منتديات طريق العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


طريق العرب
 
الرئيسيةإتصل بناأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ولاتة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد عنتر سعد
مراقب
مراقب
سعد عنتر سعد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2517
نقاط : 6975
العمر : 32

ولاتة Empty
مُساهمةموضوع: ولاتة   ولاتة Emptyالأحد 30 مايو 2010 - 10:41



ولاتة

مدينة ولاتة أو ولاتن 1 تاريحية موريتانية تبعد عن العاصمة انواكشوط 1350 كم على الحدود مع مالي وقد أعلنتها اليونيسكو موقعاً للتراث العالمي.


نشأة مدينة ولاته

يقول المؤرخون تاريخ هذه المدينة يعود إلى القرن الأول ميلادي حيث كانت تعرف ب بيرو، مع مجيء الاسلام الصحراء عرفت هذه المدينة ازدهارا كبيرا، كانت محطة للتجار والقوفل القادمة من الجنوب ة أفريقيا متجهة إلى الشمال.

في مطلع القرن الرابع عشر في حدد 726 ه ز اها الرحالة المسلم ابن بطوطة و تحدث عن الازدهار الشديد الذي كانت تعرفه المدينة بحكم موقعا الأستراتيجي كنقطة وصل بين الا قاليم الفريقية في الجنوب وبين الدولة الإسلامية في الشمال حبث وصف رخاء معيشة اهلها بقوله (ويجلب اليهم تمر درعة، وسجلماسة، وتأتيهم القوافل من بلاد السودان فيحملون الملح ويباع الحمل منه بولاتن بثمانية مثاقيل إلى عشرة ويباع في مدينة مالي بعشرين مثقالا وربما يصل إلى اربعين مثقالا وبالملح يتصارفون كما يتصارف بالذهب والفضة يقطعونه قطعا ويتبايعون به).2(الرحلة ص 658)

ومنذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي عرفت مدينة ولاته بداية نهضة فكرية كبيرة، وأصبحت احد اهم مراكز الاشعاع الثقافي العربي الإسلامي، وهاجر إليها عدد كبير من علماء مدينة تومبوكتو التي عرفت قلاقل وفي نفس الظروف هاجر إليها علماء ومفكرون من فاس وتلمسان ومراكش، كما استقر بها بعض اهالي توات بجنوب الجزائر، وبعض العائدين من الاندلس التي سقطت نهائيا بيد الاسبان عام 1492.

والحقيقة ان هذا الكم الهائل والمتنوع من المهاجرين رفد المدينة بمصادرها الثقافية التي بقيت حتى الآن وسمح لها في نفس الوقت بأن تتحول خلال القرون الخمسة الماضية إلى منارة ثقافية وعلمية وعاصمة من عواصم الفقه المالكي، كما نجد هذه الروافد المختلفة ماثلة في العمارة الولاتية البديعة, وفي عادات سكان المدينة شديدة التحضر وسط عالم صحراء بدوي, يبدو غير مناسب تماما لهذه العادات الحضرية التي استقدمها الوافدون معهم من فاس وتلمسان وغرناطة وغيرها من الحواضر العربية العريقة في العمران والمدنية.


العمارة الولاتية

تشتهر البيوت الولاتية بجماليات العمارة العربية الإسلامية خاصة منها الاندلسية والمغربية، ويبدو ذلك من طراز مواد البناء، وأيضا في أنواع الزخرفة مع جنوح إلى البساطة بعض الشيء وميل إلى استخدام الخامات المحلية من فخار وجص وجليز وحجارة ملونة عالية الجودة تضمن قوة البناء وانسجامه مع المشهد البيئي العام الذي وضع ولاته فوق مرتفعات الحوض جاثمة بجلالها لقلعة تحرس هدوء الصحراء وتتبرج بجمالها في وجه المرتفعات الشامخة. وقد حاول باحثون غربيون وموريتانيون تفسير معاني لوحات الفسيفساء التي تزين جدران ومداخل البيوت الولاتية، وقد اتفقوا على عودة بعضها لفترة ما قبل الإسلام بما يحمله من اساطير وثنية في حين ان بعضها الاخر إسلامي مغربي اندلسي الملامح لحد يجعل البعض يعتقد انه جلب من فاس أو تلمسان وهو امر يكاد يكون متعذر الاثبات أو النفي على حد سواء.

والبيت الولاتي يضمن نوعا من التهوية الطبيعية وذلك بتقليله من الأبواب، فلكل منزل بابان لا اكثر احدهما مخصص للرجال والضيوف، والاخر للنساء والحريم عامة، كما أن في كل بيت مجلسا يسمى محليا (درب) وهي إشارة إلى موقعه كأقرب مكان من باب الشارع حتى لا تقع عين الزائر على الحريم، وللحريم أيضا مجلس يكون بابه داخليا اي متفرعا من احدى الغرف فقط ويسمى (السقفة) ولا يخلو بيت من دور علوي يسمى (القرب)، والسلم الصاعد اليه يكون متسعا لحد يسمح بفناء تحته توضع فيها قدور الماء لتبقى باردة.


اساطير ولاته

الاساطير هي ملح المدن التاريخية، ولولاته اساطيرها الكثيرة التي يعود بعضها إلى معجزات الصالحين والبلطجية والتجار والجواري وغيرهم ممن حل بهذه المدينة والتي ظلت الاجيال تتناقلها كتراث له مكانته الخاصة عند الاهالي. وتقاطع التاريخ والاسطورة، الحقيقة والخيال، ما كان وما يجب أن يكون, في الكثير من هذه الاساطير والحكايا، وسنورد واحدة منها هي قصة مجيء ولي الله الصالح سيدي احمد البكاي بودمعة إلى مدينة ولاته مطلع القرن الخامس عشر الميلادي.


تقول الحكاية ان سيدي احمد سمي البكاي بودمعة لأنه ظل لشدة تقواه وعبادته ظل مدة اربعين سنة يبكي لأن نافلة فاتته، وعندما جاء من الشمال نازحا مع مريديه، نزلت قافلته خارج سور ولاته مساء، وكان السور يغلق عند مغيب الشمس وكل من كان موجودا خارجه تأكله السباع وربما الغول أيضا، وبدافع النصيحة اسرع الاهالي لتنبيه الولي ومريدي، لكنه رفض مبارحة مكانه، وجاءت السباع، وظلت تبصص عند قدميه بأذنابها مسلمة عليه، ولدهشة اهالي ولاته في الصباح عندما وجدوه حيا، طلبوا منه الاقامة معهم، وعندها انتفت السباع نهائيا من المنطقة واخذ الغول والعنقاء عصاهما ورحلا إلى الابد.

ومزار البكاي موجود في ولاته وهو احد المعالم الإسلامية وبأحوازها التي تزخر بالكثير من المعالم والمزارات الأخرى الكثيرة.


نهاية مدينة

ومدينة ولاته الآن معرضة بكل تراثها الإسلامي العريق للغرق بفعل التصحر وزحف الرمال، وهذا هو سبب الحملة الدولية التي اطلقتها اليونيسكو من اجل المدن التاريخية الموريتانية الاربع. وان كانت ولاته اكثرها عرضه لواقع هجرة عدد كبير من سكانها لحد انهم لم يعودوا الآن يزيدون على الالفين نسمة، وهم الذين كانوا يزيدون على العشرات من الآلاف منذ عهود سحيقة. ولعل العزاء الوحيد في بقاء هذه المدينة العربية هو نشاط المكتبات والمخطوطات المدعومة لحد ما من اليونيسكو والمعهد الموريتاني للبحث العلمي، وهذا ما سمح بتصنيف بعض مكتباتها التي تحوي آلاف المخطوطات الثمينة التي لا تقدر بثمن على ان البعض الاخر ما زال عرضة للإهمال ويعيش حالة مزرية تهدد ان لم يتداركها الغيورون على ثقافة هذه الامة, بأن تنقرض وتصبح اثرا بعد عين مرة واحدة إلى الابد.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/saadanter
 
ولاتة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طريق العرب :: الجمهورية الإسلامية الموريتانية :: منتدى الجمهورية الإسلامية الموريتانية-
انتقل الى: