أوداغست ويطلق عليها كذلك أودغشت أو مملكة أوداغست الصنهاجية،(حاليا وسط موريتانيا) ورد ذكر أول نص تاريخي عن هذه الدولة عن طريق اليعقوبي، وذلك في الإشارة إلى أن أوداغست كانت عاصمة لبلاد أنبية (مصطلح يعني تحالف قبائل صنهاجة الصحراء). وكانت فترة ظهورها قد شهدت ميلاد ممالك ودول أخرى في أجزاء عدة من الصحراء الكبرى مثل إمارة سجلماسة وإمارة تاهرت وإمبراطورية غانا الوثنية.
وقد كان النظام السياسي لمملكة أوداغست ملكي وراثي, حيث تعاقب على ملك تلك الدولة ثلاثون ملكاً من قبيلة لمتونة, ومن أشهر هؤلاء الملوك تيلوكاكين أو تلاكاكين، أول من ملك على أوداغست, وهو الذي عُرف بفتوحاته العديدة كما أشارت المصادر التاريخية، وكذلك ابنه تيلوتن الذي كان معاصرًا لصقر قريش الأموي عبد الرحمن الداخل.
ادت العوامل الداخلية مثل الصراعات على الحكم، والخارجية مثل تحالفات الممالك المناوئة إلى ضعف هذه المملكة, مما جعل ملوك غانة لفترة من الزمن يتركون مدينة أوداغست تحت سلطة أمير يتبع لهم أو جماعة من أعيان المدينة يشكلون مجلس السلطة فيها، بعدما كانت مدينة أوداغست مقر مملكة صنهاجة المذكورة مدة قرون، تخضع مملكة غانة نفسها تحت سلطانهم, وفي النهاية أصبحت تتبع دولة المرابطين وذلك في عام 1055 م.
ويذهب البعض إلى أن الدولة المرابطية في شخصيات أمرائها في طوريهم الصحراوي (يحي وأبوبكر أبناء عمر)، والموريتاني (يوسف بن تاشفين وأولاده) ،دولة صنهاجية صميمية ينتهي نسب جميع أمرائها إلى بيت تلاكاكين، أول ملوك أوداغست.
كما وتوجد أطلال اوداغست اليوم ضمن ولاية الحوض الغربي (اوكار قديما) في موريتانيا الحالية.
