلال العرب »، وكان يقول : « والمحارب مهما كان نوع الحرب التي يشارك بها، إذا انهزم خوفا من الموت يلحقه الخجل إلى الابد، ويرافق سيرته حتى ولو كان قد حقق المعجزات في معارك أخرى.... لذلك الخوف عند الشجاع هو غير الخوف عند المترددين.. وكان الشهيد طلال حريذن، يمثل الرجل الشجاع الذي يخاف من الهزيمة ولا يخاف من الموت، وتعلمنا منه ان الموت لا يأتي مبكرا عند المجاهدين الا للمترددين ». 'الشيخ فواز باشا البركات الزعبي' فواز البركات، الشجاع والمقاتل، خلال تحرير الشمال الأردني (الرمثا) والجنوب السوري (درعا)، والمعروفة جغرافيا وتاريخيا بمنطقة حوران، وكانت البداية في لقاء الأمير فيصل في منطقة الوجه عام 1917م.

مدينة الرمثا 580814


عدل سابقا من قبل saad anter في السبت 6 نوفمبر 2010 - 11:01 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/saadanter
سعد عنتر سعد
مراقب
مراقب
سعد عنتر سعد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2517
نقاط : 6975
العمر : 32

مدينة الرمثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدينة الرمثا   مدينة الرمثا Emptyالثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 12:32



الترحيب بأهل حوران في الرمثا وكرم عشائر الرمثا وشيخها فواز باشا الزعبي

لم يكن الشيخ فواز زعيما عشائريا على حوران فحسب، بل كان قائدا سياسيا وعسكريا، خطط ونفذ لعشرات المعارك في العهدين العثماني والفرنسي، وتشهد له معارك درعا، وغزالة، وغباغب، ونوى، والدالية الغربية بالإضافة إلى معركة ميسلون الشهيرة.

اما في دائرة الكرم والشهامة وطيب النفس، فكان في نصف الدائرة، ورثها عن جديه ووالده واعمامه، وهو من الذين قالوا: إذا فقدت الفروسية فقد الكرم، واذا فقدت الشهامة تجد رداءة النفس، وأسلحة العرب هي: الكرم والشهامة وطيب النفس. وهو الذي قال للشريف جميل بن ناصر، متصرف لواء حوران عام 1919م، عندما سأله عن الكرم وعلاقته بالفروسية:

«كان ولا يزال كرمنا على قد حال اهلنا وديرتنا ومهما اختلفت الظروف وتغير الزمان يبقى الكرم عند اسمه (الكرم)، لانه جزء من شخصية الفارس العربي ويرافقه مثل ظله، فاذا فقدت الفروسية فقد الكرم، واذا فقد الكرم، يصبح الرجل طليق ربعه وحتى طليق زوجته».

اذن.. كان الكرم من العناوين المختارة لثوابت السلوك القيمي والإنساني عند الشيخ فواز بركات الزعبي.


التعبئـة العامـة في حـوران

وتم الاتفاق في اجتماع (الوجه) (ان النقطة الأهم في الوصول إلى دمشق هي الرمثا ودرعا، فتحرير سورية يبدأ من حوران)، وكان رأي الشيخ فواز باشا البركات الزعبي : « من حوران تلتقي الخطوط الحديدية الممتدة الى القدس - حيفا - دمشق - عمان - معان - المدينة المنورة بالاضافة الى انها من اهم مراكز تجمع الجيوش التركية، وان حوران بمناطقها الثلاث تمتلك احتياطيا هائلا من المناوئين للاتراك ». واقترح الشيخ فواز باشا البركات الزعبي ان يتم اللقاء الأول مع مشايخ حوران كنواة أولى للتعبئة وعن طريقهم سيتم الانتساب والتجنيد للجيش الشمالي، واقترح الاسماء التالية، كما اوردها المؤرخ احمد عطا الله في كتابه (نضال حوران) صفحة (93) وهم : إسماعيل الترك (الحريري) - هلال موسى الزعبي - مهاوش الشنيور - محمد سالم البردان - سليم صالح الزعبي - محمد الزعل - مصطفى الخليلي - محمد كريم الزعبي - حسين الشاذلي - عرسان الحشيش - عبيد الشاعبين - خالد الحوراني - عيسى العقلة - سعد الدين المقداد - مبارك القهوجي - فرحان حسين الزعبي - صالح الشرع وغيرهم. وقد اجتمع هؤلاء في قرية (طفس) وترأس الاجتماع المجاهد فايز الغصين، بحضور فواز الزعبي وطلال حريذين، وكانت النتائج مفرحة للأمير فيصل حيث تم تجنيد (1500) مقاتل شاركوا في تحرير الشمال الأردني والجنوب السوري.

ومن مناطق الرمثا ودرعا انتقل :..... فايز الغصين والشيخ فواز باشا البركات الزعبي إلى جبل العرب، ولحق بهم نسيب البكري وزكي الدروبي للعمل على بث روح الثورة قي سوريا..، وعقدوا اجتماعا في قرية (المسيفرة)، حضره من الجانب الدرزي المشايخ : سلطان باشا الاطرش، وسليم الاطرش، ومحمد الزغيد. وجرت مناقشة مطولة حول العلاقات بين البدو والدروز، واشار سليم الاطرش إلى انها علاقات غير ودية وان العلاقات منذ الآن ستكون في احسن أحوالها، لان الثورة ستوحد كل اخيار وشرفاء الوطن وكانت النتائج جيدة، فتم تجنيد المئات من أبناء جبل الدروز في الجيش الشمالي، بقيادة علي ناصر الدين، وخليل العموش، وامين ارسلان ولما علم الامير فيصل بنجاح أبو تايه والزعبي والغصين في مهمتهم، اخبر والده الشريف حسين بمواقف الحوارنة والدروز المؤيدة للثورة وسر كثيرا، وكلف ولده الأمير علي بان يوجه تحياته إلى هؤلاء الزعماء، وقد اشار الدكتور حسين البعيني في كتابه عن (دروز سورية ولبنان) صفحة (57) إلى رسالة الأمير علي بن الحسين إلى خليل العموش يقول له : « متوجهين الى دياركم لنكون نحن وإياكم يدا واحدة على اعداء العرب والانسانية ».


الـبداية من الرمثا والمسيفرة

نظرا لكثرة القوات التركية المتواجدة في منطقة درعا والزوية، قرر الشيخ فواز باشا البركات الزعبي بالاتفاق مع المجاهدين طلال حريذين وفايز الغصين على نقل المتطوعين من الرمثا وقراها إلى منطقة (اللجاة) وبالتحديد إلى اطراف قرية (المسيفرة) وفي هذه البلدة عقد اجتماع سري للمجاهدين لتوزيع خطة المناوشات مع الثكنات العسكرية التركية، وعن هذا الاجتماع يحدثنا الشيخ المجاهد حسين الشاذلي وهو من مواليد (1880م) كما جاء في كتاب (صور مشرقة من نضال حوران) صفحة(93 - 97) وكان من المشاركين في هذا الاجتماع : « سمعت السلطات التركية عن طريق مخبريها بالاجتماع الذي عقد في المسيفرة، فجاء على جناح السرعة القائد سامي باشا، على رأس قوة عسكرية حاصرت القرية من جوانبها الأربعة لإلقاء القبض على المجتمعين. وكانت المعلومات قد تسربت إلى الاتراك تشعرهم بأن تنسيقا بين القيادات الوطنية في المسيفرة وبين رسل الأمير فيصل (طلال حريذين، والشيخ فواز باشا البركات الزعبي وفايز الغصين)، وان اجتماعا عاجلا سريا يعقد لرسم خطة مشتركة لتنفيذ تعليمات الأمير فيصل، ولم تفلح القوات التركية بالقبض على المجاهدين وقام سامي باشا بنفسه باستطلاع المنطقة، وفتش بعض بيوت القرية ثم انتقل إلى مقام الشيخ علي الزعبي، ليستطلع المنطقة من موقع مرتفع، الا انه لم ير ما يسره فلجأ إلى العنف، فنكّل بأهل القرية، وأمر جنوده بالاعتداء على الأهالي العزل انتقاما منهم لأنهم سمحوا للمجاهدين بعقد اجتماعاتهم في القرية، فعاد القائد التركي إلى مواقعه خائبا، ونجح الزعبي والقادة بإعلان الثورة من المسيفرة ومنها كانت الشرارة الأولى للثورة على ارض الجولان.

* يوم 16 ايلول قام اهل حوران والرمثا بنسف جسر سكة الحديد القائم شمالي المفرق.

كما نزعوا عدداً من قضبان السكة، فتعطلت المواصلات بين عمان ودرعا.

* ويوم 17 ايلول هاجم اهل الرمثا خط السكة إلى الشمال من درعا وتمركزوا في (تل عرار)، فدمروا الخط على مسافة ستة كيلو مترات ،ثم استولوا على محطة مزيريب وقطعوا مواصلات الأتراك بين دمشق وجيوشهم المتمركزة في فلسطين.

وهاجمت الطائرات الألمانية مركز التحشدات العربية في (أم طي) و(أم السرب).. ولكن تلك الهجمات لم تؤثر على تحقيق الخطة العامة..

* إذ نسف العرب يوم 18 أيلول الجسر الكبير القريب من محطة (نصيب)، وبهذا حققت الحملة العربية جميع اهدافها في شل حركة الأتراك....

* يوم 19 ايلول بدأ الإنجليز هجومهم المنتظر على الجيشين التركيين السابع والثامن، وتداعت قوى الأتراك..)

زحفت القوات النظامية والشعبية صباح يوم 14 ايلول 1918م بقيادة، ووصلت إلى مواقعها المرسومة لها في مساء اليوم نفسه، وخلال اربعة ايام قامت بالعمليات التالية : أولاً : جرت غارة على سكة الحديد بين درعا ودمشق في نقطة قريبة من (تل عرار): وقام المجاهد زعل أبو تايه بنسف جسر سكة الحديد، ثم قاد الشيخ عودة أبو تايه والشيخ المجاهد فواز باشا البركات الزعبي، وطلال حريذين، الهجوم على الحامية التركية فأسروا افرادها البالغ عددهم (40) جنديا ولم يقتل منهم احد. ثانيا : صباح يوم 15 ايلول تم نسف وتدمير (1200) قطعة من سكة الحديد، ونسف محطة السكة في (خربة غزال) وتم احتلال منطقة واسعة بعد تطهيرها من القوات التركية، تقع على مسافة اربعة اميال من المطار الالماني، وخلال النهار تقدم قسم من القوات إلى محطة سكة حديد (مزيريب) وتم الاستيلاء عليها في مساء يوم 15 ايلول. وكانت الخسائر العربية قليلة بالنسبة للخسائر التركية، كما يقول المجاهد فايز الغصين. ثالثا ً: تدمير قطارين ونسف خزانات المياه، وإخراج كمية من سكة الحديد عن مسار خطها. وقام الشيخ المجاهد فواز باشا البركات الزعبي بالإشراف على جمع الأسلحة والعتاد والتموين من القطارين، وتم توزيعها على المجاهدين، وقد ذكر الدكتور محمود الزعبي، ان الشيخ المجاهد فواز باشا البركات الزعبي « نجح نجاحا باهرا عندما شكل مجموعات مقاتلة ساعدت قوات التفجير في الاستيلاء على قطارين وعلى محطات سكك الحديد والجسور في درعا والزوية، واليادودة والتل السوري المحاذية ل الرمثا شمالا».

وقد اعترف القائد العام للعمليات العسكرية الألمانية التركية على الجبهة (الجنرال ليمان فون ساندرس) في كتابه (خمسة اعوام تركية) صفحة (247) بالمجهود الحربي لاهالي الرمثا ودرعا في معارك حوران، واشار إلى انها كانت مدربة على المناوشات الناجحة، مما اربك القوات التركية وبخاصة عندما فجرت خطوط المواصلات، واستولت على القطارات المحملة بالأسلحة والذخائر والمؤن، بعد تفجيرها وقتل واسر جنودها.. ® صفحة 76 : (وهو الذي قد اصدر أوامره عند فراره من الناصرة بان تقوم القوات التركية بالتمركز في خطي دفاعي جديد يمتد من الحولة إلى الرمثا، والجيش الرابع مركزه درعا والرمثا، والجيش السابع من الرمثا إلى سمخ..)، ولم يتمكن اللواء البريطاني من الفرقة الخيالة الرابعة من طرد الأتراك من (اربد)، وقد تولى الدفاع عن (اربد) ضابط عربي هو – منيب الطرابلسي :- من الشبان العرب الأشداء انظم إلى الجيش العربي الأردني فيما بعد، ثم الحقه الانجليز بقوة الحدود حيث اغتيل في معان وقيا ان للانجليز يداً في اغتياله).

وفي الصفحة (253) يقول طلاس في كتابه : « شنت عدة هجمات ليلية على خط السكة بين درعا - دمشق – عمان، واشتركت مجموعة من الرولا ومجموعة اخرى من قرى درعا والرمثا بالهجمات المذكورة ».

بعد هذه الهجمات الناجحة، اجتمعت قيادات القوى الشعبية فرحة بانجازاتها، يقول المجاهد فايز الغصين في مذكراته :« في لقاء كان على رأسه الشيخ فواز باشا البركات الزعبي

عندما عرف الجنرال (اللنبي) قائد القوات الحليفة في فلسطين بنجاح العمليات العسكرية في حوران والتي اعاقت الجيش التركي الرابع من الاستفادة من خط سكة الحديد، بعث رسالة الى الامير فيصل مؤرخة يوم 20 ايلول 1918م يقول له فيها : « لجهودكم المشتركة، فقد ألحقت الهزيمة، بجيش العدو، انني اهنئك على الانجاز العظيم لقواتك الباسلة في درعا، والتي اثرت عملياتها في حدوث الارتباك في خطوط مواصلات العدو تأثيرا مهما على نجاح عملياتي » وقد صنفت هذه الرسالة في الوثائق البريطانية، الملف رقم 39/686/5 ئ والغريب في الامر عند الجنرال اللنبي، انه كان اشد المعارضين للعمليات العسكرية في الرمثا ودرعا، وقبل بدء العمليات بعث رسالة الى الأمير فيصل بحذره من توسيع نطاق عملياته والتوغل بعيدا داخل المناطق، التي ما زالت القوات التركية مسيطرة عليها، يقول طلاس في كتابه صفحة (253): « والحقيقة المرة ان الانجليز والفرنسيين لم يكونوا يريدون أن يروا جيش الامير فيصل وهو يحقق الانتصار تلو الانتصار لكي لا يظهر للرأي العام العالمي الأهمية الحقيقية لعمليات الجيش الشمالي ».

ولكن الشيخ فواز باشا البركات الزعبي وبقية ثوار حوران، كانوا يرون ان هذه هي الفرصة السانحة التي كان الثوار ينتظرونها، دعا الأمير فيصل الى عقد اجتماع عاجل لقيادات الجيش النظامي وقيادات القوات الشعبية (البدوية والفلاحية)، وتم الاتفاق على « تسريع العمليات لتحرير المزيد من المواقع، وحتى يتمكن العرب من دخول دمشق قبل دخول القوات الانجليزية والفرنسية إليها، والتي يقودها الجنرال اللنبي »، واتخذ في هذا الاجتماع الإجراءات التالية :

أولاً : بعث الرسل إلى زعماء ووجهاء حوران وجبل الدروز وشيوخ القبائل البدوية في المناطق التي لم تحرر بعد، ودعوتهم للقتال، وان لا ينتظروا حتى قدوم طلائع القوات العربية إلى مناطقهم، حيث كان الاتفاق السابق.

ثانياً : ان يقوم الشيخ نوري الشعلان شخصياً بالذهاب إلى السويداء (عاصمة جبل الدروز) واحضار المتطوعين معه.

ثالثاً : ان يقوم الشيخ فواز باشا البركات الزعبي بالتوجه إلى قرية (الشيخ مسكين)، والشيخ طلال حريذين إلى (غباغب) والقرى المجاورة، ودعوة المجاهدين للالتحاق بالقوات المتواجدة في المناطق الجنوبية.

رابعاً : يترأس الشيخ عودة أبو تايه جميع القوات الشعبية خلال فترة غياب الشعلان والزعبي وطلال حريذين « وشن غارات خاطفة وقصيرة على القوات التركية، ثم الانسحاب الى الخلف ثم الهجوم الجديد، وهكذا حتى تستكمل القوات القادمة الجديدة حضورها.. ». يقول طلاس في كتابه، صفحة (255) حول نجاح هذه الاجراءات العسكرية في تنظيم القتال ما يلي :« نجحت الخطة، ونجح نوري الشعلان في تطويع ألف وخمسمائة من الخيالة الدروز والبدو، وكذلك نجح المجاهد فواز الزعبي وطلال حريذين، وافرغت قرى : الشيخ مسكين، ونوى، والشجرة، وتسيل، من شبابها، والتحقوا بالقوات العربية القريبة من درعا، ورسالة الأمير فيصل الى أخيه الأمير زيد تؤكد نجاح الإجراءات التي نفذت »، وجاء في رسالة الفيصل إلى زيد ان « الاحوال على ما يرام، وصل نوري الشعلان بجموع كثيفة من الدروز، وكل يوم الوفود في ازدياد.. اهل حوران ينتظرون أمرنا، قد بعثنا عدة سرايا في جهات مختلفة ».

وقال ضابط المخابرات البريطاني لورنس في تقريره إلى القيادة البريطانية يوم 2 تشرين الأول 1918، ما يلي : « وعقد الثوار العزم على مهاجمة ثلاث نقاط هامة من نقاط الاتراك، فاختار نوري الشعلان طريق درعا الرئيسي، واختار طلال حريذين ازرع، واختار فواز البركات خربة غزالة، لصد هجمات الأتراك، وانصرف كل واحد الى تنظيم برنامج عملياته، ثم قام عودة ابو تايه ولحق بقوات خربة غزالة مع مجموعة من قوة التفجير، ونجح العرب في خططهم.. ». ® صفحة 76 / 75 : (كان لقطع خط سكة الحديد بين المفرق ودرعا اثر بعيد في محق الجيش التركي الرابع، وزحفت القوات العربية يوم 25 ايلول 1918من المتاعية باتجاه درعا، وعبر رجالها خط سكة الحديد، وكانت اعاد الحملة تتزايد كل ساعة بمن ينظم إليها من البدو واهالي عجلون وحوران والدروز، وفي ضحى يوم 28 ايلول دخلت القوات العربية بلدة درعا، واستولت عليها قبل وصول الانجليز).


مذبحة طفس وانتقام شيخ الرمثا فواز باشا البركات الزعبي

شعرت القوات التركية بحجم خسائرها الكبيرة في شهر ايلول 1918م، التي لحقت بها جراء عمليات (ازرع) و(خربة غزالة) و(الشيخ مسكين) و(الشيخ سعد). وقد بدت على قوات الجيش التركي معنويات منخفضة، وبخاصة بعد اسر (530) عنصرا، بينهم (30) ضابطا معظمهم من النمساويين والألمان، وقد حررت (خربة غزالة) واستولى الشيخ فواز وعودة أبو تايه عليها عنوة، وتم اسر مئتي رجل، بالإضافة إلى الاستيلاء على قطار يحمل أسلحة أغلبها من المدافع، ورجع نوري الشعلان يقود أمامه أربعمائة أسير وقطيعا من البغال وعددا من الرشاشات. وعلى الرغم من امتلاك الجيش التركي والقوات الحليفة له معظم صنوف الأسلحة، الا انه لم يبد اية مقاومة تجاه هجمات العرب مما جعل الأتراك في حالة صعبة، بحيث كان بإمكان اي شخص ان يعلن استسلامه خوفا من القتل المحتم.

وجاء في في تقرير (لورنس) المحفوظ في الوثائق البريطانية، المنشورة عن وزارة الخارجية البريطانية لعام 1976م، تحت الملف رقم (3383/377) ما يلي : « اصبح الجيش التركي في حالة صعبة جدا، بحيث كان بإمكان اي شخص ان يحرك قطعة من القماش الأبيض، ويصرخ قائلا : انا برتبة رائد.. اننا نريد الاستسلام ». وفي 27 ايلول، اخلت آخر وحدة تركية مدينة درعا ومحيطها، بعد ذلك تحركت قوة كبيرة من الاتراك من السلط باتجاه الشمال، ودخلت (مزيريب) ثم توقفت في بلدة (طفس) وكان يكتنف هذه القوة الذعر التام لاعتقاد قادتها « باحتمال سيطرة الشعب في حوران - الذي كان بوضع ثورة مكشوفة - فقرروا استخدام العنف الدموي، ضد بعض القرى الثائرة لكي تكون عبرة لغيرها، فاختاروا بلدة (طفس)، حيث لا يتواجد فيها قوات عربية، علما بان (طفس) كانت من القرى المرشحة لتكون مركزا لتجمع قوات القرى المجاورة، فقامت القوة التركية المذكورة القادمة من السلط بذبح ثمانين امرأة وطفلا ».

ويذكر الباحث السوري احمد الزعبي في كتابه عن نضال حوران، صفحة (61)، ان القوات التركية قامت بحملة انتقامية ضد الأهالي في بلدة (طفس)« وكسروا عظام العجزة من كبار السن، وكانت الفضائح التي ارتكبها الأتراك لا تصدق، تأثر الثوار: عودة ابو تايه وفواز الزعبي ورجا المسالمة، لمقتل النساء والأطفال وكبار السن، وقرروا الانتقام من أفراد هذه القوة الهمجية، وكانت اكبر حافز لهم للأخذ بالثأر، وعدم ترك العدو يمر بدون عقاب.. ». وكان القائد التركي كمال اتاتورك هو الذي أمر جنوده باستباحة أهل القرية، فأقسم أبو تايـه على اذلاله مقابل دموع نساء وأطفال الحوارنة. عرف الفرسان الثلاثة : عودة وفواز وطلال، بالإجراءات التعسفية التركية بحق قرية طفس وأهلها، فتوجهوا بقواتهم تجاه تجمع قوات كمال اتاتورك، وهجموا على الرتل التركي وفرقوا شمله، وظل المجاهد طلال يقاتل ببسالة الفرسان حتى سقط شهيداً.. يقول أحمد الزعبي في كتابه صفحة (63): « لاحق الثوار جنود الأتراك حتى قرية (الغربة الغربية) والتقوا بالشيخ محمد علي الضبيطي، واخذوا يفتكون بجنود الأتراك بالسلاح الابيض». ويقول الشيخ عايش بصوص في اوراقه : « ومثل ما فعلت قرية الغاربة فعلت قرية الطيبة بقيادة المجاهد محمد حسن كريم الزعبي، وتمكن من قتل المئات من الأتراك والألمان حيث بدأ مشهد القتلى مروعا، اذ غطى القتلى الأرض الوعرة المحيطة بمحطة السكة، وحضر القائد صبحي العمري وبرفقته نوري السعيد، وشاركوا الحوارنة فرحهم وهم يرقصون بجانب جثث الجنود.. » ثم رحل الجميع لدفن شهداء قرية(طفس)، وهم كما جاء في اوراق الزعبي : (الشيخة معيوفة الحايلة - الشيخة صفية حريذين - المجاهد يوسف الخطيب - محمد جويعد البردان - سليم العدوي - وغيرهم كثر، وقد صلى عليهم الشيخ فواز الزعبي صلاة الجنازة في مسجد القرية، وكانت هذه المعارك بوابة الدخول إلى دمشق، حيث دخلها الأمير فيصل يوم 3 تشرين الأول 1918 يواكبه حوالي (1500) شخص من أركانه وقياداته وفي مقدمتهم : الشريف ناصر وعودة أبو تايه وفواز الزعبي ومحمد الاشمر وفايز الغصين ونوري الشعلان وغيرهم). ورأي آخر : ® صفحة 77 : (أما حملة الأمـير فيصل التي استولت على درعا فقد واصلت تقدمها حتى دخلت دمشق يوم 1 تشرين الأول، وبقيت قوات الشريف ناصر تطارد الأتراك إلى حمص وحلب حتى عقدت الهدنة مع تركيا في 31 تشرين الأول 1918).

® صفحة 41 (أصبحت شرقي الأردن مركزاً للعمليات العسكرية العربية ضد الأتراك، تلك العمليات التي استمرت حتى خريف 1918 عندما تم للجيش العربي احتلال مدينة دمشق وتحرير الأقطار السورية من الأتراك...)


المجاهد العجوز ضد الفرنسيين

بدأت الحرب ضد القوات الفرنسية المتواجدة في السواحل السورية واللبنانية والبقاع اللبناني بعد انسحاب الجيش البريطاني من سورية، واعتقال الفريق ياسين الهاشمي (رئيس مجلس الشورى العسكري) في حكومة الأمير فيصل،، وسميت تلك المناوشات بـ(حرب العصابات) ضد التواجد الفرنسي في تلك المناطق، وكانت ثورة الجولان الأولى في كانون الأول 1919م، أكبر الهبات الشعبية ضد الجيش الفرنسي قبل معركة ميسلون، وعن دور الشيخ فواز الزعبي في هذه الثورة، يحدثنا الأستاذ الباحث محمودعبيدات حدثني الدكتور محمود ساري الزعبي بقوله : « عندما عرفت النوايا الفرنسية في سورية، بدأت حرب المجاهدين ضد التواجد الفرنسي في السواحل السورية، وأقوى هذه الفعاليات الشعبية هي ثورة القنيطرة التي قادها الحاكم العسكري للجولان اللواء علي خلقي الشرايري، والمجاهدان احمد مريود، والأمير محمود الفاعور، وكانت قوات هذه الثورة من المناطق الشمالية لشرق الأردن، وقد لعب فواز الزعبي دوره المميز فيها من خلال جمع الأسلحة لثوارها وتأمين عائلات الثوار بالمؤن واقتسامه معهم لقمة العيش ».

المؤتمر السوري ® صفحة 91 : (راى اعضاء المؤتمر السوري ان يضعوا العالم امام الامر الواقع، فاتخذوا بتاريخ 8 آذار 1920 قراراً بإعلان استقلال سوريا الطبيعية (سوريا ولبنان وفلسطين وشرقي الأردن والعراق) ونادوا بـ (فيصل) ملكاً عليها، وهو اليوم الذي ما يزال الأردن يحتفل به باعتباره ذكرى قومية لاستقلال الأجزاء السورية ووحدتها. وفي 8 آذار أصدر الملك فيصل مرسوماً ملكياً بتأليف أول وزارة برئاسة علي رضا باشا الركابي، > ولكن فرنسا وبريطانيا اعلنتا عدم اعترافهما بهذه القرارات، وفي سان ريمو اتخذت هاتان الحكومتان مقررات بتاريخ 25 نيسان بفرض الانتداب الفرنسي على سوريا الداخلية ولبنان، وفرض الانتداب البريطاني على فلسطين وشرقي الأردن والعراق. واستمرت الاحداث تسير بسرعة إلى ان زحف جيش الجنرال غورو الفرنسي على دمشق، واصطدم مع القوات العربية في ميسلون يوم 24 تموز 1920، وتلا ذلك دخول الفرنسيين دمشق وإنذارهم الملك فيصل بمغادرة البلاد، > وعندما صمم الملك فيصل على الدفاع بعد أن فشلت جميع المحاولات السلمية مع الفرنسيين، تنادى الأردنيون للإشتراك في صد العدو، وقد زحفت قوة كبيرة من عشائر الأردن بزعامة سلطان بن عدوان وقوة أخرى من الشراكسة الأردنيين لا يقل عدد افرادها عم ثلاثمائة بزعامة ميرزا باشا وسعيد المفتي.وعندما بلغت هذه النجدة في سيرها قرية مزيريب علمت بما جرى في ميسلون وانهيار القوة الدفاعية في البلاد فعاد رجالها إلى مضاربهم وقراهم، > وعلى أثر احتلال الفرنسيين لدمشق أصدروا أحكاماً بالإعدام على عدد من اقطاب العهد الفيصلي بينهم من اهل الأردن وفلسطين : أمير اللواء علي خلقي : الذي كان قائداً لمنطقة القنيطرة (1919 – 1920).. وعوني عبد الهادي، ورفيق التميمي، وكان الرئيس محمد علي العجلوني ممن ابلوا بلاء حسناً في معركة ميسلون إذ عهد اليه بقيادة الحرس الملكي. بشهادة القائد العربي المشهور مولود مخلص..)

® صفحة 100/439 : (وكان من اثر بلاغات علاء الدين الدروبي : ان رفع عبد السلام كمال قائمقام معان آنذاك العلم الفرنسي على دار الحكومة فبادر عودة أبو تايه إلى نزعه وزج القائمقام في السجن.....)

(وقد كان الملك فيصل يعمل في سبيل سوريا كلها غير مجزأة، وغادر دمشق يوم 28 تموز إلى درعا، ثم واصل سفره بالقطار يوم أوا آب إلى حيفا وأقام فيها حتى يوم 18 آب ثم غادرها بحراً إلى بريطانيا.....)..........

<< لا توجد معلومات عن السبب الذي حدا بالملك فيصل لمغادرة المنطقة كلها وهو يعلم أن فرنسا لن تتجاوز حدود منطقة انتدابها، وربما كان بمقدوره أن يؤلف حكومة في شرقي الأردن ،...... ولكن فيصل كان يعمل في سبيل سوريا كلها غير مجزأة >>....

كما كان الحال بعده مع الأمير / الملك عبد الله بن الحسين المؤسس في دعوته لتحقيق وحدة سوريا الطبيعية، ثم تحقيق وحدة الهلال الخصيب (سوريا والعراق) سوريا الكبرى..........

وبعد معركة ميسلون وسقوط الحكم العربي الفيصلي، عاد فواز بركات الزعبي إلى الرمثا، واخذ يثور الناس ضد الانتداب الفرنسي، ويدعو إلى الثورة الشاملة.. فكانت معركة خربة غزالة بداية الثورة الحورانية، وجاء في مذكرات الدكتور عبد الرحمن الشهبندر « بان اجتماعا عقد في الأردن / الازرق رتب فيه الشيخ فواز البركات خطة الهجوم على رؤوس العمالة الفرنسية، وجاءت النتائج لصالح الثورة والقيادة السياسية للثورة.. فماذا جرى في خربة غزالة ؟ ؟.

واستناداً للأستاذ الباحث محمود عبيدات حيث يقول : بين يدي (13) مصدرا عن حادث خربة غزالة، من بينها: الوثائق الحورانية التالية :

- الوثيقة رقم (5) تاريخ 21 آب 1920، وهي تعزية الجنرال غورو باغتيال رئيس الوزراء علاء الدين الدروبي وعبد الرحمن اليوسف رئيس مجلس الشورى، على يد ثوار الحوارنة، ونشرتها جريدة العاصمة في 30 آب 1920م.

- الوثيقة رقم (6) تاريخ 2 أيلول 1920، وهي إنذار الجنرال (غوابيه) قائد الفرقة الثالثة لجيوش الشرق، لأهل حوران، لتقديم الطاعة وتسليم ثوار خربة غزالة.

- الوثيقة رقم (281) بلا تاريخ، وهي رسالة من الأمير علي بن الحسين إلى قيادة الثورة الحورانية يقول فيها : « كنت قد كتبت لكم سابقا واحيطكم علما عن الاوضاع الراهنة، واننا انتدبنا شخصية لتأمين الاتصال بيننا، نرجوكم الاعتماد عليها وإعلامنا الحالة الراهنة عندكم وعن مهاجمة ثوار حوران للمواقع الفرنسية ووضع الجبل عندكم..». وكانت قيادة الثورة الحورانية قد تشكلت من المجاهدين حسب ما ذكرهم محمود الزعبي ومحمد عطا الله الزعبي - التالية اسماؤهم : إسماعيل الحريري - فواز بركات الزعبي - فاضل المحاميد - مصطفى الخليلي - فارس احمد الزعبي - ابراهيم سليم صالح الزعبي - موسى عقلة الزعبي - زعل عبد الغني الحريري - مصطفى المقداد - وكانت الرمثا آنذاك تابعة إلى متصرفية درعا.

ويستطرد الأستاذ الباحث محمود عبيدات : اما احداث معركة غزالة التي وقعت يوم 21 آب 1920م، والتي خطط لها فواز بركات الزعبي وشخصيات أخرى معظمها من عشيرة الزعبي، فقد جاءت على الشكل التالي، حسب الوثائق التي حصلت عليها من حوران، وكما ورد بعض تفاصيلها في كتاب (صور مشرقة من نضال حوران) صفحة (120 - 123) وكتاب (سيوف حطين تعانق سيوف تشرين) صفحة (233 - 237) للباحث الحوراني احمد محمد عطا الله الزعبي، بالإضافة إلى المصادر الأخرى.

لقد اخبر الجنرال غورو ان فريقا من الذين صدرت بحقهم أحكام الإعدام ما زالوا يقيمون في درعا، ويتنقلون بحرية من درعا إلى الرمثا واربد والازرق، وانهم « يبثون روح التمرد والعصيان بين أبنائها ضد فرنسا »، وتحقق لدى غورو ان الحوارنة برفضهم لدخول القوات الفرنسية إلى بلادهم يدل على نوايا حوران تجاه الفرنسيين، فأرسل وفدا مؤلفا من رئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الشورى لوجاهتهم ونفوذهم ولتهدئة الخواطر وإسداء النصح لأهل حوران بالطاعة والخضوع، وقطع علاقاتهم بزعماء الشمال الأردني الذين يحتضنون الرجال المحكوم عليهم بالإعدام ويمدون أهل حوران بالأسلحة، وتأمين المعابر للثوار الذين يقومون بأعمال ضد القوات الفرنسية، يقول احمد الزعبي في الصفحة (122) ما يلي :« ورأى علاء الدين الدروبي رئيس الوزراء ان يقوم بزيارة لحوران لتهدئة الخواطر ولإقناع زعماء حوران بتلبية دعوة الجنرال غورو للبحث في شأن الغرامات المالية التي فرضتها فرنسا على منطقتهم والاتفاق معهم على كيفية الدفع، وقد كان الوفد يتألف من رئيس الوزراء علاء الدين الدروبي وعبد الرحمن اليوسف رئيس مجلس الشورى وعطا الايوبي وزير الداخلية والشيخ عبد الجليل الدرة، والشيخ عبد القادر الخطيب ومنير بدرخان، وحارس رئيس الوزراء أحمد الخاني، ومجموعة من الضباط والجنود الفرنسيين ».

وصل الخبر إلى حوران - درعا، فقام المجاهدان : محمد الجبل وسليم صالح الزعبي، بالتوجه إلى الرمثا واخبرا فواز بركات الزعبي بالنوايا الفرنسية وبعدها توجه الزعبي للاجتماع بالمجاهدين احمد مريود ونبيه العظمة ومحمود الناعور في منطقة الازرق، وتم الاتفاق على قتل جميع اعضاء الوفد ومصادرة القطار، وتحريكه إلى عمان، وتم إعلام الثوار في خربة غزالة على تنفيذ المهمة، وشاع خبر الزيارة واستنفرت كل قرى حوران بما فيها قريتا الرمثا وعمراوة، يقول الزعبي نقلا عن مذكرات متصرف درعا (آنذاك) أبو الخير الجندي، صفحة (122) : ما يلي : « يقول متصرف حوران في مذكراته انه لما علم بخبر هذه الزيارة ابرق إلى وزير الداخلية، ان شعب حوران في هياج كبير، وان الوضع الراهن يستوجب تأجيل الزيارة ريثما تهدأ الحالة. ثم اتبعها ببرقية ثانية لما علم إصرار رجال الحكومة على المجيء ابان فيها خطورة الحالة وطلب العدول عن الزيارة مؤقتاً ».

وقد وصلت البرقية الأولى وتأخرت البرقية الثانية إلى وزير الداخلية لعدة دقائق حيث كان رجال الحكومة العميلة قد ركبوا القطار في طريقهم إلى درعا، وقد قام الحوارنة بطرد موظفي الحكومة وبقي المتصرف (أبو الخير الجندي) يجابه الموقف بمؤازرة زكي الحلبي قائد درك درعا، الذي تسلم منصبه هذا بعد أن ترك الخدمة القائد خلف محمد الـتل، والذي رفض الخدمة في ظل الاحتلال الفرنسي، وعاد إلى اربد ليشارك في حكومتها المحلية.

وخوفا من تغيير مسار السلوك الجهادي وإغراء الناس شكلت لجنة من الزعماء والوجهاء من بينهم : فواز بركات الزعبي وعبدالله الطحان وفرحان سليم الزعبي، وابراهيم الصالح وذلك لتوضيح مهمة الوفد الحكومي المرسل من قبل غورو شخصي، وانهم لا يحملون لأهل حوران الا فرامانات بدفع الغرامات، فالعملاء جاءوا ليأخذوا وليس ليعطوا، ونجح فواز وفريقه بتعبئة الاهالي ضد الوفد القادم للموت.. وكانت النتيجة : قتل رئيس الوزراء علاء الدين الدروبي وعبد الرحمن اليوسف الذي هرب إلى مخفر الشرطة ولحق به الثوار وقتلوه هناك، كما قتل وحيد عبد الهادي (من نابلس) وقتل جميع الضباط والجنود الذين لاذوا بالفرار ولكن أهل غزالة كانوا لهم بالمرصاد، ثم قطعوا المواصلات البرقية والهاتفية وعطلوا سكة الحديد واخذوا يستعدون للمقاومة، حيث عقد زعماء حوران وشيوخها اجتماعاً في قبرية (نصيب) على الحدود الأردنية الحالية من أجل مقاومة الفرنسيين وارسلوا الرسائل إلى أهالي شرقي الأردن للاشتراك في شرف القتال ضد الغاصبين، كما ارسل الشيوخ إلى الملك حسين يطلبون ان يرسل احد ابنائه لقيادتهم.. سافر الأردنيون للمساهمة في المعركة : اهل عمان والبلقاء، فرسان العشائر بقيادة منور الحديد، عدد من رجال الجيش العربي الفيصلي، الشريف علي البديوي العائد من حيفا إلى اربد.. وواجهوا الحوارنه الحملة في معركة شديدة في الكسوة جنوبي دمشق انتهت بتغلب الحملة، وصدها الثوار في المسمية، ومنها إلى غباغب، واشترك الأردنيون في المعركة عند قرية (نوى) وتمت الغلبة للفرنسيين...

مدينة الرمثا 580814


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/saadanter
سعد عنتر سعد
مراقب
مراقب
سعد عنتر سعد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2517
نقاط : 6975
العمر : 32

مدينة الرمثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدينة الرمثا   مدينة الرمثا Emptyالثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 12:36



الانتقام الفرنسي

اعتبرت فرنسا ان ما وقع مسؤول عنه الأمير فيصل، لأنه عندما مر من درعا اجتمع مع زعماء حوران وحرضهم على الثورة، وأوعدهم أنه لن يتنازل عن عرشه في سورية، وقد امر غورو حكومة دمشق المعينة من قبله فرض غرامات على الحوارنة، وإدانة الثوار الذين نفذوا عملية القتل بأعضاء الوفد والحكم عليهم بالإعدام وهم : إبراهيم سليم الزعبي، وشقيقه فرحان سليم الزعبي وفارس أحمد الزعبي وفرحان سليم الزعبي وصلاح المصري ومحمد يوسف الحريري، وقاسم الداغر، وثلاثة غيرهم.

« وانتقاما لقتلاها، قامت الطائرات الفرنسية بالإغارة على (غزالة)وقصفت مقبرة البلدة اعتقادا منها انها دمرت القرية، ولم يقتل في هذه الغارة الا امرأة واحدة كانت تمر من جانب المقبرة، هي (صيتة أبو عرّة)، وكانت تحمل على رأسها تنكة ماء ».

وأعلنت الثورة من جديد، وانتشر الثوار في « معاقل اللجاة الوعرة » وأصبحت الرمثا مركزا لقيادة الثوار، وديوان الزعبي الملاذ الآمن للمطلوبين للمحاكم العرفية الفرنسية، وفي منتصف ايلول 1920م، جهز الجنرال (غوابيه) حملة عسكرية كبرى اتجهت إلى حوران لإحلال الأمن وتثبيت هيبة الاحتلال، فألقت القبض على (ابراهيم سليم صالح الزعبي) وقادته مكبلا بالحديد في عربة مصفحة إلى سجن القلعة بدمشق، كما القي القبض على (محمد يوسف الحريري) و(طالب يوسف الحريري) و(قاسم الداغر) و(عبد اللطيف الداغر) وتم تنفيذ حكم الإعدام بالشهداء : محمد يوسف الحريري - طالب عيسى الحريري - زعل سليم الزعبي - صلاح الدين المصري - حسين الحاج، وكان إعدامهم في المرج الأخضر بدمشق يوم 20 ايلول 1920، اما المجاهدان: ابراهيم سليم صالح الزعبي وقاسم الداغر، فقد استطاعا الفرار من السجن، وتمكنا من الوصول إلى الرمثا، وإعلام الشيخ فواز باشا البركات الزعبي بكل ما يجري في سجن القلعة بدمشق.


نخـوة عـشــائـر الـرمـثا

يقول الباحث الحوراني احمد الزعبي في كتابه (صور مشرقة من نضال حوران) صفحة (126) ما يلي : « كانت فرنسا - بعد معركة غزالة - في امس الحاجة للظهور أمام الرأي العام العالمي بمظهر القبول، إذ انها تريد ان يعلم العالم ويشعر ان البلاد السورية قد رضيت بالانتداب الفرنسي وانها خضعت لسياسة فرنسا، وانها قبلت بالغرامات، إلا انها لم ترض ولم تستسلم وما ثورة حوران الا الدليل الواضح على ذلك، وقد قدم إلى قرية الطيبة في حوران المناضل فواز بركات الزعبي والتقى بمثقال علي الزعبي مختار قرية (الطيبة) واصطحبه إلى (غزالة) للتشاور في المشاركة في جمع الغرامة المالية التي فرضتها القوات الفرنسية على اهالي حوران على اعتبار ان الرمثا هي امتداد طبيعي لحوران آنذاك ». وقال الدكتور محمود الساري الزعبي (محاضرة في جامعة اليرموك) حول نخوة العشائر الرمثاوية ما يلي : « ثار الحوارنة عندما اصدر غورو قرار الغرامة الكبيرة على الحوارنة، وكانت الرمثا تابعة إلى درعا وهي قرية من قراها، ولم تضم إلى الأردن الا في عام 1921م ولما علم غورو بمقتل عملائه جهز جيشا كبيرا لتأديب الحوارنة ولكن الحوارنة لم يكونوا خنعا كما يتوقع غورو، فجهزوا جيشا تكون من القرى الحورانية والقرى الشمالية الأردنية، وكانت أقوى هذه المعارك معركة (غباغب) حيث ابلى فرسان الشمال الأردني بلاء ثوريا قتلوا من الفرنسيين حسب الوثائق الفرنسية أكثر من سبعين جنديا فرنسيا.. وكان الفضل لهذه الانتصارات لشعبنا الأردني ولقيادته العشائرية الوطنية التي جعلت من قراها قواعد للثورة الحورانية ». وعن نخـوة الشيخ فــواز وعشائر الرمثا في تقديم الدعم والمشاركة في دفع الغرامات التي فرضتها سلطة الانتداب الفرنسي على القرى الحورانية، يقول الدكتور الزعبي ما يلي:« في مطلع عام 1921م قررت حكومة الانتداب الفرنسي تحصيل الغرامة من الحوارنة، ودية قتلى خربة غزالة، وكانت الغرامة باهظة قدرت بنصف مليون ليرة، وكان المبلغ وقتئذ كبيرا سيكلف اهلنا في حوران كل ارزاقهم.. وتجلت النخوة العربية عندما قامت الزعامة في الرمثا بتشكيل وفد من العشائر الرمثاوية توجه إلى قرية (نوى) يحمل معه أكثر من ربع الغرامة وهذا المبلغ كان ميزانية حكومة الرمثا المحلية التي تشكلت بعد تشكيل الحكومات المحلية في الأردن خلال عام 1920م - 1921م، برئاسة ناصر الفواز الابن الأكبر للشيخ فواز البركات..».

و نشير هنا الى الأستاذ محمود عبيدات حيث يقول : (وعن هذا الوفد الرمثاوي الداعم مالياً للحوارنة، اعلمني الدكتور حسين الشرع (حفيد المجاهد طالب الشرع، الذي اقام في بلدة سحم الكفارات من عام 1921 - 1932م، بسبب الحكم عليه بالإعدام غيابيا)، يقول الدكتور الشرع في رسالته المطولة :« قدم الشيخ فواز بركات الزعبي إلى قرية (الطيبة) بالقرب من درعا، على رأس وفد من عشائر الرمثا، والتقى بالشيخ مثقال علي الزعبي، ثم توجهوا إلى خربة غزالة للتشاور في معظم القضايا التي تهم حوران وتحتاجها الثورة من وسائل الدعم المادي والبشري والعسكري، وبحضور مشايخ خربة غزالة، عرض فواز البركات على الحاضرين ما يلي : 1- ان أهالي الرمثا سيشاركون أهالي حوران في جمع الغرامة المالية التي فرضتها فرنسا. 2- يجب التعامل مع الرمثا على انها الامتداد الطبيعي والتاريخي والبشري لحوران، وان اهلها بكافة عشائرها هم إخوة لأهل حوران، وما يصيب حوران هو قدرنا جميعاً. 3- ان اراضينا ومنازلنا، ومزارعنا مفتوحة لأهل حوران وثوارها. 4- ان فرسان الرمثا ومن جميع حمايلها، سينتسبون للثورة الحورانية، فالعدو لا يفرق بيننا وبينكم، وسلاح ثواركم عهدة علينا، من الفشكة (الطلقة) حتى المدفع. وكان الشيخ فواز عند وعده للمجاهدين، فالثوار من (الغاربة الشرقية) الذين قاتلوا إلى جانب المجاهد الكبير محمد الاشمر في موقع (الدلي) و(الصبة) ومرج السلطان، وتل شهاب كانت اسلحتهم وذخيرتها مقدمة من الشيخ فواز البركات وأهالي الرمثا)، ويؤكد على ذلك الباحث احمد الزعبي في كتابه صفحة (128) حيث يقول : « وتعد الغاربة الشرقية احدى قنوات الاتصال بفلسطين وشرق الأردن، فقد استمد ثوار الغاربة السلاح من البطل فواز بركات الزعبي من الرمثا، وتصدوا لمخفر قرية تل شهاب بالقرب من الأردن واوقعوا الخسائر الفادحة بالقوات الفرنسية بالأرواح والعتاد وعاد الثوار سالمين إلى قواعدهم داخل الأراضي الأردنية». وللحديث بقية عن نخوة أهل الرمثا وشيخها الكبير.


حكومة الرمثا المحلية

بموجب اتفاقيات التقاسم الاستعمارية المبرمة بين بريطانيا وفرنسا ابان الحرب العالمية الأولى، أصبحت الأردن ضمن المناطق الخاضعة للنفوذ البريطاني، وبمجرد سقوط الحكومة العربية (الفيصلية) ونشوء فراغ سياسي وإداري في شرقي الأردن شجعت بريطانيا قيام حكومات محلية تعمل تحت امرة واشراف ضباط المخابرات البريطانية. وكانت أول خطوة اتخذتها الحكومة البريطانية هي البرقية التي بعثها هربرت صموئيل، المندوب السامي البريطاني في فلسطين إلى الملك فيصل، في 16 آب 1920م، حيث كان فيصل يقيم مؤقتا في حيفا، فالحكومة البريطانية تميل في هذه الحالة إلى تعيين عدد قليل من الضباط لمساعدة أهل الأردن على تنظيم انفسهم في حكومات محلية مناطقية.. لذلك كانت أنظار الحوارنة ودروز جبل العرب تتجه نحو شرقي الأردن باعتبارها لم تحتل لا من قبل الفرنسيين ولا من قبل البريطانيين، وان فكرة الحكومات المحلية ستتحول إلى مشروع وحدوي، تؤسس من خلاله حكومة وطنية مستقلة، لذلك كان التحرك سريعا من قبل الحوارنة بالاتصال مع الشريف الحسين بن علي لايفاد احد انجاله ليتسلم مقاليد الحكم في الأردن، ولتكون الساحة الأردنية بؤرة النضال القومي لتحرير سورية من الاحتلال الفرنسي وتكون الأردن أيضا الممثل الشرعي بمطالبة تحرير فلسطين من الانتداب البريطاني، واذا تحقق ذلك، فان الحكم العربي سيعود من جديد، لذلك قال الامير عبد الله بن الحسين : بان حركته تهدف إلى وحدة بلاد الشام وتحرير سورية من الاحتلال الفرنسي.

في 21 آب 1920م، وبعد مؤتمر السلط بين الزعامات الأردنية والمندوب السامي تشكلت حكومات السلط والكرك واربد وكان أن عين اللواء علي خلقي الشرايري رئيس حكومة اربد المحلية على حوران بكاملها، وكانت الرمثا من بينها، وكان الشيخ فواز بركات الزعبي زعيما على الرمثا وحوران معا، ولكن في ظل تلك الظروف، كان اسد الاطرش من جبل الدروز وفواز الزعبي ونجله ناصر من الرمثا، وإسماعيل الحريري من درعا، يسعون إلى ان تكون مناطقهم تابعة إداريا إلى شرق الأردن من منطلق انها غير محتلة ويستندون في ذلك على خطاب ® صفحة 101 : (صموئيل في السلط الذي قال فيه : « ان الحكومة البريطانية تريد تأسيس ادارة منفردة تساعدكم على حكم أنفسكم..».)

وفهم من ذلك ان الأردن ستكون دولة حرة مستقلة تحت امرة امير عربي ولكن المؤامرة البريطانية الفرنسية كانت أكبر من احلامهم، فأصبح الجبل وحوران في دائرة الانتداب الفرنسي، اما الرمثا فقد الحقت بقضاء عجلون يوم 15 كانون الثاني 1921م باتفاق ما بين الحكومتين الفرنسية والبريطانية وأصبحت الرمثا وقراها ناحية مستقلة لم يفلح علي خلقي بضمها إلى حكومة اربد، فشكل فواز الزعبي حكومة محلية في ناحيته، وعاصمتها الرمثا، ونصب ابنه ناصر الفواز رئيسا لهذه الحكومة المحلية، بالإضافة إلى منصبه الإداري (مدير ناحية الرمثا)، وأصبحت الرمثا بعيدة عن الاحتلال الفرنسي، واخذ الشيخ فواز حريته في دعم المقاومة الوطنية الحورانية ضد الانتداب الفرنسي، وأصبحت الرمثا قاعدة للمجاهدين ولعائلاتهم. وعن دور حكومة الرمثا المحلية في دعم الثورة الحورانية، يقول احمد الزعبي في كتابه (صور مشرقة من نضال حوران) صفحة (253) ما يلي : « وبقيت عشائر الرمثا عند عهدها للثورة والثوار.. فبعد معركة (المسيفرة) التي كان سلاحها من شيخ الرمثا فواز البركات، هاجر اهلها - بعد تدميرها - إلى الرمثا وكانوا في رعاية أخوية اشرف عليها شخصيا الشيخ فواز ولمدة عامين، ويشهد على ذلك الشيخ عبد الرحمن الصالح من اهالي المسيفرة الذي اكد على ان الشيخ فواز امر بعقد اجتماع طارئ للوقوف إلى جانب سكان المسيفرة، وباقتسام لقمة العيش بين المهجّرين واهالي الرمثا، وهذه واحدة من وقفات فواز مع اهل حوران، حيث لم يستطع اهل المسيفرة العودة إلى قريتهم الا بعد سنتين، وقد فقدت القرية نصف سكانها، إذ انه في يوم واحد دفن اكثر من (90) شخصا وتم نقل (30) جريحا إلى الرمثا، كانوا برعاية اخوية مثالية توزعوا لمعالجتهم على منازل الرمثاوية».


الاتصالات مع الحجـاز

العلاقات ما بين الشريف الحسين بن علي وزعماء حوران، علاقات تاريخية، بدأت قبل الثورة العربية الكبرى، وبالتحديد في نهاية عام 1912م، وكانت الزعامات الحورانية ترى في الشريف الرجل المؤهل لقيادة الامة وانقاذها من الظلم الاستبدادي الذي يمارسه حزب الاتحاد والترقي على البلاد الشامية، وكان الشريف يرى في هؤلاء القادة الإخلاص للوطن والأمة والدين، واحتفظ بذاكرته لهؤلاء الزعماء من سهل حوران من خلال مكاتبتهم له، ومن اللقاء الذي جمعهم في جدة في نفس العام... ومن بين هؤلاء الزعماء : إسماعيل الحريري، طلال مرعي حريذين، سليم الصالح، مطلق المذيب، سعيد الحلقي، محمد العائدي، عرسان الحشيش، محمد رجا المسالمة، فواز بركات الزعبي، فاضل المحاميد، عبد الرحمن المحاميد، وطالب الشرع وغيرهم. .. وعندما انطلقت الثورة الحورانية عام 1920م تجددت المكاتبات واللقاءات بين الشريف وقيادة الثورة الحورنية، وكلف الشريف حسين الشريف علي الحارثي بمتابعة الأوضاع والثورة في حوران، وقبل أن تتعرض الثورة الحورانية للانتكاسة واعتقال بعض قادتها ومنهم إسماعيل الحريري، اجمعت القيادات العشائرية والسياسية والحزبية من الأردنيين والسوريين على ارسال برقيات إلى الشريف حسين، يطلبون منه ايفاد احد انجاله كي يتزعم حركة المقاومة العربية ضد الاحتلال الفرنسي» واحياء روح الثورة الحورانية، والوقوف إلى جانب الاهلين في حوران والاخذ بيدهم، بالدعم والمساندة المالية والبشرية والعسكرية. وكانت البرقيات الأولى مرسلة وموقعة من قبل: سعيد خير، عادل ارسلان، محمود الهندي، غالب الشعلان، فواز بركات الزعبي، وتبعها برقيات موقعة من زعماء اربد والشمال الأردني، وفي ايلول ارسلت برقية استغاثة من زعماء الرمثا وقراها وقعها بالنيابة الشيخ فواز البركات الزعبي ثم تبعها برقية مؤثرة وقعها : فواز البركات ومصطفى المقداد، وموسى العقلة، ومطلق المذيب ومصطفي الخليلي، الذي نقل البرقية إلى الشريف علي الحارثي». وصلت تلك الاستغاثات إلى الشريف الحسين بن علي، فارسل برقية إلى الجنرال (اللنبي) المندوب السامي البريطاني في القاهرة، بتاريخ 15 ايلول 1920م، قال له فيها:«ان الرسائل التي تلقيتها من زعماء القبائل السورية تنذر بالكوارث والاخطار.. وحيث انني اخشى مغبة النتائج السيئة، ابادر لاحاطتكم علما بما جرى على امل ان تتخذوا الاجراءات التي ترونها ملائمة لمنع المصيبة، خاصة وانتم تعرفون اننا دعونا السوريين الى الثورة ومنيناهم بالوعود..».


قدوم الامير عبد الله الى الأردن

تأثر الامير عبد الله كثيرا بالرسائل والبرقيات التي ارسلت إلى والده، وبخاصة من الرسائل التي حملها الشريف علي الحارثي من زعماء الجنوب السوري وزعماء الأردن، وقد اشار الامير إلى تلك الرسائل التي حركت مشاعره القومية، خلال استقباله للشيخ فواز البركات في الديوان الاميري، عندما منحه لقب الباشوية وقال له: «تأثرت كثيرا عندما قرأت رسالتكم التي تقولون فيها، ان حوران تتعرض لمذبحة جماعية، وان معظم قراها قد دمرت فاستأذنت والدي ان اذهب الى معان، وتأثر اخي الامير علي وطلب من الوالد ما طلبته ايضا واخيرا وقع الخيار عليّ، وكنت ممتنا لكم كثيرا عندما كنتم في طليعة الاستقبال والتجاوب مع دعوتي..».

وصل الامير عبد الله مدينة معان يوم 21 تشرين الثاني 1920م، واخذ يوجه الرسائل إلى زعماء الأردن عن طريق الزعيم الوطني خلف محمد التل، والى زعماء حوران عن طريق المجاهد فايز الغصين، وأحيانا عن طريق مصطفى الخليلي، والى زعماء الجبل والجولان عن طريق اسد الاطرش والقائد العسكري احمد مريود المهيدات.

ولما كانت الرمثا تابعة إلى حوران آنذاك، كان فواز البركات من ضمن زعماء حوران وجبل الدروز والجولان الذين وجهت لهم رسائل الامير عبد الله، وجاء في الوثائق الحورانية، ان الذين ذهبوا إلى معان للسلام على الأمير عبد الله والترحيب بمقدمه هم : احمد مريود - كامل البديري - خليل ظاظا - نور الدين البزرنجي - اسد الاطرش - محمود الفاعور - عبد الله الطحان - فواز بركات الزعبي - ناصر فواز بركات الزعبي - محمد فياض عبيدات (زعيم وقائد الثورة في الشجرة السورية وبلدة تسيل) -عرسان الحشيش النصر- مصطفى الخليلي - صالح عايد ابا زيد - خلف مقبل المحاميد - خلف عواد الجوابرة - موسى أبو قويدر - صالح قناة - عبد الله عبد الرحمن ابا زيد - عبد الله عقيل السوبدان..».

وقد اشار الامير عبد الله في (الاثار الكاملة) صفحة (26) وعنه نقل سليمان الموسى في كتابه (امارة شرقي الأردن) صفحة (76) الى ان الامير عبد الله اوضح لهم ان من اهم اسباب قدومه « تحرير سورية من الاحتلال الفرنسي، وقد وصلت بطلب ملح ممن قام بالحركة الثورية بخربة غزالة، التي ادت إلى قتل بعض الوزراء السوريين، وبطلب من عمان ومعان ورجالاتها موجهة إلى والدي بالاذن لاحد ابنائه بترؤس الحركة..». وصل الأمير عبد الله إلى عمان يوم الاربعاء 2 اذار 1921م وكان الشيخ فواز من زعماء البلاد الذين كانوا باستقباله وبعد تشكيل أول حكومة أردنية مركزية برئاسة المجاهد رشيد طليع. بدأت مشكلة الحدود بين الأردن والجنوب السوري، وكان القصد من اثارتها، الحد من المقاومة العربية ضد القوات الفرنسية، ولكن الشيخ فواز وقف مع قيادة حزب الاستقلال الذي حارب فكرة ترسيم الحدود حاليا، واقترح على زعماء المنطقتين ان تحل مشكلة الاراضي المشتركة (مناطق الرعي) بعيدا عن التدخل الفرنسي والبريطاني، وكان الامير عبد الله ضد ترسيم الحدود «لانه كان يطمح بجبل العرب وحوران ويعتمد في ذلك على أسد الاطرش في الجبل، وعلى الزعبي في حوران ». وقد فشلت الاجتماعات الأولى لحل المشكلة، وسبب الفشل يعود إلى غياب بعض مشايخ الأردن كما يقول الدكتور حسين البعيني في كتابه عن الدروز في العهد الفرنسي، صفحة (135)، وذكر في كتابه : « لم يستطع مشايخ شرق الأردن ومشايخ الجبل التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود وقد نبه احمد مريود من مخاطر هذا الخلاف الذي صنعه (بوله) الفرنسي، لينعكس هذا الخلاف على التنظيم الجهادي ضد الانتداب الفرنسي، واشغالهم بالمسائل الهامشية على حساب المسائل الوطنية النضالية، وقد اكد على ان فكرة ترسيم الحدود جاءت لاضعاف العلاقات التاريخية والنضالية بين أبناء سهل حوران الموحد عبر التاريخ الذي يضم الشمال الأردني والجنوب السوري وقد ايد الشيخ فواز بركات الزعبي شيخ الرمثا افكار المجاهد احمد مريود وتمنى ان لا تكون مسألة الحدود فرصة يستغلها الجانب الفرنسي والبريطاني لاضعاف العلاقات الأخوية بين الاهل والجيران».


لقد امتلك فواز بركات الزعبي كل مقومات الزعيم والكلام فيه وعنه يعذب للنفوس التي عرفته أو التي اطلعت على سيرته المفعمة بالرجولة والشجاعة والقيم العربية وما عرفت فيه الا الإخلاص العميق لقضايا الوطن، وهو طويل التفكير، ناهض بالعمل، لا يستقيم الامر الا إذا رعاه وكأن شأنا لن يصل إلى غايته الا إذا عاناه بنفسه وقام عليه. على الرغم من كبر سنه ولكنه كان في روح الشباب عندما يتحدث، وفي شجاعة الفرسان عندما يتأبط بندقية النضال، وخوض المعارك فكان المجاهد يبحث عن الموت بالشهادة ولكن كان الموت يهرب منه.

. شارك الشيخ فواز في معظم المؤتمرات الوطنية، وكان آخر نشاطه السياسي، مشاركته في المؤتمر الوطني الثالث الذي عقد في مضافة آل التل بزعامة الوجيه الوطني عبد القادر التل، في الخامس والعشرين من شهر أيار 1930م، وكان من ابرز المتحدثين في هذا المؤتمر.

ان الشيخ فواز باشا الزعبي كان من رجالات المرحلة الانتقالية ما بين أواخر العهد العثماني، وبدايات تأسيس الإمارة حتى عام 1939م، وتولى المسؤولية من بعده الشيخ ناصر الفواز، وسار على نهج والده، كزعيم سيبقى في ذاكرة الوطن.. وعند وفاته نعاه الأمير عبد الله، وكانت جنازته تليق بمقامه، شارك في مراسمها المئات من أعيان ومشايخ الأردن وفلسطين وسورية.

هؤلاء الرجال من الرعيل الأول من أمثال المجاهد فواز بركات الزعبي، الذين انتخـوا الشريف حسين بن علي، لكان الأردن من عناوين كتاب وعد بلفور !! والأمير (الملك) عبد الله المؤسس يشهد على ذلك وعلى مواقفه ونضاله وجهاده، ويشهد المؤرخ والباحث السوري احمد عطا الله في كتابه « صور مشرقة من نضال حـوران » صفحة (44) حين قال : « احتضن التاريخ بين ثناياه نبتة وطنية ثابتة الجذور على مر العصور انبتت وأورقت لتعانق نسمات رياح الحرية والاستقلال، هذه نبتة القائد التي أثمرت بطولات حافلة بالأمجاد الوطنية لان الولاء للوطن والإخلاص له والذود عن ترابه والشهادة في سبيله تلك هي الخصال التي سار عليها وآمن بها القائد الوطني فواز باشا الزعبي.. الذي تمتع بادراكات تحليلية، وجرأة إبداعية، ورعاية ربانية وحكمة الهاشمية استخدمها في ساحات النضال العربي ضد الغزاة.. ». ميديا:كتاب(صور مشرقة من نضال حوران)

وكان الكرم من العناوين المختارة لثوابت السلوك القيمي والإنساني عند الشيخ فواز بركات الزعبي وكم هو معروغف أيضا عن اهل الرمثا وعشاير الزعبيه.

والمحارب مهما كان نوع الحرب التي يشارك بها، إذا انهزم خوفا من الموت يلحقه الخجل إلى الأبد، ويرافق سيرته حتى ولو كان قد حقق المعجزات في معارك أخرى... لم يكن الشيخ فواز زعيما عشائريا على حـوران فحسب، بل كان قائدا سياسيا وعسكريا، خطط ونفذ لعشرات المعارك في العهدين العثماني والفرنسي، وتشهد له معارك درعا، وغزالة، وغباغب، ونوى، والدالية الغربية بالإضافة إلى معركة ميسلون الشهيرة. قادت حنكة الشيخ فواز ليعلن دعم الدولة في حربها ضد الدول الغربية عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، وذلك من أجل حماية الولايات العربية، من الوقوع في أيدي بريطانيا وفرنسا انتظاراً لما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة ومحيطها، وقد بلغت به الحماسة، أن تطوع على كبر سنه في حملة قناة السويس.

ويذكر الدكتور محمود الزعبي، أن الشيخ فواز أسر مع مجموعة من الضباط العرب ونفي إلى الهند على يد البريطانيين، لكنه عاد إلى بلدته الرمثا عام 1916م، وقد أزعجه تنكر جمال باشا لتضحيات العرب وتنكيله بهم، وما قام به من قتل وإعدام وسجن لعدد من قادة العرب ومثقفيهم، فكان الشيخ من أوائل المبادرين للاجتماع بالأمير فيصل بن الحسين، في دار البكري في دمشق من أجل الإعداد للثورة العربية، وكان هذا اللقاء الأول بينه وبين الأمير الذي نادى في ذلك الاجتماع (طاب الموت يا عرب)، وقد شارك الشيخ في أهم الاجتماعات السرية، التي مهدت لقيام الثورة، وعمل على استقطاب العشائر للانضمام للثورة وتوحيد صفوفها، وأسهم معهم في خوض معارك ناجحة ضد القوات التركية، مما مهد الطريق أمام جيش الثورة لدخول دمشق منتصراً.

بعد نجاح الثورة وتحرير الأرض العربية، شاركت العشائر الأردنية في الشمال بهجمات على الوجود الفرنسي على السواحل السورية قبل معركة ميسلون، وكعادته لم يتخل الشيخ فواز عن دوره النضالي، فدعم هذه المعارك بالسلاح والمال والرجال، لكن نتيجة معركة ميسلون التي وقعت على مشارف دمشق كانت قاسية، وذات تأثير خطير على مشروع استقلال سوريا الطبيعية، لذا اشترك الشيخ فواز في ثورة حوران ومعركة غزالة، التي تمكن خلالها الثوار من قتل رئيس الوزراء العميل للفرنسيين وعدد من رجالاته، وكذلك ضباط وجنود فرنسيين، مما أجبر فرنسا أن تسيّر حملة لمواجهة ثوار حوران ومقاتلي شرق الأردن بقيادة منور الحديد، لكن الآلة العسكرية الفرنسية كانت لها الغلبة، غير أن ذلك لم يخمد نار المقاومة، وبلغ من تكاتف أهالي منطقة الرمثا مع حوران، أن ساهموا في دفع الغرامة الكبيرة التي فرضتها فرنسا على الأهالي في أعقاب الثورة.

اليصمه تمكن الشيخ فواز من تشكيل حكومة محلية في الرمثا بقيادة ابنه ناصر الذي شغل منصب مدير ناحية الرمثا، مما مكّنه من الاستمرار في مساعدة الثوار في حوران وجبل العرب، وكان من الداعين للأمير عبد الله بن الحسين للقدوم إلى عمان، وقيادة المقاومة من أجل تحرير التراب السوري كاملاً. بعد استتباب الأوضاع في شرق الأردن وتأسيس الإمارة، سعى الشيخ فواز إلى المصالحة مع العشائر البدوية في مضارب بني حسن، وكذلك مع السرحان بعد ذلك، حتى لا تعود المنطقة للأحداث الدامية، حيث رعى الأمير عبد الله هذا الصلح مع عشائر السرحان والقـرى الفلاّحية. وأسهم الشيخ في المؤتمرات الوطنية التي كان آخرها اشتراكه في المؤتمر الوطني الذي عقد في مضافة آل التل.

لقد كان الشيخ فواز الزعبي مناضلاً وسياسياً، ورجل مرحلة خلّد اسمه فعلاً وانجازاً، ولم يتوان عن العمل حتى وفاته عام 1939م، وقد غادرنا كزعيم كبير تقف على أكتافه أحداث جسام تحمل ملامح فترة حاسمة من تاريخنا المعاصر. وللحديث بقية عن نخوة أهل الرمثا وشيخها الكبير.


طير حوران (الرمثا) (درعا)

أشتهرت حوران بوجود نوع قوي من الصقور يستوطن ويفرخ ويتكاثر فيها، وقد درج الشعراء، والعامة على تشبيه الرجال بالصقور بنسبتها إلى أماكن نشأتها، ومن ذلك قولهم طير حوران.

فإذا قيل (فلان طير حوران) كان ذلك للدلالة على الشجاعة والقوة.

ومن أشهر وأجمل القصائد التي جاءت على ذكر طير حوران ما قيل في الملك عبد العزيز آل سعود عند دخوله الرياض عام 1902م :

داري ياللي سعدها تو ما جاها طير حوران شاقتني مضاريبه
صيدته يوم صف الريش ما أخطاها يوم شرّف على عالي مراقيبه
جاالحباري عقاب نثّر دماها في الثنادي على الهامة مضاريبه


السياسة والجمعيات السرية

لقد بلغ تدهور الأوضاع في البلاد العربية مستواه الأقصى، وأصبح الحكم العثماني في ظل (حزب الاتحاد والترقي)منذ سنة 1908م، كارثة في الإجهاز على ما تبقى من حيوية الأمة العربية. ولم تعد الدولة اداة استهلاك فحسب، ولم تكن تسعى لإنعاش البلاد أو تتدخل لمعالجة أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، بل كانت تسعى لدفع حركة التدهور دفعا قويا، وفي آن واحد جرى عزل البلاد العربية عن اوروبا التي كانت قد بدأت تسير في طريق التقدم والنهضة الصناعية والثقافية.. والأعظم من كل ما ذكر من مصائب، سياسة التتريك لكل الفكر القومي العربي، لغة وتاريخا وحضارة.

وعليه قامت جمعيات سرية نتيجة هذا الأمر كمعارضة عربية : وفي مقدمة هذه الجمعيات (الجمعية القحطانية) التي تأسست عام 1909م اي بعد الانقلاب على السلطان عبد الحميد بأشهر قليلة، وكان من بين أعضائها الأوائل الامير شكيب ارسلان والدكتور عزت الجندي، ومحمد كرد علي، وعارف الشهابي، وعلي النشاشيبي، وبشر لها ولاهدافها في منطقة حوران الموحدة آنذاك (الرمثا - الجنوب السوري) الشيخ فواز باشا البركات الزعبي وإسماعيل الحريري، وسعد الدين المقداد (عضو مجلس النواب العثماني) وتوفيق المجالي (عضو مجلس النواب العثماني) وغيرهم.. ومن اهداف هذه الجمعية « مجابهة التيار العنصري التركي بتيار قومي عربي ينازعه السيطرة على الدولة وعلى مؤسساتها في الولايات العربية ». يقول المجاهد فايز الغصين في مذكراته، حيث ورد حديثه في كتاب (نضال حوران) للأستاذ احمد عطا الله صفحة (35) ما يلي :« ان ما فرضه الاتراك على أهل حوران يعني وجوب الدفع دون استثناء حتى ولو كان المدفوع هو لقمة العيال، لقد تحولت حوران الى ثكنات للجيش التركي الذي اعد العدة لاجتياز ترعة السويس وصادر كل ما وقع تحت يده ليصبح ملكا له.. فتحركت قوى المعارضة المسيسة بأهداف الجمعيات العربية السرية، وقاد زعيم حوران الشيخ فواز باشا البركات الزعبي حركة الرفض لمتطلبات الجيش التركي، والتي كادت تؤدي الى الجوع والتشريد وقطع معظم الاشجار». ومن الاتجاه العربي الإسلامي، بدأ يتكون في حوران جمهور من الشباب واخذوا يعقدون اجتماعات خاصة تتحدث عن حكم (حزب الاتحاد والترقي) المستبد، ويبحثون في ضعف الحكومة الظاهر أمام الأوروبيين، وكانت (العربية الفتاة) اهم جمعية سرية عربية، حيث كان الشيخ فواز باشا البركات الزعبي من قادتها ومن ممثليها في منطقة حوران، فقادت الاتجاه القومي العربي حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1911م نشط انصار السلطان المخلوع عبد الحميد وقد سموا (بالارتجاعيين)، ثم أصبح اسم تجمعهم (الحزب المحمدي) اي (درويش وحدتي محمد) وكانت غاية هذا الحزب : القيام بثورة مضادة ضد الاتحاد والترقي، وقد نشط هذا الحزب في حوران ردا على حملة سامي الفاروقي على جبل العرب وحوران والكرك، التي جرت عام 1910.


مدينة الرمثا 580814




عدل سابقا من قبل saad anter في الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 12:52 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/saadanter
سعد عنتر سعد
مراقب
مراقب
سعد عنتر سعد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2517
نقاط : 6975
العمر : 32

مدينة الرمثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدينة الرمثا   مدينة الرمثا Emptyالثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 12:41



أحداث ما قبل الثـورة العـربيـة

بعد فشل الحملة على السويس وهزيمة الأتراك في العراق، أرسل الشريف حسين ولده الأمير فيصل إلى دمشق، وأرسل الأمير علي إلى المدينة المنورة، وبقي الأمير عبدا لله ملازما لوالده ليساعده على إعداد خطط الثورة التي كان لا بد من إعدادها في مكـة..

ولكي يغطي جمال باشا هزائمه وفشله في السويس، بدأ مسلسل الإرهاب والقمع والقتل والنفي بحق زعماء البلاد الشامية وقد صدم الأمير فيصل بالإجراءات التركية فقد وجد ان الفرق العربية قد نقلت إلى الأناضول وحل محلها الفرق التركية، كما تم نفي عدة مئات من الرجال البارزين من البلاد إلى الأناضول.. ® صفحة 78 : (وقد قبض الأتراك على عدد من المسلحين العرب قتلوا منهم واعدموا ونفوا.. منهم : اعدموا : احمد الكايد (شقيق اديب الكايد وهو من عشيرة العواملة).. مصلح الفاضل الربيع (من عشيرة القطيشات).. وآخر من عرب التعامرة.. نفي عدد من وجهاء السلط : صالح خليفة، مطلق المفلح، خليفة عبد المهدي، يعقوب سكر ،صالح البخيت واخوانه الثلاثة، مفضي النجداوي.. نفي عدد من وجهاء الكرك : عودة القسوس، خليل العكشة، عبد الله العكشة وغيرهم.. مادبا :يعقوب الشويحات، ابراهيم جمعان، ابراهيم الطوال، يوسف معايعه، وسليم مرار وغغيرهم.. نفي عدد من وجهاء معان : عبد الرحمن ماضي، احمد ماضي، محمد عبد الجواد، وغيرهم إلى مدين حماة، وكانت تهمة المنفيين من معان ان لهم اتصالات مع جيش الأمير فيصل. وضرب الأتراك مدينة السلط بقنابل المدفعية وكادوا ان يدمروها تدميراً كاملاً.. لولا تدخل جمال باشا شخصياً..!! ونهب الأتراك قرية الفحيص.....)

واستناداً للأستاذ محمود سعد عبيدات يقول : وبعد أن أقدم جمال باشا على إعـدام : عبد الحميد الزهراوي (عضو المبعوثين)، وشفيق المؤيد (عضو المبعوثين) والأمير عمر الجزائري، وشكري العسلي (عضو المبعوثين)، وعبد الوهاب المليحي، ورشدي الشمعة (عضو المبعوثين) ورفيق رزق سلوم، والعقيد سليم الجزائري، والعقيد أمين لطفي الحافظ، وعبد الغني العريسي (صاحب جريدة المفيد) والشيخ احمد طبارة (صاحب جريدة الاتحاد العثماني) والأمير عارف الشهابي، وتوفيق البساط، وسعيد عقل (رئيس تحرير جريدة النصير) وجلال البخاري وسيف الدين الخطيب وبترو باولي ومحمد الشنطي وجرجي الحداد، والدكتور علي عمر النشاشيبي والشاعر عمر حمد وغيرهم، قرر زعماء البلاد فك ارتباطهم نهائيا بالدولة العثمانية، وتداعت الزعامات الوطنية للاجتماع سرا بالأمير فيصل في أوائل ايار 1916م في دار البكري أصدقائه في القابون، وكان هذا أول لقاء للشيخ فواز البركات مع الأمير فيصل، ويومها قال الأمير فيصل للحاضرين : « طاب الموت يا عرب »، وأرسل نسيب البكري رسالة إلى الشريف حسين يشرح له فيها بوضوح اكثر من رسائل فيصل الحالة في بلاد الشام، وأهمية فيصل بالنسبة للحركة القومية فيها، ووجوب بقائه على رأسها في دمشق. وتوزعت الأدوار بين الحاضرين، واستعد الشيخ فواز باشا البركات الزعبي على تجنيد المئات للثورة ،وقد جددت الروابط مع زعماء الدروز الذين اشترطوا ان تشترك قبائل البدو في الثورة، وكانت التوجيهات التبشير بالثورة القادمة، وجاء في مذكرات يوسف الحكيم صفحة (143) : « ان الأمير فيصل اجتمع بالشخصيات الوطنية مثل : الشيخ بدر الدين الحسيني، كبير علماء الإسلام في دمشق، والفريق المتقاعد علي رضا الركابي، رئيس بلدية دمشق، واحمد قدري والشيخ فواز باشا البركات الزعبي من زعماء حوران، ولم يغادر دمشق، الا ودخل عن طريقه في جمعية الفتاة كثير من زعماء الدروز والحوارنة والبدو حتى غدت الجمعية قوية بهم »....


جبل الدروز وحوران

® صفحة 18 (سنة 1910 : اشتدت الخلافات بين الدروز والحوارنه، فقامت الحكومة حملة عسكرية قوامها سبعة وثلاثين طابوراً بقيادة سامي باشا الفاروقي للقضاء على الفتنة وتوطيد الأمن والنظام، وقد قامم الدروز دخول الحملة وجرى قتال بين الطرفين، كان من نتائجه أن ألقى رجال الجيش القبض على زعماء الدروز وأحالوهم للمحاكمة العرفية، فاعدم من أعدم وسجن من سجن، وعندما لاحظ سامي باشا نجاح خططه في جبل الدروز وحوران أراد ان يقوم بنفس الإجراءات في لواء الكرك، وأرسل برقية إلى متصرف الكرك (ظاهر بك) وهو من أصل عربي من أجل جمع السلاح وتحير الأراضي والأملاك نفوس السكان، وعند دعوته هيئة مجلس الإدارة وهيئة المحكمة وشيوخ البلاد كان المعارض الوحيد لدخول قوات سامي باشا (قـدر المجـالي) اما البقية فقد خافوا مغبة رفض دخول القوات وتفعل بهم ما فعلت بالدروز وحوران..)


حرابة العرب الكبرى بين عشائر بني صخر وعشائر الرمثا

كان الفائد فب هذه المعارك من الرمثا شيخها فواز باشا البركات الزعبي

حديث عن حرابة العرب والتي استمرت اعواما طويلة.. فاحببت ارفاقها هنا من باب معرفة التاريخ لعشائر الرمثا وشيخها الزعبي

الثارات والصراعات القبلية التي ظلت قائمة حتى البدء بارساء دعائم الامارة، وكان في مقدمة هذه المصالحات تلك التي تمت بين بني صخر من جهة وعشائر الرمثا من جهة ثانية، والتي انهت معها اعواما طويلة وكان النصر في هذه المعارك حليف عشاير الرمثا بعد أن قامو بطرد كل العشاير البدويه من مناطق ما حول الرمثا قاطبتا وطردهم من شمال الاردن (الرمثا) إلى الجنوب الاردني مما سمي بـ «حرابة العرب» وقد مثل الطرفين في هذه المصالحة الشيخ فواز بركات الزعبي عن عشائر الرمثا وبني عبيد، والشيخ حديثة الخريشا عن عشائر بني صخر. اما اصل حكاية «حرابة العرب الكبرى» فقد بدأت عام 1918م، عندما ترك الجيش التركي بعد انسحابه من المنطقة الكثير من الأسلحة تخلصا منها، فقام الاهالي بجمعها واخفائها، ونتيجة تزايد الاعتداءات على الاهالي والمزروعات، اجتمع حوالي اربعمائة من شيوخ حوران والرمثا والطرة والشجرة وحواره واليادودة، وطالبوا بوضع حد لتلك الاعمال، وكان الاجتماع برئاسة الشيخ فواز بركات الزعبي في «اليادودة» وأثناء تواجدهم في الاجتماع قام احد رجال السرحان بادخال جماله في حقل مزروعات احد اهالي طفس بحوران لترعى عنوة فيه، فما كان من صاحب الحقل إلا أن اطلق النار على ذلك الراعي فقتله واخرج الجمال من الحقل وبدأت المعارك والثارات بين الطرفين، وقتل الشيخ عودة الله الخزاعلي في احدى المقابلات، وقد ادت وفاته إلى تشنج الضغائن للاخذ بالثأر، وبعد ذلك وقعت عدة معارك بين الطرفين، نذكر منها على سبيل المثال


المعارك التي جرت في حرابة العرب الكيرى

وقعة الشلالة

وحدثت اصابات بالغة بين الطرفين، وبلغ عدد قتلى الرماثنة تسعة اشخاص


2- مقتل الشيخ صالح الصالح الخريشا

في سوق الحلال بمدينة اربد، على يد أبناء الرمثا وكان ذلك يوم الخميس 13 اذار 1919م، والقت سلطات الامن على عدد من الموجودين في سوق اربد ومنهم محمد سمرين خريس، وانتشر خبر مقتل الشيخ صالح، حيث تأثرت جميع العشائر البدوية والفلاحية بمقتله لانه عند بني صخر «الشيخ الذي لا يجوز المساس به مهما فعل».


وقعة الرميث الاولى

وجرت هذه الواقعة يوم الخميس 30 نيسان 1919م،


وقعة اليهودية والجبيل

وجرت في نهاية شهر ايار 1919م،


وقعة ام الهوى والطوال والاعتداء على التجار

وجرت في 14 رمضان/ 13 حزيران 1919م،


وقعة الرميث الاخيرة

وجرت في صيف عام 1920م، وفي موقع جامعة العلوم والتكنولوجيا حاليا.


النصر للرمثا في هذه المعارك

لقد كان النصر في هذه المعارك حليف عشاير الرمثا بقيادة شيخها البطل المجاهد فواز باشا البركات الزعبي بعد أن قام الرماثنه بطرد
كل العشاير البدويه من مناطق ما حول الرمثا قاطبتا وطردهم من شمال الاردن (الرمثا) إلى الجنوب الاردني والوسط وتفريقهم وتشتيت
شملهم وقتل الاعداد الكبيره منهم.


اتقافية الصلح

اما الرماثنة وبنو صخر والسرحان فجرت مباحثات اولية بين الشيخ فواز البركات من جهة وبين مندوب العشائر البدوية الشيخ منصور القاضي، وحضر المباحثات الشيخ سعد العلي البطاينة وعلي الكايد العتوم، والشيخ سليمان السوري، والشيخ عبد القادر التل، والشيخ راشد الخزاعي، اشترط الرماثنة خلال المباحثات «ان تعود الخيل والعدولة مثاني، وكذلك تعود القرضة وان يكون الصلح من غباغب الى درعا ومنها الى الرمثا، ومن جبل الدروز الى الشلالة».

وفي يوم الثلاثاء 6 صفر 1339هـ/ 19 تشرين الأول 1920م، اجتمعت الاطراف المعنية لابرام الصلح في مضارب بني حسن في رحاب وباقتراح من الشيخ علي الكايد وبموافقة الشيخ امكازي اخو ارشيدة.

وحضر الاجتماع من بني صخر كل من الشيوخ: حديثة الخريشا، ومطيع بن زهير، وعموم وجوه ومشايخ بني صخر، وكان في حراسة فواز الزعبي كل من: سليمان الدرايسة، وفاضل الاحمد، وعليان المخادمة، وعايد السريحين، وفضيل الخزاعلة، «وتحدث في الاجتماع كل من اهل الخير والمصالحة:

سعد باشا البطاينة، علي باشا العتوم، سليمان باشا السودي، والشيخ اخو ارشيدة الذي طالب الفرقاء المعنيين الصلح»، اما الشيخ حديثة يقول الدكتور محمود ساري الزعبي «فطالب بدم الشيخ صالح الصالح، وقال عنه بانه عمود السماء، اما باقي القتلى «حفار ودفار»، فاحتج الشيخ فواز على ذلك وطلب بان يكون الصلح حفار ودفار، وان ابنه عبد الكريم بدل الشيخ صالح، كما طلب باعادة الاموال والودائع والديوان التي كانت بين الطرفين قبل الحرابة».

وقد تم الاتفاق على التسامح، وتصافح الجميع. وقد مثل الشيخ فواز بركات الزعبي حوران «كانت الرمثا حتى ذلك التاريخ تابعة لحوران» وسعد باشا العلي عن جبل عجلون واربد، والشيخ حديثة الخريشا عن الخريشان، والشيخ مطيع بن زهير عن الجبور، وكلاهما من بني صخر، وبدر بن ماضي عن العيسى، والشيخ علي الكايد عن المعراض.. اما عشيرة السرحان فلم تشارك في هذا الصلح حتى قدوم الامير عبد الله بن الحسين إلى شرقي الاردن، فانتدب الشريف عقاب بن حمزة الذي كان يعمل قاضيا للعشائر في جرش، والشيخ علي الكايد العتوم، بهذه المهمة، وبهذا تم الصلح.

مدينة الرمثا 580814



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/saadanter
سعد عنتر سعد
مراقب
مراقب
سعد عنتر سعد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2517
نقاط : 6975
العمر : 32

مدينة الرمثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدينة الرمثا   مدينة الرمثا Emptyالجمعة 5 نوفمبر 2010 - 0:54



السياسات في الرمثا

بعد نجاح الثورة وتحرير الأرض العربية، شاركت العشائر الرمثاويه في الشمال بهجمات على الوجود الفرنسي على السواحل السورية قبل معركة ميسلون، وكعادته لم يتخل الشيخ فواز عن دوره النضالي، فدعم هذه المعارك بالسلاح والمال والرجال، لكن نتيجة معركة ميسلون التي وقعت على مشارف دمشق كانت قاسية، وذات تأثير خطير على مشروع استقلال سوريا الطبيعية، لذا اشترك الشيخ فواز في ثورة حوران ومعركة غزالة، التي تمكن خلالها الثوار من قتل رئيس الوزراء العميل للفرنسيين وعدد من رجالاته، وكذلك ضباط وجنود فرنسيين، مما أجبر فرنسا أن تسيّر حملة لمواجهة ثوار حوران ومقاتلي شرق الأردن بقيادة منور الحديد، لكن الآلة العسكرية الفرنسية كانت لها الغلبة، غير أن ذلك لم يخمد نار المقاومة، وبلغ من تكاتف أهالي منطقة الرمثا مع حوران، أن ساهموا في دفع الغرامة الكبيرة التي فرضتها فرنسا على الأهالي في أعقاب الثورة.


النخوات والفزعات عند عشاير الرمثا

مدينة الرمثا مدينتي الغالية، قطعة من أرض حوران طيبة العروق، تشربت عبق الإيمان والعراقة والمجد... فأشرقت بنور المحبة والقوة والمنعة... إنها مدينة الرمثا الشامخة بحب العرب، حين تتجول في شوارعها وميادينها اليوم، تصافحك عيون تنظر إلى السماء... سكانها ممتلئون رضاً... تسكنهم النخوة العربية. والقوة والشهامة، يرتديهم الكرم العربي الأصيل، يعتزون بعروبتهم ووطنهم ويقدسون الشجاعة ويتغنون بأفراحهم وهم يلوحون بالسيوف والمبارزة، بالماضي والحاضر لتاريخهم وأمجادهم وببطولاتهم في حرب فلسطين ومعارك الجيش الأردني الباسل ضد الصهاينة منذ عام 1936 وكان آخر عمل بطولي قومي عربي قاموا به، عندما هاجموا عام 1991 قافلة من الشاحنات مكونة من مائة شاحنة وقاطرة ومقطورة قادمة من تركيا ومتجهة للجيش الأمريكي أيام حرب الخليج الأولى ومحملة بالمواد التموينية لهم، وقد تم تنزيل حمولتها ومصادرتها وتوزيعها على البيوت ثم حرق هذه الشاحنات، مما دعا الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين أن يوجه شكره للرمثا برجالها ونساءها وأطفالها بحديث متلفز في حينه. الرمثا مدينة مسكونة بحب الوطن والتاريخ والأمجاد هذه المدينة الطيبة مثل سهولها... والخضراء مثل قلوب أصحابها.. ؛والحمراء غيرة على عروبتها وكرامة أمتها ومجدها التليد. http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=63477


عشائر الرمثـــــا يضحون عن روح الشهيد صدام حسين

وبادر العديد من المواطنين من عشائر الرمثا إلى التسابق في شراء رؤوس الماعز، والنوق، فداء للرئيس "الشهيد". واكد مواطنون أن حبهم للرئيس العراقي الذي راح ضحية الاحتلال الأمريكي، هو ما دفعهم لشراء الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمساكين. وفي الأسواق التي وفرتها البلديات المحلية لذبح الأضاحي، قام مواطنون بالكتابة على الأضحيات "هذه عن روح الشهيد صدام حسين". واعتبر مواطنون في الرمثا هذا النوع من الأضحيات، وفاء لدماء الشهيد العراقي ولروحه التي فاضت إلى بارئها في مثل هذه الأيام من عيد الأضحى المبارك http://www.alarrabnews.com/newsView.php?id=7851


"عيال صويت او صبيان صويت"

اما "الصويت" فهي منطقة الصويت وهي اسم قديم يطلق على الرمثا مثلها مثل الاسم القديم للرمثا وهو الرميث

و صبيان الصويت للعدو علة تعني

ان الرماثنة لعدوهم مثل المرض العلة

و المقطع مأخوذ من تراث الرمثا بالاخص من اغاني الجوفية الرمثاوية


يوجد في مدينة الرمثا عدد كبير من المدارس الأساسية والثانويه حيث بلغ عددها 58 مدرسة حكوميه عام 2006, والكثير من المدارس الخاصه ورياض الأطفال الخاصه.


جامعات الرمثا

جامعة العلوم والتكنولوجيا
جامعة اربد الأهلية
جامعة جدارا


الآثار في الرمثا...الرمثا كانت اهراء روما فصارت مواقعها الأثرية منسية

تشكّل السياحة موردا اقتصاديا مهما إضافة لكونها متنفسا للمواطنين في زمن كثرت فيه الهموم والأمراض. والسياحة يمكن أن تكون نفط الاردن الذي لاينضب إذا أحسنا استغلالها واستثمارها بالشكل المطلوب، ونظرا لكثرة المواقع الأثرية الكبيرة كالبتراء وجرش وغيرهما فقد تناسينا إن هناك المئات من المواقع الأثرية والمناطق السياحية الخلابة في بلدنا.والتي ستساهم في زيادة الدخل القومي وتوفير فرص العمل للكثير من المواطنين لو أحسن استغلالها كما هو الحال في منطقة الرمثا بوابة المملكة الشمالية وما تشكله من منطقة سياحية جاذبة تمتلك مقومات النجاح سواء من حيث المواقع الأثرية التي تعود لآلاف السنين أو إلى جمال الطبيعة، وقد تعوّد أهالي اللواء الذهاب لهذه المواقع وبإعداد لا يستهان بها وخاصة إلى موقعي وادي اليرموك والشلالة، ولكنهم لايجدون ابسط ما يحتاجه السائح من خدمات تشجع على الإقبال لزيارتها.والعودة ثانية لها، فلا دليل سياحي ولا حتى لوحات إرشادية تدلل على المواقع.


اهمية التعريف بالمواقع

ولإلقاء المزيد على هذه المواقع كان هذا التحقيق الذي بدأناه بلقاء مع الدكتور زيدون المحيسن عميد كلية الاثار في جامعة اليرموك الذي حدثنا عن هذه المواقع قائلا : الاردن متحف مفتوح من شماله إلى جنوبه وغني بالمناظر الطبيعية، ويمكن للزائر ان يتجوّل بكل حرية ومجانا ولكن علينا ان نقوم بتعريف هذه المواقع بعمل الخرائط السياحية أو الأثرية وتوزيعها في المطارات والحدود على القادمين، وان تعمل كل محافظة خريطة سياحية اثرية خاصة بها


اهراء روما

وبيّن الدكتور محيسن ان منطقة الرمثا مأهولة بشريا منذ عصور ما قبل التاريخ، فهي منطقة زراعية وخاصة القمح واشجار الزيتون وكانت تسمّى اهراء روما سلة غذاء الدولة الرومانية، إضافة لوقوعها على طريق تجاري يربط الاردن بسوريا والعراق وفلسطين وهذا الموقع جعل منها مستقرا للعديد من الحضارات القديمة والكلاسيكية 332ق.م-630م والعصور الإسلامية كذلك


مدافن هندسية وهياكل عظمية

ويتابع د.زيدون حديثه : يوجد على ارض اللواء مئات المواقع الأثرية ومنها وادي الشلالة وموقع اليصيلة وتل الرميث الذي اشتق منه اسم الرمثا، وابرز المناطق التي يتم فيها التنقيب من قبل كلية الاثار في جامعة اليرموك ومنذ عشرين عاما فهو موقع اليصيلة حيث كشفت الحفريات عن اكثر من 35 حجرة للدفن وكانت هذه المدافن تشق داخل الصخور في وادي الشلالة، وكل مدفن يحتوي من 30 70 قبرا، وامتازت هذه المدافن بجمال النحت وهندسته وكل مدفن يختلف في طراز نحته عن المدفن الاخر حيث تم اكتشاف الكثير من الهياكل العظمية ومنها موجود في كلية الاثار بالجامعة وتم دراسة معظمها والتعرف على الجماعات التي كانت تقطن اللواء واعمارهم والامراض التي كانت سائدة وتم عمل مجموعة رسائل ماجستير ودكتوراه عن هذه الهياكل


معاصر للعنب وكنائس

ويضيف عميد كلية الاثارد. محيسن بانه تم الكشف في هذا الموقع اليصيلة عن مبنى إداري يتكون اكثر من طابق ويعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد : الفترة الهلينستية وهي فترة مزيج الحضارة اليونانية الغربية والحضارة الشرقية المحلية، وتم العثور أيضا على معاصر للعنب حيث تعد هذه المعاصر من أكبر المعاصر في بلاد الشام، وان هناك اكثر من طريقة لتصنيع الخمور والعصائر ووجد أيضا كنيستين تعودان للفترة البيزنطية وازدانت ارضيتهما بالفسيفساء الجميلة واحتوتا على مناظر هندسية واشكال حيوانية وبعض الكتابات اليونانية ونشرت مقالات عديدة وبمختلف اللغات.


مدير مكتب اثار الرمثا

من جانبه قال السيد نضال الهنداوي مدير مكتب أثار الرمثا أن مساحة المواقع الأثرية التي تملكها دائرة الآثار العامة في اللواء تصل إلى 200 دونم أهمها موقع الشلالة والذي يحتوي على تل الفخار ويبعد 5 كم إلى الشمال الغربي لمدينة الرمثا ويوجد فيها عين ماء عين الشلالة وخربة الزيرقون وتل أم جرين والجسر الروماني، ويبين السيد الهنداوي بان هذه المواقع تضم بقايا منازل قديمة ومقابر وكهوف وإنفاق وآبار معظمها تعود للعصور الحجرية والبرونزية والرومانية والبيزنطية وكذلك سور تحصيني للمدينة والذي يعود تاريخه للعصر البرونزي..

ويضيف السيد الهنداوي مدير الآثار بان هناك أيضا منطقة المسجد العمري في الطرة حيث تم بناءه من الحجارة البازلتية المنقولة من منطقة أخرى ومقام الشيخ خليل الذي يتاúلف من رواق واحد ويعود للعصور المملوكية والعثمانية، وخربة ماجد في بلدة الطرة والتي اكتشف فيها مقابر جماعية إسلامية وبيزنطية ويوجد أيضا بركة رومانية في مدينة البويضة. وذكر السيد الهنداوي بأنه تم اكتشاف لوحات فسيفسائيه داخل قرية الشجرة، والمكتب يتابع باهتمام أي اكتشاف اثري ويتحرك على الفور حين سماع إن احد الاهالي اكتشف شيئا، حيث غالبا ما يتم اكتشاف الآثار صدفة من قبل الاهالي الذين يقومون بالبناء ومن هنا جاء وجود قرار مصادقة المكتب على أي رخصة بناء

ولا يقتصر الآمر على المواقع الاثريه في الرمثا انما أيضا أماكن سياحية ترفيهية يرتادها الكثير من أهالي اللواء وخاصه وادي اليرموك والذي يفصل بيننا وبين الأشقاء السوريين حيث صدى معركة اليرموك الخالدة ينادينا. ويحدثنا مروان الزعبي مدير مكتب سياحة الرمثا بقوله أن منطقة الوادي تتمتع بالمناظر الطبيعية فالاوديه الخضراء المغطاة بالإعشاب والوادي دائم الجريان تحيط به الاشجار وتستطيع إن تشاهد الشلالات المجاورة له أضافة لوقوعه في منطقه مليئة بالآثار، وهذه المواقع تشهد زخما في النزهات والاصطياف في ايام الربيع.

ويحّمل مروان الزعبي مسئولية النهوض بالسياحة للعديد من الجهات وخاصه بلديتي الرمثا وسهل حوران ويطالبهما بتجميل هذه المواقع والعناية بالطرق المؤدية إليها إضافة للمؤسسات الأخرى كالإعلام بمختلف إشكاله ومؤسسات القطاع الخاص والاهالي والجمعيات البيئية والسياحية.

وقال نحن بدورنا كمكتب السياحة حاولنا من اجل تطوير منطقتي الشلاله واليرموك وإمدادها بالبنية التحتية وايصال الخدمات التي تفتقرها. ولكن مالك الأرض رفض البيع أو التضمين للمستثمرين، وكذلك خاطبنا البلديات المعنية باللواء إن تولي الجانب السياحي جزءا من اهتمامها كون السياحة تشكل استثمارا ممتازا.ونقيم المعارض الفنية في مدارس اللواء والجامعات، ونوزع النشرات بهدف التثقيف بأهمية السياحة للافراد والدول.

ويتابع السيد مروان حديثه عن مهام المكتب السياحي الموجود داخل حرم الحدود الاردنيه لتسهيل عملية مرور الافواج السياحية وتهيئة ما يلزمهم وتزويدهم بالخرائط والنشرات السياحيه وقد دخل إلى الأردن من الأفواج السياحيه مايقرب من 1330 مجموعه سياحيه فقط من حدود الرمثا وحدها والتي نظمتها مكاتب السياحة الاردنية. وبالتعاون مع الشرطة السياحيه


مدينة الرمثا 580814



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/saadanter
سعد عنتر سعد
مراقب
مراقب
سعد عنتر سعد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2517
نقاط : 6975
العمر : 32

مدينة الرمثا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدينة الرمثا   مدينة الرمثا Emptyالسبت 6 نوفمبر 2010 - 10:56



صرح الشهيد

إضافة لما تقدم يوجد في لواء الرمثا صرح الشهيد بجانب جامعة العلوم على مثلث الرمثا حيث كتب عليه أسماء الشهداء من الجيش العربي وبعض الآليات العسكرية مما يشكل عاملا جاذبا للاهالي وقد شاهدنا الكثير من السيارات تقف عنده للمشاهدة خاصة أنه يقع على الطريق الواصل بين محافظتي اربد والمفرق.


تل أم الرجلين (أم جرين)

يعُود هذا التل للعصور الرومانية والبيزنطية، وهو على شكل مسرح مدّرج، وفي وسط التل حاجز، ويمرّ فيها قناة تمتد من المزيرب بحوران إلى بيت رأس ومنها إلى أم قيس... وهي محفورة في باطن الأرض ولها منافذ على السطح.


خربة الزوايد الشمالي

سكنت هذه الخربة من قبل الرومان، والأمويين والمماليك، ويمر فيها طريق بصرى - درعا - جرش الرومانية، وهي ذات سطح مستو، تربتها قديمة، وفيها مقبرة، وخضعت للرومان والمماليك، وهناك أيضاً خربة تسمى خربة الزوايد الجنوبي.


خربة أم العظام

تقع إلى الغرب من قرية البويضية بحوالي كيلو متر واحد... ويكثر فيها الكهوف والآبار، ويقال بأن اسمها كان أم العظماء كونها مقبرة ملوكية.


خربة الحويرة

تقع إلى الشمال من مدينة الرمثا، على الحدود الأردنية السورية، فيها آثار وكهوف منحوتة تدل على حضارات العصر الحديدي.


البصيلية

تعود هذه الخربة إلى العصر العباسي والمملوكي، وتبدو المنطقة مرتفعة ويوجد فيها آثار هدم قديمة... وقد اكتشف فيها مؤخراً عدد من المقابر المنحوتة في الصخر، والتي تعود إلى العصرين الروماني والبيزنطي.


خربة العدسية

تقع إلى الشمال من عمراوة، ويقسمها من الغرب وادي المدان... والناضر من الخربة يرى القرية السورية "زيزون " الغنية بينابيع المياه، وتعاقب عليها حضارات العصر البرونزي والحديدي، والهيليني والروماني، والبيزنطي والعباسي.


خربة المصاطب

تقع إلى الشمال الغربي من خربة العدسية، ويوجد فيها نبع يسمى عين جابر، وتأثرت بالحضارات الحديدية والعباسية والمملوكية.


خربة المغير الشرقي

تقع في الجهة الشرقية لوادي الشلالة، وتوجد بها بعض التلال ذات الشكل الدائري... ويتضح أنها تأثرت بالحضارات الرومانية والبيزنطية والإسلامية. وهناك الكثير الكثير من الخرب الأثرية التي مرّت بالحضارات المختلفة التي مرّت بها المنطقة نفسها... والتي مرّ بها الأردن... ومن هذه الخرب هناك خربة ماجد، وبريقاً... والكفيرات، وأم الآبار الغربية، والشرقية، واليهودية، وعوش، والقصير... وأيضاً هناك بعض البرك، مثل بركة البويضية، وبنى فيها سدّ حديث، والبركة الحمراء، بناها المماليك، على غرار بركة زيزياء، تعتمد على مياه الأمطار من الأودية الموجودة في الّرميث، وعوُش، واليهودية، وذكر بيركهارت بأنها تتكون من ثلاثة جدران مرتفعة على سطح الوادي


اعلام من الرمثا

هناك الكثير من العلماء الذين نسبوا للرمثا، والذين نبغوا في شتّى العلوم والدراسات الإسلامية المتمثلة بعلوم القرآن والحديث والفقه واللغة، ومن اولئك العلماء

1- حسن بن علي بن سرور بن سليمان بدر الدين أبو محمد الرمثاوي المعروف بابن الخطيب: ولد عام 736هـ، واستقر في دمشق وأخذ العلم على أشياخها وفقهائها، اشتغل في العلم ونال منه حظاً وافراً، ودرس وكتب بالمدرسة الشامية البرانية، ثم ترك المدارس والوظائف وأقبل على العبادة والطاعة، وتوفي سنة800 بدمشق. 2- محمد بن أحمد بن موسى المثاوي الشافعي: المدرس بالمدارس الناصرية العصرونية بدمشق، كان تقياً ورعاً، توفي بمكة عام 801هـ/1408م. 3- موسى بن أحمد بن موسى الرمثاوي: تفقه بدمشق، وأخذ الفرائض عن المحب المالكي، كما أخذ يسيراً من العلوم الطبية عن الرئيس جمال الدين، لازم الغربيّ وكتب بخطه كثيراً من الكتب، وتولى قضاءالكرك سنة 884م، ودرس بالمدرسة الأسدية بدمشق، وجاور بمكة مدّة ثم عاد إلى دمشق وتوفي فيها سنة 816هـ/1413م. 4- عبد الله بن خليل بن فرج بن سعيد الرمثاوي: ولد في الرمثا، وتلقة ى علومه الدينية في دمشق، وشارك في العربية والفقه والحديث مشاركة جيدة، كان قوي الحافظة، مُقتدراً على العبادة الجيدة، وكان يجتمع اليه إعداد من الدارسين بزاويته بالعقيبية، يومين حددها لهذا الغرض في الاسبوع، ومن تصانيفه: في أصول الفقه، منار سبل الهدى وعقيدة أهل التقي وتحفة المجتهد وغنية المتعبد صنفه بمكة وقرئ عليه بالمسجد الحرام، والذكر المطلق حدث به في مكة. وتوفى سنة 833/1429م. 5- شهاب الدين بن أحمد بن موسى الرمثاوي... قاض ومفت وخطاط، تلقىالعلم على علماء عصره، وعمل بالإفتاء، كان خطاطاً وعمل بالزراعة، وناب في الحكم وتقلد قضاء الكرك، ومات في دمشق.


الرياضه

الأندية الرياضية

1 -نادي الرمثا الرياضي 2 -نادي إتحاد الرمثا الرياضي


ستاد الأمير هاشم بن الحسين الرياضي

ويعد ملعبه الملعب الثاني والوحيد في الشمال بعد ملعب ستاد الامير الحسن الرياضي و يقع ستاد الامير هاشم الرياضي في الجنوب الشرقي من مدينة الرمثا وهو ملعب اساسي لفريقي الرمثا وإتحاد الرمثا، ويحتضن على ارضه جزء من مباريات دوري الحترفين الاردني لكرة القدم.


المستشفيات

مستشفى الرمثا الحكومي
مستشفى الملك المؤسس عبد الله الاول
المنشئآت الحكوميه
صرح الشهيد
ستاد الامير هاشم بن الحسين الرياضي
مدينة الأمير حسن بن طلال الصناعيه
صوامع حبوب اقليم الشمال
منشئآت خاصه
مدينة الرمثا الترفيهيه
سـعــيــد مــــول
مصنع اقليم الشمال لشركة الثلج والصودا والكازوز الأردنية(بيبسي)
مصنع اقليم الشمال لشركة كوكاكولا للمشروبات الغازيه-الاردن

مدينة الرمثا 560765


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/saadanter
 
مدينة الرمثا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مدن تونسية ( مدينة راديس ، مدينة ساقية الزيت ، مدينة الكاف )
» مدينة الجوف الليبية و مدينة صرمان
» صور من مدينة فاس
» مدينة دبى
» مدينة سرت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طريق العرب :: المملكة الأردنية الهاشمية :: منتدى المملكة الأردنية الهاشمية-
انتقل الى: